الأربعاء، 30 أغسطس 2017

برلمان الجنوب يقر الموازنة بعجز 109 ملايين دولار

أقر البرلمان القومي لدولة جنوب السودان في جلسته، يوم الثلاثاء، الموازنة المالية الجديدة للعام 2017 - 2018، بعجز يصل إلى 109 ملايين دولار. وأحالها إلى رئيس الدولة سلفاكير ميارديت، للمصادقة عليها، قبل صدورها بقانون.
وتبلغ قيمة موازنة البلاد للعام المالي 2017 - 2018 التي استمر نقاشها أشهراً، 46,5 مليار جنيه جنوب سوداني (300 مليون دولار أميركي) بعجز يصل إلى 109 ملايين دولار.
وكانت موازنة البلاد للسنة المالية الماضية 2016 - 2017، بلغت قيمتها 29,6 مليار جنيه (191 مليون دولار).
وانتهت السنة المالية الماضية لجنوب السودان في 31 يوليو الماضي.
وقال وزير المالية استيفن ذيو في خطابه أمام أعضاء البرلمان، إن المتوفر في خزانة الحكومة حالياً هو 191 مليون دولار.
وأضاف ذيو أن أولويات الصرف الحكومي لهذا العام، ستنحصر في رواتب الموظفين الحكوميين والتي تمثل نسبة 62 بالمائة من ميزانية الدولة، والإنفاق على مبادرات اتفاق السلام الموقع في 2015 بين الحكومة والمعارضة، إلى جانب تمويل النشاط الزراعي.وزاد "يمكن تغطية عجز الموازنة، من خلال تطبيق قانون الضرائب المعدل، الذي يضع شروطًاً جديدة لتقوية الإيرادات غير النفطية.. وزيادة الاستدانة عن طريق شهادات الائتمان المالي".
تنص لائحة الضرائب الجديدة، على زيادة رسوم العبور بالمطار من 20 دولاراً إلى 30، وزيادة ضريبة الدخل الشخصي بنسبة خمسة بالمائة.
وتتوقع الحكومة في البلاد، تراجع إنتاج النفط إلى 110 آلاف برميل يومياً، نزولاً من 130 ألفَاً في العام الماضي، بسعر برميل مقدر عند 45 دولاراً.

مصر تواصل حملات إعتقال المواطنين السودانيين بمثلث حلايب

واصلت السلطات المصرية حملات الاعتقال والقبض بحق المواطنين السودانيين بمثلث حلايب السوداني المحتل من قبل السلطات المصرية.
وكشفت مصادر “سودان سفاري” بمثلث (حلايب - شلاتين - أبو رماد) عن قيام السلطات المصرية باعتقال أي مواطن لا يحمل البطاقة المصرية “حتي لو كان من سكان المثلث.
وبلغت جملة المعتقلين ،المقبوض عليهم (222) مواطن سوداني ، ولم تقدمهم السلطات المصرية للمحاكمة ، واكتفت بعرضهم علي النيابة ، وعزت المصادر هذا المنحي لضيق السجون في محافظة البحر الاحمر وتكاليف (الأكل والشرب والترحيل) ، وأضاف "وجود عدد من أبناء المنطقة العبابدة والبشارية واحدة من أهم أسباب عدم التصعيد”.

مقتل (11) من الدينـكا والمسـيرية بأبيي على يد الجيش الشعبي

كشفت قيادات بارزة بدينكا نقوك عن مقتل (8) من أفراد القبيلة و(3) من المسيرية وجرح ثمانية ونهب أبقارهم على أيدي الجيش الشعبي على حدود منطقة أبيي.
وأشار كوال مليك شول القيادي بنظارة دينكا نقوك في تصريح لـه ، إلى رفع مذكرة لقوات حفظ السلام بأبيي (يونسفا) توضح تلك الخروقات، مبيناً أنها وعدت بدورها التقصي والتحقيق حول الحوادث المتكررة من قوات الجيش الشعبي و”التورا بورا”، لافتاً إلى أن خروقات الجيش الشعبي أصبحت متكررة بسبب المجاعة التي تشهدها دولة جنوب السودان، إضافة إلى تنفيذ مخططات خلق الفتنة بين مكونات المنطقة.
من جانبه كشف محمد عمر الأنصاري القيادي بالمسيرية عن عزمهم رفع مذكرة مشتركة للأمم المتحدة بشأن الخروقات الواضحة التي يقوم بها الجيش الشعبي تجاه المواطنين بمنطقة أبيي.

غندور: العلاقات مع مصر ليست "سمن على عسل"

اتهم وزير الخارجية، إبراهيم غندور، جهات لم يسمها، بالسعي إلى تعكير علاقات السودان ومصر، وأقر بأن العلاقات ليست "سمن على عسل"، ولكنه أكد حرص القيادة السياسية في البلدين على الدفع بالعلاقات نحو الأمام وحل أي إشكالات.
وفي تصريح صحفي قال غندور ، ليل الثلاثاء، بأن هناك الكثير من الانشغالات بين السودان ومصر تشمل قضايا المياه وتداخلات المواطنين في الدولتين، وقضية حلايب.
ونوه بأن قضية حلايب إن لم تحل ستظل "خميرة عكننة"، وأن الشعب السوداني لن ينسى "حلايب"، مشيراً إلى سعيهم للابتعاد بها عن التناول الإعلامي حتى لا يؤثر سلباً على علاقات البلدين، وأن لا تكون عنصر مواجهة.
وأضاف قائلاً "تمصير حلايب لن يجعلها مصرية بأي حال"، مُذكِّراً بأن السودان ظل يدفع بشكواه إلى مجلس الأمن منذ العام 1958، مع تجديدها سنوياً، لافتاً إلى إحاطة الأمين العام للأمم المتحدة بكل مستجدات الملف من الجانب المصري.
وأعلن غندور بأن مصر تدرك حقيقة الوثائق السودانية التي تؤكد " سودانية حلايب"،  مبيناً بأن السودان جاهز لأي خيار تختاره مصر لحل قضية حلايب، محذّراً من أن بقاء حلايب كـ"شوكة في خاصرة علاقة البلدين"، وأن ضعف السودان يعني ضعف مصر والعكس هو الصحيح.
وانتقد الاعتقالات التي يتعرض لها السودانيون في حلايب، مُعلناً عن صدور توجيه لمنسوبي الخارجية في القنصليات السودانية بمصر بعدم منح أي سوداني، "فيزا سفر" اضطرارية للترحيل بعد توقيف السلطات المصرية لهم في حلايب.
وتابع " هؤلاء سودانيون وحلايب سودانية، فكيف يتم ترحيلهم عن أرضهم".
وأقر الوزير بتعرّض السودانيين لمضايقات وتعامل بعنف في مصر، وقال إن ذلك يسبب لنا إزعاجاً وهو أمر غير مقبول، مشيراً إلى أن لجنة التشاور السياسي بين الدولتين مضت نحو حلحلة الكثير من الخلافات خاصة "التأشيرات والمعابر".
ونفى انزعاج السودان من الجولات التي يقوم بها الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي في أفريقيا، خاصة دول الجوار السوداني، مشيراً إلى أن تلك الجولات تندرج في إطار سعي مصر إلى استعادة نفوذها الأفريقي عقب التداعيات السياسية التي مرت بها خلال السنوات الأخيرة.

الثلاثاء، 29 أغسطس 2017

مقتل صحفي أميركي بجنوب السودان

قال المتمردون والجيش في جنوب السودان، إن مواطناً أميركياً يعمل صحفياً حراً، كان ضمن 19 شخصاً قتلوا، السبت، خلال قتال بين القوات الحكومية والمتمردين في ولاية نهر ياي. وعمل كريستوفر ألين لحساب مؤسسات إخبارية متنوعة.
وقال المتحدث باسم الجيش سانتو دوميك تشول لـ"رويترز" "على الأرض تم العثور على نحو 16 (جثة) حول الموقع الدفاعي للجيش الشعبي لتحرير السودان منها (جثة) هذا الرجل الأبيض".
وأضاف أن المتمردين قالوا إنه يدعى ألين وكان برفقتهم على مدى الأسبوع الأخير. وأشار تشول إلى أن المتمردين هاجموا قاعدة للجيش في كايا لكن القوات ردتهم على أعقابهم بعد قتال دام لمدة ساعة.
ولم ترد الحكومة الأميركية على الفور عندما حاولت "رويترز" الحصول على تعليق منها.
وسقط جنوب السودان في هوة حرب أهلية على أساس عرقي بعدما أقال الرئيس سلفاكير نائبه ريك مشار في أواخر عام 2013.

الأحد، 27 أغسطس 2017

“أحوال المثلث”

في صباح كل يوم جديد، تزداد السيطرة المصرية على منطقة حلايب المتنازع عليها بين السودان ومصر التي ظلت طوال الفترة الماضية تسعى إلى تمصير المنطقة من خلال الخطوات المتتالية التي ظلت تتخذها من وقت لآخر والتي كان آخرها فرض السلطات المصرية شروطا جديدة للدخول والخروج من مثلث حلايب الذي تسيطر عليه مصر منذ وقت طويل. وفي السياق كشفت مصادر داخل المثلث أن السلطات المصرية منحت الأهالي مهلة أسبوع فقط للعلاج والزيارات خارج المثلث، وأوضحت أن المخالفين سيتم منعهم من الدخول، كما أصدرت السلطات المصرية قرارا آخر بدفن الموتى داخل المثلث فقط.
وفي مطلع أغسطس الجاري شرع الجيش المصري في بناء موقع عسكري بمساحة (1800) متر مربع، وقام سلاح المهندسين بذلك غرب بوابة منفذ خط (22) في حلايب، كما أعلنت الحكومة المصرية تخصيصها مليار ومئة مليون جنيه مصري، نحو (60) مليون دولار أمريكي، لتنمية وإعمار مثلث حلايب، فيما قللت الخارجية السودانية من الخطوة ووصفتها بعديمة القيمة، وجددت التمسك بسودانية حلايب.
وعلى خلفية هذه الأحداث، جددت الحكومة السودانية شكواها لدى مجلس الأمن منتصف الشهر الماضي بشأن تعدي مصر على الأراضي السودانية، ونقلت الشكوى تنفيذ السلطات المصرية لقرار أصدره الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بإزالة المباني والمحلات التجارية، والمرافق الحكومية السودانية في حلايب في 18/ مارس الماضي، وقالت الشكوى إن مصر استخدمت جرافات بحماية قوة من الشرطة والجيش وتمت إزالة (164) محلاً و(40) منزلاً تتبع لمواطنين سودانيين.
وفي الخامس من أغسطس الجاري أعلنت قيادات من الإدارة الأهلية بمحلية حلايب، اعتقال السلطات المصرية لـ(222) مواطنا سودانيا وتقديمهم للنيابة المصرية التي أحالتهم إلى جهات إدارية، وأشارت إلى تكثيف السلطات المصرية لحملاتها داخل أراضي المثلث، ونقل المركز السوداني للخدمات الصحفية وقتها، خبر مفاده أن عدداً من قيادات الإدارة الأهلية قالت إن السلطات المصرية نفذت حملاتها وسط السكان في مناطق (حلايب وشلاتين وأبورماد) خاصة أبناء قبيلتي (العبابدة والبشاريين)، وأوضحوا أنها ألقت القبض عليهم بدعوى عدم حمل البطاقة المصرية، وشككت القيادات في دوافع الحملات التي تهدف إلى إخلاء مثلث حلايب من سكانه عبر تكثيف الحملات على طول الحدود السودانية المصرية توطئة لتقنين عمليات التنقيب عن الذهب.
وقبل أن تمضي أيام على اعتقال قيادات الإدارة الأهلية بمحلية حلايب، أعلن عثمان أحمد السمري معتمد محلية حلايب بولاية البحر الأحمر مقتل عاملين سودانيين وإصابة (19) آخرين، إثر مطاردة السلطات المصرية لهم، ويأتي ذلك بعد اتهام البرلمان السلطات المصرية بمضايقة السودانيين من حين لآخر تجاه منطقة المثلث، وقبل ذلك أعلنت الحكومة السودانية تعرض مواطن سوداني لإطلاق نار من دورية تابعة للقوات المصرية، عقب إطلاقها النيران على مجموعة من المنقبين عن الذهب داخل الحدود.
ولقي اثنان من المعدنين السودانيين مصرعهما أثناء هروبهما بسبب ملاحقة السلطات المصرية لهما، أحدهما توفي عطشاً والثاني سقط من جبل، كما دفعت المضايقات المصرية مئات المعدِّنين السودانيين للفرار من مثلث حلايب نحو (أوسيف وبورتسودان) بولاية البحر الأحمر. وأكد السمري استمرار مضايقات الحكومة المصرية للمعدِّنين السودانيين، وقال إن عدد الذين وصلوا عاصمة محلية حلايب أوسيف حوالى (341) معدناً، متوقعاً وصول آخرين خلال الأيام المقبلة. وكشف السمري عن محاكمات قامت بها السلطات المصرية بمحاكم (الغردقة)، وقال إنها حاكمت عدداً من المعدِّنين السودانيين بأحكام مختلفة تراوحت بين السجن والغرامة، وأضاف أن أقل عقوبة هي دفع غرامة قدرها (10) آلاف جنيه مصري أو السجن سنة.
وفي نهاية يناير الماضي اتفق الرئيسان، المشير عمر البشير ونظيره عبد الفتاح السيسي، على أن لا تشغل قضية حلايب البلدين عن تقوية العلاقات بينهما، وقال البروفيسور إبراهيم غندور وزير الخارجية وقتها: “إن قضية حلايب ممتدة واتفق البشير والسيسي على أن لا تشغل القضايا الخلافية البلدين عن الوصول إلى ما يمكن أن يؤدي إلى تمتين العلاقة بينهما”. وعلى الرغم من اتفاق الرئيسين المصري والسوداني، إلا أن السلطات المصرية ظلت تفرض سيطرتها على المثلث، واتضح جليا أن ما تقوم به مصر تجاه السودانيين من سكان المثلث المتنازع عليه بين البلدين، هو عبارة عن خطوات نحو السيطرة الكلية على المثلث.
ويتنازع السودان ومصر في السيادة على مثلث حلايب، الذي فرضت مصر سيطرتها عليه منذ العام 1995، ويضم حلايب وأبو رماد وشلاتين، ويقع المثلث في أقصى المنطقة الشمالية الشرقية للسودان على ساحل البحر الأحمر، وتسكن المنطقة قبائل البجا السودانية المعروفة، ومؤخرا هدد السودان باللجوء للتحكيم الدولي إذا فشلت عملية التفاوض مع الجانب المصري، كما رفضت القاهرة طلب الخرطوم التفاوض المباشر حول منطقة (حلايب وشلاتين) المتنازع عليها بين البلدين منذ عقود، أو اللجوء إلى التحكيم الدولي.

سلطات الاحتلال المصرية و (فهلوة) جديدة!

طالما ظلت سلطات الاحتلال المصرية تحكم سيطرتها على مثلث حلايب السوداني رافضة أية تفاضوا وتحكيم أو آلية قانونية فان من الطبيعي والحكومة المصرية تقوم بدور السلطة المحتلة ان تقع انتهاكات ضد السكان المحليين بطريقة يومية ممنهجة، اذ تقول تقارير شرطية في المثلث المحتل ان اعداد السكان المحليين الموقوفين بالسجون المصرية بمحافظة البحر الأحمر في تزايد مستمر، في ظل انعدام المقومات الانسانية الطبيعية والاحتياجات الأساسية لهؤلاء الموقوفين داخل زنازين سلطات الاحتلال المصرية!
أحد قادة الإدارة الأهلية قال لـ(سودان سفاري) ووجهه يطفر بالحزن والأسى ان الموقوفين بالسجون المصرية من سكان المثلث لا يجدون الطعام والذي عادة ما تقدمه سلطات اي سجن في أي دولة! ليس هناك طعام ولا مياه شرب ولا يستطيع عدد السجين قضاء حاجته الطبيعة.
متابعات (سفاري) تشير إلى ان عدد الذين قامت سلطات الاحتلال المصرية باعتقالهم بلغ حتى الآن 222 شخصاً، تم عرض حوالي 130 منهم على القنصلية السودانية لاستخراج وثائق سفر لهم، وكن القنصلية السودانية –بذكاء متوقع ومعروف– رفضت استخراج وثائق سفر لهم باعتبار ان هؤلاء الموقوفين مواطنين سودانيين يقيمون في ارض سودانية!
وبالطبع لا يتصور عقلاً ولا منطقاً ان تقوم قنصلية في أراضي سودانية باستخراج وثائق سفر لمواطنين سودانيين هم عملياً يقيمون في أراضي سودانية! هؤلاء الموقوفين ليسوا خارج السودان ولم يدخلوا في أراضي دولة أجنبية ! وبالطبع أيضاً أسقط في يد السلطات المصرية التى كانت تود ممارسة (فهلوة مصرية) على القنصلية السودانية تحصل على (إعتراف سوداني) بمصرية حلايب!
 صحيح هنا أن موقف القنصلية السودانية ربما يزيد من معاناة هؤلاء الموقوفين الذين لا ذنب لهم سوى ان سلطات الاحتلال المصرية تستخدمهم كطعم للحصول على مشروعية احتلالها لأرض سودانية ولكن من المؤكد ان المصلحة العليا للدولة السودانية تقتضي اتخاذ مثل هذا الموقف المستند إلى الأعراف والقوانين الدولية.
ولعل أكثر ما يؤسف له في هذا الموقف ان سلطات الاحتلال المصرية تعرف مسبقاً ان هذه (الفهلوة) التى شبع منها السودانيين طيلة مشاهدتهم للدراما المصرية أساليب الفتوة في الحارة المصرية، و (الجدعنة) على الطريقة الدرامية المصرية لن تنطلي على العقل السوداني الألمعي. فالسلطات المصرية تمارس ما هو أسوأ من الاحتلال باعتقال السكان المحليين أصحاب الأرض وتعاملهم معاملة مزرية وتمنع عنهم الطعام والماء و تحط من قدرهم بوضعهم في زنازين وغرف رطبة شديدة القبح وسيئة التهوية، فقط لكي تثبت جاهدة انها تماس سيادتها الوطنية على المثلث!
دولة تدعي انها عريقة وحضارتها عمرها 7 آلاف سنة بحسب ما تزعم ولكنها ما تزال تستخدم أساليب ما قبل (السبعة آلاف سنة)!

سلفا كير : عودة مشار إلى جنوب السودان ستخلق زعزعة للإقليم

قال رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير ميارديت، إن عودة منافسه السياسى ونائبه السابق رياك مشار الى البلاد من المنفى للمشاركة فى عملية الحوار الوطنى ستخلق عدم استقرار في الإقليم، مؤكدا أن قرار إبقاء مشار بعيدا عن البلاد تم التوصل إليه من قادة المنطقة بزعمهم أن مشار سينزلق بالبلاد الي حرب إذا لم تعطى القضايا التي أثارها الاهتمام الذي يريده.
وقال سلفا كير في تصريحات لإذاعة دويتشه فيله الألمانية الجمعة “لم نستبعد أي شخص من الحوار ولكن مشار غير مهتم بالانضمام وكذلك جميع المنطقة لا تريده أن ينضم إلى عملية الحوار ، كان هذا هو الاتفاق لأنه إذا جاء إلى هنا سيخلق وضعا يقود الناس إلى الحرب. إن وجوده هنا سيخلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة بأسرها وليس فقط في جنوب السودان.”
وقال مساعد الأمين العام لعمليات حفظ السلام القاسم وين في تقرير لمجلس الأمن الدولي الخميس، إن الرئيس كير في وقت سابق من هذا الشهر أخبر جان بيير لاكروا رئيس إدارة عمليات حفظ السلام أنهم لا يرغبون في مشاركة مشار في عملية الحوار.
وأضاف ” أعرب الرئيس كير وأعضاء حكومته عن تحفظهم بشأن ادراج بعض الشخصيات فى اى عملية حوار وخاصة رياك مشار. غير أنه لا يمكن استبعاد المجتمعات الكبيرة من العملية لمجرد انهم قادوا او دعموا فردا معينا”.
وفى مقابلة مع الإذاعة الالمانية، نفى الرئيس أيضا ان تكون حركة مشار تشكل تهديدا لادارته ولكنه اكد انه يسبب ارتباكا من خلال مواصلة الاتصال بأتباعه عن طريق الهاتف لمواصلة القتال.
وأردف “انه ليس تهديدا للحكومة، انه لا يثير سوى، الارتباك يدعو مؤيديه على الهاتف وهو يعرف أين يختبئون وهؤلاء هم الذين لا يزالون يثيرون المشاكل ويواصلون القتال ولا يريدون السلام. ان مشار ليس لديه روح القيادة ولا روح التآزر، أنه يرغب في موت الناس بصورة يومية “.
وقال زعيم جنوب السودان إنه حر في التحرك في أي مكان يرغب في زيارتها في البلاد، نافيا ان يكون محصورا في جوبا حيث يقول منتقديه انه أصبح كأنه عمدة لمدينة جوبا.
وزاد “إذا كان لدي أي سبب للابتعاد عن هنا يمكنني الذهاب في اي زيارة، ففي الجمعة الماضية ذهبت إلى كيغالي في رواندا لحضور حفل تنصيب رئيس رواندا . لذلك، أنا لست عمدة جوبا. ولدى جوبا حكامها ورؤساء البلديات. هذا ليس مهمتي “.

حركة تحرير السودان تناشد المجتمع الدولي لإطلاق سراح معتقليها بجوبا

اتهمت حركة تحرير السودان الثورة الثانية حكومة جنوب السودان بالتآمر مع جهات لاعتقال قياداتها بسجون جوبا لعرقلة مسيرة السلام بدارفور، في وقت طالبت فيه المجتمع الدولي بلعب دور فاعل لإطلاق سراح معتقلي الحركة.
وقال أبو القاسم إمام وزير الدولة بالحكم اللامركزي رئيس الحركة ، إن استخبارات الجيش الشعبي كانت قد اعتلقت كل من آدم عبدالله محمد وعبد الله خليل أبكر القياديين بالحركة وأودعتهما معتقل داخل جوبا دون توجيه أي تهمة لهما قبل أكثر من عام، مؤكداً أن حكومة الجنوب أقدمت على هذه الخطوة غير الإنسانية بإيعاز واتفاق مع بعض الجهات وذلك بسبب مشاركة الحركة في الحوار الوطني ومن ثم انضمامها للسلام.
وأضاف إمام أن القياديان المعتقلان أصبحا في حالة صحية حرجة مما يتطلب التدخل الفوري لمنظمات المجتمع الدولي لإنقاذ حياتهما.

الخرطوم وجوبا تُنهيان المباحثات الفنية المتعلقة بملف النفط

أنهى السودان وجنوب السودان، في مقر وزارة النفط والغاز السودانية بالعاصمة الخرطوم، المباحثات الفنية بين الدولتين والتي تتعلق بملف النفط، حيث رأس الوفدين وكيلا وزارتي النفط في كل من الخرطوم وجوبا.
وقال وكيل وزارة النفط والغاز، مهندس بخيت أحمد عبدالله، إن المباحثات الفنية هي مباحثات راتبة تهدف إلى متابعة الجوانب المتفق عليها، وتقديم العون الفني لتشغيل آبار الوحدة والبترول المصدّر عبر موانئ البلاد وشراء الخام لمحطة أم دباكر.
ونوه عبدالله بأنه قد جرى النقاش حول تدريب الكوادر البشرية بجمهورية جنوب السودان، بمركز التدريب النفطي بالخرطوم.
بالمقابل امتدح وكيل وزارة الطاقة بجمهورية جنوب السودان، مهندس محمد لينو، التعاون الفني مع السودان، مبيناً أنه صمام الأمان لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين.

حلايب في التراث: شعراً ونثراً ورأياً وحزماً

الخبر الرئيس ليوم 14/8/2017م بالخط الأحمر (بالصفحة) الأولى بجريدة (الإنتباهة) يقول: (إزالة 26 منزلاً في حلايب).
 فلما قرأته أزعجني تمادي حكومة مصر السيسي في التطاول علينا. فقلت وصاحب الكشك وثاني بجوار يسمع: لماذا لا نرد عليه بحزم لاسيما وكلمة السيسي من المشترك المعنوي كأسد وريم. يطلق على حصان قزم بحديقة الحيوان بالجيزة بمصر؟.
أجاب الثاني وهو شاب مربوع القامة بسن 27 تقريباً. الأفضل ألا يردوا. لأنهم لو ردوا ستكون فتنة. فدهشت لرده. فقلت: أي فتنة أكبر بعد سلب أرض الوطن بالقوة؟! ودهشت أكثر لما علمت منه أنه من شرق السودان!. فلما ذهب قال صاحب الكشك: يبدو أنه من مخابرات السيسي. قلت: إذن.. حاميها حراميها؟!
واستدعى ذلك عدة ذكريات عن حلايب، رأيت ذكرها تباعاً علها تفيد بصورة او بأخرى. وإليك هي:1
1/ كان يسكن شرق ساب جزيرة حمور(الساب بالدارجة راس الجزيرة الشمالي يقابله الكُنج "بضم الكاف" رأس الجزيرة الجنوبي) عرب خُلَّص. منهم أسرة عبده وزوجته بنت عمر كان بين هذه الأسرة وأسرة جدي لأمي احمد عبد الرحمن حمور المشهور بـ(احمد باشا)، من الحموراب دون غيره ود صادق أدى الى شراكة
في ناقتين وجمل. وكانت بنت عمر عند زياراتنا لهم تقول لي وأنا بالرابعة(البشاري) لشعري الأشبه بشعر العرب الخلص أعني السبيب السادل. وفيما بعد علمت أن البشاريين إحدى قبائل شرق السودان. وبالتحديد الذين يسكنون منطقة حلايب. لهم جمال لا مثيل لها في السودان، بل العالم قاطبة لسرعتها وصبرها
على طول الطريق كما تتميز قامات البشاريين بالميل للطول.
ورقة القامة من غير هزال ولا مرض. وهو (الشّخت). بالفصحى. هذا في النثر: اتذكر
2/ ومن الشعر للسيد صالح دار كتاب طبع عام 1963م. لا أتذكر عنوانه ولكن مساجلة شعرية في وصف أحدهم جمله البشاري وردّ الآخر عليه. قال الأول:
(بشد باركب علي ود البشاري) (فريوة الريف مع المحزم تجاري) (بت عجلان قبل ما ألم حكاري)
شرح الكلمات:
(فريوة) تصغير لتعظيم لا التحقير . (الريف) مصر. المعنى صناعة مصرية (المحزم) الحزام وهو الغُردة . بضم القاف.
(حكاري) الحكر هو الحجر فلتقي الفخذين الأمامي. الشاهد في نشاط جمله وسرعة قيامه
ردّ عليه الشاعر الآخر بذات كلماته عدا كلمة القافية. وهنا تظهر براعته فقال:
(بشد بركب على الـ ياخدله عنّه (فريوة الريف مع المحزمة متنّة) (يتب عجلان قبل ما أ لم رسنّا)
شرح الكلمات:
(عنّة) للجمل 3 اصوات هدر/ رغي/ وعنّه. العنة يقولها الجمل لطلب الترفق به . والرغي للتعبير عن الالم. ومنه المثل (المحمولة رغّاية) اما الهدر ففي حالة الهياج وفرط القوة. (فريوة والمحزم) هما كالسابق الا انهما اطول (رسنا) معلوم من الشعر او الجلد. به يحكم سير الجمل (ياخدله ) يا خذ له للأول، لأن الذي يسبق
لم الرسن الأهون وأسرع من الذي يتب بعد الحكام الأطول زمناً من لم الرسن. بالإضافة الى أنه أعاد ذات كلماته عدا كلمة القافية. هذا في الشعر
وآخر في الشعر أيضاً
قبل الاستقلال في 1/1/1956م كان بالسودان حزبان الأمة الداعي الى الاستقلال والاتحادي الداعي لوحدة وادي النيل تحت التاج المصري (الآن أكثر من 80 حزباً بعد أن بردت الحارة) ثم تطورت الأحداث الى حد أن الرئيس أزهري أعلن الاستقلال من داخل البرلمان. وأيد الاتحاديون كلهم استقلال السودان كحزب الأمة.
منهم حاج محمد ود البيه ناظر عموم الجعليين. ومساق الحديث كان له شاعر قومي اسمه حمدان كالمتنبئ لسيف الدولة. فقال مسدار دوبيت من أبلغ ما قيل في تأييد الاستقلال وهو:
(سيب الوادي شبر في الأرض ما بندي) (إلا مراكب العدو في دمانا تعدي) (ما بننسى القديم قلوبنا ما بتصدي) (أهلق تاراً قيل جرحه ديمة مندي)
شرح الكلمات:
(ما بـ/ندي) الباء داخلة على الفعل لهجة سوادنية مضطردة (الا) او علا بقلب الهمزة عينا لهجة سودانية مضطردة ايضاً تفادياً لنطق الهمزة الثقيل لقريش في العرب (ما بـ/ننسى ) كالسابقة (بـ/تصدي) بالمثل ايضاً تاراً قبيل اصلها ثأراً كالسابقة بقلب الثاء وحذف الهمزة (ديمة) اصلها دائماً لهجة سوانية. (مندي) لا
يبرأ لماذا؟ قديماً لا يعرف الآن الإصابة المجروح بداء السكري. والإشارة الى حروب المصريين السابقة بالسودان.
ومن شعره القريب من هذا في هذا المعنى وليس به. او الهجاء والحكمة.
ومناسبة المسدار إنه مدح لشخص كثير العطاء فلم يعطه شيئاً. فقال في هجائه مخاطباً نفسه.
(مدحك آخره لأهل المكارم سنّة) (سيف البالة ما بيقطع قدر ما تسنّه)
(لفظة يكيفك ويعجب الوارثنّة) (مو قضّاي غروض ساكت بغر بي سنّه)
شرح الكلمات:
(سنّة) انتظر به أهل المكارم . (سيف البالة) شريط من جديد بعرض بوصة تربط به بالة القطن والجوالات. يصنع منه الأحداث سيوفاً للعب (سنّه) شحذه بالمسن أو المبرد. (ما بـ/ يقطع) بالباء داخلة على الفعل كالسابق. (يكيّفك) يحسنا لقول بلا فعل. (غروض) جمع غرض وهو في هذا عكس من قالوا فيه امدح بيت في
الشعر العربي. وهو عبد العزيز بن مروان والد عمر بان عبد العزيز والبيت هو:
يقول فيحسن القول ابن ليلى (ويفعل فوق احسن ما يقول)
وفي معنى هجاء حمدان قال المتنبي:
( اذا أنت أكرمت الكريم ملكته) (وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا)
وقد أكد الجنوبيون ما قال المتنبئ قبل الف عام بأحداث خور الورل. والعاقل من اتعظ بغيره يا كاشا والي محافظة كوستي. يلا حظ أن حمدان والشاعرين قبله يلتزمان بثلاثة أحرف لا اثنين فقط كالمعري.
هذا ما كان من أمر الشعر في حلايب بعده نأتي الى الرأي والحزم.
3/ وأقرب من هذا بالتجربة بعهد الرئيس عبد الله خليل طمع الرئيس جمال عبد الناصر في حلايب وأرسل جيشاً لاحتلالها فاحتلها بالفعل. فما كان من الاميرلاي عبد الله خليل إلا أن ردّ الاعتداء بالفعل أكرر ردّ الاعتداء بالفعل لا بالقول. ولم يدر خده الآخر للصفعة الأخرى. ومازلت أتذكر احتشاد السودانيين بمحطة الخرطوم
لتوديع الجنود. والجنود بعربات البضاعة المكشوفة يصرخون صرخات الحرب والتحرق للمواجهة فتراجع عبد الناصر وسحب جيشه وانتهى الأمر.
حقاً (الاسكندراني يخاف ما يختشيش) كما يقول المثل المصري. والآن بعد 69 سنة تعيدها مصر السيسي.
وأين: أحفاد عثمان دقنة الذي أهديت له كتابي ( من تاريخ السوان بالأحداث والأحاديث وللزبير باشا رصيفه. والذي دوَّخ الإنجليز بالقطاوزي. والذي عندما ذهب الى كردفان وبايع المهدي وأمرّه علي الشريف قام وفدّ الزريبة بالشرق وخرج منها به لئلا يتجه الى باب الزريبة الذي دخل به بالغرب دقة في تنفيذ أمر القائد الأعلى.
لهذا أرى أن يكوَّن جيشاً من أبناء الشرق باسم فرقة عثمان دقنة وعلى الدولة أن تمدهم بالسلاح لا بالرجال ولا بالرأي.
بهذا تعود حلايب للبشاريين لا بالسياسيين والتصريحات السياسية الانشائية. ويعود البشاريون . وتراث الجمل البشاري والتغني به.

خبراء : مصر تعلم ان حلايب سودانية وتستخدمها كورقة ضغط علي الخرطوم

أكد خبراء سودانيين “سياسين وأكاديميين وعسكريين” أن مصر تعلم ان مثلث حلايب سوداني ، وانها تستخدمه كورقة ضغط علي الحكومة السودانية ، مشيرين الي الارتباط الوثيق بين قضية مياه النيل والتصعيد المصري في المثلث ، خاصة بعد موافقة السودان علي قيام سد النهضة الاثيوبي 2005م.
ودعا الخبراء خلال حديثهم في الندوة التي نظمها مركز الدراسات الافريقية بالعاصمة الخرطوم حول قضية مثلث حلايب الذي تحتله مصر ، دعو الحكومة السودانية لانشاء مفوضية او وحدة للاهتمام بقضية حلايب أرضاً وشعباً ، كما طالبوا بالاستفادة القصوي من حصة السودان من مياه النيل والتي يذهب جلها لمصر.
وطالب الخبراء الحكومة السودانية والمعارضة ، بتفعيل العمل السياسي والاعلامي والجماهيري وحشد الرأي العام تجاه قضية حلايب ، والضغط علي الحكومة المصرية تفعيلاً لمبدأ المعاملة بالمثل ، ووضع الخبراء عدداً من الخيارات لحل قضية حلايب ، باللجؤ للتحكيم الدولي وفقاً لاتفاق سياسي بين البلدين ، او تكوين ادارة مشتركة من البلدين في منطقة حلايب ، او اعتبار المثلث منطقة تكامل بين البلدين ، مستبعدين استخدام الخيار العسكري لحل القضية.
واشار الخبراء ان الحكومة المصرية تحاول جاهدة انهاء الوجود السوداني في حلايب وتغيير ملامح التركيبة السكانية للمنطقة ، لخلق واقع جديد ، مطالبين باستخدام الطرق القانونية الدولية للتعامل مع قضية حلايب جنباً الي جنب مع الحوار المصري السوداني بهذا الخصوص.
وأكد الخبراء ان مصر ترفض  الاحتكام الدولي لعملها بان المرجعيات والخرط الدولية تؤكد تبعية المثلث للسودان ، واشاروا الي ان القرارات الدولية لا تكون ملمزمة او واجبة النفاذ للاطراف المتنازعة.

التجنيد القسري في معسكرات اللاجئين الجنوبيين.. صور مفزعة!

في بحثها المضني لحطب حريق الحرب الدائرة في دولة جنوب السودان، تبذل السلطات العسكرية الجنوبية جهوداً جبارة لتجنيد الأطفال للاستعانة بهم في حربها التى لا تنتهي. معسكر (إيدا) الشهير الخاص باللاجئين الجنوبيين بولاية الوحدة المتاخمة للحدود السودانية يقف شاهداً على عمليات التجنيد القسرية التى تجري بغلظة وقسوة وتطال أطفالاً دون سن الـ15 سنة.
ما أن تقف قبالة المعسكر حتى تستمتع لمئات القصص التى يتقطع لها نياط القلب عن أطفال جرى انتزاعهم انتزاعاً من أحضان عائلاتهم ليتم إلقاؤهم في معسكرات تجنيد خصصت لهذا الغرض، ولا توجد بها أدنى معايير الرعاية والعناية، و هي ليست سوى ميادين محاطة بأسلاك شائكة وجنود مدججين بالسلاح ويا ويل من تحدثه لاجتيازها هارباً من الجحيم الدائر بداخلها.
(كوان دينق ) طفل بالكاد يناهز الـ11 من عمره وصل مع عدد من أترابه لولاية جنوب كردفان هارباً من ما أسماه (محل موت) بحسب تعبيره الطفولي يقول وعينيه تطفر بالدموع انه لا يدري أين والديه، ولا يذكر سوى أن جنوداً منحوه حلوى و قالوا له إنهم سوف يشترون له أبقاراً ليكون صاحب ثروة ثم ألقوا به داخل المعسكر و يُضرب مع بقية أترابه ضرباً مبرحاً و يجبروه على التدريب العسكري القاسي.
(كوان) قال ان التدريب العسكري يستمر طوال الليل وان النوم ممنوع  الطعام رديء للغاية ومن يصاب بالمرض يتم التخلص منه (بطريقة نحنا ما نعرفه) على حد وصفه المحزن! طفل ثاني ناشد مستمعيه ألا يسألوه عن إسمه، قال ان حوالي 13 طفل تم إلقاء القبض عليهم فى رحلة هروب جماعي كانوا بصحبته ولم ينج إلا هو ومعه اثنين من رفاقه.
وقال إن التدريب أحياناً يجري أثناء هطول  الأمطار لكي يمنعوا المجندين من النوم، و ان هناك (حبوب زي بتاع الحكيم)  ربما يقصد أقراص منشطة تعطى للمجندين فيستمروا في تلقي جرعات التدريب لأطول فترة ممكنة، ثم يضيف هناك إغراءات بمنح بعض المجندين (دبورة) وهي كما يفسر (نجمة تلمع في الكتف)! وعندها (زيق أحمر) عشان يقولوا الواحد بقي كمندة!
بعض قادة العمل السياسي بولاية جنوب كردفان يشيرون إلى أنهم يعانون الأمرين جراء اختفاء أطفال جنوبيين يتم نقلهم إلى معسكرات التجنيد وفي بعض المرات يهرب هؤلاء الأطفال ويدخلوا إلى الولاية. ويضيفوا إنهم عملوا على تصعيد هذه الممارسات اللا انسانية من حكومة جنوب السودان إلى منظمات حقوقية دولية وكتبوا من الخطابات المدعمة بالوثائق و لكن أحداً لم يتحرك لوقف هذه الممارسة الخاطئة.
وهكذا، يبدو أن حكومة جنوب السودان التى قضت على قسم كبير من الجيش الشعبي في صراعاتها الداخلية لم تجد أمامها سوى اللجوء لتجنيد الأطفال الإيفاع وإخضاعهم لقوة الأوامر العسكرية ومنعهم من الالتحاق بالمدارس ومداهمة معسكرات اللاجئين و انتزاع هؤلاء الأبرياء انتزاعاً بغية استخدامهم حطباً لحريق ووقوداً للحرب!

الخميس، 24 أغسطس 2017

السلطات المصرية تواصل إعتداءتها علي السودانيين بحلايب وشلاتين

كشفت مصادر مطلعة بمثلث حلايب ، عن حملات دهم وقبض نفذتها السلطات المصرية بحق (222) مواطناً السودانياً بالمثلث الذي تحتله مصر. وقالت ذات المصادر ان السلطات المصرية طلبت من القنصلية السودانية استخراج وثائق سفر لحوالي (130) سودانياً من المحتجزين لديها من اجل ترحيلهم ، الان ان القنصلية السودانية رفضت ذلك باعتبار حلايب وشلاتين اراضي سودانية ولايحق للسلطات المصرية القبض علي اي سوداني هناك. الجدير بالذكر ان السلطات المصرية تحاول الضغط علي القنصيلة السودانية بتحريض السودانيين عبر الجالية السودانية بمصر لاستخراج وثائق السفر لترحليهم الي السودان.

صحيفة أمريكية: رفع العقوبات عن الخرطوم ضرورة لمساعدة الجنوب

أكدت صحيفة (بلاك ستار نيوز) الأمريكية في تقرير لها أن رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على الخرطوم سيساعد دولتي السودان والجنوب. وأوضحت الصحيفة أن الإنجيليين الأمريكيين المعادين للإسلام ساعدوا على انفصال الجنوب، لافتاً إلى أن واشنطون لعبت دوراً رئيساً في التفاوض بشأن اتفاقية السلام الشامل عام 2005م بين السودان والحركة الشعبية التي أرست الأساس لاستفتاء جنوب السودان وانفصاله في عام 2011م، وأضح التقرير أن الولايات المتحدة تدخلت في شؤون الخرطوم منذ عقود وعلى مر السنين، واستخدم السياسيون الأمريكيون والإنجيليون المسيحيون الخداع والاحتيال عليها، مشيراً إلى توقيع الرئيس السابق باراك أوباما على أوامر بتخفيف العقوبات المفروضة على السودان.

الأربعاء، 23 أغسطس 2017

مواطنو جنوب السودان.. شبح الحرب وطول المنفى

تسببت الحرب الأهلية التي لازالت تدور رحاها بدولة جنوب السودان ومنذ إندلاعها في أقل من ثلاث سنوات عن الإنفصال، في مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين من المواطنين. ووصفت العديد من المنظمات الدولية معاناة شعب جنوب السودان بأنها لا يمكن تصورها، وأنهم قريبون من الهاوية بسبب العنف.
وأضحت أزمة اللاجئين في جنوب السودان الآن الأسرع نموا في العالم بحسب إحصاءات الأمم المتحدة، وتشير هذه الاحصاءات إلى أن عدد اللاجئين من دولة جنوب السودان وصل إلى نحو مليونين، لجأ منهم مئات الآلاف للسودان.
إستحالة العودة
ومؤخراً إستبعد المفوض الأعلى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي عودة اللاجئين الفارين من النزاع في جنوب السودان في وقت قريب، مشيرا إلى إمكان بقائهم مدة طويلة بعيدا من بلادهم. ودعا غراندي حشود اللاجئين في مخيم النمر بولاية شرق دارفور الى أن يكونوا “أقوياء ويتحلوا بالأمل”، مؤكدا أن الوقت حان لينهي قادة جنوب السودان حربا لا تزال مشتعلة.
وقال غراندي “لوكالة فرانس برس” أثناء جولة أجراها في المخيم، “علي الاعتراف بأن أمام اللاجئين الذين يفرون كل يوم (منفى طويل الأمد)، وأضاف إن الأمل معقود على تحرك قيادة جنوب السودان والمعارضة فيها قبل كل شيء وعليهم التصرف بمسؤولية والتفكير في شعبهم وليس فقط بأنفسهم.
وأشاد غراندي بالخرطوم لفتحها عددا من “الممرات الإنسانية” لايصال المساعدات مباشرة من السودان إلى جارها الجنوبي ولاستضافتها مئات الآلاف من اللاجئين.
ودعا إلى ضرورة تطوير “نماذج جديدة” لمساعدة اللاجئين، بدلا من ابقائهم في المخيمات. وقال في وقت تواجه الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإغاثية أزمة في الموارد. وأضاف أنه سيكون من الأفضل دعم الاقتصاد المحلي والبنى التحتية كون ذلك “سيعود بالفائدة على اللاجئين أيضا”.
إحصائيات
وتشير احصاءات الأمم المتحدة إلى أن عدد اللاجئين من جنوب السودان وصل إلى نحو مليونين، لجأ أكثر من 430 ألفا منهم إلى السودان. وكان مكتب المفوضية السامية لشئون اللاجئين التابع للامم المتحدة، قد أكد سابقاً ان السودان يستضيف حاليا ربع لاجئي دولة جنوب السودان على مستوى الاقليم.
وافادت المفوضية في نشرة دورية أصدرتها خلال شهر مايو الماضي ان عدد اللاجئين زاد بنسبة 32% منذ نهاية العام “2016”. بينما تشير الاحصاءات أن عدد اللاجئين من دولة جنوب السودان الذين عبروا الى داخل الاراضي السودانية منذ اندلاع الاحداث في ديسمبر 2013 فاق مئات الآلاف.
واضافت :” لقد سجلت منطقة شرق دارفور و النيل الابيض اعلى معدلات في عدد النازحين بنسبة وصلت الى 68% ، وبذلك يكون السودان قد استضاف في اراضيه ربع لاجئي جنوب السودان الموجودين في دول الاقليم.
نمو سريع
وأضحت أزمة اللاجئين في جنوب السودان الآن الأسرع نموا في العالم. وبحسب بيان صحفي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، جاء على لسان المتحدث باسم المفوضية بابار بالوش في مؤتمر صحفي: أن معدل النزوح الجديد ينذر بالخطر، ويمثل عبئا مستحيلا. وقال إن اللاجئين يفرون إلى السودان وإثيوبيا وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى. ونصفهم تقريبا عبروا الحدود إلى أوغندا، حيث أصبح الوضع الآن في شمال البلاد حرجا.”
وتابع المتحدث الرسمي قائلا إنه حتى وقت قريب وصل معدل الوافدين الجدد لأوغندا إلى حوالي ألفي شخص يوميا، وبلغ التدفق ذروته في فبراير الماضي بمعدل أكثر من 6 آلاف في يوم واحد.
قلق أممي
ويبدو أن الأمم المتحدة قد أصابها القلق جراء النزوح والأوضاع بدولة جنوب السودان، فقد أعربت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان مارتا رويداس عن قلق المنظمة الدولية إزاء التدفق المتواصل للاجئين من دولة جنوب السودان إلى السودان.
وأكدت في مؤتمر صحفي عقد مؤخراً على ضرورة إيصال المساعدات للمتضررين من المجاعة في مناطقهم في جنوب السودان حتى لا تتضاعف أعداد القادمين إلى السودان.
وقالت “نحن في الأمم المتحدة نعبر عن عميق قلقنا من الزيادات المضطردة والتدفق المستمر من دولة جنوب السودان لا سيما وأنهم يأتون إلينا وهم يعيشون ظروفا صعبة بعد شعورهم بعدم توفر الأمن والغذاء الكافيين في موطنهم”.
وأوضحت أن قرار الحكومة السودانية الذي أصدرته بفتح مسارات جديدة، سيسهل كثيرا إيصال المساعدات إلى هؤلاء المحتاجين حتى لا تزداد أعداد القادمين إلى السودان.
ويرى مراقبون “إن الصراع الدائر فى جنوب السودان يجبر المدنيين على مغادرة منازلهم بأعداد قياسية، وأوضحوا أن الحالة في جنوب السودان مازالت تزداد سوءا مع مزيج من الصراعات والجفاف والمجاعة، وبما يؤدى إلى مزيد من النزوح والهجرة السريعة للسكان الفارين من واحدة من أشد الأزمات فى العالم”.

نذر حرب بين سلفا كير والأمم المتحدة و(33) دبابة أممية بالعاصمة

أكد مصدر عسكري بدولة جنوب السودان ان التحالف الجديد للمعارضة المسلحة التى يقودها الدكتور رياك مشار مع قوات جبهة الخلاص الوطني التي يقودها الجنرال توماس سيرسيلو بدأ خطوات عملية في التحالف خاصة حول خطط السيطرة على طريقي (جوبا - توريت) و(جوبا – نمولي)، وكان قد بدء اجتماعات التنسيق التي انعقدت في مكان سري بولاية وسط الاستوائية والتي تعتبر الاولى من نوعها في مجال العمليات العسكرية التي سيتم تنفيذها ضد الجيش الشعبي الحكومي، وفي جوبا داهمت قوات الامن الوطني صباح امس الأسواق بغية إلقاء القبض على تجار السوق الاسود الذين يبيعون الدولار الأمريكي ، مما جعل التجار لا يقدرون سعر الصرف ، وفيما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان أمس.
مطلب الجيش
طالب رئيس أركان الجيش الشعبي بدولة جنوب السودان الجنرال جيمس اجونقو دول (إيقاد) بإقالة رئيس مفوضية التقييم والمراقبة لاتفاق سلام دولة جنوب السودان فستوس موقاي .
تراجع قوات الحكومة
حيث اوضحت صور لقوات الحكومة على حدود اثيوبيا مع دولة جنوب السودان وهم في حالة فرار من قوات المعارضة المسلحة التى سيطرت على (فقاك) بولاية اعالي النيل الاسبوع الماضي، وتكشف الصور جنود الحكومة وهم وسط الاشجار بعد إلقاء سلاحهم يحاولون الوصول الى مناطق آمنة خوفا من مطاردة قوات المعارضة لهم، وفي السياق نفسه أعلن المتحدث العسكري باسم المعارضة المسلحة التى يقودها الدكتور رياك مشار ان مقطع الفيديو الذي صوره رئيس الأركان العامة لجيش جوبا يزعم فيها تصوره في (فقاك) تم تصويره على الحدود الاثيوبية الجنوبية على جسر جيكو حيث التقى هناك بالهاربين من قواته الحكومية، وفي السياق نفسه رحب المتحدث بتدمير الجيش الاثيوبي لكل الحواجز التي اقامها جيش سلفا كير ميارديت في منطقة (جسر جيكو) كوسيلة حماية.
حرب جديدة
أقحم رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت بلاده في أزمة مع المجتمع الدولي بإعلانه الاستنفار لقواته ومليشياته في البلاد، بعد ان نشرت الأمم المتحدة أكثر من (33) دبابة بينما غمرت الآليات العسكرية في محيط أركان العاصمة وشوارع المدينة بشكل مفاجئ حتى للسكان الذين بدوا مرحبين بالخطوة خوفا من مليشيات حكومة جوبا ، مما حدا بالرئيس سلفا كير بتحذير الامم المتحدة بانه سيعيد النظر في قرار نشر القوات الدولية في جنوب السودان، مطالبا قواته ومليشياته العسكرية بالاستنفار لان القوات الدولية تريد السيطرة على مطار جوبا ، ووصل الامر ان قام سلفا كير باستدعاء سفيرة الولايات المتحدة الامريكية ماري فاي في القصر الرئاسي ظهر امس حيث حمل السفيرة رسالة شديدة اللهجة الى الادارة الامريكية بشأن الخطوة الاستفزازية لنشر دبابات الأمم المتحدة في العاصمة. في السياق نفسه اتخذت حكومة دولة جنوب السودان رد فعل مباشر بشأن الخطوة حيث أمرت بتعليق وسفر جميع الطائرات التابعة للامم المتحدة متهمة طائرات البعثة بعدم تطبيق الإجراءات الصحيحة للرحلات الجوية، وقال وزير الإعلام ماكيل مكوي لويث في تصريحات للصحفيين امس ان الرحلات الجوية للامم المتحدة تم إيقافها بعد انتقال القوات الدولية لأطراف العاصمة دون علم الحكومة وان المناطق التى انتشرت فيها الآليات العسكرية الاممية لم تكن ضمن الاتفاق الذي عقد مع الحكومة، وقال الوزير ردا على ما اذا قامت طائرات الامم المتحدة بالإقلاع والهبوط دون اذن حكومة جنوب السودان ، قائلا انه سيكون امر مؤسف للغاية لانه يمكنهم الطيران لوحدهم دون مساعدتنا. 

في تطور متصل حذر رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير ميارديت أن حكومته يمكن أن تعيد النظر في قرارها المتعلق بنشر القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة، وان انتشارهم في المطار يعد مصدر قلق بالنسة لنا لان اى شيء سوف يجلب للبلاد لن يكون بامكاننا التحقق منه ،وقال سلفا كير خلال اجتماعه الطارئ مع مجلس الأمن القومي الذي حضره وزراء الأمن والدفاع بالبلاد, قال ان الامم المتحدة تريد التعامل كحكومة موازية واذا لم ترغب البعثة في التعاون فلدينا الحق في الغاء الاتفاق ، وقال سلفا كير لوزير دفاعه (كول ميانق) (اذ لم تقدم الامم المتحدة اى تصريح للإقلاع والهبوط فلن نسمح لهم بخلق الفوضى في البلاد)،وكان رئيس جنوب السودان قد قام باستقبال وفد الامم المتحدة الاخير بالزي الحربي في وزارة الدفاع بادرة تعد الأولى من نوعها حيث اعتاد ان يستقبلهم بالزي المدني في القصر الرئاسي. وعلى النقيض رحب مواطنو سكان جوبا بالقوات الدولية على مضض خوفا من مليشيات الحكومة التى تسيطر على ارجاء المدينة، يذكر ان يوم الاثنين الماضي اندلع إطلاق نار عشوائي في انحاء العاصمة بررته الحكومة بانه مطاردة للمجرمين بين كان شرطي استغل دبابة الحراسة ومدفعها الرشاش في منطقة (ببلوك) حيث قام بإطلاق النار على المدنيين في الشوارع ولم يتوقف حتى قامت سلطات جهاز الأمن بقلته على الدبابة، وتزايدت الحوادث في العاصمة بشكل مخيف حيث اشتبكت قوات الشرطة في حي (جيك بوينت) مع مسلحين يعتقد انهم من المعارضة المسلحة التي يقودها الدكتور رياك مشار ويتمركزون خارج العاصمة جوبا حيث يقومون بالدخول ليلا لتنفيذ عمليات عسكرية قبل ان يخرجوا في ساعات الفجر، يضاف ان التفويض الممنوح للقوات الامم المتحدة قبل الثامن من يوليو 2016 لا يسمح لها بامتلاك صواريخ مضادة للدبابات.
استياء شباب أويل
أعرب عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد شباب اويل قرنق مايكل دوت عن قلقه ازاء وضع رئيس الأركان العامة للجيش الشعبي المخلوع الجنرال فول ملونق اوان قيد الإقامة الجبرية الذي لم يسمح له بمغادرة جوبا منذ مايو الماضي، وحث شباب المنطقة الجماهير للتحدث مع رئاسة الجمهورية لوضع نهاية للإقامة الجبرية التي فرضت على ملونق في جوبا.
عفو جونسون ألونج
أصدر الحاكم العسكري لولاية فشودة بالمعارضة المسلحة الجنرال جونسون الونج قراراً بالعفو عن جميع العسكريين الذين ينتمون لقوات (اقواليك) وقاموا خلال الفترات الماضية بالانضمام أو الانسحاب من مناطق العمليات وعليهم تبليغ وحدتهم في فترة أقصاها 15 سبتمبر 2017م.
تورط (11) زعيماً
كشف تحقيق عن تورط (11) سياسيا في الحرب التى اندلعت بين عشائر قبيلة الدينكا في قوقريال بولاية البحيرات, وان لهم مصالح شخصية جعلتهم يشعلون الفتن بين القبائل، يشار الى ان حاكم قوقريال هو الجنرال قاقوري باسيلي وهو صهر الرئيس .
رعب في فشلا
يعيش القرويون في منطقة فشلا في حالة ذعر منذ أسابيع بسبب هجمات الأسود على مواشيهم خاصة في منطقة (ادونغو) حيث نصحت السلطات الأهالي بالحذر من هجمات تلك الحيوانات، يشار الى ان احد القرويين في فشلا قام بقتل أسد حاول الهجوم عليه الأسبوع الماضي.
ارتفاع وفيات الجوع
ارتفع عدد المواطنين الذين لقوا حتفهم بسبب الجوع في منطقة امبورو بمقاطعة بصلية بولاية غرب بحرالغزال بدولة جنوب السودان إلى 27 شخصاً ، بعد ان كان عدد الوفيات 18 شخصاً مطلع الشهر الجاري ، وسط مناشدات من السلطات المحلية للعاملين في الشأن الانساني والحكومة القومية بالتدخل لإنقاذ حياة الناس فى منطقة امبورو .
وأكد محافظ مقاطعة بصلية فرانسس ابراهيم ، استمرار تردي أوضاع الآلاف من المدنيين فى منطقة امبورو ، مضيفا أن تسعة اشخاص لقوا حتفهم خلال العشرة أيام الماضية ليرتفع عدد حالات الوفاة بسبب الجوع إلى 27 حالة وفاة .وقال ابراهيم ان المنظمات الانسانية لم تقدم أى مساعدات حتى الآن للمواطنين فى امبورو، برغم قيام بعض المنظمات الانسانية بإجراء مسح ميداني في السابع من أغسطس الجاري، الا انها لم تقم حتى الآن بتوزيع المساعداد للمتضررين بامبورو ، مناشدا المنظمات الإنسانية والكنسية والحكومة القومية بالتدخل لإنقاذ حياة السكان فى منطقة أمبورو .
لاجئو الجنوب بإثيوبيا
قالت ديانا دياز؛ مسؤولة الاتصال الخارجي بمفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، بأديس أبابا، إن أعداد اللاجئين، في إقليم قامبيلا بغرب إثيوبيا، وصل نحو 382 ألفاً قدموا من دولة جنوب السودان. وقالت ديانا  إن أعداد اللاجئين الذين دخلوا الأراضي الإثيوبية في الفترة من سبتمبر 2016 حتى مطلع أغسطس الجاري بلغ 90 ألف لاجئ من الدولة الجارة. وأشارت إلى أن متوسط عدد اللاجئين في اليوم الواحد منذ يناير 2017، بلغ 175 جنوبيا. وذكرت أن 65% من إجمالي المسجلين منذ سبتمبر 2016، أطفالا، بينهم 19 ألفًا و848 طفلا ممن ليس لديهم روابط أسرية. ووفقا للأرقام الرسمية، تستضيف إثيوبيا أكثر من 829 ألفا 924 لاجئا من دول الجوار. ويضم إقليم قامبيلا أربعة معسكرات للاجئي جنوب السودان هي: فونجيدو، وليكتور، وكولي 1، وكولي2.وبلغ تعداد سكان إقليم غامبيلا 307 آلاف نسمة، حسب آخر إحصائيات رسمية 200.
توقف (10) مدارس
كشف عمدة راجا بولاية غرب بحرالغزال بدولة جنوب السودان عن توقف 10 مدارس للاساس والثانوي عن العمل بمدينة راجا منذ اندلاع المعارك بين القوات الحكومية والمعارضة داخل المدينة فى ابريل الماضى، بسبب نزوح الآلاف من الطلاب والتلاميذ الى خارج المدينة وعبور بعضهم الى دولة السودان المجاورة . وأكد العمدة الامين فى حديث لراديو تمازج ، استئناف أربع مدارس فقط للعمل بعد عودة الهدوء الى المدينة ، مشيرا الى ان اكثر من 4 آلاف طالب وطالبة الآن يتلقون الدروس في اربع مدارس للاساس والثانوي، في ظل نقص حاد في اجلاس الطلاب بعد ان تعرضت محتويات المدارس للنهب في الأحداث التي شهدها المدينة في أبريل الماضي.
تقييم في المابان
أجرى فريق من المنظمات الدولية صباح أمس عملية تقييم للأوضاع في المابان بولاية اعالي النيل بعد أن توقفت الاشتباكات بين قطاع الشمال جناح (مالك عقار) و مواطني المنطقة.

“شراقي” يطالب الحكومة المصرية بالتفاوض مع السودان لتبني موقفا موحدا في ملف سد النهضة

قال الدكتور عباس شراقي، المتخصص بالشأن الأفريقي بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية، إن العلاقات المصرية السودانية ذات طابع منفرد وأولوية خاصة تعكس أمن وأستقرار البلدين فالسودان ومصر تربطهما علاقات تاريخية قديمة جدا. وأوضح “شراقي”، فى تصريحات خـاصة لـ”صدي البلد”، أن الزيارات المتبادلة بين الجانبين تأتي في سياق التواصل المستمر وتنسيق المواقف والتوصل لصيغة تدفع بتجاوز مرحلة الخلافات التي طفت على سطح العلاقات في الفترات الأخيرة كملف حلايب وشلاتين وملف سد النهضة. وناشد “شراقي”، الحكومة المصرية بسرعة التفاوض مع الحكومة السودانية لاتخاذ خطوات جادة بدعوة الطرف السوداني لتبني موقفا موحدا في ملف سد النهضة ومن ثم دعوة الطرف الأثيوبي إلى طاولة المفاوضات، وبحث البند الخامس من بنود الاتفاق على سد النهضة قبل ملء الخزان الأول ، منوهًا بأن فترة الدراسات أنتهت وجاءت لصالح الطرف الإثيوبي .

حكومة الجنوب تمنع الطائرات الأممية من الإقلاع والتحليق فوق أراضيها

منعت حكومة جنوب السودان، الطائرات الأممية من الإقلاع والتحليق، احتجاجاً على نشر قوات أممية قرب مطار جوبا من دون علم السلطات. وقال وزير الإعلام مايكل مكوي إنهم منعوا الطائرات الأممية من الإقلاع والتحليق في أرجاء البلاد كافة.
وأرجع مكوي سبب المنع لخلاف حول مناطق وجود قوات الحماية الإقليمية داخل جوبا. وقال مكوي إن القرار الحكومي جاء عقب قيام الأمم المتحدة بنشر أفراد تابعين لقوات الحماية الإقليمية في أحد معسكراتها، الموجودة قرب مطار جوبا الدولي من دون علم الحكومة.
وشدَّد على أن حكومته لم تتفق مع بعثة الأمم المتحدة على نشر تلك القوات بضاحية (طونقفينج)، شمالي جوبا، بالقرب من المطار. وقال إنهم طالبوا القوات الأممية بمغادرة تلك المنطقة، ومتى استجابت لذلك فإنهم سيتعاونون معهم. وأضاف "ما لم يتم اتباع تلك الإجراءات، فإن طيران الأمم المتحدة لن يقلع أو يحلق في أجواء دولة جنوب السودان".
وأعلنت بعثة الأمم المتحدة بدولة جنوب السودان، مطلع الشهر الجاري، وصول الدفعة الثانية من قوات الحماية الإقليمية التي أجازها مجلس الأمن الدولي العام الماضي للعاصمة جوبا، وتضم 123 جندياً.
وأشارت إلى أن بقية القوات ستصل خلال الأشهر القليلة المقبلة، حتى يتكمل العدد الكلي البالغ أربعة آلاف جندي.
وترفض سلطات جنوب السودان وضع مطار جوبا الدولي الوحيد في العاصمة، تحت مسؤولية تلك القوات، باعتبار أن الخطوة تمثل (انتقاصاً) من سيادتها على أراضيها.

الثلاثاء، 22 أغسطس 2017

السودان ومصر يتفقان على عقد اجتماعات اللجنة العسكرية

اتفق وزير الدفاع، عوض محمد بن عوف، والرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، يوم الإثنين، على عقد اجتماع للجنة العسكرية المشتركة بين البلدين في الفترة المقبلة، وناقش الطرفان الأزمة الليبية وتأثيراتها على الجانبين.
وبحث الطرفان سبل الارتقاء بالتنسيق العسكري والأمني بين البلدين، والاتفاق على عقد اجتماع للجنة العسكرية المشتركة، بهدف تعزيز التعاون والتنسيق بين الجانبين على الحدود.
وقال الرئيس المصري، إن المرحلة الراهنة تتطلب مزيداً من التنسيق والتشاور المكثف بين السودان ومصر، وعدم السماح لأية مشكلات بالتأثير على قوة وتميز العلاقات بينهما، وأشار إلى أن سياسة بلاده الخارجية تقوم على عدم التآمر أوالتدخل في الشؤون الداخلية للدول، والتعاون من أجل السلام والبناء والتنمية.
وأعرب ابن عوف عن تطلع بلاده إلى مواصلة التنسيق بين وزارتي الدفاع في البلدين، بهدف تجاوز أية عقبات تعكر صفو العلاقات السودانية المصرية، ويوم الأحد التقى ابن عوف رصيفه المصري لبحث دعم جهود الأمن والاستقرار بالقارة الأفريقية.
وقال سفير السودان لدى مصر ومندوبه الدائم لدى جامعة الدول العربية، عبدالمحمود عبدالحليم، إن المقابلة بين وزير الدفاع والرئيس المصري تميزت بالوضوح والحميمية، ونقل خلالها ابن عوف للرئيس السيسي، تحيات الرئيس، عمر حسن أحمد البشير، وتطلع السودان لتعزيز علاقات التعاون المشترك وتفعيل آليات ذلك التعاون، واستعرض معه نتائج مباحثاته مع رصيفه المصري، التي تناولت قضايا التعاون بما فيها القضايا الحدودية السيادية والأوضاع في المنطقة وخاصة المسألة الليبية وتأثيراتها.

سلفا كير يهدد بإلغاء نشر قوات الحماية الاقليمية في البلاد

حذر رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، الأحد من أن حكومته يمكنها إعادة النظر فى قرارها الخاص بنشر قوات الحماية الاقليمية التى يفوضها مجلس الأمن الدولى، وأضاف ” أن الطريقة التي بدأت بها قوات الحماية الإقليمية أصبحت بالفعل مصدر قلق.. انهم يريدون الانتشار في المطار، كما أنهم لا يرغبون التحقق من أي شيء يجلبونه إلى البلاد”. وفي أغسطس 2016، وافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بناء على طلب من منظمة (إيقاد)، على نشر قوة حماية إقليمية قوامها 4000 شخص لتأمين جوبا في أعقاب الاشتباكات المتجددة التي وقعت بالعاصمة خلال يوليو. وأكدت حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية في جنوب السودان موافقتها غير المشروطة على نشر القوات الإقليمية في خطاب إلى مجلس الأمن في 30 نوفمبر 2016. غير أن جنوب السودان اتهم بصورة غير متوقعة الاحد الأمم المتحدة “بالتصرف كحكومة موازية” بشأن القوات. وقال كير خلال لقائه مع مسئولى الأمن والإستخبارات فى جوبا الأحد “اذا لم ترغب الأمم المتحدة فى التعاون، فإن لدينا الحق فى الغاء نشر القوات الإقليمية”. كما لفت زعيم جنوب السودان الي أن بعثة الأمم المتحدة فى البلاد رفضت تجديد تصريح رحلاتها الجوية ، محذرا من أن ذلك قد يؤثر سلبا على عمليات الطيران فى الدولة الوليدة. وزاد ” قلت لوزير الدفاع كول مانيانق إذا لم تقدم الأمم المتحدة طلبا لتجديد التصاريح، فيجب إلغاء الرحلات ، لذلك لم تحلق طائراتهم الجمعة وكذلك السبت والآن هم يتضجرون ويريدون التحدث معي، ليس لدي أي شيء لمناقشته معهم حول هذا الموضوع. إذا كانوا يريدون الطيران عليهم التقدم بطلب للحصول على تصريح “؟ ولم يتضح حتى الآن الذي دفع رئيس جنوب السودان إلى إطلاق مثل هذا التحذير بعد مرور شهر على وصول الدفعة الأولى من قوات الحماية الإقليمية للبلاد. وعلى الرغم من اتفاق السلام الموقع بين الأطراف المتحاربة في أغسطس 2015، انزلق جنوب السودان في الصراع مرة أخرى بسبب تجدد الاشتباكات بين القوات المتنافسة. وأجاز مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في قراره 2304 (2016) نشر قوة الحماية الإقليمية التي يبلغ قوامها 000 4 فرد. وتقول الأمم المتحدة إن القوة ستوفر الحماية للمرافق الرئيسية في جوبا والطرق الرئيسية إلى المدينة والخروج منها كما انها ستعزز أمن مواقع الامم المتحدة الخاصة بحماية المدنيين والمباني الأخرى التابعة لها.

شؤون اللاجئين: البلاد تستضيف أكثر من مليون لاجئ جنوبي

قال معتمد شؤون اللاجئين، حمد الجزولي، إن أعداد اللاجئين في البلاد وصلت 2 مليون لاجئ منهم مليون و300 ألف من لاجئي جنوب السودان، وأعلن الجزولي عن تقسيم معسكر "خور الورل" إلى ثلاثة معسكرات لضبطه أمنياً.

وأشار الجزولي في مؤتمر صحفي، يوم الإثنين، إلى إطلاع المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فليبو غراندي، خلال زيارته الأخيرة للبلاد على أوضاع اللاجئين، وقال إنه وعد بنقل الاحتياجات إلى المجتمع الدولي، ووعد بمساعدة المجتمعات المضيفة للاجئين خاصة المساعدات المتعلقة بخدمات الصحة، المياه، والتعليم.
وأقر الجزولي بوقوع جرائم اتجار بالبشر في معسكرات شرق البلاد، وقال إنهم اتخذوا إجراءات أمنية مشددة، ومحاكمة عدد من المتهمين بارتكاب تلك الجرائم خلال الفترة الماضية وصلت العقوبات التي اتخذت في حقهم للإعدام، وأشار إلى أن جرائم الاتجار بالبشر التي وقعت في شرق البلاد تفوق إمكانيات المعتمدية والدولة.
ولفت الجزولي إلى عدم مواءمة بعض معسكرات اللاجئين للمعايير الدولية نسبة لقلة الإمكانيات، والتدفق المستمر للاجئين.
من جهتها قالت ممثلة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالسودان، نوريكو يوشيدا، إن أوضاع اللاجئين مقلقة وإن احتياجاتهم مختلفة ومتعددة بحسب المعسكرات التي يقطنون فيها، وتابعت "ذلك يحتم علينا التنويع في الحلول لتحسين الخدمات.
وفي منتصف الشهر الجاري زار المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، فليبيو غراندي، معسكر "النمر" بولاية شرق دارفور، ووعد بنقل احتياجات اللاجئين للمجتمع الدولي، وأشار إلى أن الحكومة السودانية فتحت أبوابها لاستقبال لاجئي دولة جنوب السودان.

جوبا تفشل في توحيد قطاع الشمال.. وقائع و توقعات!

إنفضّ اجتماع عاصف للمجموعتين اللتين تتشكل منهما الحركة الشعبية قطاع الشمال في العاصمة الجنوبية جوبا دون أن يسفر عن نتيجة ايجابية. الاجتماع الموسوم بالفشل –قبل انعقاده- كان قد دعا اليه الرئيس الجنوبي سلفا كير قبل ان يتطور من ملاسنات حادة ونقاش إلى اشتباك بالأيدي وركل بالأرجل! ولم يجد الرئيس الجنوبي مناصاً من الخروج من قاعة الاجتماع وقد شيع ضيوفه باللعنات وتأكد له ان مهمته من كل الجوانب كانت مستحيلة.
 ولكي نفهم حقيقة الأمر ونستجلي الوقائع فان الأمر بدا مضحكاً إلى حد بعيد، فالرئيس كير دعا قادة الحركة للاجتماع بهم لبحث تطورات ما بعد سقوط المعقل الحصين لخضمه اللدود رياك مشار، (فقاك) وحاجة القوات الجنوبية الحكومية لدعم من القطاع بغية السيطرة على مناطق إنتاج النفط في ولاية الوحدة.
كان الهم والهدف الأساسي للرئيس كير الاستفادة من قوات الحركة الشعبية قطاع الشمال لتأمين المنطقة و تكثيف الانتشار العسكري فى المحيط الممتد مع الحدود السودانية، ولكن قادة الحركة الشعبة كانوا ينتظرون ان ينجح الرئيس كير في (إصدار أوامره) لتوحيد الحركة ومحاسبة الذين تسبوا في الانشقاق، وبالطبع لم يكن تصور قادة القطاع مبالغاً فيه، فهم في أفضل توصيف واقعي مجرد جنود في الجيش الشعبي، إذ المعروف ان قادة الحركة الشعبية قطاع الشمال يحملون رتباً عسكرية ينتهي نهاية الهرم القيادي لها في جوبا ويتلقون رواتبهم و ترقياتهم و تشوينهم من الرئاسة العسكرية في جوبا، وهم بهذا التوصيف ليسوا سوى (جنود) ومن جانبه كان الرئيس كير أيضاً بحكم خلفيته العسكرية ينتظر من مرؤوسيه في في القطاع (تنفيذ أوامره)!
 ولكن خاب ظنه فقد بدت له الشق أوسع من ما كان يتصور! الأدهي وأمرّ ان الرئيس الجنوبي اصطحب معه في الاجتماع مدير جهاز الأمن (اكول أكور) في إشارة واضحة إلى إن الاجتماع ذي طبيعة أمنية وليست سياسية و ان مدير الأمن ربما يخول له –اذا دعا داعٍ– للقيام بواجبه حيال من يرفض انصياع للأوامر.
 وكانت المفاجأة الصاعقة ان المجتمعين دخلوا في عراك واشتباك عنيف لم يلقوا فيها بالاً لا إلى سرية الاجتماع وأهميته ولا سلطة الرئيس و هيبته القيادية لا لوجود مسئول الأمن الأول داخل قاعة الاجتماع. بإمكاننا أن نستخلص من هذه الوقائع عدة نتائج سالبة:
أولاً، وقوع ما يمكن وصفها بحالة تباعد بين قادة الحركة الشعبية الجنوبية في  جوبا وقادة الحركة الشعبية قطاع الشمال. هذا التباعد وبصرف النظر عن مسبباته هو في خاتمة المطاف فيه إشارة إلى أن الحركة الشعبية تمزقت إلى حد بعيد وهي ماضية في طريق التشرذم يوماً بعد يوم.
ثانياً، فشل قادة الحركة بكل هيبتها القيادية معناه ان الماكينة المحورية التى تحرك الأمور داخل الحركة أصبحت غير قادرة على الدوران وتحريك الساكن وهذا بدوره يعني أن المستقبل يحمل مفاجآت تاريخية.
ثالثاً، اصبح الوضع مرشحاً لمزيد من الأزمات، فلا الحركة الشعبية قطاع الشمال قادرة على القيام بدورها في السودان ولا الحركة الأم قادرة على القيام بدورها في دولة الجنوب، مع صعوبة التنسيق والعمل لمشترك، وهذا بدوره بدون شك أسوأ نتيجة دارت بعنف في ذهن الرئيس كير وهو يغادر قاعة الاجتماع ساخطاً ولاعناً لهؤلاء القادة الذين فشلوا في تحقيق أهدافهم في السودان والآن فشلوا في المساعدة في دعم الأوضاع فى الجنوب!

الاثنين، 21 أغسطس 2017

مباحثات عسكرية سودانية مصرية في القاهرة

انعقدت في العاصمة المصرية القاهرة، يوم الأحد، مباحثات عسكرية سودانية مصرية جمعت وزير الدفاع الفريق أول ركن عوض محمد أحمد بن عوف ونظيره المصري الفريق أول صدقي صبحي، تناولت آخر المستجدات على الساحتين المحلية والإقليمية.
وأجريت مراسم استقبال رسمية لوزير الدفاع والوفد المرافق له الذي استعرض حرس الشرف بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع المصرية، وعزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطني للبلدين الشقيقتين. ورحب وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري القائد العام للجيش بالزيارة.
وعقد الجانبان لقاءً تناول آخر المستجدات على الساحتين المحلية والإقليمية وانعكاساتها على الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وناقش الجانبان عدداً من الملفات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين القوات المسلحة لكلا البلدين في العديد من المجالات.
وقالت مواقع إخبارية مصرية، إن وزير الدفاع السوداني أكد على العلاقات الوطيدة مع مصر والروابط الممتدة التي تجمع البلدين.
وأشار إلى حرص السودان على تعزيز مجالات الشراكة والتعاون مع مصر في المناحي كافة، والعمل على توفير السبل بما يلبي المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.
ومن جانبه، أكد نظيره المصري خلال اللقاء على عمق الراوبط التاريخية والقواسم المشتركة التي تجمع شعبي وادي النيل.
وشدد على أهمية التعاون بين البلدين لمواجهة التحديات والمتغيرات التي تستهدف المنطقة، ودعم جهود الأمن والاستقرار لكافة شعوب القارة الأفريقية.
وحضر اللقاء رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق محمود حجازي وعدد من قادة القوات المسلحة المصرية والسفير السوداني بالقاهرة عبد المحمود عبد الحليم.

إشرافية أبيي تعلن انسحاب جوبا من اجتماعات أديس المقبلة

أعلنت لجنة إشراف أبيي انسحاب لجنة دولة جنوب السودان في الإشرافية من اجتماع اللجنة الذي كان من المقرر انعقاده، في العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، في الـ 17 من الشهر الجاري، ولا يعد ذلك الانسحاب الأول من تلك الاجتماعات.
وقال الرئيس المشترك لإشرافية أبيي، حسن علي نمر، يوم الأحد، حسب المركز السوداني للخدمات الصحفية، إن لجنة دولة جنوب السودان انسحبت عن اجتماع سابق للجنة في أديس أبابا كان من المفترض أن يضم الإدارة الأهلية للمسيرية ودينكا نقوك، مشيراً إلى التزامهم التام بالاتفاقات الموقعة بين الخرطوم وجوبا بشأن المنطقة وإنفاذ اتفاق 20 يونيو 2011 الخاص بالترتيبات الإدارية والأمنية.
وأبدى استغرابه عن الانسحابات المتكررة لجوبا من اجتماعات أبيي، قائلاً "نتمنى أن لا يكون هذا نهج لجنة جنوب السودان، لأنه لن يقود إلى التعاون مع بعضنا البعض"، مؤكداً استعدادهم لمواصلة الاجتماعات المقبلة للوصول إلى إنفاذ الاتفاقيات الموقعة.

السودان وإثيوبيا.. استراتجية النهوض واستشراف المستقبل!

طوال ثلاثة أيام قضاها رئيس الوزراء الاثيوبي هيلا ماريام ديسالين ضيفاً على العاصمة السودانية الخرطوم، عقد السودان وإثيوبيا عدداً من الاتفاقات ذات الطابع الاستراتيجي فى كافة المجالات بين البلدين، سواء في المجال الاقتصادي والصناعي والزراعي او المجال الأمني.
ومن المؤكد ان السودان وإثيوبيا وهما يؤطران لطبيعة علاقاتهم الاستراتيجية إهتمّا اهتماماً بالغاً بقضية سد النهضة، القضية المحورية الأكثر إلحاحاً فى هذه اللحظات. وتفيد متابعة (سودان سفاري) بالعاصمة السودانية الخرطوم ان الاتفاق الإطاري الذي وضعه الرئيسان، البشير وديسالين، وضع نصب الاهتمام مصالح الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان) وعمل على صيانة هذه المصالح.
كما ان المباحثات التى جرت بين الجانبين نجحت فى تعزيز التعاون الثنائي بشأن القضايا الاقتصادية وهذه واحدة من ابرز النتائج المهمة التى ينظر اليها من قبل المحللين بأنها قضية القرن الافريقي لان هذه المنطقة -القرن الافريقي- أولاً، ظلت تعاني من الكوارث والمجاعات و تدفقات اللاجئين لعقود خلت من الزمان.
ثانياً، ظلت منطقة القرن الافريقي منطقة جذب للقوى الدولية التى تستثمر فى معاناتها وتناقضاتها. ثالثاً، ظهور دول الإيقاد -والتى من بينها دول القرن الافريقي- جعل هذه المنطقة مهمة للغاية للحفاظ على الامن الاقتصادي والأمن الاجتماعي والأمن القومي للمنطقة والقارة الافريقية بأسرها.
 إن نجاح السودان كدولة فاعلة فى المنطقة فى انشاء حزام اقتصادي وأمني متين مع إثيوبيا الناهضة بقوة يجعل من المنطقة حقلاً أخضراً للمستقبل، فالاتفاقيات سواء فى مجال الطاقة (الكهرباء) المنتجة فى سد النهضة؛ او في المجال الزراعي (منطقة الفشقة الحدودية) ذات الخصوبة العالية؛ أو فى مجال التبادل التجاري، وكلنا يعلم حجم الحركة التجارية بين الدولتين برياً فى ظل عدم امتلاك إثيوبيا لموانئ بحرية؛ هذه كلها أضافت الى علاقات البلدين قيمة مضافة وحتمت عليهما البحث عن سبل تتيح الاستفادة من إمكانية كل دولة لصالح الدولة الأخرى.
هناك أيضاً التوافق الاستراتيجي على قضايا المنطقة وضرورة احلال السلام فى دولة جنوب السودان نظراً للآثار السالبة للنزاع الجاري هناك وتدفقات اللاجئين والفارين من الحرب. السودان من جانبه ايضاً حرص على تبادل المعرفة الاستثمارية والتجارب المشتركة فى هذا المجال مع إثيوبيا التى تمتلك تجربة استثمارية جيدة فى المنطقة.
ومن جهة أخرى فقد جرى التفاهم على تعزيز المحافظة على حدود البلدين المشتركة سواء نتاج الجرائم مستحدثة مثل تهريب السلع وتجارة البشر وغيرها من الجرائم التى تلحق اضراراً بأمن البلدين والمنطقة.
هناك أيضاً الاتفاق على وحدة السودان وسلامة اراضيه وضرورة احلال السلام فى المناطق التى تشهد حروب فى جنوب النيل الأزرق وكردفان. رئيس الوزراء الاثيوبي الذي زار عدة مصانع سودانية ووقف على تجارب سودانية فى مجالات شتى فى السودان اشاد بالتجربة السودانية والنهضة التى يتبناها هذا البلد.
إجمالاً يمكن القول ان السودان كدأبه فى تقوية وتمكين الروابط بينه وبين جيرانه نجح في انشاء اساس استراتيجي متين بينه وبين إثيوبيا، كما أنه استطاع بدبلوماسية ان ينزع الى حد كبير فتيل الخلاف الناشب بين إثيوبيا ومصر بشأن سد النهضة، بما يشي بمستقبل جيد للمنطقة وبما يجعل السودان رائداً فى كيفية خلق علاقات تكاملية ذات ابعاد استراتيجية مع جيرانه بدأها بتشاد ثم ارتريا وسعى لها مع دولة جنوب السودان وهاهو الآن يترجمها الى واقع مع إثيوبيا.

الاحتلال المصري لحلايب والعامل النفسي الخفي لسلطات الاحتلال المصري!

في رده على إدعاء المندوب الدائم فى المنظمة الدولية الاسبوع الماضي قال مدير المساحة في السودان عبد الله الصادق ان السودان لديه كافة الوثائق والمستندات الرسمية التي تثبت تبعية مثلث حلايب لأراضيه.
مدير المساحة السوداني قال ان مساحة المثلث البالغة (22 ألف كلم مربع) تقع ضمن الأراضي السودانية وأضاف الصادق، ان الجانب المصري يزعم ان السودان لا يمتلك وثائق تثبت ملكيته، وفي الوقت نفسه يتحاشى الجانب المصري اللجوء الى التحكيم.
والوقع ان هذه هي المعضلة الغريبة التى تثير الدهشة حيال الموقف المصري، فمنذ بداية النزاع -العام 1995م- وهو ما يمكن ان نطلق عليه عام الاحتلال وعمليات التمصير فى المثلث ظل الموقف المصري متعنتاً حيال اجراء اية مفاوضات او تحكيم أو حتى مناقشة الموضوع من قريب أو بعيد!
 في العادة فان الدولة التى ينشب بينها نزاع حدودي او تبعية منطقة ما إلى أيٍّ منهما، تجري مفاوضات وتحرص -في تلك المفاوضات- على إبراز حججها القانونية و ثم تتطور المفاوضات فى احدى مراحلها الى البحث عن آلية لحسم النزاع وفي الغالب آلية التحكيم.
الجانب المصري فيما يختص بنزاع حلايب وقع في عدة مخالفات صريحة لا تتسق مع مقتضيات القانون الدولي والأعراف الدولية المعروفة ولا تتسق مع مقتضيات حسن الجوار، والعلاقات التاريخية بين البلدين.
أولاً، شرع الجانب المصري فى مسلك عديم الجدوى لتمصير المثلث وإضفاء سيادة مصرية عليه وهي ممارسة متواضعة قانونياً ولا تكسب مصر حقاً لأن الكل يشهد ان عليمات التمصير هذه مستحدثة و مختلقة لإختلاقاً لأغراض مكشوفة.
ثانياً، رفض الجانب المصري -دون مبررات معقولة او غير معقولة- مجرد مناقشة القضية على كافة المستويات وفى العادة فان تحاشي النقاش فى قضية ما، لا يمكن حلها إلا بالنقاش والتفاوض يحوي بالتأكيد محاولة للهرب من مواجهة الحقائق والأدلة.
ثالثاً، القبضة الأمنية –غير العادية– التي تمارسها السلطات المصرية بمحاولة اجبار السكان المحليين على استخراج هويات مصرية وتخويف كل من لا يحمل هوية مصرية، كل هذه تشير الى ان السلطات المصرية لا تتعامل مع (مواطنين مصريين)، فالذي تقوم به السلطات المصرية في مثلث حلايب حالياً لا تقوم به فى مناطق القاهرة او اسيوط او اسوان او في صعيد مصر! هي فقط تفعل ذلك فى مثل حلايب لإحكام سيطرتها الامنية عليه خوفاً من سكانها المحليين، إذ لا توجد فى الدنيا حكومة تخاف من مواطنيها.
رابعاً، التجارب المصرية المعروفة وآخرها مع المملكة العربية السعودية بشأن جزيرتيّ تيران وصنافير وقبلها مع إسرائيل فى طابا، جميعها كانت تجارب نزاعات حدودية خاضت فيها مصر مفاوضات وإجراءات تحكيم معروفة، فما الفارق ما بين تلك التجارب وتجربة حلايب، خاصة ان السودان هو عمقها الاستراتيجي؟
ان من المفروغ منه ان القاهرة تحمرّ خجلاً من موقفها المخزي فى حلايب وليت (حُمرة الخجل) هذه تدفعها لقبول التفاوض وحل النزاع، وليس هناك من هو على علم ولديه خبرة كافية بالعامل النفسي للسلطات المصرية والدوافع (الخفية) التى دفعتها لاحتلال اراضي سودانية و ممارسة مكابرة عديمة الجدوى ضد عمقها الاستراتيجي!

الأحد، 20 أغسطس 2017

البشير: حصة مصر من مياه النيل لن تتأثر بسد النهضة الإثيوبي

 أعلن الرئيس السوداني عمر البشير، أن بناء أثيوبيا لسد النهضة على النيل الأزرق الفرع الرئيسي لنهر النيل، لن يؤثر على تزويد مصر بالمياه، في ظل مخاوفها من هذا الأمر.
وتقول القاهرة، التي تعتمد على النيل في مياه الشرب والزراعة: إن لها "حقوقا تاريخية"،يؤكدها اتفاقان حول مياه النيل وقعا في العامين 1929 و1959 .
ويلتقي فرعا النيل الأزرق والأبيض في الخرطوم، ليكونا المجرى العام لنهر النيل، الذي يتجه شمالا إلى مصر، ومنها إلى البحر الأبيض المتوسط.
وقال البشير، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالين، الذي يزور الخرطوم: "نحن ملتزمون التزاما قاطعا، بأن حصة مصر من مياه النيل لن تتأثر بقيام سد النهضة".
من جهته، أكد ديسالين، أنه لا حاجة لتسيس قضية بناء السد، وقال: "هذه أمور فنية وليست سياسية، أن لم نقم بتسييسها سنصل إلى نتيجة، أن الرابح هو شعوبنا".

مباحثات سودانية إثيوبية بعناوين أمنية: قوة مشتركة لتأمين سد النهضة؟

ملفات ساخنة حضرت في سلسلة الاجتماعات والمباحثات التي أجراها رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي مريام ديسالين، مع مسؤولين سودانيين بينهم الرئيس السوداني عمر البشير، خلال زيارته إلى الخرطوم التي انتهت يوم الجمعة، وامتدت لثلاثة أيام متتالية، وهي الأولى من نوعها للمسؤول الإثيوبي. وعقد ديسالين اجتماعاً ثنائياً مع البشير وآخر مغلقاً امتد لساعات مع وزير الدفاع السوداني عوض ابن عوف، بمشاركة وزير الري السوداني معتز موسى، وشكّل موضوع تأمين سد النهضة البند الأساسي في اللقاء.
ووفق مصادر مطلعة، فإن لقاءات ديسالين، وزيارته للسودان حملت همّاً أساسياً، تمثّل بتأمين سد النهضة، إذ ظل هذا الملف يشغل أديس أبابا منذ الهجوم الفاشل الأخير الذي تعرض له السد وأقرت إثيوبيا بتصديها له. فأجندة الزيارة كانت أمنية بشكل شبه كامل، وإن تطرقت لملفات أخرى سياسية واقتصادية في محاولة للوصول بعلاقة البلدين إلى تكامل مشترك سياسي وعسكري واقتصادي، لمواجهة التحديات التي تواجههما وتتلاقى خلالها مصالحهما. وأكدت المصادر أن ديسالين والوفد المرافق له، بحثا خطة مشتركة مع الخرطوم لتأمين السد، عبر تشكيل قوة مشتركة لحمايته في حال تعرضه لأي هجوم، نظراً لتأثير السد على أمن الخرطوم أسوة بأديس أبابا.
ورأى مراقبون أن القوة المشتركة لتأمين سد النهضة مقترح إثيوبي بحت، تسعى لتسويقه لدى دولتي السودان ومصر، وإن كانت مقتنعة تماماً برفض القاهرة للخطوة. وأشاروا إلى أن إثيوبيا تعتمد في تسويق المقترح على استفادة السودان ومصر من السد، على الرغم مما يثار حوله من جدل من الجانب المصري، باعتبار أن أديس أبابا ستمد الخرطوم والقاهرة بالكهرباء من السد بسعر التكلفة، ما يجعلهما متضررين نسبياً من أي أذى يلحق بجسم السد.
ورجح المحلل السياسي ماهر أبو الجوخ موافقة الخرطوم على المقترح الإثيوبي بشأن القوة المشتركة والمضي قدماً فيه سواء بالمشاركة بقوات برية أو دفاعات جوية أو بمعلومات استخباراتية. واعتبر أن ذلك التحالف الذي في ظاهره يهدف لتأمين السد، سيعمل على تقوية موقف إثيوبيا ضد عدوتها التاريخية وجارتها إريتريا، وسيقود إلى تحوّل كبير في المنطقة، فضلاً عن زيادة حدة التوتر بين الخرطوم والقاهرة ووصوله إلى مراحل صعبة، لا سيما أن الأخيرة لن تقبل بالمقترح الإثيوبي وتنضم للقوة المشتركة بالنظر لتحالفها مع إريتريا وما يمثّله ذاك التحالف من إضعاف لأسمرا.
ورأى أبو الجوخ أن قيام أديس أبابا بعرض المقترح على مصر في حال حصل ذلك، سيكون محاولة لإسقاط أي مبرر يجعل الأخيرة جزءاً من أي عمل عدائي ضد السد، معتبراً أن اجتماع رئيس الوزراء الإثيوبي بوزير الدفاع السوداني، بمثابة تأكيد على توجّه البلدين نحو تحالف عسكري. وأشار إلى أن السودان ومقابل دخولها في التحالف، ستحظى بدعم إثيوبيا داخل منظومة الاتحاد الإفريقي.
وتوقع محللون أن لا يُعلن عن القوة المشتركة لحماية سد النهضة، بشكل مباشر، باعتبار أن الخرطوم لا تنوي توتير علاقاتها بشكل أكبر مع القاهرة، وتوسع هوة الخلافات بينهما، بالنظر إلى التقاطعات بين البلدين في جنوب السودان وليبيا وسورية وغيرها من القضايا الإقليمية. ورأوا أن السيناريو المتوقع هو أن تعلن إثيوبيا والسودان عن تشكيل قوة مشتركة لحماية حدود البلدين والحد من تجارة البشر، باعتبار أن نشر تلك القوات على الحدود وإغلاقها، بمثابة خط دفاع أول عن سد النهضة بالنظر لموقعه، كما أن ذلك يمنع تسلل المعارضة الإثيوبية إلى العمق الإثيوبي. وأشار المحللون إلى العمل الاستخباراتي الضخم الذي تم خلال العامين الماضيين، باختراق الخرطوم للمعارضة الإثيوبية واستدراجها نحو السودان وتجريدها من السلاح ومن ثم تسليم أعضائها للحكومة في أديس أبابا. ورأوا أن عملية مكافحة تجارة البشر لا علاقة لها بحدود السودان بإثيوبيا وإنما تنشط في الحدود الإريترية.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير، شدد خلال الجلسة الافتتاحية للمباحثات المشتركة مع رئيس الوزراء الإثيوبي، على ضرورة تفعيل الآلية الوزارية المشتركة التي تضم وزراء الدفاع والداخلية ومسؤولي الأمن في البلدين لتذليل العوائق الأمنية والإسراع في تشكيل القوة المشتركة لحماية حدود البلدين. ووجّه بإشراك حكام الولايات الحدودية السودانية وحكام الأقاليم الحدودية الإثيوبية في تلك الترتيبات الأمنية، مشيراً إلى اتفاق الطرفين على منع استخدام مناطق التماس الحدودية للإضرار بأمن البلدين، وجعلها منطقة تكامل وتبادل للمنافع.
وأكد البشير في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مع المسؤول الإثيوبي يوم الخميس، توافر الإرادة السياسية بين الخرطوم وأديس أبابا لتطوير العلاقة بينهما والوصول بها إلى مرحلة التكامل، بما فيها التكامل في الإقليم والقرن الأفريقي. وأعلن اكتمال الاتفاق بشأن ترسيم الحدود بين البلدين وإغلاق ملف النزاع حول بعض المناطق الحدودية (في إشارة إلى منطقة الفشقة)، لافتاً إلى اكتمال عملية ترسيم الحدود على الخرائط، موضحاً أن "ما تبقى هو وضع العلامات الحدودية على الأرض". وفي ما يتصل بسد النهضة، أكد البشير اطمئنان بلاده لعدم وجود أي أضرار للسد عليها، قائلاً إنهم اطمأنوا إلى أن التعديلات التي تمت في جسم السد ستضمن عدم انهياره وتأذي السودان. وأشار إلى ضرورة الاتفاق مع الجانب الإثيوبي على برنامج ملء بحيرة السد لتعمل بلاده بناء على ذلك لوضع برنامج لإدارة منشآت الري بما لا يؤثر على مشاريع الري في البلاد.
من جهته، أكد وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، أن الأوضاع في الإقليم وفي شرق أفريقيا تتطلب من حكومتي الخرطوم وأديس أبابا الاتفاق على استراتيجية مشتركة للحفاظ على أمن الإقليم والمنطقة عموماً، فضلاً عن العالم.
وأشار مراقبون إلى أن البشير وديسالين حرصا في ختام الزيارة على توجيه رسائل تطمينية للجانب المصري بتأكيد حرصهما على عدم تضرر حصة مصر من المياه بسبب السد. وقال الخبير في ملف العلاقات السودانية الإثيوبية عبدالمنعم أبو إدريس، إن الرسالة التطمينية التي بعثها البشير وديسالين لمصر من شأنها أن تؤثر إيجاباً على اجتماعات اللجنة الفنية المشتركة بين البلدان الثلاثة الأسبوع المقبل، بإحداث انفراج في اجتماعاتها لا سيما في ظل التقارير التي تتحدث عن بعض الإشكالات التي تواجه عملية تمويل سد النهضة وأسهمت في بطء تشييده، إذ إن النسبة لم تتعدَ الـ60 في المائة، كما أن عملية افتتاحه المقررة هذا العام ستتأخر. ورأى أن زيارة ديسالين تهدف للوصول إلى تكامل اقتصادي وسياسي وعسكري بين البلدين.

“جولة وزيارة”

اختتم رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي مريام ديسالين، زيارته للخرطوم، بينما يجوب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أربع دول أفريقية، في تزامن يطرح الكثير من الأسئلة حول مستقبل العلاقات بين الدول الثلاث.
ففي الخرطوم، أوضح البروفيسور إبراهيم غندور وزير الخارجية في تصريحاته عن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي، أن ملفي الحدود بين السودان وإثيوبيا وسد النهضة، كانا حاضرين في المباحثات بين زعيمي البلدين، وقال إن ملف المياه يعتبر ملفاً أمنياً قومياً بالنسبة للسودان وإثيوبيا وبقية دول حوض النيل.
البشير وديسالين أرادا خلال لقائهما أن يرسلا رسالة تطمينية للقاهرة التي باتت مترقبة لنتيجة هذه الزيارة، حيث أكد البشير أن بناء إثيوبيا لسد النهضة على مجرى نهر النيل لن يؤثر على تزويد مصر بالمياه. أما ديسالين فأكد أنه لا حاجة إلى تسييس قضية بناء سد النهضة، قائلًا إن هذه أمور فنية وليست سياسية.
الرسالة بدت واضحة ومباشرة والسؤال: هل وصلت هذه الرسالة إلى بريد القاهرة؟ وهل كانت الخرطوم وأديس صادقتين فيها بالفعل، أم أنها مجرد رسالة تطمينية؟
جولة متزامنة
وللإجابة على السؤال، نلاحظ أنه في وقت زيارة ديسالين للخرطوم كانت هناك جولة للرئيس عبد الفتاح السيسي شملت أربع دول أفريقية وهي (تنزانيا، الجابون، رواندا، وتشاد)، التي أكد خبراء مصريون أن هذه الجولة تأتي لتؤكد مكانة أفريقيا على سلم أولويات سياسة مصر الخارجية، مشيرين إلى حرص السيسي على تفعيل التواصل مع القادة الأفارقة في سياق إدراكه لدور الدبلوماسية كرافد أساسي لتعزيز دور القاهرة في أفريقيا، حيث تضمنت دولاً من شرق ووسط وغرب القارة، واثنين من البلدان التي تشملهما الزيارة هما تنزانيا ورواندا من دول حوض النيل، وقالوا أما تشاد فهي دولة جوار مهمة لليبيا والسودان وتتمتع بعلاقات قوية مع مصر، بينما الجابون من الدول البترولية ذات التأثير والفاعلية في غرب القارة، الأمر الذي سيتيح إقامة علاقات اقتصادية وتنموية واستثمارية معها، والجولة لها عدة أبعاد منها السياسي المرتبط بحل المنازعات في شرق أفريقيا، وهو ما تقوم به تنزانيا من تسوية المنازعات خاصة في بوروندي وجنوب السودان، أو دور تنزانيا في دول حوض النيل، وهو ما ينطبق على رواندا كذلك، ولفتوا إلى البعد الأمني والذى يمثل التحدي الأهم الذي تواجهه القارة، إضافة للبعد الاقتصادي وفتح أسواق جديدة للمنتجات المصرية والمشاركة في خطط التنمية وتأسيس البنى التحتية.
الاحتياجات المائية
وأكدت الدكتورة أماني الطويل، خبيرة الشؤون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في حديث لـ(اليوم التالي)، أن زيارة السيسي لتلك الدول تحديدا تنطلق من محورين، أولهما الملف الاقتصادي والتنموي وتندرج تحته الاحتياجات المصرية المائية، وبحثه مع كل من تنزانيا ورواند قد يؤدي إلى مراجعة اتفاقية (عنتيبي)، وهو ما عبر عنه رئيس تنزانيا في تصريحات له، من أنه يهتم بالاحتياجات المائية المصرية. وقالت الطويل أما المحور الثاني فهو محاربة الإرهاب بسبب وجود مشاكل أمنية وتهديدات إرهابية وانتشار عدد كبير جدا من الجماعات الإرهابية المتطرفة، منها (القاعدة) و(بوكو حرام) في عدد كبير من دول الساحل والصحراء، وتشاد، ما سهل انتقال تلك الجماعات إلى ليبيا وبالتالي أصبحت مصدر تهديد للأمن القومي المصري، مضيفة بالنسبة للجابون فهي دولة غنية بامتياز خاصة بالنسبة لمواردها الطبيعية، وستفيد مصر كثيرا في مجال الاستثمار والتبادل التجاري بين الجانبين. مشددة على أن “الزيارة أكدت إلى أي مدى أهملت فترة حكم كل من السادات ومبارك أفريقيا، فبعض الدول لم يزرها رئيس مصري منذ أيام الرئيس الراحل عبدالناصر، فالسادات مثلاً كان ينظر إلى أفريقيا باعتبارها كتلة تصويتية يحتاج إليها في المحافل الدولية لدعم العرب في الصراع العربي الإسرائيلي، وبعد توقيعه اتفاقية السلام مع إسرائيل أدار ظهره للقارة تماماً، كما أراد الانقلاب على تراث عبدالناصر والاهتمام بملفات أخرى تأسيسا لنظام حكم جديد. وتابعت: “دولة مبارك كانت تعيش على تراث عبد الناصر والسادات، ولم تبدع جديداً، لا في أساليب الحكم ولا في الملفات الاستراتيجية، وبالتالي كان مفهوم أن يدير مبارك ظهره لأفريقيا بعد محاولة اغتياله الشهيرة في أديس أبابا في تسعينيات القرن الماضي ولم يذهب بنفسه إلى أي دولة أفريقية أو يحضر أي قمة، وهذا الفراغ تم استغلاله بالكامل من جانب إثيوبيا وخاصة إقدامها على بناء سد النهضة.
متابعة وترقب
المتابع لزيارة ديسالين للخرطوم وجولة السيسي للدول الأفريقية الأربع، يجد أن كل منهما ينفذ زيارته وعيناه على نتائج زيارة الآخر، ففي القاهرة ذكرت وسائل إعلام مصرية أن خبراء ومتخصصين في الشأن الأفريقى يؤكدون أن هناك قلقاً في وسائل الإعلام الإثيوبية والسودانية من التحركات المصرية الأخيرة، والتي تمثلت في جولة السيسي، في حين أن الحقيقة ربما تكون مغايرة – كما أكد خبراء- بأن القاهرة قلقة من التقارب السوداني الإثيوبي وتترجمه في تنسيق أكبر في ملف سد النهضة بين البلدين، والذي يمثل هاجسا كبيرا للمصريين. في المقابل يرى البعض أن تحرك مصر في القارة يأتي ضد السودان وإثيوبيا، فهل القاهرة قلقة بالفعل أم أن الخرطوم وأديس يحاولان قطع الطريق أمام التحركات المصرية؟ أم أن القلق موجود والتقارب لقطع الطريق موجود أيضاً؟
رغبة قوية
لا شك أن جولة الرئيس السيسي مهمة وتؤكد رغبة سياسية قوية لدى القيادة المصرية بضرورة العودة للقارة السمراء، إلا أن النوايا الرئاسية الحسنة تجاه أفريقيا يلزمها عمل كبير وشاق من المؤسسات المصرية المختلفة لاستعادة هذا الدور الذي افتقدته القاهرة منذ عقود، وعلى الإعلام المصري الذي هلل معتبرا الجولة فتحا عظيما أن يركز أكثر في التشجيع والعمل الجاد لتنفيذ النوايا الرئاسية المصرية إلى أرض الواقع الأفريقي.
الخلاصة أن التوجه المصري لأفريقيا يجب أن يأخذ في الاعتبار العمل على استراتيجية طويلة الأمد تشمل كل الدول الأفريقية، وأن يكون الهدف الرئيس من الجولات المصرية للقارة بداية لعمل حقيقي له ما يتبعه وليس مجرد إثبات أن القاهرة تستطيع أن تبني تكتلات ضد تقارب سوداني إثيوبي قد تراه ضد مصالحها، وعلى القاهرة والخرطوم وأديس أبابا أن يثقوا أن التعاون والتنسيق في ما بينهم قد يمثل نواة حقيقية لاتحاد أفريقي جديد، يضع القارة على بدايات عصر ذهبي يليق بها وبإمكاناتها.

بريطانيا: جنوب السودان بحاجة لعمليات سياسية ناجحة

قال المبعوث الخاص للحكومة البريطانية للسودان وجنوب السودان، كريس تروت، إن الأخيرة تحتاج لعملية سياسية ناجحة لاستعادة الهدوء، مبيناً أن حكومته ستستمر في دعم مبادرة الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا "إيقاد" لإعادة إحياء اتفاقية السلام.
وشدّد تروت في تصريحات في العاصمة جوبا، يوم الجمعة، في ختام زيارته التي استمرت يومين للبلاد، على ضرورة أن تسعى "الإيقاد" والشركاء الدوليون إلى إعادة تجديد ثقة الأطراف المتحاربة في عملية السلام، بعد أن فشلت في وقف القتال والتشرد خلال العامين الماضيين.
وأشار إلى أن المبادرة ستخرج بجدول زمني جديد لتنفيذ اتفاق السلام في ظل عدم توافر المناخ المناسب لإقامة الانتخابات بسبب الحرب، وعدم تنفيذ الاتفاق الموقع بين الحكومة والمعارضة المسلحة في أغسطس من العام 2015.
وأضاف "بالنسبة لنا أهم شيء وقف القتال وليس إعلان وقف إطلاق النار من طرف واحد، كذلك نريد ضمان عمل مفوضية مراقبة وقف إطلاق النار، إلى جانب السماح للمنظمات الإنسانية بتقديم المساعدات المطلوبة".
وأشار المبعوث البريطاني إلى لقائه بقيادات حكومية من بينهم الرئيس، سلفاكير ميارديت، وناقش معهم الجهود المبذولة لإعادة السلام والاستقرار من خلال عملية الحوار الوطني الذي أطلقه رئيس الجمهورية، وبقية المبادرات الإقليمية الأخرى المتعلقة بتوحيد فصائل الحزب الحاكم بجنوب السودان.
ومضى قائلاً "ناقشنا سبل استعادة السلام مع الرئيس سلفاكير وأعضاء حكومته، وجددنا التزامنا بعملية السلام كمخرج رئيس لحالة الاقتتال الحالية بجنوب السودان، يجب أن تكون هناك عملية سياسية ناجحة تستعيد الهدوء".
وزاد "أعتقد أنه يجب النظر إلى اتفاق السلام والجدول الزمني له لأنه ليس هناك فرصة لإقامة انتخابات نزيهة في الوقت الحالي بجنوب السودان، في ظل حالة النزوح والتشرد الكبيرة التي تشهدها البلاد".
وتعاني دولة "الجنوب"، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء شعبي في 2011، من حرب أهلية بين القوات الحكومية وقوات المعارضة، اتخذت بعداً قبلياً، وخلّفت الآلاف من القتلى وشردت مئات الآلاف، ولم يفلح اتفاق سلام أُبرم في أغسطس 2015، في إنهائها.

الخميس، 17 أغسطس 2017

يوغندا تكافح لاستيعاب مليون لاجئ من جنوب السودان

قالت الأمم المتحدة إن عدد لاجئي جنوب السودان في يوغندا بلغ مليونا لاجئ، يوم الخميس، مع تدفق مئات الأسر عبر الحدود يومياً هرباً من الحرب الأهلية ويمثل النساء والأطفال ما يربو على 85 في المئة من الوافدين.
وتنتقل حشود اللاجئين عبر جسور خشبية متهالكة قرب بلدة بوسيا الحدودية بشمال غرب يوغندا، بينما يحمل اللاجئون الأطفال وبعض القدور أو صُرر الملابس فوق رؤوسهم.
وقالت ستيلا تاجي بينما عبرت الجسر حافية القدمين وممسكة بطفل في يدها "قتل عم زوجي قبل أسبوعين. نختبئ في الغابة منذ ذلك الحين. ليس لدينا شيء".
وقال لاجئ يدعى صامويل أميول بعد أن سار ليومين إلى الحدود هرباً من هجمات القوات الحكومية "إنهم يذبحون الناس بالسكاكين. يقولون إذا بقيت هنا فأنت من المتمردين".
وارتفع عدد اللاجئين في يوغندا كثيراً العام الماضي بعد أن انهار اتفاق سلام هش مدعوم من الغرب بين كير ومشار في غضون شهور.
وأثار الصراع في جنوب السودان أكبر أزمة لاجئين في أفريقيا منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994 فيما تحصل وكالات الأمم المتحدة على النذر اليسير من الأموال التي تطلبها لتوفير الغذاء والمأوى.

الخرطوم تدعو القاهرة للقبول بالتحكيم الدولي حول حلايب

دعت الحكومة السودانية نظيرتها مصر للقبول بالتحكيم الدولي لفض النزاع حول مثلث "حلايب، شلاتين،  أبورماد"، ووصفت وجود القوات المصرية على أرض المثلث الذي تبلغ مساحته 22 ألف كيلومتر، بأنه احتلال بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
وقال المدير العام لهيئة المساحة، عبدالله الصادق عبدالله، يوم الأربعاء، حسب المركز السوداني للخدمات الصحفية، في رده على خطاب مندوب القاهرة الدائم بالأمم المتحدة، الذي ادعى فيه أن السودان لا يملك الحجج القانونية التي تثبت تبعية حلايب له، قال إن الحكومة لديها الوثائق كافة التي تثبت بجلاء "سودانية حلايب"، التي تبلغ مساحتها 22 ألف كيلومتر، أي ما يعادل مساحة ولاية الجزيرة الواقعة وسط البلاد، مبيناً أن الحكومة لديها جميع الحجج القانونية التي تدعم موقفها.
وأضاف "إن كانت القاهرة تدعي أنها تملك الحجج القانونية والهندسية التي تثبت ملكيتها لحلايب فعليها أن تقبل بالتحكيم الدولي".
وكان مندوب القاهرة بالأمم المتحدة قد ذكر أن تبعية حلايب وشلاتين للسودان لا تستند إلى أي أسس قانونية أوتاريخية، واصفاً الحديث عن الاحتلال المصري لمثلث حلايب بأنه غير مقبول.

معركة مصرية خاسرة في حلايب!

تخوض سلطات الاحتلال المصرية في المثلث السوداني المحتل حلايب شلاتين أبوم رماد معركة خاسرة ضد موطنين سودانيين وقبائل سودانية محلية أخضعتها القوات المصرية -المدججة بالسلاح وخوذات الحرب- لسلطانها عنوة. مواطن ينحدر من قبلة البشاريين صادفته دورية مصرية في سوق صغير، كان يحمل بعض خضار وقليل من الخبز يشير إلى صغر حجم أسرته وطالبته بهوية.
 الرجل اعتقد أن الجنود يشكون في انتمائه للمنطقة فطفق يحدثه عن أسرته وقبليته وعمدة المنطقة ، ولكنه لم يكمل روايته، فقد كانت حاجياته تتناثر في الأرض ويحمل هو على ظهر البوكس المدرع ليلقى في الحجز لأيام  ثم يحال إلى الأمن الوطني المصري! لا أسرته تعرف أين هو ولا الجنود المصريين يخبرونها.
 شاب سوداني آخر قصته أكثر مأساوية، خرج من منزله فقط لإجراء مكالمة هاتفية كشأن السودانيين حين ينفردون بالهاتف  لإجراء محادثة مع أشخاص بطريقة لا تخلو من خصوصية اجتماعية داهمته السلطات المصرية و أمسكت بهاتفه وقامت بتفتيش الهاتف وحاولت الوقوف على تفاصيل الشخص الآخر إلي كان يهاتفه، ورغم ثبوت ان الطرف الآخر لم يكن سوى خطيبة الشاب المسكين وأن تفاصيل المكالمة متعلقة بلوازم إتمام الزواج إلا أن الجنود المصريين اعتقدوا أنها (حيلة استخبارية) وظلوا يرددون على الشاب المغلوب على أمره (على مين دي يا حضرة)!
 قصص مأساوية عديدة رويت لنا بالعشرات وجمعيها تحط من كرامة المواطنين السودانيين الرازحين تحت نير الاحتلال المصري. هناك من جرى حبسه لأشهر، وهناك من جري إبعاده وآخرون ظلوا يتلقون الضرب والتقريع لأسابيع لكي يعترفوا بجرائم لم يرتكبوها.
وحين نقول ان هذه المعركة بالنسبة لسلطات الاحتلال المصرية خاسرة فذلك لأنها لا تعرف قط التركيبة النفسية للمواطن السوداني ولا تعرف انه إذا ثار فإنه مفزع، كما أن هذه الممارسات بات تشي بتكوين و تبلور حركات تحرير سودانية، حركات بإمكانها ان تصبح بعبعاً للسلطات المصرية التى ما تزال تعاني الأمرين في الأمن الداخلي في عمق المدن والحواضر الرئيسية المصرية .
ومن الممكن مع هذه الممارسات الإحتلالية الظالمة ان تتورط السلطات المصرية في مواجهات يومية خاسرة وتصبح سلطات احتلال باطشة تطوف ملفات جرائمها على المناضد الدولية ومن الممكن ان يصل الأمر لانعقاد مجلس الأمن الدولي وإصداره قرار دولي بهذا الشأن! الأمر ليس فيه غرابة فقد ورطت القاهرة نفسها فيما تورط فيه تل أبيب!