الخميس، 30 يوليو 2015

قرنق .. ذكري عراب الحرب

الذكري العاشرة لرحيل د. جون قرنق رجل الحرب والسلام الذي سقطت طائرته وارتطمت بجبال نيوكاست في خريف 2005، وهو يشغل منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية وفقاً لاتفاقية نيفاشا التي وضعت حداً للاحتراب من أجل الأراضي والهوية ومساجلات الدماء والبندقية، وسيرته تختزل في التأسيس لحرب الهويات الدامية ورفع سقوفات الاستقطاب الحاد وخلق مساحات متباعدة جداً ما بين التيارات الإسلامية والعروبية والتيار الأفريقاني واتخاذ الهامش والتخوم مسرحاً لمشروعه السياسي (السودان الجديد)، الذي بني على ثلاثة مستويات وخيارات، ينبغي أن تؤسس عليها الوحدة الوطنية من جديد، وهي العودة إلى سودان ما قبل الجبهة الإسلامية وقوانين 1983 (الوحدة على أسس جديدة) ثم الكونفدرالية، نظامان للحكم في بلد واحد يستوعب المكونات العلمانية والمسيحية وخصوصية الجنوب، والآخر يستوعب الجبهة الإسلامية وقوى اليمين السوداني، أما الخيار الثالث هو الانفصال وتكوين دولة جديدة على حسب تقسيم حدود 1956، واعتمد جون قرنق على يساريي السودان الذين تمتد أواصر العلاقة السياسية معهم من لدن منفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان وظلاله الماركسية لاعتبارات كثيرة من أبرزها أن أغلب حركات التحرر الأفريقي قامت على أدبيات الفكر الماركسي المستندة على الثورة والنضال، كما أن مسرح الاستقطاب هو الهامش السوداني الذي يعاني من اختلال التنمية وارتفاع معدلات الفقر (البوليتاريا).
ورحل قرنق في بدايات السلام (أرضا سلاح) حيث تمرد على الدولة وحاربها على مسيرة 22 عاماً، وتسببت حركته المتمردة في إضعاف حكومة نميري وإسقاط حكومة الديمقراطية الثالثة بعد اجتياحها للمدن الجنوبية، أما حكومة الإنقاذ التي أسست منظومة الدفاع الشعبي والمجاهدين كقوة إسناد قتالي، واستخدمها جون قرنق كروتاً لصالحه في التبرير على هذه الحرب دينية، واستفاد من هذه الخطوة في استقطاب الدعم الكنسي لمحاصر (أسلمة) الجنوب، وحينما وقع اتفاق السلام الشامل نجح في اجتثاث هذه الأسلمة داخل الجنوب وإحداث اختراق علماني لصالح مشروعه السياسي في الشمال، ونجح أيضاً في (تفكيك) مشروع الإنقاذ بالتضامن مع القوى العلمانية والليبرالية وقوى اليمين الرافضة لتوجهات الإنقاذ، وفيما يخص قوى الهامش ساهم في إشعال الحرب في دارفور (2003، والاستفادة من تجربة يحي بولاد، ويأتي اختيار دارفور لاعتبارات أنها ثقل الإسلاميين، ويقوم مشروع قرنق منذ التمرد وحتى لحظة مصرعه على معالجة هيمنة الهوية العربية والإسلامية، وسيطرتها على الدولة المركزية ومناهضة تهميش الجنوب واختلالات التنمية وتغيير وضعية الجنوب (مواطنة درجة ثانية) وعلى هذه المنطلقات تؤسس الحركة الشعبية خطابها السياسي لاستقطاب أكبر عدد من الجنوبيين وأهل الهامش، وبعد (رحيل) قرنق اختار الجنوبيون خيار الانفصال أو المستوى الثلاث لخيارات مشروع السودان الجديد، وتم إعلان دولة جنوب السودان، واحتفل الجنوبيون بهذا (الاستقلال)، ولكن سرعان ما سقطت كل الأشياء والمسببات التي من أجلها انفصل الجنوب، خاصة دعاوى المواطنة والهوية والإحساس بالدونية كمواطن من الدرجة الثانية.
وفي ذكري رحيل عراب التمرد يجتمع أوباما ودول الجوار من أجل الضغط على تلاميذ قرنق لإيقاف نزيف الحرب والدمار وإنقاذ الجنوب من الانهيار، وقتال سلفاكير والدينكا ضد مشار والنوير، ولا حديث عن الدين والعلمانية وتطبيق حلم مشروع قرنق.
رحل قرنق ولا تزال الحرب مستمرة في شطري الوطن المنقسم، وتلاميذته هم جنرالات تدير الحرب والدمار بامتياز في البلدين، حيث الجنوب وطن في مرحلة التداعي للسقوط والانهيار، وهو حصاد مر لمشروع السودان الجديد في خيارات الانفصال بدوافع الدين والتهميش والسودان وطن لا يزال التلاميذ يشدون أطرافه وتحقيق ما فشل في تحقيقه العراب انطلاقاً من جنوب كردفان ودارفور والنيل الأزرق عبر مسارات سياسية وعسكرية تحاول من جعل إعلان باريس ونداء السودان تحالفا لمواجهة الدولة وتكرار سيناريوهات الجنوب الدامية على العموم رحل قرنق أو قتل وتعرت الحركة الشعبية وتبرج مشروعها السياسي ونضالاتها الموهومة ضد دولة الجلابة، حيث فشلوا في إدارة دولة قدمت إليهم على طبق من ذهب وبترول ليطبقوا فيه أحلامهم وجهد نضالاتهم، ولكن الذئاب لا تشتهي إلا الدماء، وأصبح وطن جون قرنق الدماء فيه تسيل على أنهار الجور والسوباط وشعبه.
والمواطن حينما تشتد عليه الأزمات والحروب يهرب لاجئاً الى الشمال الذي ضلله قرنق ورفاقه بالتصويت للانفصال من دولة الجلابة، وبذكرى قرنق العاشرة هو ذكرى الهوية الدامية وحصاد الاستقطاب الحاد، ففي مثل هذه الأيام كانت الهويات تتناحر بحد السكين في قلب الخرطوم وتخومها كر وفر في ليلتي الاثنين والثلاثاء، واليوم الهويات الجنوبية تتناحر بحد المدفع، ويبقي قرنق القاسم المشترك في كل الدماء رحل هو بقيت الحرب والدماء في شطرى الوطن القديم.

الاثنين، 13 يوليو 2015

السيسي يبحث سبل التعاون مع السودان في مجالات الزراعة والري

اِستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم وفداً سودانياً رفيع المستوى يضم الدكتور إبراهيم الدخيري وزير الزراعة والغابات، وحسين أبو سروال والي ولاية النيل الأزرق، ومن الجانب المصري الدكتور حسام الدين مغازي وزير الموارد المائية والري، والدكتور صلاح الدين هلال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وذلك بحضور السفير السوداني بالقاهرة.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن أعضاء الوفد السوداني نقلوا للرئيس تحيات وتقدير الرئيس السوداني عمر البشير، واِهتمامه بتعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات.
وتم خلال الاجتماع تناول سبل تفعيل الشركة المصرية السودانية للتكامل الزراعي التي تم إنشاؤها منذ عام 1976 بهدف تحقيق التكامل والتعاون بين مصر والسودان في مجالات الزراعة والري والثروة الحيوانية، بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وأشار أعضاء الوفد السوداني إلى أنه تم الاتفاق مع الجانب المصري على البدء في عهد جديد من التكامل والتعاون بين البلدين، مؤكدين أنه سيتم الشروع في اتخاذ الإجراءات الفنية اللازمة لتفعيل هذا التعاون.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس طلب نقل تحياته للرئيس السوداني، مؤكداً حرص مصر على مصلحة السودان والمساهمة في تحقيق الخير والرخاء لشعبه الشقيق. ونوّه الرئيس السيسي إلى الفرص الواعدة للتعاون بين البلدين في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية بما يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير الغذاء لشعبيّ البلدين. ‎

الصحة السودانية تتأهب لمنع دخول الكوليرا من دولة الجنوب

أعلنت وزارة الصحة السودانية، يوم الأحد، أنها رفعت من  درجة التأهب في نظام الترصد المرضي. ووضعت حزمة من الإجراءات الاحترازية لمنع دخول مرض الكوليرا القاتل من دولة الجنوب عبر الولايات الحدودية، ودعت للتعامل الفوري مع البلاغات والشكاوى.
وحصد وباء الكوليرا أرواح 29 شخصاً في جنوب السودان الذي يعيش حرباً أهلية منذ ديسمبر 2013. وبحسب التقارير، فإن العدد الإجمالي للمصابين بعدوى الكوليرا بلغ 484 مريضاً، بمن فيهم أطفال لم يتجاوز عمرهم خمسة أعوام.
وقالت وزيرة الدولة بوزارة  الصحة د. سمية أكد، في تصريحات نشرها المركز السوداني للخدمات الصحفية، إن الوزارة كونت غرف طوارئ، وأعدت خطة موحدة لجميع الولايات الحدودية، للتبليغ عن أي حالة يشتبه بإصابتها بالإسهال المائي.
وحثَّت الوزيرة على ضرورة التعامل بطريقة فورية مع البلاغات والشكاوى كافة، مؤكدة عدم وجود أي بلاغ لأي حالة إسهال مائي حاد في هذه الولايات.
وكشفت الوزيرة عن خطة تأمينية للمعابر كافة بالولايات الحدودية، وتدريب الكوادر، وتوزيع النشرات لكل وحدات الحجر الصحي في كل من مطار الخرطوم ونقاط ومعابر الدخول للإخوة الجنوبيين، إضافة إلى تطبيق سياسة توفير جرعات وقائية تعطى للوافدين في هذه النقاط.
وأعلنت سمية عن تكوين لجنة فنية تجتمع أسبوعياً لمناقشة الوضع في جنوب السودان والأحوال الصحية للجنوبيين في مناطق استقرارهم.
وفي سياق متصل، أكدت حكومة ولاية شرق دارفور استقرار الأوضاع الصحية بالمنطقة.
وكشف نائب والي الولاية علي الطاهر شارف عن تنسيق وزارة الصحة بالولاية مع المحليات الحدودية لدولة الجنوب وتنظيم حملات مكثفة شملت تطعيم وإصحاح بيئة والكشف المبكر.
وأكد أن الولاية خالية تماماً من أي وبائيات، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات ستستمر، تحسباً لأي طارئ، لحين محاصرة انتشار المرض بالدولة المجاورة.
وقال إن حركة الرعاة من الجنوب إلى الشمال تسير وفق هذة الخطة الصحية، وبحسب ما خطط لها من قبل لجان أمن المحليات الحدودية بالولاية.

سوار الذهب يناشد فرقاء الجنوب عدم استهداف المؤسسات الإنسانية

ناشد رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب الفرقاء كافة بدولة جنوب السودان عدم استهداف مؤسسات العمل الإنساني المحلية والإقليمية والدولية، وتهيئة الظروف الأمنية لها لتتمكن من القيام بدورها الإنساني.

وكانت بعثة المنظمة بأعالي النيل في دولة جنوب السودان تعرضت لأضرار بالغة نتيجة الصراع الدائر، وتضررت آلاف الأسر بدولة جنوب السودان من توقف الخدمات الإنسانية المجانية التي كانت تقوم بها المنظمة من صحة وتعليم وإغاثة.
وأكد سوار الذهب  في تصريحات صحفية حرص منظمة الدعوة الإسلامية واستعدادها التام لمزاولة نشاطها الإنساني فور تحسن الأوضاع الأمنية بولاية أعالي النيل.
من جهته قال رئيس بعثة المنظمة بولاية أعالي النيل إن مدارس ومؤسسات المنظمة تعرضت لدمار شبه تام، نتيجة الصراع الدائر ، واشار الي إن الدمار شمل مقر وممتلكات البعثة، مما اضطر المنظمة إلى تعليق العمل بولاية أعالي النيل، وسحب كادرها العامل إلى حين عودة الأوضاع بصورة طبيعية.

تعزيزات لتأمين مناطق النفط والحدود مع جنوب السودان

أعلنت سلطات ولاية غرب كردفان ، عن نشر تعزيزات عسكرية وأمنية لم تكشف عن حجمها في مناطق النفط والشريط الحدودي المحازي لدولة جنوب السودان، وأكدت أن ذلك يهدف لتفادي أية تفلتات خلال فترة عيد الفطر المبارك.

وأبلغ والي الولاية الجديد ، أبوالقاسم الإمام بركة، ، أن ولايته تسعى لوضع خارطة أمنية ترتكز على تأمين مناطق الإنتاج وحسم الصراعات القبلية، وتأمين الحدود مع دولة الجنوب كأساس للاستقرار والتنمية.
وقال بركة عقب حل حكومته، إن الحكومة الجديدة ستعمل في محاور الأمن وترقية المشاريع التنموية بالولاية، بجانب تأمين الحدود مع دولة جنوب السودان.
وأوضح بركة أن من أولويات حكومة الولاية القادمة، تحقيق الأمن والسيطرة على الاحتكاكات والتفلتات القبلية، بجانب الاهتمام بقضايا الخدمات ومعاش الناس، مشيراً إلى أن الولاية تحتاج إلى تعاون أبنائها كافة، للخروج بولاية آمنة ومستقرة وناهضة.

تمديد اتفاق إيصال المساعدات إلى جنوب السودان

أعلنت حكومة السودان، تمديدها فترة تمرير المساعدات الإنسانية الدولية عبر أراضيها، إلى المتضررين في جمهورية جنوب السودان، لمدة ستة أشهر، تبدأ من مطلع يوليو الجاري.
وقالت وزارة الرعاية والتأمين الاجتماعي، في بيان إنه تم توقيع مذكرة تفاهم خاصة في الخرطوم، بين الحكومة السودانية وسفير جنوب السودان لدى الخرطوم يوم السبت، حول تمديد فترة تمرير المساعدات الإنسانية الدولية عبر الأراضي السودانية، إلى المتضررين في جمهورية جنوب السودان، لمدة ستة أشهر، تبدأ من الأول يوليو الجاري.
وبحسب البيان، فمن المتوقع أن يتم نقل 50 ألف طن من المواد الغذائية، إلى المناطق المتضررة في جنوب السودان، عبر الحدود المشتركة بين البلدين.
ويشار إلى أن اتفاقاً سابقاً تم التوقيع عليه بين السودان وجنوب السودان، في يوليو 2014، أتاح إيصال أكثر من 20 ألف طن من المساعدات الغذائية، إلى المتضررين في جنوب السودان، عبر ولاية "النيل الأبيض" السودانية، واستفاد منها نحو 300 ألف مدني متضرر من الاشتباكات المسلحة التي شهدها جنوب السودان.
وقدم برنامج الأغذية العالمي في السودان، مساعدات غذائية لأكثر من 100 ألف مدني متضرر من الصراعات المسلحة التي تشهدها دولة جنوب السودان، في الوقت الذي يواجه فيه جنوب السودان أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي منذ استقلاله قبل ثلاث سنوات عن السودان.
وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في السودان، أعلن السبت، حصوله على دعم من الحكومة الألمانية بقيمة 2,7 مليون دولار لدعم أنشطة البرنامج في السودان، وتوجيهها لمساعدة عشرات الآلاف من النازحين في إقليم دارفور.
وقال السفير الألماني بالسودان، رولف ويلبيرتس، إن بلاده وبتلك المساهمة "تظهر التزاماً مستمراً بمساعدة المحتاجين".
وشكر المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في السودان، عدنان خان للحكومة الألمانية مساهمتها بالوقوف دائماً مع المحتاجين في السودان ومنحهم الدعم الذي يحتاجونه بشدة ، وأضاف "ستمكننا هذه المساهمة التي جاءت في وقتها من تقديم المساعدة الغذائية الأساسية للجوعى وتساعدنا كذلك على منع ومعالجة سوء التغذية وسط الحوامل والأمهات المرضعات والأطفال الصغار".

انخفاض تكلفة نقل البضائع بين السودان ومصر

قال سفير السودان بالقاهرة، عبد المحمود عبدالحليم، إن افتتاح المعابر بين البلدين أحدث تسهيلات كثيرة في التبادل الاقتصادي، ونقل الأفراد، مؤكداً أن معبر قسطل خفّض تكاليف الشحن، بنحو 900 دولار للطن، لتصبح التكلفة 300 دولار.
وكانت عملية نقل طن من البضائع بين الجارين، تكلف حوالي 1200 دولار.
وقال السفير عبدالمحمود ، خلال الجلسة الافتتاحية للجمعية العمومية للشركة المصرية السودانية للتكامل الزراعي بالقاهرة ، إن العلاقات السودانية المصرية، ستشهد توطيد العلاقات في الفترة المقبلة، بعد افتتاح طريق أرقين البري، الذي يعتبر أحد مراحل طريق الإسكندرية- كيب تاون، الذي سيربط بين دول القارة الأفريقية كلها.
وأشار عبدالمحمود، إلى أن اجتماعات التكامل الاقتصادي السوداني المصري في مجالي الزراعة والري، تعتبر تعزيزاً لاجتماعات التكتلات الاقتصادية الكبرى، التي عقدت في مارس الماضي في مدينة شرم الشيخ.
وأوضح عبدالمحمود أن الاجتماعات الحالية للشركة المصرية السودانية التكاملية، تأتي في الإطار التمهيدي لاتفاقية اللجنة العليا للتعاون بين الشعبين، والتي ستكون على مستوى رئاسي.
وقال السفير عبدالمحمود إن الاتفاقية التي وُقعت في أكتوبر الماضي، تعكس الرغبة السياسية في تطوير العلاقات التاريخية والسياسية بين الشعبين، والتي من المقرر الإعلان عنها في اجتماع بين الرئيسين عمر البشير وعبد الفتاح السيسي خلال أيام.
وافتتح السودان ومصر لأول مرة في أواخر شهر أبريل الماضي معبر "أشكيت - قسطل" البري الرابط بين البلدين.

الأحد، 12 يوليو 2015

هارب من سجون جبريل: أوضاع الرهائن بالجنوب سيئة

وصل القيادي بحركة العدل والمساواة جناح السلام أحمد النجيض الخرطوم أمس قادماً من جنوب دارفور بعد هروبه من سجون حركة العدل جناح جبريل إبراهيم بالجنوب.
وقال النجيض لـ(آخر لحظة) أمس إنه هرب برفقة 4 قيادات آخرين هم إبراهيم زريبة وعادل طيارة وصلاح الولي والطيب خميس إلا أن هؤلاء تم القبض عليهم وإرجاعهم إلى الحبس مرة أخرى.
ووصف أوضاع الرهائن المعتقلين بسجون جبريل منذ أكثر من عامين بالسيئة جداً، وقال إن صحتهم متدهورة ولا يسمح لهم بمقابلة الطبيب، مشيراً إلى أن الرهائن يتواجدون الآن بمنطقة خور شمام بالجنوب، ومن المتوقع أن يتم نقلهم إلى ديم الزبير من جانبه طالب القيادي بالحركة التجاني الطاهر كرشوم حركة جبريل الإفراج عن المعتقلين من قيادات الحركة جناح السلام، وناشد الحكومة التشادية بالقبض علي جبريل وتقديمه إلى محاكمة لجهة أنه نفذ ما اسماها جريمتي القتل والاختطاف داخل أراضي تشاد، مهدداً حركة جبريل بأنهم سيستخدمون خيارات أخرى حال التمادي في اعتقال القادة الموقعين على السلام.

شجن الجنوب

في الأخبار أن السيد باقان أموم القيادي المشهور في الحركة الشعبية في الخرطوم لزيارة ذات طابع سياسي.
والمعروف أن السيد باقان كانت له مواقف غاية في التشدد تجاه السودان وله تصريحات مسيئة وغير مقبولة.
بيد أننا أمام شأن عام وطني ومهم لا يجوز معه المحاسبة على المواقف السياسية مهما تبدلت وتغيرت أحوال السياسة ومواقفها.
أتمنى أن تستطيع القوى التي كانت تعارض باقان بشدة وخاصة الإعلامية وأنا منها أن تغير من موقف الكراهية للرجل بنظرة جديدة يحسن فيها استقباله والاستماع له.
الجنوب يعاني اليوم من أوضاع تحتاج جهد الجميع وعلى رأسهم باقان، وهذا الوضع يتطلب مواجهة صادقة فاحصة للمواقف القديمة لتبين المطلوب في هذا المنعطف.
الحكومة السودانية يمكن أن تقدم الكثير للجنوب، ومطلوب منها حراك سياسي اكبر لجمع الأطراف الجنوبية،والحكومة السودانية هي الأقدر وفوق الجميع حتى الولايات المتحدة والغرب والدول الأفريقية والمنظمات الدولية.
والأحزاب السياسية السودانية التي استغلت قضية الجنوب وحولتها لسلاح تواجه به الحكومة لابد ان تغير من هذا الموقف حتى تقدم خدمة وطنية للجنوب.
والدول الغربية هي المساهم الأكبر في الأزمة وتعميقها وهي من تخلى عن التزامات كبيرة تجاه البلدين لتساعد الدولة الأفريقية الجديدة.
لا يمكن أن يظل الغرب مخاصماً للحكومة السودانية يريد أن يعالج أوضاع الجنوب اذ لا استقرار هنالك دون علاقة طيبة مع السودان.
حل أزمة الجنوب في الخرطوم وإذا كانت الخرطوم تواجه بمقاطعة غربية واتهامات تقوم على المواقف السياسية فلن تتقدم فرص الحل.
سيظل أبناء الجنوب يتوجهون إلى الشمال في كل حال ووضع يلم بهم ولن يكون السودان قادراً على العون والمساعدة وهو يعاني من تبعات موقفه السليم والقوي من الجنوب الذي انتهى بقيام دولة جنوب السودان.
حل أزمات الجنوب يحتاج إرادة ومراجعة قوية للمواقف وتصحيحها نصل معها إلى رؤية في الذي نريد أهي إعادة وحدة البلدين أم مساعدة الجنوب لوقف الحرب وتكوين حكم مستقر وتحقيق تنمية وكل هذا لا يتم بعيداً عن السودان.

دولة الجنوب .. أربعة أعوام من الإضطراب

أكملت دولة الجنوب الوليدة عامها الرابع، في أعقاب الانفصال الذي جرت مراسمه في العام 2011م بموجب اتفاقية نيفاشا؛ التي أقرت الاستفتاء لشعب الجنوب، والذي اختار الانفصال بمحض إرادته وطوعه.
وتتزامن الذكرى الرابعة لانفصال الجنوب مع مرور عام ونصف على اندلاع النزاع المسلح هناك، ولا تزال الدولة التي انفصلت عن السودان في يوليو 2011 م غارقة في أعمال العنف، والمجاعة تحاصر سكانها من كل جانب، وتقدر مصادر عدد الضحايا بين 50 ألفا- 150 ألف قتيل.ونجمت أعمال العنف والقتال عن صراع على السلطة بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار اللذان يتحدران من قبيلتي الدينكا والنوير أهم إثنيتين في البلد.وبدات المعارك في جوبا، داخل جيش جنوب السودان بسبب خصومة سياسية، ثم امتدت إلى باقي مناطق البلاد ورافقتها العديد من المجازر بحق المدنيين على أسس اثنية. بجانب الصراع الاثني والعرقي في الذكرى الرابعة فقد أشارت تقارير عالمية إلى فشل دولة جنوب السودان والتي تحتل المرتبة الرابعة عالمياً حسب تصنيف مجلة السياسة الخارجية الأمريكية الي عدة أسباب منها عدم امتلاك البنية التحتية للدولة والمنشآت والخبرة البشرية القادرة علي إدارة المؤسسات الحكومية مما يشير الي ان الدولة في جنوب السودان تبدأ من الصفر وان المراحل التي عاشتها تلك الجغرافية قبل ذلك لم تغشها يد التعمير أبدا مثلها مثل أطراف الدولة الأم التي خرجت عنها دولة الجنوب عبر حرب أهلية وتلك حالة يطلق عليها خبراء التنمية الاجتماعية والناشطين السياسيين من أقاليم السودان التي عانت من عدم انجاز تنمية متوازية علي امتداد القطر يطلقون عليها التهميش ولعلها كانت سبباً في اشتعال الحرب الأهلية علي أكثر من جبهة في دولة ظلت ردحاً من الزمان توظف جل وارداتها في قمع التمردات علي السلطة المركزية ولعل اشد النزاعات قد واجهتها في الجنوب وهو نزاع انتهي بقيام الدولة التي يجمع المراقبون علي وصفها بأنها فاشلة رغم أنها لازالت تحبو نحو عامها الرابع.

وتأسيس دولة خاصة بأهل الجنوب هدف توحدت حوله تقريباً معظم النخبة الجنوبية قبل ان تفرضه احترام إرادة الشعب الجنوبي الذي اختار الانفصال بنسبة 98% ورغم حالة الاحتقان التي تميز العلاقة بين الشعبين إلا ان خيار الأغلبية كان من الممكن التأثير فيه إذا توفرت رغبة نخبوية خاصة من قبل التنظيمات التي تنادي بالوحدة وفق سودان جديد ولذلك يتحمل الجميع تطورات الوضع في الجنوب رغم أن الحكم علي دولة بالفشل خلال عامين من عمرها تعتبره جهات رسمية في دولة الجنوب تقييماً غير منصف وان الجهة التي قامت به وهي مجلة السياسة الخارجية الأمريكية لم تطلع علي التقارير الحكومية التي حوت انجازات تعتبر معقولة مقارنة بالفترة الزمنية التي يجري فيها التقييم. ورغم أهمية الزمن في عملية التقييم، ورغم أهمية الزمن في عملية التقييم الا ان الجهات التي تقوم بإعداد مثل تلك التقارير تأخذ في الاعتبار مؤشرات أخري معنية بإنتاج الفشل واستدامته مثل اعتماد الدولة علي مصدر اقتصادي واحد كما هو الحال في دولة الجنوب التي تعتمد علي النفط بنسبة 98%من إجمالي ميزانيتها ولذلك تسبب وقف تصدير النفط عبر الأراضي السودانية بسبب الخلاف علي رسوم العبور في انتكاسة لاقتصاد دولة الجنوب وخسارة بلغت مليارات الدولارات. من ناحية أخري يبدو ان دولة الجنوب شغلتها السياسة عن ما سواها خاصة علاقتها مع جارتها الشمالية ولذلك تعتمد علي الاستيراد في كل شيء حتي الخضروات والتي كان من الممكن زراعتها علي ضفاف الأنهار العديدة في بلاد تعتبر خزاناً للمياه وعليه تعتبر عاصمة دولة الجنوب التي تستورد كل شيء أكثر عواصم العالم ارتفاعاً في تكاليف المعيشة والخدمات الي جانب ارتفاع البطالة وسط الفئات العمرية المنتجة في وقت تقدر فيه العمالة الأجنبية بنسبة 70% معظمهم من شرق إفريقيا ويعملون في أعمال كان في مقدور الجنوبيين ان يشغلونها بقليل من التدريب لوا أن الأمية في الجنوب تصل الي اعلي نسبة في العالم حيث تجاوزت الـ80% خاصة بين النساء في الوقت الذي تصل فيه نسبة الالتحاق بالمدارس 6% ورغم تعاطف كثير من الدول مع شعب الجنوب الذي عاش تداعيات أطول حرب أهلية يحمل الكثيرين وزرها لاختلال الفهم في إشكالية الهوية السودانية الي ان الكثير من المؤسسات العالمية لم تستطيع ان تقدم مساعدات وتسهيلات ائتمانية لان متوسط دخل الفرد في جنوب السودان والذي يصل الي 984 دولاراً يقل عن الدخل الفردي الذي تحدده تلك المؤسسات لتقديم المساعدات والذي يصل الي 1156 دولاراً.

جوبا .. دعم متواصل لمتمردي السودان

جدَّدت الحكومة السودانية الدعوة لجنوب السودان للكف عن دعم المتمردين السودانيين، قائلة إن بناء علاقات طبيعية مع الدولة الجارة يتطلب إرادة من جانب جوبا، ورأت أن هناك كثيراً من الملفات العالقة لابد من مناقشتها بصراحة ووضوح بين البلدين.وأوضح وزير الخارجية أ.د. إبراهيم غندور، ، أن في مقدمة القضايا العالقة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين رئيسي البلدين عمر البشير وسلفاكير ميارديت.
وأشار إلى أن هذه القضايا متعلقة بالخط الصفري والحدود الفاصلة وفقاً لحدود 1/1/1956 والمنطقة منزوعة السلاح، إلى جانب دعم حكومة الجنوب للحركات المتمردة السودانية بالسلاح وآخرها الاختراق الذي تم في منطقة (قوز دنقو) في جنوب دارفور، مشدداً على أهمية أن يتوقف هذا الدعم.
هذا الدعم أكدته التقارير الميدانية والتي أشارت إلى مشاركة قوات من حركة العدل والمساواة السودانية ، مع قوات الجيش الشعبي في المعارك التي يخوضها ضد المتمردين بولاية الوحدة بدولة جنوب السودان.وتضيف التقارير أن قيادة الجيش الشعبي وجهت قبل (3) أيام من إندلاع القتال بتحريك قوات "العدل" من معسكراتها بمدن واو وراجا الجنوبية للمشاركة في المعارك ضد المتمردين مدعمين بـ(120) عربة محملة بالأسلحة والعتاد ، بقيادة الفريق سلطان متر يعاونه اللواء الرحيمة إسماعيل والعميد حسن عيسى رمضان ، وتحركت قوات المؤخرة للعدل والمساواة المتواجدة في تور أبيض إلى منطقة فنقا على متن (35) عربة مجهزة ، وغادرت قوات بقيادة ود البليل من راجا لمساندة قوات الجيش الشعبي في ولاية الوحدة.وأشارت التقارير إلى مقتل وجرح العشرات من قوات العدل والمساواة وأسر (24) آخرين بينهم قادة ميدانيون، مشيرة إلى أن هذه القوات كانت ترتدي الزي العسكري لجنود الجيش الشعبي للتمويه وإخفاء هوياتها ، كما أشارت إلى مشاركة المتمردين السودانيين جاءت بعد توجيه حكومة جوبا بتشكيل لجنة للتنسيق مع حركة العدل والمساواة وتوفير الإمدادات العسكرية ومن بينها طائرات عمودية لإسناد قواتها في ولاية الوحدة إلى جانب نقل الأسلحة والذخائر لمعسكرات الحركة وتوفير المعينات لإخلاء الجرحى وعلاجهم.وأوضحت التقاريرإن العدل والمساواة شاركت أيضاً مع الجيش الشعبي في المعارك التي اندلعت قبل (3) أشهر بدولة جنوب السودان ، وأن قادة الجبهة الثورية قرروا دعم حكومة جوبا حفاظاً على خط الإمداد العسكري الرئيسي الذي يأتي من بانتيو بولاية الوحدة مروراً بفارينق وأيدا إلى طروجي والدار بجنوب كردفان.
وفي السياق فقد تعهدت حكومة دول جنوب السودان بتقديم الدعم اللوجستي لقوات الحركة الشعبية قطاع الشمال التي تقود معارضة مسلحة داخل شمال السودان ، واشترطت عليها في اجتماع بجوبا ان تقاتل جنبا الى جنب مع قوات دولة الجنوب ضد قوات رياك مشار المتمردة بالجنوب و المسيطرة على مناطق بولاية الوحدة ومناطق اخرى.
و كشفت مصادر موثوقة من جوبا عاصمة جنوب السودان ا ان الاجتماع كان سريا للغاية وتم في ظل تكتم شديد من طرف دولة الجنوب، وحضره كل من وزير الدفاع ورئيس هيئة الامداد ، وقائد الاستخبارات العسكرية للجيش نائب القطاع الفريق عبد العزيز الحلو القائد الميداني والقائد العام للجيش الشعبي لجبال النوبة اللواء جقود مكوار مردة ومدير بنك الجبال عامر الامين.وكشف الحلو في الاجتماع بأن قواته تعيش اوضاعا عسكرية وانسانية سيئة وتعاني انعدام الزاد والعتاد وان الخلافات بدأت تدب وسط قياداتها بسبب تأخير المرتبات التي تأتي كل ثلاثة اشهر بينما عزت القيادات الجنوبية اسباب توقف الدعم العسكري للفرقتين التاسعة والعاشرة في مناطق جبال النوبة الى سيطرة قوات رياك مشار على مناطق ولاية الوحدة وقطع الطريق ، وأكدت ذات المصادر مغادرة الحلو وجقود جوبا امس الى داخل جبال النوبة في جنوب كردفان.
عموماً فإن القرائن تؤكد إن السودان لا يقدم أي أسلحة أو دعم لمتمردي دولة جنوب السودان، وأن زيارة مشار للسودان مؤخراً جاءت في إطار ما يقوم به السودان من وساطة بين الأطراف المتصارعة في دولة جنوب السودان. وفي نفس هذا الإطار كان السودان قد استقبل زيارات مماثلة من رئيس دولة جنوب السودان ووزير دفاعها، وكل هذا لا يحسب فيه أن السودان يدعم طرفاً على الآخر.

السودان يدعو فرقاء جنوب السودان لاستئناف المحادثات

جدد السودان دعوته للفرقاء في دولة جنوب السودان بضرورة نبذ الحرب والجلوس إلى مائدة الحوار لاستئناف محادثات السلام وفق خارطة الطريق التي طرحتها "الإيقاد"، وصولاً إلى سلام شامل يحقق الأمن والاستقرار لشعب جنوب السودان.
وكان وزير الخارجية السوداني أ.د. إبراهيم غندور، أجرى مباحثات مع نظيره الجنوبي برنابا بنجامين، على هامش مشاركته في احتفالات جنوب السودان بالذكرى الرابعة للاستقلال.
وقال ممثل حكومة السودان، وزير النفط محمد زايد عوض في كلمة له ضمن احتفال سفارة جنوب السودان بالخرطوم بالعيد الرابع لاستقلال جنوب السودان، قال إن السودان ظل يراقب عن كثب تطورات الحرب في جنوب السودان.
وأكد حرص الحكومة السودانية على استتباب الأمن في جنوب السودان، وأعلن باسم حكومته تجديد الدعوة إلى أطراف الصراع بأهمية استئناف محادثات السلام وفق خارطة الطريق التي طرحها وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا "إيقاد".
وكان زعيم متمردي جنوب السودان، رياك مشار، طالب الرئيس سلفاكير ميارديت، بتقديم استقالته مع جميع وزرائه والبرلمان من مناصبهم، أو المجازفة بنشوب ثورة في البلاد، وحذر من تجدد القتال، قائلاً إن تمديد بقاء سلفاكير في الرئاسة ثلاث سنوات غير قانوني، وإن من حق الناس "الثورة والإطاحة بنظامه" إذا ظل في السلطة.
وعبر زايد عن أمل الحكومة السودانية في تعزيز العلاقات الثنائية وتطورها في المجالات المختلفة.

الخميس، 9 يوليو 2015

دعوات لفرض حظر تصدير السلاح إلى جنوب السودان

حث رئيس عمليات حفظ السلام بالأمم المتحدة إيرفيه لادسو، مجلس الأمن الدولي الأربعاء، على فرض حظر على تصدير السلاح إلى جنوب السودان وإدراج أسماء المزيد من القادة المتنافسين في البلد الذي تمزقه الحرب.
وجاءت دعوة لادسو لمجلس الأمن نظراً لأنه يرى احتمالاً ضعيفاً للتوصل إلى حل سلمي للصراع الدائر في جنوب السودان، التي أعلن عن استقلالها قبل 4 أعوام.
وأطلع لادسو مجلس الأمن، في اجتماع مغلق، على الوضع في البلد الإفريقي بعدما اتهمت الأمم المتحدة القوات الحكومية بارتكابها اعتداءات جنسية على نساء وفتيات وحرق بعضهن أحياء حسبما ذكرت تقارير.
وقال لادسو لمجموعة من الصحفيين قبيل اجتماع مجلس الأمن إن “هذا الوضع مروع تماماً.. ما يتعين النظر فيه هو احتمال فرض مزيد من العقوبات على المزيد من القادة”.
وأضاف قائلاً “يجب أن يكون هناك قرار بشأن حظر على الأسلحة لأن هناك شبهات بأن الموارد الشحيحة للغاية التي تملكها الدولة تذهب إلى شراء المزيد من الأسلحة”.
وأدرج مجلس الأمن الاسبوع الماضي أسماء 6 من القادة المتنافسين في جنوب السودان على القائمة السوداء ليصبحوا أول أشخاص يتعرضون لتجميد عالمي للأصول وحظر على السفر.
وقال دبلوماسيون إن المجلس لم يتمكن من الاتفاق على فرض حظر للسلاح عندما وضع نظام العقوبات في مارس إذ عارضت الولايات المتحدة وروسيا والصين ذلك في حين أيده أعضاء أوروبيون وآخرون في المجلس، وبدلاً من ذلك اكتفى المجلس بالتهديد باتخاذ مثل هذا الإجراء.
وقال سفير نيوزيلندا لدى الأمم المتحدة والرئيس الحالي للمجلس جيرارد فان بوهيمن عقب الاجتماع “يوجد تصميم على النظر جدياً في ماهية الخطوات الأخرى التي يمكن اتخاذها”.
وانزلق جنوب السودان إلى حرب أهلية في ديسمبر 2013، حين اشعلت أزمة سياسية، قتالاً بين قوات موالية للرئيس سلفا كير ومتمردين متحالفين مع نائبه السابق رياك مشار، وتسبب بمقتل آلاف الأشخاص وتشريد ملايين.
وحذر مشار الأربعاء من تجدد القتال قائلاً إن تمديد بقاء سلفا كير 3 سنوات غير قانوني وأن من حق الناس “الثورة والإطاحة بنظامه” إذا ظل في السلطة.

الأمم المتحدة: في ذكرى إستقلال جنوب السودان 2.25 مليون لاجئ أو مشرد

أعلن المتحدث الرسمي باسم المفوضية العليا للاجئين، إدريان إدواردز، أن عدد الذين فروا خارج جنوب السودان إلى الدول المجاورة الآن يصل إلى أكثر من 730 ألف شخص بينما يصل عدد المشردين داخليا إلى حوالي 1.5 مليون.
يأتي ذلك فيما تستعد البلاد للاحتفال بالذكرى الرابعة لاستقلالها، بحسب المتحدث باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في جنيف: «شهدت الأسابيع الأخيرة تصاعدا في أعمال العنف في ولايتي الوحدة وأعالي النيل، مع معارك عنيفة أجبرت عشرات الآلاف من الناس على الفرار إلى الأدغال والمستنقعات، وإلى المناطق التي يصعب الوصول إليها. أضف إليه الوضع المتفجر وانعدام الأمن، يحول دون وصول المساعدات الإنسانية. وقد ساهمت الأعمال العدائية المتواصلة والزيادة المبلغ عنها في انتهاكات حقوق الإنسان، بنزوح إضافي.»
وكانت الحرب الأهلية في جنوب السودان قد بدأت في منتصف كانون الأول/ ديسمبر من عام 2013. وفشلت الجهود السياسية حتى الآن في وضع حد للصراع، والتوقعات بالنسبة للسكان المتضررين لا تزال قاتمة.
وعلى الرغم من الأعداد المتزايدة، حافظت دول الجوار على حدودها مفتوحة. ونحو 90 في المائة من الوافدين الجدد إلى هذه البلدان هم من النساء والأطفال. في إثيوبيا، يصل في المتوسط، كل يوم، حوالي 180 لاجئا من جنوب السودان من خلال أربعة معابر حدودية في منطقة غامبيلا. وتستضيف إثيوبيا أكثر من 275 ألف جنوب سوداني، بالإضافة إلى حوالي 425 ألف لاجئ من جنسيات أخرى. أما عدد الوفدين من جنوب السودان إلى السودان، فأشار أدريان إدواردز إلى أنه الأعلى:
«شهد السودان أعلى معدل وصول هذا العام، مع دخول أكثر من 38 ألف جنوب سوداني إلى البلاد في شهر تموز/يوليو وحده. وقد رفع هذا التدفق الأخير العدد الإجمالي لمواطني جنوب السودان في السودان إلى حوالي 188 ألف شخص. ويصل اللاجئون يوميا إلى النيل الأبيض والخرطوم وجنوب وغرب كردفان، حيث ينضمون إلى السكان البالغ عددهم حوالي 350 ألفا من جنوب السودان والذين كانوا قد بقوا في السودان بعد الانفصال.»
إشارة إلى أن جنوب السودان يستقبل أيضا لاجئين من السودان المجاور ـ حوالي 250 ألف شخص، معظمهم من حوض النيل الأزرق وجنوب كردفان في السودان.
وقال إن المصاعب في جنوب السودان لا تقتصر فقط على الصراع العنيف والنزوح الكثيف، فانتشار الكوليرا يزيد الطين بلة:
«تم الإبلاغ عن أكثر من 700 حالة كوليرا في جوبا وبور بجنوب السودان. وقد أدى تفشي الكوليرا إلى مقتل 32 شخصا، واحد من كل خمسة من الأطفال دون سن الخامسة من العمر. إذا انتشر التفشي الحالي بشكل أوسع ووصل إلى الولايات المتأثرة بالصراع، يمكن أن يؤدي النقص في المرافق الصحية العاملة إلى خسارة مدمرة للحياة.»
ومن جهة أخرى أعلن كريستوف بوليراك، المتحدث باسم اليونيسف في جنيف، أن 184 مرفقا صحيا أغلق أو دمر في المناطق المتضررة من النزاع في الوقت الراهن.

الانفصال..(أربعة سنين) أعادت الحرب!

بشروق شمس هذا اليوم؛ تكون دولة الجنوب الوليدة قد أكملت عامها الرابع، في أعقاب الانفصال الذي جرت مراسمه في العام 2011م بموجب اتفاقية نيفاشا؛ التي أقرت الاستفتاء لشعب الجنوب، والذي اختار الانفصال بمحض إرادته وطوعه.
أرجع كثير من المحللين والساسة النتيجة التي وصل إليها الأشقاء في دولة الجنوب باختطاط هذا الطريق، وتفضيلهم ممارسة بقية حياتهم بعيداً عن الشمال؛ إلي الموت الفجائي للقائد الجنوبي د.جون قرنق الذي توفي أثر تحطم طائرته في جنوب السودان في العام 2005م؛ بعد توليه منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية.
وبعضهم أرجع نتيجة الانفصال إلي الأثر التراكمي لموجبات الوحدة؛ التي لم تلح فيها الحكومة السودانية؛ أو لم تسحب  حساباتها بالدقة المطلوبة، وقال البعض  أن السبب الرئيسي يرجع إلي النخب الجنوبية التي تسنمت مقاعد  القيادة في أعقاب وفاة الراحل قرنق، والتي كان ميولها وقتئذ أقرب الانفصال.
لكن الراجح من التحليلات تفضحه نتيجة الانفصال نفسها؛ فقد صوت الأشقاء الجنوبيون بنسبة عالية مؤيدين  للانفصال بلغت 98% وهي نسبة كفيلة بأن تدحض  كل تكهنات التحليلات وراء الأسباب الحقيقية للانفصال؛ وبافتراض حياة قرنق نفسه لن يكون بمقدوره تغيير نتيجة الاستفتاء.
مع الوضع في الحسبان أن هذه النسبة العالمية ما كانت لتكون إذا كان هناك أدني وجود لاحتمالية الوحدة؛ بحيث إذا كان ذلك كذلك لظهرت النتيجة متقاربة بين الفريقين طالبي الوحدة وراغبي الانفصال.
مضافاً إلي كل ذلك، أن الأشقاء الجنوبيون أسموا ذلك اليوم يوم الاستقلال الذي تحرروا فيه من قبضة الشمال التي كانوا يرونها درجة من درجات (العبودية والاسترقاق)..
وليس أدل علي ذلك من تصريحات كبار قادة الحركة الشعبية يومئذ وعلي سبيل المثال لا الحصر فاقان أموم نائب الأمين العام ليلتئذ عندما قال 0وداعاً لوسخ الخرطوم.. باي باي العبودية).. وهي تصريحات موثقة ومعروفة.
(ألوان) حرصاً منها علي كتابة التاريخ للأجيال القادمة، أعدت بهذه المناسبة الحزبية، وهي انفصال الجنوب وتكوين دولته المستقلة؛ وذهاب ثلث السودان القديم خارج خارطة (الوطنية) الأم.. أعدت (ألوان) ملفاً متكاملاً أو هكذا نظن عن أهم الأحداث يومها وأبرز التصريحات وتحليل المواقف ثم ربطت كل ذلك بمآلات الأحداث الماثلة اليوم في دولة الجنوب نفسها.
وسعت (ألوان) لاستنطاق عدد كبير من الخبراء والمتهمين من الجانبين الجنوب سوداني والسوداني؛ وتضمن (الملف) آراء معارضين جنوبيين وقادة للنظام الحاكم في دولة الجنوب؛ مع ترك مساحة واسعة لآراء ومواقف الخبراء والمسؤولين في الدوليتين.
بدأ انفصال الجنوب بعد أربعة أعوام من عمر الزمان وكأنه (كذبة)؛ في أعقاب الأحداث الجسمية التي اشتعلت في دولة الجنوب الوليدة؛ والتي اندلعت علي إثرها شرارة الحرب بين مناضلي السابق فرقاء اليوم؛ ولم تسحب الحرب حساباً لإنسان الجنوب الذي قدم صوته منادياً بالانفصال (الاستقلال) لينعم بخيرات بلاده أمناً ووعداً وتمني.
جاءت السنوات التي أعقبت الاستقلال الجنوبي عن الوطن الأم بعكس ما كان يزنه الجنوبيون؛ وأذهبت معها أحلام السنين، حيث تحولت الأحلام بالرفاه والأمن إلي حرب أكلت الأخضر واليابس، وأصبح معها النزوح والتشرد والموت المجاني أبرز العناوين.
ليست المادة المضمن بالملف (محاكمة) لجهة دون الأخرى؛ بقدر ما هي وضع للحقائق وإبراز للمواقف؛ لتكون زاداً وعبره في الأيام والسنوات القادمة.. لقد قال الشعب الجنوبي كلمته بانحيازه للانفصال وها هو يقبض ثمن تلك الكلمة.. الأمر الذي جعل أشواق الوحدة تبعث من وراء غبار البارود والقنابل؛ وسيظل الشعب الجنوبي (شقيقاً في الحنايا) وهو الوحيد الذي يملك ثمن العودة للوحدة.

الخرطوم تجدد الدعوة لجوبا لوقف دعمها للمتمردين

جدَّدت الحكومة السودانية الدعوة لجنوب السودان للكف عن دعم المتمردين السودانيين ، وقالت إن بناء علاقات طبيعية مع الدولة الجارة يتطلب إرادة من جانب جوبا، ورأت  أن هناك كثيراً من الملفات العالقة لابد من مناقشتها بصراحة ووضوح بين البلدين.

وأوضح وزير الخارجية السوداني البروفسير إبراهيم غندور، في تصريحات صحفية ، أن في مقدمة القضايا العالقة تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين رئيسي البلدين عمر البشير وسلفاكير ميارديت ، وأشار إلى أن هذه القضايا متعلقة بالخط الصفري والحدود الفاصلة وفقاً لحدود 1/1/1956 والمنطقة منزوعة السلاح، إلى جانب دعم حكومة الجنوب للحركات المتمردة السودانية بالسلاح وآخرها الاختراق الذي تم في منطقة (قوز دنقو) في جنوب دارفور، مشدداً على أهمية أن يتوقف هذا الدعم.

وفيما يتعلق بالأحداث المتفجرة في الدولة الوليدة، قال غندور إن السودان جزء من منظمة الإيقاد التي تقود الوساطة في جنوب السودان ويدعم كل الجهود ، وأكد أن الدور المحوري للسودان في هذا الجانب سيستمر. وقال "لكي يحقق هذا الدور الفائدة المرجوة منه لابد أن تتحسن العلاقة بين البلدين".
وأشار غندور إلى أن ذلك يأتي من خلال تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين الطرفين، وإيقاف دعم الجنوب للحركات السودانية المتمردة.
وبخصوص التفاوض مع متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال ومتمردي دارفور، قال غندور إن تعنتهم ومطالبهم غير الواقعية جعل من الوصول لاتفاق أمراً غير ممكن ، وأضاف "نتمنى أن تكون الفترة الماضية قدمت دروساً مفيدة للطرف الآخر".

وقال غندور  "لابد أن يكون الطرف الآخر تأكد من أن السلاح مهما بلغ من قوته، والدعم الخارجي مهما بلغ ذروته، لن يؤدي إلى تحقيق أحلام سياسية للبعض"، وشدَّد على أن الطريق الوحيد هو الحوار، قائلاً إن ذلك لن يحدث إلا إذا انفصم البعض من الأجندات الخارجية.
وقال غندور إن الذين يتحدثون عن التهميش هم الذين يعرقلون التنمية، ويدمرون المشروعات والبنى التحتية، ويقتلون نفس الأشخاص الذين يتحدثون عن تهميشهم بدم بارد ، وأضاف "لعل آخر ما تم في جنوب كردفان من قتل مصلين، وهم يؤدون صلاة الصبح، جريمة ضد الإنسانية، يجب أن تدان من كل العالم، ولذلك لازلنا نتطلع إلى أن يعود البعض إلى صوت العقل".

الاثنين، 6 يوليو 2015

المعارضة الجنوبية تسقط طائرتي اباتشي يوغنديتي

أسقطت الدفاعات الأرضية للمعارضة المسلحة بدولة جنوب  السودان بمنطقتي (أكوكا) و (واو شلك) طائرتين عسكريتين يوغنديتين من طراز (أباتشي).
واكد القائد المنشق الفريق جونسون ألونج في تصريح صحفي  إسقاط المدفعية لإحدى الطائرتين في منطقة (واو شلك) التي تبعد (35) كيلومتراً عن ملكال ، فيما كشفت رئاسة الأركان بالمعارضة عن إسقاط طائرة أخرى في منطقة (أكوكا) وتحديداً في فشودة عند الساعة السابعة من صباح أمس، فيما تم إسقاط الثانية بواو شلك عند الساعة الثانية عشرة وعشر دقائق من ظهر أمس، ومقتل طاقم الطائرتين التابعتين لدولة يوغندا.
وعلي صعيد متصل أوضح قادة ميدانيون بالمعارضة انضمام قوة من حركة العدل والمساواة قادمة من «جلهاك» للقوات التي تحاول استعادة السيطرة على ملكال، ونبه القادة إلى أن حركات دارفور خاصة حركة العدل والمساواة تشارك في القتال الآن بالقرب من ملكال.

3197 أسرة جنوبية في نقاط الانتظار بالنيل الأبيض

بلغ عدد الأسر القادمة من دولة جنوب السودان إلى نقاط الانتظار بالنيل الأبيض البالغ عددها سبع نقاط وتديرها جمعية الهلال الأحمر السوداني خلال الفترة من الأول من يونيو الماضى وحتى يوم السبت 3197 أسرة.
وقال المدير التنفيذي للهلال الأحمر بالنيل الأبيض د. أسامة عثمان لوكالة الأنباء السودانية يوم الإثنين، إن هذه النقاط تقع بمحليتي السلام والجبلين وهي المناطق الحدودية مع دولة جنوب السودان.
وأشار إلى أن جمعية الهلال الأحمر السوداني وبالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة متمثلة في برنامج الغذاء العالمي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إلى جانب مفوضية العون الإنساني، تقوم بتقديم الغذاء والإيواء وكافة الخدمات الأخرى ، وأوضح أن عدد الوافدين من دولة جنوب السودان بالنيل الأبيض بلغ 84 ألف وافد.
على صعيد آخر، قال والي النيل الأبيض د. عبدالحميد موسى كاشا، إن نداء نفير تأهيل مستشفى كوستي وجد استجابة كبيرة وتفاعلاً إيجابياً من الخيرين وأهل منطقة كوستي .
وأكد أن جملة التبرعات ارتفعت لستة ملايين جنيه وأن عملية التأهيل تسير بصورة جيدة ،وقال إن النفرة ستشمل تأهيل كل مستشفيات الولاية وسيصحبها نفرة لتوطين الاختصاصيين والكوادر الطبية المساعدة .ومن المتوقع أن يكتمل تأهيل المستشفى قبل نهاية شهر رمضان.

جوبا: باقان سيزور الخرطوم قريباً

أعلن سفير دولة جنوب السودان بالعاصمة السودانية الخرطوم ميان دوت ، يوم الأحد، أن الأمين العام للحركة الشعبية الحزب الحاكم في بلاده باقان أموم الذي أُعيد لمنصبه في الـ 23 من الشهر الماضي، سيزور السودان قريباً.ولم يُحدِّد السفير موعداً قاطعاً للزيارة المرتقبة، واكتفى بالقول إن الزيارة ستتم بعد أن يتسلم أموم مهامه.

وكان باقان أُطيح به من المنصب مع آخرين وتم اعتقاله في ديسمبر من العام 2013 بعد خلافات عاصفة داخل الحزب الحاكم، أدت فيما بعد إلى مواجهات مسلحة بين الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه المقال رياك مشار لا تزال مستمرة إلى الآن.
وجاء قرار إعادة تنصيب باقان في منصبه في إطار اتفاق أروشا التنزانية الموقع عليه في 21 يناير الماضي.
وبحث المساعد الأول للرئيس السوداني محمد الحسن محمد عثمان الميرغني مع السفير ميان الأحد العلاقات الثنائية في مختلف المجالات بين الخرطوم وجوبا.
وقال ميان، في تصريحات للصحفيين، عقب اللقاء الذي جري في القصر الرئاسي في الخرطوم، إن الاجتماع ناقش عدداً من القضايا التي تهم البلدين ، وأضاف "أن اللقاء ركز بشكل خاص على قضية لاجئ جنوب السودان بالسودان، إلى جانب تنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك بين البلدين الجارين".
وكشف ميان أن الأمين العام للحركة الشعبية سيزور السودان قريباً بعد تسلُّم مهامه ، وعبَّر عن شكره وتقديره لحكومة السودان لاهتمامها البالغ باللاجئين من بلاده البالغ عددهم حتى الآن 338 ألف لاجئ في ثلاث ولايات سودانية هي النيل الأبيض وجنوب وغرب كردفان.

الأحد، 5 يوليو 2015

منظمات تتهم الجبهة الثورية بإرتكاب جرائم إنسانية بالجنوب

اتهمت عدد من المنظمات العاملة في المجال الإنساني بدولة الجنوب قوات الجبهة الثورية المتمردة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ملوحة برفع شكوي ضدها للجهات العدلية والمجتمع الدولي لإتخاذ إجراءات قانونية في مواجهتها.
وكشف وليم بيتر مسؤول مكتب المعارضة بولاية أعالي النيل، أنه عقد اجتماع مع عدد من مسؤولي المنظمات الداعمة لحقوق الانسان بشأن الإنتهاكات التي حدثت أثناء المعارك الأخيرة بملكال وواراب واللير، مشيراً إلى أن الحركات المسلحة تقوم بنهب ممتلكات المواطنين وقتل الأبرياء والعزل من الأطفال والنساء، مبيناً أن أعداداً كبيرة من قوات العدل والمساواة وقوات المتمرد مالك عقار شاركوا في انتهاكات حقوق الانسان، منوهاً إلى أن الحكومة بالجنوب قامت بتقديم الدعم العسكري والعربات للحركات المسلحة بغرض مساندتها في القتال ضد المعارضة بولايات أعالي النيل.

دبلوماسي سوداني: توقيع اتفاق دراسة تاثيرات سد النهضة

أعلن دبلوماسي سوداني عن توقيع اتفاق، خلال شهر يوليو الجاري، بالقاهرة، بين الدول الثلاث إثيوبيا ومصر والسودان والمكتبين الاستشاريين الهولندي والفرنسي الخاصين بإجراء الدراسات المطلوبة حول تأثيرات سد النهضة على دول المصب.
وأكد سفير السودان بالقاهرة ، مندوب السودان جامعة الدول العربية عبد المحمود عبد الحليم، انطلاق العلاقات المصرية السودانية بقوة في هذه المرحلة، لإعادة ترتيب نفسها والتخلي عن مرحلة الشعارات، وبدء مرحلة جديدة تؤسس لتبادل المصالح المشتركة والمنافع بين الشعبين والبلدين.
وكشف عبد الحليم، في حواره يوم السبت مع (البديل)، أنه سوف يتم قريباً أيضاً افتتاح معبر (أرجين)، وهو ضمن الخط الذي يربط القارة الأفريقية من الإسكندرية إلى كيب تاون ، وأشار إلى أن التعاون الأمني بين البلدين مستمر والتنسيق قائم وعززته الزيارات المتبادلة بين الجانبين. وأضاف "نحن نؤمن بأن أمن واستقرار مصر من أمن واستقرار السودان، كما أمن واستقرار السودان من أمن واستقرار مصر".
وشدد عبد الحليم على أن السودان لن يكون يوماً ملاذاً لمن يهدد أمن مصر، كما أننا نؤمن أن مصر لن تكون أبداً منطلقاً لتهديد أمن واستقرار السودان.
وقال السفير السوداني إن الجهود السودانية أفلحت في إعلان المبادئ الذي تم توقيعه في الخرطوم بين مصر والسودان وإثيوبيا، وكان مرضياً للأطراف الثلاثة، واستند على أن النهر لابد أن يكون ساحة للتعاون وليس للصراع، وإنه لا ضرر ولا ضرار.
وجدد التأكيد على أن الطموحات التنموية للبعض لا يجب أن تكون على حساب الطرف الآخر، وقال "نحن موقفنا واضح جداً من هذه القضية، لكن أعداء العلاقات المصرية السودانية الإثيوبية يقولون ما يشاءون حول سد النهضة وموقف السودان من السد، وهم يأتون بـ (فرية) كل يوم وتكذبها الحقائق على الأرض".

يوغندا ترهن خروجها من جنوب السودان بوصول قوات "الردع"

اعلن وزير الدفاع اليوغندي كريسباس كيونغا،  عزم بلاده سحب قواتها من دولة جنوب السودان بعد دخول قوات الردع التابعة للهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد). وأشار إلى أنهم سيشاركون في تلك القوات إذا تمت دعوتهم للمشاركة.
وقال الوزير، في تصريحات لوكالة الأناضول، السبت، على هامش اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة بين إثيوبيا ويوغندا بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا؛ إن القوات اليوغندية دخلت إلى جنوب السودان بدعوة من الحكومة، لمنع انهيار الدولة وانزلاق جنوب السودان الوليدة في حرب إبادة جماعية. وقال "إذا تمت دعوتنا للمشاركة في قوات الردع التي ستنشرها (إيقاد) سنشارك".
وأرسلت يوغندا قوات إلى جنوب السودان بعد انزلاق الأخير في حالة من الفوضى منذ ديسمبر عام 2014 عندما اتهم الرئيس جنوب السودان سلفا كير نائبه، رياك مشار، بالتآمر للإطاحة نظامه.
ووقعت يوغندا وجنوب السودان، في فبراير من العام الحالي مذكرة تفاهم بشأن المساعدات العسكرية، والسماح للقوات اليوغندية بالبقاء لمدة أربعة شهور إضافية. وكانت تلك هي المرة الثالثة التي تطلب فيها جنوب السودان تمديد وجود القوات اليوغندية، بعد تمديد سابق اتفق عليه خلال أكتوبر من العام 2014.

تخوفات من صعوبة إيواء اللاجئين الجنوبيين بالنيل الأبيض

أبدت اللجنة التنسيقية لشؤون اللاجئين الجنوبيين بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان ، تخوفها من صعوبة استمرار إيواء اللاجئين خلال الفترة المقبلة، نسبة لعدم توفر أماكن لاستيعابهم، ولاسيما أن أعدادهم فاقت أعداد السكان ببعض المحليات، ووصلت 30 ألف لاجئ خلال يونيو الماضي.
وأعلن الأيام الماضية المشرف العام على مشروع تسجيل مواطني دولة جنوب السودان اللواء الشرطة أحمد عطا المنان مدير الإدارة العامة للجوازات، تسجيل 27 ألفاً و470 مواطناً من دولة جنوب السودان بولاية النيل الأبيض.
وكشف رئيس اللجنة التنسيقية الطيب محمد عبد الله، للمركز السوداني للخدمات الصحفية، عن تدفقات جديدة للوافدين الجنوبيين بالولاية بلغت أكثر من 30 ألفاً خلال شهر يونيو الماضي.
واشار عبد الله إلى أنهم عقدوا اجتماعاً بشأن عملية توفير مواد الإيواء والغذاء، بجانب الإشراف الصحي لمقابلة تدفقات الوافدين اليومية بالولاية ، وقال إن اللجنة سترفع تقريراً إلى اللجنة العليا بمفوضية العون الإنساني حول تعذر إيجاد مناطق جديدة لاستيعاب تدفقات جديدة خلال الفترة المقبلة ، وأضاف أن الأجهزة الشرطية واللجان المختصة تسجِّل المئات من المواطنين الجنوبيين بمحليات الجبلين والسلام، علاوة على نقاط الانتظار بالعلقاية وكشافة وجوري والرديس البحر.

الخميس، 2 يوليو 2015

جنوب السودان.. اتهامات أممية بحرق واغتصاب النساء

بشكل مقلق جداً، حولت المواجهات المسلحة التي تجددت مؤخراً بين سلفا ومشار وبشكل عنيف  في جنوب السودان حياة الآلاف من المدنيين إلي جحيم لا يطاق بسبب انتهاكات وفظاعات ارتكبت بحق النساء من قهر واغتصاب وعنف غير متناه.
وحسب العاملين في الحقل الإنساني بجنوب السودان والأمم المتحدة فإن نطاق العنف الموسع في ولايتي أعالي النيل والوحدة النفطيتين أسهم في زيادة حجم المعاناة والانتهاكات، ما أثار لدي المهتمين بالشأن الاجتماعي بجنوب السودان تساؤلات متعددة، بشأن الغاية من الاستهلاك الذي يوشك علي إكمال عامه الرابع في يوليو المقبل بعد أن صوت الشعب الجنوبي بأغلبية ساحقة علي خيار الانفصال عن السودان في الاستفتاء الشعبي الذي اجري عام 2011 ولكنهم لم يهنأوا كثيراً بالانفصال الذي صوتوا لها مختارين غير مجبرين.
فبعد عامين من الاستقلال دخلت الدولة الحديثة دوامة من العنف المؤلم نتيجة للصراع علي السلطة بين، بين الجيش الشعبي لتحرير السودان التابع للرئيس سلفاكير، وقوات موالية لرياك مشار نائبه السابق.
ويتصاعد القتال العرقي علي نحو متزايد، إذ تحارب قبيلة الدينكا التي ينتمي إليها كير قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار.
اتهامات بالاعتداء
وجهت الأمم المتحدة اتهاماً لقوت حكومة جنوب السودان، أمس الثلاثاء، بالاعتداء الجنسي علي نساء وفتيات وإحراق بعضهن أحياء في منازلهن، في أثناء القتال الدائر في الآونة الأخيرة بالبلاد.
وذكرت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، أن النتائج جاءت في تقرير استند إلى مقابلات مع 115 ضحية في مناطق بولاية الوحدة الغنية بالنفط، حيث شنت قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان التابعة للحكومة هجوما على المتمردين في أواخر أبريل  المقبل.
وقالت البعثة إنها سلمت التقرير لوزارة الخارجية قبل إصداره لكن لم يعلق عليه مسؤولون.
وأضافت أن المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان نفى هذه المزاعم في الماضي لكنه رحب أيضا بفتح تحقيقات.
واتهمت الأمم المتحدة في تقرير جديد، جيش جنوب السودان باغتصاب فتيات ثم إحراقهن وهن علي قيد الحياة داخل منازلهن، أثناء حملة عسكرية جرت حديثاً واستمت بمستوي "جديد للوحشية" في هذا النزاع الدموي الذي تشهده البلاد منذ سنة ونصف.
تحذيرات أممية:
وحذر محققو بعثة  الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنوب السودان من "انتهاكات واسعة لحقوق الانسان" ومن بينهما عمليات الاغتصاب الجماعي والتعذيب.

وجاء في التقرير ان "الناجين من هذه الهجمات اكدوا ان الجيش والميليشيات التابعة له في مايوم شنوا حملة ضد السكان المحليين ما ادى الى مقتل مدنيين ونهب وتدمير قرى وتسبب بنزوح اكثر من مئة الف شخص".
واضاف ان "بعض المزاعم التي تثير قلقا شديدا ركزت على اختطاف نساء وفتيات واستغلالهن جنسيا، فيما تحدثت انباء عن احراق بعضهن وهن على قيد الحياة في منازلهن".
واظهرت صور احتواها التقرير واطلعت عليها وكالة فرانس برس دوائر خلفتها الاكواخ المحترقة بعد ان اضرمت فيها النيران، كما اظهرت جميع المباني مدمرة.
واتهم التقرير كذلك قوات المتمردين بارتكاب فظائع من بينها الاغتصاب والقتل وتجنيد الاطفال للقتال.
ولم يصدر رد فعل فوري من الجيش الذي نفى في السابق اتهامات بانتهاك حقوق الانسان. وقالت الامم المتحدة انه تم تسليم التقرير الى مسؤولين حكوميين الا انهم لم يعلقوا بعد على نتائجه.
وقالت الامم المتحدة ان بعثتها حاولت زيارة المواقع التي قال الشهود انها شهدت فظائع الا ان الجيش "منعها من ذلك".
مطالبة بالتحقيق:
ودعت ايلين مارغريت رئيسة بعثة الامم المتحدة لحقوق الانسان في جنوب السودان الى السماح للبعثة ب"الدخول الى المواقع دون اعاقة" للتحقيق في الجرائم المزعومة.
وقالت ان "الكشف عن حقيقة ما جرى هو افضل امل لضمان المساءلة عن مثل هذا العنف الفظيع وانهاء دائرة الافلات من العقاب التي تسمح لمرتكبي الانتهاكات بالاستمرار فيها".
وقال تقرير الامم المتحدة ان تكثف المعارك "لم يترافق فقط مع ادعاءات بالقتل والاغتصاب والخطف والنهب واحراق منازل عمدا وتهجير سكان، وانما كشف عن مستوى جديد من الوحشية".
واضاف التقرير ان "حجم ومستوى الوحشية التي كشفت عنها التقارير تشير الى عمق الكراهية التي تتجاوز الخلافات السياسية".
وكانت منظمة رعاية الطفولة في الامم المتحدة (يونيسيف) في تقرير في وقت سابق من هذا الشهر ان الاطراف المتحاربة ارتكبت جرائم فظيعة ضد الاطفال من بينها الخصي والاغتصاب والنحر.
وتجدر الإشارة  إلي أن  كير ومشار خلال عطلة نهاية الاسبوع في العاصمة الكينية نيروبي في اخر مسعى للتوصل الى اتفاق سلام، الا ان المتحدث باسم المتمردين مابيور قرنق قال ان المحادثات "لم تتوصل الى نتائج ملموسة".
وقد وقع كير ومشار سبع اتفاقيات لوقف اطلاق النار ولكنها جميعا لم تكلل بالنجاح.
4 سنوات من الاستقلال:
وبعد اربع سنوات من حصول جنوب السودان على استقلالها، اصبح ثلثا سكانها البالغ عددهم 12 مليونا بحاجة الى المساعدات، طبقا للامم المتحدة التي قالت ان سدس السكان فروا من منازلهم.
ويري مراقبون أن استمرار حالة الصراع الحالى لفترة من الزمن تخلف المزيد من الأضرار على كافة الأصعدة الأمر الذى يتعذر معه استكمال بناء باقى أركان الدولة، ومن ثم احتمالية تحول جنوب السودان إلى كتل وحركات انفصالية.
نجاح جهود الوساطة فى إحداث تسوية سلمية بين الطرفين والاتفاق على ترتيبات للمرحلة الانتقالية تضمن تشكيل حكومة انتقالية وتقاسم للسلطة، والعمل على إقرار دستور دائم للبلاد، ولكن هذا الأمر يتوقف على أمور عدة فى المقدمة منها رغبة الأطراف المتصارعة فى تنحية المصالح الشخصية ورفع المصالح القومية، علاوة على تدعيم المجتمع الدولى والقوى الاقليمية لهذا التوجه.

الأربعاء، 1 يوليو 2015

أم الدنيا .. مالها؟!

عرفت جمهورية مصر في التاريخ بأنها (أم الدنيا) لاستقرارها ونمائها ودورها الكبيرة في إمداد الآخرين بفرص التعليم ومعينات الثقافة، فقد كان الأزهر الشريف والمؤسسات العلمية المصرية قبلة لذلك، كما كانت مصر تنتج الفكر والشعر وتطبع والعالم الخارجي يقرأ.
وكانت في السياحة الجاذبة الأولي للسائحين بمعالمها وخدماتها وإمكانياتها السياحية.
وخلاف ذلك كانت أم الدنيا بإمكانياتها الإدارية والتعليمية والمعرفية والعسكرية كذلك فضلاً عن الخبرة تدعم من حولها من دول عربية وأفريقية وغيرها بالكوادر الداعمة لها في تلك المجالات، ولا ننسي أنها الدولة المقر لجامعة الدول العربية وصاحبة القدح المعلي فيها خبرة وإمكانات.
وفي السنوات الأخيرة منذ رحيل نظام الرئيس المصري حسني مبارك ثم نظام الرئيس المنتخب محمد مرسي والى الآن في عهد الرئيس السيسي لا يجد المراقب والمتابع للشأن العام في الجمهورية إلا أن يسأل: أم الدنيا مالها؟ وما الذي جري لها وهي ما عرفت بما ذكرنا كله وغيره .. ذلك أن دورها تراجع جراء حالة عدم الاستقرار التي طرأت عليها وفرضت نفسها في بلد معروفة بغير ذلك، بل كانت تمد الآخرين وتدعمهم ليستقروا وينتجوا وينموا.. ومن أولئك بلادنا السودان التي شهدت الدعم المصري لها في كل مجال وبخاصة التعليم والاقتصاد والأمن بعد الاستقلال ورحيل دولتي الحكم الثنائي – بريطانيا ومصر.
كل ذلك يغشي الذاكرة ويمر عليها لأن ما يجري في مصر في سنوات ما بعد مبارك ومرسي محير إلى حد كبير، وأخره ما جرى مؤخراً من حكم قضائي وإعدام بالجملة للدكتور مرسي وجماعته، ثم أخيراً وبالأمس الأول تحديداً كان ما حدث للسيد النائب العام المصري الذي تم تفجير سيارته عبر تفجير آخر سيارته.
وأدي الحادث لوفاة السيد النائب العام وترك حزناً وألماً وسؤالاً محيراً في أجهزة الإعلام، وتمت إدانته بطبيعة الحال في الداخل والخارج، وكان ذلك قد تزامن مع حدث إرهابي تم في (سوسة) التونسية) وقتل كثيرين من السواح الأجانب – البريطانيين تحديداً، فالحال من بعضه وربما كانت لكل أسبابه وتقديراته وإن كانت السلطات المصرية لم تخلص بعد إلى نتيجة قانونية وظل الإعلام هو سيد الموقف في الحالة المصرية المؤسفة والتي تضرب الأمن والاستقرار في مصر في مفصل إن لم يتدارك الأمر في جملته عقلاء قوم .. فالقاتل والمقتول ذهبا وبقي الحدث بتفاصيله الأخرى قيد النظر والتأمل.
من فعل الحادث (ذكراً أم أنثي) وما هي أسبابه وإلا من ينتمي كلها مما يجب أن يكون محل تدقيق، فللحديث المؤسف تأثيره ومردوده على الأمن والاستقرار وربما ما لا يقل عن ذلك على السياسة التي هي عنصر من عناصر الاستقرار والطمأنينة في العالم اليوم.
ذلك أن نظامي الرئيس السادات والرئيس مبارك من بعده وقد مكثا لأربعين عاماً أو تزيد ... قضت عليهما السياسة في نهاية المطاف ورغبة المواطن في نظام برلماني ديمقراطي منتخب ... رغم القبضة العسكرية وسيطرة الحزب الواحد التي كانت سيدة الموقف.
ليس كافياً أن السلطة في مصر أو أي بلد آخر أن تترك الإعلام وبعض الساسة يلعبون بالأحداث الكبيرة والخطيرة لصالحهم وأهدافهم، وإنما يجب أن تكون هناك – كما قلنا – عملية فحص وغربلة) دقيقة لما حدث – ممن حدث وكيف ولماذا.
وما أثره على الاستقرار إجمالاً في الوطن الآم؟.
والمسؤولية هنا – ولا يحتاج ذلك إلى كبير تذكير – تقع على الدست الحاكم بمؤسساته وعلى نحو أكثر جدية فليس كافياً أن يقال إنها عملية (إرهابية)، فالإرهاب من أين أتي ولماذا .. ولماذا في الظرف الراهن أكثر من أي ظرف مضي.
إن مصر (أم الدنيا) بكل تاريخها وزخمها وإمكانياتها لا يصح أن تعرف بين الدول المعاصرة بأنها دول عدم استقرار أو إرهاب، لأن ذلك يذهب عنها الكثير من المنافع والمصالح والسمعة الأدبية.
وليست حادثة تفجير سيارة السيد النائب العام المصري وحدها وإنما أمور أخرى سبقتها يجب تعاطيها في هذا الشأن والخصوص ذلك أن الحال من بعضه – كما يقولون .. فأم الدنيا أحرى وأجدي بالاستقرار والسمعة الطيبة.
على كل حال نحن منتظرون ونتطلع إلى أن نسمع ما يجنب جمهورية مصر مخاطر عدم الاستقرار أياً كانت (إرهابية) أم سياسية أم غير ذلك، فالوطن يسع الجميع والحوار والتفاهم هو ألية العصر .. ولعل الحكومة السودانية ووزارة خارجيتها وهما يدعوان إلى الحوار مع الداخل والدول الغربية في الخارج تبدو أكثر وعياً لآليات العصر السياسية والدبلوماسية وغيره .. وأم الدنيا أجدي وأحق بذلك .. وإلا فالسؤال: أم الدنيا مالها – عنوان هذا المشهد السياسي في محله!

إعلام مصر.. تشتيت الكرة

ما من شك أن التفجيرات التي أودت بحياة النائب العام المصري هي جريمة دينية وأخلاقية أن يصل العنف والصراع حد قتل النفس.. السودان سارع علي المستوي  الرسمي بإدانة الحادث، وكان البشير أول المتصلين بنظيره المصري.
لكن لأن نظرية المؤامرة من الجنوب مسيطرة علي عقلية بعض الإعلاميين ومن يستعينون بهم تحت مسمي محلل إستراتيجي؛ فإن أقصر الطرق لإقناع الرأي العام الداخلي هو التركيز علي تهديد السودان للأمن القومي المصري.
هكذا بلا أدلة ولا مستندات.. ليس  هناك أسهل من أن يقول ضيف لميس الحديدي إن البشير ليس  صديقاً لمصر وإن السودان دولة إخوانية معادية، وإنه يجب تغيير الوضع الديمغرافي بشكل سريع علي حدود  مصر الجنوبية..
وإن  السلاح والإرهاب مدخلة الحدود مع السودان وليبيا وغزة.. ويمضي المحلل بالقول إن الحدود مع ليبيا تحت السيطرة، غير أنها مع السودان وغزة تحتاج إلي عمل كبير وسريع.
نفس الأفكار والروايات تطابقت أمس في معظم القنوات المصرية وهي تشير إلي تصدير السودان للإرهاب في مصر انتقاماً للإخوان المسلمين.. القيادة المصرية وعلي رأسها الرئيس السياسي متأكد تماماً أن مصر لن تأتيها زعزعة أمنية من الجنوب لسبب بسيط وهو أن أي خلل أمني في مصر سريعاً ما يؤثر علي السودان وبشكل مباشر، وبالتالي لا مصلحة لدينا في أن تكون مصر غير مؤمنة، وأن قضية إخوان مصر شأن داخلي.. صحيح قد توجد وجهات نظر مختلفة هنا في السودان حسب التعاطف والقرب أو تباعد المواقف السياسية والفكرية من قضية الإخوان المسلمين في مصر ومحاكمة مرسي، لكن هذه المسألة تظل مسألة عادية وطبيعية كما هو حادث في كل الدول الأخرى وليس موقفاً رسمياً تبني عليه المواقف الرسمية في مصر.
الغريب في موقف الإعلام المصري أن ما يقوم به من اتهامات تجاه السودان لا يمثل الرأي الرسمي ولا الشعبي في القاهرة.. يحاول التأثير لكنه عادة ما يفشل بسبب قراءة ضعيفة لواقع الأوضاع السياسية من حوله ولحركة التحالفات في المنطقة العربية.
قبل أيام نشط الإعلام الإسفيري في تسويق فكرة أن أسماء البلتاجي لم تقتل في أحداث ميدان رابعة وأنها هربت إلي السودان بجواز سفر مزور وقد شوهدت وهي تتجول في مناطق في الخرطوم!.

قيادات دينكا نقوك تتهم حكومة جوبا بالمماطلة في حل قضية أبيي

اتهمت قيادات قبيلة دينكا نقوك حكومة الجنوب بالتماطل في حل قضية أبيي وذلك على خلفية التغيب المفاجيء لممثليها من إجتماعات زعماء الإدارة الأهلية بأديس أبابا الأسبوع الماضي.
وقال روبرت دينق مجوك العضو السابق في لجنة إشراف أبيي جانب جنوب السودان إن دولة الجنوب لاترغب في حل قضية أبيي بهدف تدويلها، وقال مجوك إن سلفاكير غير حريص علي قضايا الدينكا ولكنه يخدعهم بالوقوف بجانبهم بهدف بسط سيطرته على الملف، كاشفاً عن ترتيب لإجتماع بين قيادات ابيي بالجنوب لسحب الملف من حكومة جوبا ومناقشة قضيتهم مع اللجنة جانب السودان للوصول لحل قضية أبيي.
وقال مجوك إن ملف أبيي شأن يخص الدينكا والمسيرية وأنهم لن يسمحوا لدولة الجنوب بعرقلة الحلول وأردف: سلفا رفض الإجتماع معنا لشرح الأسباب التي أدت إلي تغيبهم من الإجتماع.

البشير يؤكِّد لكوناري دعمه للسلام في دولة جنوب السودان

أكد الرئيس السوداني المشير عمر البشير لمبعوث الاتحاد الأفريقي لجنوب السودان، الغيني ألفا عمر كوناري، استعداد بلاده لإحلال السلام وتقديم المساعدة من أجل الاستقرار بالدولة الجديدة.
وانخرط مبعوث الاتحاد الأفريقي ألفا كوناري، في مشاورات مع الرئيس السوداني، عمر البشير، بشأن استفحال أزمة دولة جنوب السودان.
وقال وزير الخارجية السوداني ، البروفسير إبراهيم غندور، إن البشير أكد خلال لقائه موفد الاتحاد الأفريقي لجنوب السودان كوناري، بالخرطوم يوم الثلاثاء، استعداد السودان لتقديم كل عون ومساعدة لإنجاح ودعم السلام والاستقرار في جنوب السودان.
واكد غندور في تصريحات صحفية عقب اللقاء، أن زيارة كوناري للسودان، هي ضمن مهمة أفريقية، مشيراً الي أن البشير عبّر عن أمله في أن يسهم موفد الاتحاد الأفريقي في مخاطبة جذور مشكلة جنوب السودان، وجمع الفرقاء السياسيين، بجانب وضع حلول متكاملة لإنهاء الصراع في دولة جنوب السودان والالتزام الكامل بتنفيذها.
وعينت رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي "دلاميني زوما"، رئيس مالي السابق، "ألفا عمر كوناري"، ممثلاً رفيعاً للاتحاد إلى جنوب السودان، ووصل كوناري الخرطوم الثلاثاء، ضمن جولة أفريقية.

الأمم المتحدة: جيش جنوب السودان أحرق فتيات أحياء بعد اغتصابهن

اتهمت الأمم المتحدة في تقرير نشر، اليوم، جيش جنوب السودان باغتصاب فتيات ثم إحراقهن وهنّ على قيد الحياة داخل منازلهن، متحدثة عن "وحشية جديدة" في هذا النزاع الدموي الذي تشهده البلاد منذ سنة ونصف السنة.
وجاء في تقرير بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إن "بعض المزاعم التي تثير قلقاً شديداً ركزت على خطف نساء وفتيات والاعتداء عليهنّ، فيما تحدثت أنباء عن إحراق بعضهن وهن على قيد الحياة في منازلهن"، محذرة من "انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان".