الخميس، 30 أكتوبر 2014

لاجئون بين نار جنوب السودان وماء إثيوبيا

بين نار الحرب الأهلية في موطنها جنوب السودان ومياه الفيضان التي غمرت مخيمها للاجئين في إثيوبيا فضلت «مارثا نياكوك» الماء على النار. والمرأة البالغة من العمر 70 عاماً جاءت من مدينة ملكال في فبراير بعد انزلاق أحدث دول أفريقيا في حرب أهلية بسبب المنافسة بين الرئيس سلفا كير من قبيلة الدنكا ونائبه السابق ريك ماشار من قبيلة النوير.
والشهر الماضي وصفت منظمة «أطباء بلا حدود» مخيم «ليتشور»، الذي يبعد 50 كيلومتراً من الحدود مع جنوب السودان بأنه بحيرة تتناثر فيها الجزر. وتخوض «نياكوك» المياه وسط الجزر. وفي مقابلة معها قالت المرأة التي نجا اثنان من أطفالها، بينما توفي زوجها وابنتها وهناك ابنان لا تعرف عنهما شيئاً «العيش وسط فيضان أفضل من العودة إلى جنوب السودان».
وتأمل المرأة العجوز أن تجد وكالات الإغاثة الدولية لهم مكاناً جافاً وبعيداً عن الحرب. وكان ما يقرب من 200 ألف لاجئ، أغلبهم من قبيلة النوير فروا من ثلاث ولايات في شمال شرق جنوب السودان إلى منطقة جامبيلا في إثيوبيا، حيث حصلوا هناك على الماء والغذاء والمأوى والعلاج الطبي من الحكومة الإثيوبية والأمم المتحدة وجمعيات خيرية.
ويشير «ماثيو بينيري» المسؤول الميداني للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن 80 في المئة من المنشآت في الإقليم مثل الأكواخ والطرق والمراحيض والآبار لحقها الدمار. وبعد أن غمرت المياه الطرق لم يعد الوصول للمخيم ممكناً إلا بطائرة تابعة للأمم المتحدة وقوارب شحن تشق نهراً فاض عن ضفافه.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن نحو 1.4 مليون شخص أي نحو 10 في المئة من السكان نزحوا داخل جنوب السودان، بينما لجأ 469 ألفاً إلى إثيوبيا ودول مجاورة أخرى منها أوغندا وكينيا والسودان.
ويعيش نحو 100 ألف لاجئ وصلوا في النصف الأول من هذا العام في مخيمي تيركيدي وكول اللذين يبعدان 50 كيلومتراً من بلدة باجاك الحدودية. والمنطقة جافة إلى حد كبير ومتوافر لدى اللاجئين المياه والمراحيض والمدارس ويعيشون في أكواخ جيدة. أما الذين يعيشون في مخيم ليتشور، الذي غمرته المياه والوافدون الجدد، فيواجهون مستقبلاً محفوفاً بالشكوك. وتشير الأمم المتحدة إلى أن هناك 18500 لاجئ داخل إثيوبيا ينتظرون نقلهم إلى مخيمات.
وكثيرون من أفراد قبيلة النوير خائفون من خطط الحكومة الأثيوبية بإرسالهم إلى مخيم بالقرب من ديما التي تبعد 400 كيلومتر جنوبي جامبيلا. فرغم أن المخيم جاف لكنه يأوي أفراداً من جماعتهم العرقية المنافسة الدينكا. وعبرت لاجئة من النوير مقيمة في مخيم انتقالي على الجانب الإثيوبي من باجاك عن خوفها من التعرض للقتل على أيدي أنصار كير من الدنكا هناك.
وأشارت تقارير الشهر الماضي صادرة عن الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية إلى أن القتال بين المتمردين المتحالفين مع ماشار وقوات حكومة كير استهدف مدنيين على أساس عرقي. وجاء في تقرير للأمم المتحدة «جميع الأطراف ارتكبت أعمال اغتصاب وصوراً أخرى من العنف الجنسي ضد النساء من الجماعات العرقية المقابلة». وذكر انجيل ديوهوسو، رئيس بعثة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن الحكومة والأمم المتحدة تبحث عن مواقع أخرى غير ديما للاجئين، البالغ عددهم 500 ألف الذين يعيشون في منطقة ليتشور ولإيواء وافدين جدد محتملين إذا اشتعلت الحرب من جديد عندما تجف الطرق في جنوب السودان.
وبينما ذكر وسطاء إقليميون في الآونة الأخيرة أن الفصائل المتحاربة في جنوب السودان وصلوا إلى انفراجة في المفاوضات، التي تستهدف إنهاء الحرب الأهلية التي تدور رحاها منذ عشرة شهور، لكن اللاجئين يشكون في التوصل إلى حل.
* جامبيلا- إثيوبيا
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»

مجد اللاءات الثلاث.."هل من عودة تاني"!؟

أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً. تلك بالضبط هي الانتباهة المتأخرة للسياسة الخارجية السودانية، انتباهتها لأهمية التحرك من منطقة الجمود المريب إلى خانة التعاطي الإيجابي والحرص والاهتمام بعلاقات السودان مع محيطه الإقليمي، بكل ما فيها من تعقيدات ومسافات فاصلة مع بعض من أخطأ في حق السودان، ليجد حبل الصبر ممدوداً له لأقصى درجة ممكنة، لتتجدد أمامه الفرصة في تصحيح الخطأ الذي اقترفه فينا.. بشرط أن ندير الأمر بإتباع سياسة الترغيب في علاقات دول الجوار مع السودان وليس الترهيب والاحتكاك.. والراصد لهذا المسار الذي تلحظه يجب أن يحفظ لعهد الوزير كرتي حقه، فقد تحسنت خلاله الأمور مع دولة جنوب السودان بدرجة كبيرة، وانتقلنا من محطة التنافر والتلاعن والقتال إلى مرحلة وسطية جيدة مع الاحتفاظ بالمواقف.
كذلك مصر التي نرجو أن يتم التأسيس الصحيح لعلاقاتنا معها، والذي لن يحدث إلا بعد معالجة الملفات الخلافية بالوضوح الذي يعيد الحق لأصحابه، لكن الملاحظة المهمة هي أن مصر باتت ترغب وبشدة في تحسين العلاقات مع السودان، ليس خوفاً ولكن طمعاً في تحقيق مصالح مشتركة، وهو النوع الحميد من الطمع الذي يجب أن نتحلى به نحن أيضا تجاه الآخرين في الحدود التي تحفظ لنا كرامتنا وقدرنا..
وقبل مصر فتحت ماكينة الدبلوماسية السودانية الطريق المغلق بالأشواك بيننا وبين دول الخليج.. بعد أن أزالت الحواجز عن الطريق ليتيسر المرور بكل سهولة.. والآن جاء دور ليبيا.. التي أرى أن الدبلوماسية السودانية تقود خطوات ممتازة في التعاطي مع ملفها المعقد.. انظروا كيف استطعتم وبسهولة شديدة أن تنتقلوا بإحساس حكومة عبد الله الثني من نقطة التشكك في دعمك لجماعة فجر ليبيا إلى نقطة إيجابية هي استلام زمام المبادرة لتقديم إسهام سوداني ودور فاعل في حل العقدة الليبية.
بناء علاقات جيدة مع الجوار يعود قطاره محملاً بغنيمة الاستقرار الداخلي مباشرة في رحلة العودة ولا ينتظر طويلاً.
هذه هي المبادرات الناجحة وليست تلك التي نضيع وقتنا ونبدد كل طاقتنا في الطريق على صخرتها بلا فائدة.. وأعني العلاقات (البايظة) مع أمريكا والتي من المؤكد أن موقعنا ومكانتنا الإقليمية كلما زادت أهميتها، ازدادت رغبة أولئك القوم (الأمريكان) في العودة إلينا بلا جهد ولا عناء.. لا نريد أن ندلق ماء وجهنا مع الغرباء الأعداء ويكفي ما قدمناه لهم.. يكفي بل نريد منكم أن توفروا طاقاتكم الدبلوماسية واستعدادكم لكسب الآخرين.. توفروه ليتم بذله في محطات الجوار حتى ننجح في تأمين أنفسنا بعد أن نمنحهم الأمان من ناحيتنا..
هذا هو نوع العلاقات التي يجب الحرص عليها، أما أولئك الذين أبوا وتمنعوا، فإن أهمية السودان ومكانته الإقليمية التي يمضي إليها هذا المسار هي التي ستجعلهم يأتون إلينا بمحض رغبتهم ذات يوم يطلبون التقرب من السودان بعد أن يكون السودان قد استعاد لنفسه مقعده القديم والمؤثر.. مقعد القيادة والريادة ويستدعى لنفسه ذاكرة اللاءات الثلاث.
شوكة كرامة :
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

قمة بين البشير وسلفاكير السبت بالخرطوم

يعقد الرئيس السوداني  عمر البشير ورئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، يوم السبت، قمة بالخرطوم لبحث الملفات العالقة بين البلدين، فضلاً عن تطورات الأوضاع الجارية في جنوب السودان، ومسار تنفيذ اتفاق التعاون الشامل المبرم بين البلدين.
وفي تصريحات صحفية  قال وزير الخارجية السوداني علي كرتى، ، يوم الأربعاء،  إن الرئيس سلفا كير سيصل الخرطوم السبت، نافياً أن تكون أسباب تأجيل الزيارة سابقاً انطلاقاً من موقف سياسي، منوهاً إلى أن إرجاءها حتمته الأوضاع الصحية للرئيس عمر البشير، مما حال دون تمكنه من استقبال رصيفه الجنوب سوداني.
وجدد كرتي اتهام جوبا بدعم حركات التمرد في جنوب كردفان، مشيراً إلى أن السودان لا تزال لديه شكوك بدعم الجنوب للحركات بجنوب كردفان،مضيفا  "ليس لدينا حتى الآن شواهد حقيقية بأن الجنوب يمتنع عن تقديم الدعم للحركات".
وأشار الوزير إلى أن السودان ظل يناشد الجنوب منع السماح للحركات بالوجود داخل أراضيه أو الاستفادة من أي إمداد، وزاد قائلا  إن تنفيذ اتفاقات التعاون المشترك من أبرز الملفات التي ستتعرض لها الزيارة، بجانب الوضع في الجنوب، منوهاً إلى أن النزاع الداخلي هناك أدى إلى توقف نصف إنتاج البترول.
وكشف كرتي عن تحرك مشترك يقوده مع وزير الخارجية الجنوب سوداني لإعفاء ديون السودان، يشمل تنفيذ جولة واسعة إلى كل الدول ذات الصلة بالديون.

الأربعاء، 29 أكتوبر 2014

السيسي: اتفقنا على تجنيب ملف حلايب

قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إنه اتفق مع الرئيس السوداني عمر البشير، على تقديم الموضوعات المتفق حولها على الخلافية "التي اتفقنا على طرحها جانباً" في إشارة لملف حلايب، مشدداً على تجاهل محاولات الإثارة الإعلامية بالخصوص وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إنه اتفق مع الرئيس السوداني عمر البشير، على تقديم الموضوعات المتفق حولها على الخلافية "التي اتفقنا على طرحها جانباً" في إشارة لملف حلايب، مشدداً على تجاهل محاولات الإثارة الإعلامية بالخصوص.
وفي تصريح صحفي له أكد الرئيس المصري ، ضرورة حل الخلافات بالتفاهم والعمل على إيجاد الحلول على أرضية من الثقة المتبادلة.
وأضاف في رده على سؤال حول وجود توتر بين القاهرة والخرطوم بشأن حلايب "الرئيس البشير كان منذ أيام بالقاهرة، تفاهمنا حول موضوعات كثيرة، على كافة الأصعدة الثنائية والإقليمية والدولية، وما بين مصر والسودان الكثير من الود والروابط الاجتماعية والتاريخية الوثيقة".
وأكد السيسي أنه اتفق مع البشير على البدء بالعمل المشترك في الموضوعات التي تحظى بالتوافق بين الجانبين وأن تطرح الموضوعات الخلافية جانباً، وأضاف "أكدنا سوياً على تجاهل محاولات الإثارة الإعلامية التي تستهدف الوقيعة بين البلدين والشعبين الشقيقين".

الثلاثاء، 28 أكتوبر 2014

سدّ النهضة.. سيف المنح والمنع

لم يهدأ الجدل بين السودان ومصر وأثيوبيا، بسبب بناء سدّ النهضة، حتى أعلنت أثيوبيا، مرة أخرى، عن بناء سد جبا على نهر بارو أكوبو، أحد روافد نهر النيل، بالتعاون مع ثلاث شركات صينية. وما أثاره سد النهضة كان مزيجاً من الهلع ولجت فضاءه الدول الثلاث في تمسك فطري بعوامل الصراع من أجل البقاء.
ليست المصادفة هي التي جعلت أثيوبيا، المتعطشة للطاقة، تجرؤ على هذا الإعلان في سبتمبر/أيلول الماضي، وفي هذا الوقت بالذات، الذي تم تحديده لتوقيع اتفاق مبدئي، ثم عقدٍ آخر. لا يخلو الأمر من تكتيك اعتمد بشكل كبير على المرونة التي لمستها أثيوبيا من البلدين، وكان موقفهما فيما يخص بقيام السدّ معوّماً في حالة السودان، ورافضاً بشكل قاطع في حالة مصر، وقد اعتبرها الجانب الأثيوبي سلسلة تصريحات إيجابية مصرية عقب أزمة سد النهضة.
لا تزال السياسات المائية للسودان ومصر تتأرجح في متاهتها الوجودية. وبشأن السودان، هناك سوء استغلال لما ينزل من السماء، ناهيك عن المتفجّر من باطن الأرض. وتنقسم الآراء الفنية بين مؤيد ومعارض لقيام السد. وترى آراء مؤيدة أنّ سدَّ النهضة سوف يساعد السودان كثيراً في الاستفادة، وتخزين نصيبه غير المستغل من مياه النيل التي فشل في استخدامها منذ عام 1959، وهو عام اتفاقية مياه النيل بين مصر والسودان، والتي جاءت مكمّلة اتفاقية 1929. كما سيساعد السدُّ السودانَ في مقابلة سنوات الجفاف التي تمرُّ بها المنطقة، من وقتٍ إلى آخر، والتي ستتزايد مع التغييرات المناخية الكبيرة في شرق إفريقيا.
ويرى المؤيدون، أيضاً، أنّ مصر ستواجه أزمة حصتها من مياه النيل مع دول الحوض. وبترتيباتٍ قليلة، ستساهم في تنمية مائية، تشمل السودان ومصر معاً. بقليل من التفحص، نجد أنّ أقلاماً سودانية تحمّل مصر وزر السدّ العالي بتأييد سدّ النهضة، وما هكذا تُحلّ القضايا المشتركة. ووصلت اتجاهات مصرية إلى درجة أنّ أصواتاً نادت بأن تضغط مصر على دول تحرض إثيوبيا، مثل إسرائيل، أو داعمة، مثل الصين، والتهديد بخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي في أديس أبابا.
أما الآراء المعترضة على قيام السدّ، فتنظر للبعد الجيوسياسي الذي يتطلب من السودان أن يكون حذراً في ما يتعلق بتصريحه، بممانعته بناء السد، وهو أنه عندما أعلنت أثيوبيا عن إنشائه في 31 مارس/آذار 2011 في منطقة بني شنقول، والتي تبعد حوالي 40 كلم من الحدود السودانية، كانت ولا تزال هناك خلافات حدودية بين البلدين على منطقة أخرى هي (الفشقة)، والتي لم تتم عملية ترسيم الحدود بشأنها بعد.
ويشمل الاعتراض، أيضاً، ضرر السدّ على حصص باقي دول حوض النيل، وخطورته على كمية تدفق المياه، وخصوصاً أنّ سدّاً بهذا الحجم والارتفاع سوف يؤثر على وصول 9 مليارات متر مكعب من مياه النيل، ما يؤثر، أيضاً، على إنتاج كهرباء السدود السودانية والمصرية على النيل. هذا فضلاً عن حجز كميات كبيرة من الطمي الذي يعمل على تخصيب الأراضي الزراعية.
وبعيداً عن الآراء الفنية، هناك حقائق أخرى، تتمثل في مسألة الأمن المائي وطبيعة الخلافات المتعلقة به. ووقوفاً عند هذه الخلافات، يمكن للسودان ومصر، باعتبارهما دولتي مصب، الاعتراض على أي اتفاق، لا يحقق رؤيتيهما ومصالحهما. كما أنّ خلافهما الداخلي يمكن حلّه داخلياً، وهو لا يتعدى رؤيتيهما المنطوية على تمسك مصر بحقها التاريخي في مياه النيل، بينما يرى السودان أنّ العرف الذي كان سارياً، وأقرته منظمة الوحدة الإفريقية، والذي ينص على أنّ الحدود والاتفاقيات التي تم توريثها منذ زمن الاستعمار قد يجنّب النزاعات في وقتها، لكنه سرعان ما ينفجر، ليثير نزاعات أخرى، تهدد دول القارة الأفريقية.
وفي خضم هذه الخلافات، تنبع مشكلة دولة جنوب السودان، بمطالبتها بحصتها التي ستؤثر، لا محالة، على حصة مصر والسودان. ولا أحد يمكنه التنبؤ بما يمكن أن تُسفر عنه هذه المطالبة، خصوصاً إذا ما استقوت دولة الجنوب بدول المنبع الموقعة على اتفاقية عنتيبي في 10 مايو/ أيار 2010، للضغط على دولتي المصب، السودان ومصر. ولا سيّما أنّ هذه الاتفاقية لاقت رفضاً من دولتي المصب، لأنّها نصّت على ما ينهي الحصص التاريخية للدولتين، 55.5 مليار متر مكعب لمصر و18.5 مليار متر مكعب للسودان.
لم تكن التوجسات التي صاحبت جميع اتفاقيات مياه النيل بأخطر من الاتفاق الحالي، لأنّه تحكمه تقلبات السياسة، والتي تقف سدّاً آخر يحول دون التوافق على حلول مرنة، ما ينبئ بإمكانية التحكم في مسار النيل، والذي تبدّى في ثوب جديد، هو سياسة المنح والمنع.
اتفاقيات وراء اتفاقيات، وما تزال الشمس تشرق وتغيب على نهر النيل، في جريانه بين ضفافه، وانقباضه عبر سدوده، ثم انبساطه. لكنه جريانٌ لا يفتر، فقد خلد منظره، وسكنت صورته الأفئدة، وظلّ كما قال فيه الشاعر السوداني، إدريس جماع، "كل الحياة ربيعٌ مشرقٌ نضرٌ في جانبيه وكل العمر ريعانُ".

الأمين العام للمجلس الصداقة الشعبية يلتقي الأمين العام للمؤتمر الوطني بجنوب السودان

التقي المهندس عبد المنعم السني الأمين العام لمجلس الصداقة الشعبية العالمية بمكتبه صباح اليوم بوفد دولة جنوب السودان برئاسة ماثيو مابور ايونق الأمين العام للمؤتمر الوطني بجنوب السودان يرافقه السيد انتوني جرفس عضو البرلمان القومي بدولة جنوب السودان بحضور السيد أمين الدائرة العربية وأمين دائرة الإعلام بالمجلس.
و تطرق اللقاء للعلاقات الثنائية بين البلدين وكيفية دعمها وتطويرها في إطار الدبلوماسية الشعبية لمصلحة الشعبين كما بحث الجانبان كيفية تكوين جمعيه صداقة نظيره بدولة جنوب السودان للعمل سويا مع شقيقتها جمعية الصداقة السودانية مع جنوب السودان التي تم تكوينها سابقا.

الاثنين، 27 أكتوبر 2014

وزير الدفاع يبرق مواسياً نظيره المصري ويدين حادث سيناء

أبرق وزير الدفاع الفريق أول مهندس ركن عبد الرحيم محمد حسين معزياً ومواسياً نظيره المصري الفريق أول صدقى صبحى وزير دفاع جمهورية مصر العربية في فقد مصر الجلل لثلة من أبنائها الذين راحوا ضحية الغدر والإرهاب بسيناء ، وأدان سيادته الحادث وأعتبره جريمة في حق مصر ووادي النيل عموماً .
فيما يلي تورد نص البرقية :

تلقينا بمزيد من الحزن والأسي نبأ الحادث المشئوم الذي وقع بسيناء وراح ضحيته عدد من الأشقاء المصريين الأبرياء .
إننا إذ نتقدم بتعازينا الحارة لقيادة وشعب مصر الشقيق. نرجو من الله عز وجل أن يتقبل الضحايا شهداء عنده . وأن يحفظ مصر وشعب مصر من كل سوء .
كما ندين الإرهاب بكافة صوره وأشكاله ونقف بشدة ضد العمليات الإرهابية الغاشمة التي تستهدف مواطن وادي النيل .
نسأل الله أن يحفظ بلادنا وأمتنا علي إمتداد الوادي من مكر الماكرين وعبث العابثين بقيم الأمن الإستقرار .

الأحد، 26 أكتوبر 2014

واني : زيارة سلفاكير للخرطوم قائمة

أكد أمين أمانة البحوث بحزب الحركة الشعبية الحاكم بجنوب السودان د.هنري واني، أن الزيارة المعلنة للرئيس سلفاكير ميارديت للخرطوم قائمة ولم يتم الغاؤها لأسباب غير معلومة كما تردد، مشيراً لتأجيل الزيارة لانعقاد المؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطني.
وأوضح واني في تصريحات صحفية عقب لقاء جمعه مع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني أ.د. إبراهيم غندور في الخرطوم، أن التأجيل جاء لانشغال قيادات السودان بانعقاد المؤتمر العام للحزب الحاكم.
وقال إن الزيارة قائمة وذلك متى ما يتم تحديد موعد لها من قبل القيادات السودانية، مشدداً على أن العلاقات بين الدولتين أخوية وأزلية ولا يمكن أن تزول أو تضعف.
وأشار واني إلى أن لقاءه مع غندور تطرق للعلاقات بين الحزبين الحاكمين في البلدين، مبيناً أن مشاركتهم في المؤتمر العام جاءت استجابة لدعوة المؤتمر الوطني وتعبيراً عن عمق العلاقات التي تربط الشعبين في السودان وجنوب السودان.
وأعرب أمين أمانة البحوث بحزب الحركة الشعبية عن شكره للمؤتمر الوطني لتقديم الدعوة وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.

الوطني بجوبا : السودان يمثل الملاذ الآمن لحل مشاكل الجنوب

أكد حزب المؤتمر الوطني بدولة الجنوب  أن السودان يمثل الملاذ الآمن لحل مشاكل الدولة الوليدة التي أصبحت تتأزم بسبب ما أسماه التكالب على السلطة.
وفي تصريح صحفي له قال الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني بدولة الجنوب ماثيو مايور أيونق  ،عقب مشاركته في المؤتمر العام لحزب المؤتمر الوطني بالخرطوم إن العلاقات بين السودان ودولة الجنوب تحكمها المعايشة ولا تفصلها الجغرافيا، مضيفاً أن خمس ولايات سودانية تحادد دولة الجنوب، كما أن هناك أكثر من 50% من سكان دولة الجنوب على الحدود مع السودان، مشيراً إلى أن الدولة الوليدة لا يمكن أن تخاطر بهذه العلاقات المتينة.
وأبان ماثيو أن السودان يعرف الكثير عن الجنوب بحكم أنهما كانا دولة واحدة ويمكن أن يتدخل باعتباره (الأب) على حسب تعبيره لحل كافة القضايا التي تواجه الجنوب.
وأكد الأمين العام للوطني أن الجنوب لا يمكن أن يستبدل علاقته مع السودان بدولة أخرى.

الخرطوم والقاهرة.. تجديد الخط الاستراتيجي الناقل لمصالح البلدين

فى حوار صحفي أجراه في الطائرة على طريق عودته من القاهرة عقب زيارة تاريخية أجمع المراقبون على نجاحها وتحقيقها اختارقاً هائلاً فى سجل العلاقات التاريخية بين مصر والسودان أوجز الرئيس البشير رؤيته بشأن نجاح اللقاء الرئاسي الكبير مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقوله إنه لم يحس منذ أكثر من 25 عاماً زار فيها القاهرة عشرات المرات بشعور الارتياح والطمأنينة الذي أحس به وهو يجري مباحثات مع الرئيس المصري.
والواقع إن الزيارة الحافلة بالكثير والتي جرت مؤخراً بين الخرطوم و
القاهرة هي في مجملها بمثابة عودة ميمونة إلى حقائق واقع علاقات البلدين التي عبثت بها فى الفترة الماضية تعقيدات مختلفة كادت أن تدخلها فى نفق مظلم. وبحسب متابعات (سودان سفاري) بالعاصمة المصرية فإن المحادثات التي جرت بين الرئيسين البشير والسيسي تركزت حول ترسيخ طبيعة العلاقة بينهما أولاً بما يحقق مصلحة البدلين في المقام الأول وقد اقتضى ذلك تجنب القضايا الخلافية الشائكة التي يصعب الوصول فيها إلى تفاهمات بسهولة ويسر مثل أزمة مثلث حلايب.
كما أن شعور البلدين بأهمية وإلحاح طبيعة العلاقة وخصوصيتها دفعتهما لترفيع اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين من لجنة وزارية تتكون من الوزراء المعنيين من الدولتين إلى لجنة رئاسية برئاسة رؤساء البلدين، وهو هذه في الحقبة بمثابة دفعة كبيرة وقوية للقضايا التي من المنتظر أن تتم ترجمة التوافق حولها على أرض الواقع، إذ أن هناك قضايا التكامل فى شتى المجالات وقضايا الحريات الأربع وإلغاء التأشيرة وقضايا الاستثمارات المتبادلة بين الجانبين وهي كلها قضايا تهم شعبي البلدين بصفة أساسية وهو ما جعل من القمة محوراً رئيسياً لاهتمامات قطاعات واسعة من مواطني الدولتين.
كان واضحاً أيضاً من خلال متابعتنا أن قيادات الدولتين قد اهتدتيا إلى الثقة المتبادلة التي كانت مفتوحة فى السابق طوال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وما شاب تلك الحقبة المظلمة من توترات مؤسفة عرقلت كل إمكانية لتقدم الدولتين. ولهذا فحين يقول البشير للصحفيين السودانيين فى الطائرة انه شعر بالارتياح لدى جلوسه إلى الرئيس السيسي وأنه لمس صدق الرجل ونواياه العميقة، فإن هذه هي المؤشرات الحقيقية لترمومتر الثقة وهي عملية مطولة ولكنها تبدأ بهذه الكيفية حيث يثق كل منهما فى الآخر ويتبادلا هذا الشعور.
الزيارة السودانية المؤثرة للقاهرة لم تتأثر بأجواء الدعاية الإعلامية غير الموقفة التى تولتها بعض وسائل الإعلام المصرية قبل الزيارة وأكد الرئيس البشير -بقوة ورحابة صدر- إن علاقات الدولتين لن تتأثر بتراشقات الإعلام غير الموقفة من بعض القنوات والصحف المصرية مما دعا الرئيس السيسي لتوجيه وسائل الإعلام المصرية بتحمل مسئولياتها حيال دعم وتقوية العلاقة بين البلدين باعتبارهما ليست وقفاً على الأجهزة السياسية الرسمية فقط. وبعد انقضاء يومين قضاهما الرئيس البشير
بالقاهرة بدا واضحاً أن نقلة نوعية قد جرت فى هذا الصدد لهذه العلاقات التاريخية التي لا مثيل لها، وبدا واضحاً أيضاً من خلال وقائع المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيسان فى مطار القاهرة فى ختام المباحثات أن الإرادة السياسية القوية للقيادتين قد مضت قدماً بإصرار واختيار واقتدار باتجاه إعادة تعبئة أجزاء الدولتين بعطور ورياحين التاريخ والتكامل والتنمية المتبادلة وكان واضحاً أيضاً أن الخط الاستراتيجي الناقل لمصالح البدلين قد تم تجديده وتدشينه ليندفع زخم اللقاء معلناً عن صفحة جديدة لها بالتأكيد ما بعدها.

البشير يعزي السيسي في ضحايا سيناء

أجرى الرئيس السوداني عمر البشير ليل السبت اتصالاً هاتفياً بنظيره المصري عبدالفتاح السيسي، عبَّر خلاله عن خالص تعازيه للشعب والحكومة المصرية إزاء الاعتداء الغادر الذي راح ضحيته عدد من الجنود المصريين في شبه جزيرة سيناء.
وتمنى البشير خلال الاتصال للشعب المصري دوام الاستقرار والطمأنينة ، ومن جهته، أعرب السيسي عن شكره وتقديره للبشير ولحكومة وشعب السودان.
وأعلن الرئيس السيسي حالة الطوارئ في المحافظة لمدة ثلاثة أشهر وفرض حظر تجول ليلي خلال سريان حالة الطوارئ ، وزاد قائلا ، إن الهجوم تم بدعم خارجي. وأكد عزم بلاده تطبيق إجراءات أمنية على طول الحدود مع غزة لإنهاء الإرهاب.
وفي السياق، أدانت وزارة الخارجية السودانية الحادث، معبرة عن أسفها وحزنها على مقتل الجنود المصريين.
وشجبت الوزارة -ي بيان- ما أسمته تلك الأفعال الإجرامية، داعية الدول كافة لمجابهة مثل هذه التحديات الإرهابية واتخاذ كافة الإجراءات التي تكفل تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وأعلن البيان تضامن السودان مع الشقيقة مصر وتعاطفه مع أسر الضحايا وزاد قائلا  إن الحادث اقترفته مجموعة إرهابية متعطشة للدماء أزهقت أرواحاً غالية وسعت بفعلتها النكراء إلى خلق أجواء الخوف والهلع بمصر الشقيقة.

اعتماد ابيي كدائرة انتخابية بولاية غرب كردفان

أكدت اللجنة العليا للانتخابات بولاية غرب كردفان اعتماد منطقة شمال أبيي دائرة جغرافية مؤكدة وجود (358) تشمل مراكز داخل شمال أبيي ، في وقت أصدرت فيه المفوضية القومية للانتخابات كتيب للتعرف على كافة مراحل التسجيل وكيفية التسجل بهدف إرساله إلى كافة ولايات السودان.
وقال عبد الجبار إبراهيم آدم رئيس اللجنة العليا للانتخابات بولاية غرب كردفان في تصريح صحفي إن الولاية بها (9) دوائر قومية و(24) دائرة جغرافية ولائية، مؤكداً أن منطقة شمال أبيي تقع ضمن دائرة المجلد وتوجد بها مراكز للتسجيل ، مشيراً إلى أن لجنته عقدت لقاءاً مشتركاً مع مدير شرطة الولاية بغرض تأمين مراكز التسجيل والاقتراع، واضاف أن المفوضية وفرت كل المعينات اللازمة ولن تكون هنالك عقبة أمام الناخبين لاختيار من ينتخبونه.

السودان يؤكد استعداده لاستئناف مفاوضات المنطقتين

أكد سفير السودان بدولة اثيوبيا ، المندوب لدى الإتحاد الإفريقي الفريق أول عبدالرحمن سر الختم ، أكد إستعداد الحكومة السودانية لإستئناف التفاوض مع المتمردين بأديس أبابا أواخر الشهر الجاري.
وشدد سر الختم في تصريح صحفي على أن مسارات التفاوض تختلف في ملفات منطقتى النيل الأزرق وجنوب كردفان عن ملف دارفور ، مشيراً الي أن المفاوضات حول الملفات ستكون محكومة بسقف مراحل تطبيق الإتفاقيات الموقعة سابقاً قاطعاً بأن المرجعية في أى تفاوض يجرى هى إتفاقية السلام الشامل ووثيقة الدوحة للسلام.
وأشار سر الختم إلى أن الوساطة الإفريقية تبذل جهوداً مقدرة في إلحاق الحركات المتمردة بالحوار الوطني داخل السودان بعد دعم مجلس السلم والأمن والإتحاد الإفريقي لجهودها في بيان رسمي صدر مؤخراً، جازماً بأن التفاوض حول قضية دارفور قد إكتمل في منبر
الدوحة ولم يتم إقراره في أى مكان آخر.

السودان يتجه لفتح معابر جديدة مع الجنوب

كشف إتحاد غرف النقل السوداني اتجاههم لفتح معابر جديدة مع دولة جنوب السودان إستجابة لطلب حكومة الجنوب وتنفيذ الإتفاقية التي تمت مؤخراً بشأن تفعيل التبادل التجارى بين البلدين.

وكشف شمس الكمال حمد المسؤول بالإتحاد في تصريح صحفي عن تشكيل لجنة مشتركة تضم كافة الجهات المختصة بالدولتين لتنفيذ الإتفاقية المتعلقة بتفعيل المداخل والمعابر الجديدة بين السودان ودولة الجنوب ، مشيراً الي أن المعابر تشمل (3) معابر جنوب دارفور و(5) مداخل بولايات غرب كردفان وجنوب كردفان بالإضافة إلى ولايات النيل الأزرق والنيل الأبيض ، مشيراً أنه سيتم فتح مداخل إضافية جديدة تصل إلى (14) مدخل لدولة الجنوب.

وأكد جاهزيتهم لتفعيل حركة النقل والبضائع مع الجنوب في حالة إكتمال الترتيبات الأمنية والفنية والإدارية الخاصة بدولة الجنوب.

الخميس، 23 أكتوبر 2014

مفوضية اللاجئين تدعم لاجئ الجنوب بالسودان

تعهد المندوب السامي للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة المستر انطونيو غوتيرس  بتقديم دعم يقدر بحوالي (3) ملايين دولار بغرض إنشاء (6) محطات مياه نقية للوافدين الجنوبيين بولاية النيل الأبيض السودانية ، المتاخمة للحدود دولة جنوب السودان ، بجانب إعادة تأهيل مستشفيات كوستي وربك والجبلين  ، فيما وجه المندوب السامي إدارة مكتبه لإعداد الدراسات اللازمة لإكمال الخدمات للوافدين وأشاد بقرار رئاسة الجمهورية بمعاملة الوافدين كمواطنين.
وقال معتمد معتمدية اللاجئين المهندس حمد الجزولي  في تصريح صحفي إن المفوض عقد اجتماعاً ضم والي ولاية النيل الأبيض يوسف الشنبلي ووزير الصحة لتحديد الاحتياجات الخاصة لإعادة بناء المصالح الخدمية للوافدين والمجتمعات المستضيفة بالولاية والتي تقدر بتكلفة (10) ملايين دولار، مشيراً الي أن المفوض التزم بدفع ثلث التكاليف فيما تقوم دول المانحين بتكملة الثلثين من قيمة المبلغ.
وأشار الجزولي إلى أن المندوب السامي قدم الشكر لدولة السودان وعلى رأسها الرئيس السوداني المشير البشير لفتح حدود السودان والسماح للوافدين بالعبور للسودان واستضافتهم وتهيئة البيئة الملائمة وناشد المفوض الجهات الإنسانية والمنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان بتقديم المزيد من الدعم ومواد الإيواء ووجه المسؤولين بتسجيل الوافدين وتجهيز بطاقات إثبات الهوية وتوفير المأوى والعيش الكريم لهم.

السودان ومصروالمصير المشترك

سعادتى بلقاء الرئيس المصرى والسودانى وما أعلناه من أن العلاقات بين الشعبين الشقيقين هى من نوع العلاقات الأزلية وأنها لا يمكن أن تتأثر بأى خلاف عارض أو طارئ وأنه يجب الانطلاق بالعلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب وأوسع بما يحقق آمال الشعبين وأرجو أن يسمح لى أن أقول «الشعب الواحد» شعب وادى النيل شماله وجنوبه: شعب مصر والسودان .
لن أمل من تكرار أننى واحد من المدرسة القديمة التى كانت تؤمن بوحدة مصر والسودان دون تفرقة أو تمييز بينهما وأن هذه الوحدة مليئة بالخير والقوة لهذا الشعب الواحد الممتد فى أعماق التاريخ. وقد جاءت كلمات كل من الرئيسين فى بداية اللقاءات مفعمة بالحميمية والمودة ومؤكدة جسامة مسئولية حكومتى البلدين فى تحقيق آمال شعب وادى النيل وطموحاته سواء السياسية أو الاقتصادية أو غير ذلك فى كل مجالات التعاون. وسعدت بما قاله الرئيس البشير عن دور مصر الفاعل فى القضايا العربية والإفريقية وأنها مصر تمثل حجر الزاوية فى الوطن العربي. وأكد الرئيس البشير عدم المسام بأمن ومصالح مصر السياسية والاقتصادية وفى مقدمتها «أمنها المائي» فى إشارة لا تخفى إلى موضوع سد النهضة. وسأحاول فى هذا المقال أن أركز على تصريحات الرئيس السودانى عمر البشير لأننا نعرف توجهات الرئيس السيسى العربية والأفريقية والسودان مشترك فى الدائرتين سواء العربية أو الأفريقية ونعرف مدى اهتمام الرئيس السيسى بتوثيق وتمتين العلاقات العربية والأفريقية.
قال الرئيس البشير بالحرف الواحد عند عودته إلى الخرطوم « خلال الربع قرن الماضى زرت مصر أكثر من مرة ولكن لم يحدث أن شعرت بالراحة النفسية مثلما حدث فى هذه الزيارة الأخيرة. وقد انتابنى شعور غامر بصدق الرئيس السيسى وجدية توجهاته». وسأكرر هنا ما قلته فى أول المقال إننى سعدت بهذه الزيارة سعادة لا حدود لها وتقديرى أنها ستفتح أبواب الأمل والعمل والتقدم والرخاء لشعب وادى النيل كله خاصة بعد أن جرى الاتفاق حول تفعيل اتفاقية الحريات الأربع التى تقضى بحق الانتقال من أحد البلدين إلى البلد الآخر وحق العمل وحق التنقل بل وحق التملك مكفولة لكل مواطنى الدولتين .ماذا يبقى على الوحدة الكاملة إلا بضع خطوات سيادية تقديرى أن الواقع سيفرضها وأنها ستأتى فى الطريق لأن الواقع سيفرض نفسه.
إن الإرادة السياسية ممثلة فى الرئيسين والحكومتين والإرادة الشعبية ممثلة فى جماهير الشعب الواحد: شعب وادى النيل شماله وجنوبه ولنقل بصفة مؤقتة شعب مصر وشعب السودان موحدة أيضاً .وقد تم الاتفاق على تطوير وتسهيل طرق النقل سواء البرى أو النهرى أو البحرى البحر الاحمر كل هذه الأمور لابد أن تؤتى ثمارها.
وأكد الرئيسان دور المجتمع المدنى ودور الاعلام، وقد حرص الرئيسان على أن يؤكدا أن الاعلام قادر بقصد أو بغير قصد أن يعكر صفو العلاقات ومن هنا فإن حرص الصحافة وكل وسائل الاعلام فى كل من البلدين على عدم الإساءة إلى السلطات أو إلى الجماهير الشعبية فى البلد الآخر أمر لازم. ولنتذكر حادث الإساءة الاعلامية إلى المغرب الشقيق.
وكان واضحاً أيضاً أن المباحثات التى تمت أثناء الزيارة تناولت الأوضاع فى ليبيا نظراً لأن ليبيا دولة عربية وأفريقية من ناحية ونظراً لأن حدودها الطويلة تمتد غرب البلدين مصر والسودان والأوضاع فى ليبيا لابد وأن تؤثر على البلدين وقد حدث أن عدوانا جاء إلى مصر من الغرب. ولذلك اهتم البلدان بالإشارة إلى ليبيا وضرورة دعم السلطات الشرعية فى ليبيا. وهذا أمر محمود ومطلوب. كذلك كان حكيماً إرجاء الموضوعات الخلافية فى إشارة إلى موضوع حلايب وشلاتين إلى مرحلة أخرى .ومن المسائل التى تذكر وتشكر رفع مستوى اللجنة المشتركة بين البلدين إلى أن تكون لجنة رئاسية.
وكان أمراً طيباً أن يلتقى الرئيس عمر البشير بنخبة من السياسيين والمثقفين والإعلاميين المصريين ويتحدث معهم عن قوة ومتانة وتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين اللذين يربطهما مصير واحد. نعم مصر والسودان يد واحدة وشعب واحد ومصيرهما مشترك وواحد.

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

قمة مرتقبة للإيقاد لحسم نزاع جنوب السودان

أعلن رئيس وساطة دول شرق أفريقيا "إيقاد" لحل نزاع جنوب السودان سيوم مسفن، أن رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين، يعتزم زيارة جوبا للقاء الرئيس سلفاكير ميارديت، ومن ثم يدعو لقمة لرؤساء المنظمة بأديس أبابا.
ونقل مسفن امس الثلاثاء رسالة ديسالين إلى الرئيس السوداني المشير عمر البشير في الخرطوم ، تتعلق بسير عمل الوساطة والجهود المبذولة لإيجاد حل للنزاع في جنوب السودان.
وأكد الرئيس البشير أثناء استقباله وسيط إيقاد في بيت الضيافة حرصه ومتابعته اللصيقة لما يجري في الجنوب ، مؤكداً استعداد بلاده لدعم وساطة دول الإيقاد والمشاركة في كافة الجهود التي تبذلها المنظمة لإيجاد حل جذري وعاجل للأزمة ، بما يحقق الاستقرار والسلام في الدولة الوليدة والدول المجاورة بما فيها السودان.
وقال مسفن في تصريحات صحفية عقب اللقاء ، إنه أطلع البشير  على النتائج التي توصلت إليها الوساطة حتى الآن، والجهود المبذولة، وطلبت منه النصح والإرشاد بما يدفع الأمر إلى الأمام ، وأضاف مسفن "أطلعته على الاجتماعات المثمرة التي عقدت في الفترة الماضية التي تم خلالها تجاوز بعض القضايا الحرجة، وأهمها الاتفاق على أن يكون نظام الحكم في دولة الجنوب نظاماً فدرالياً، مشيراً إلى أن الأمر لا يزال توصية في الوقت الراهن".
وأوضح مسفن أن التشاور جارٍ الآن مع أطراف النزاع بجنوب السودان ، وكشف عن زيارة لرئيس الوزراء الإثيوبي خلال الأيام القليلة القادمة لمدينة جوبا للقاء الرئيس سلفاكير والتشاور معه في الأمر.
وأشار مسفن الي أن رئيس الوزراء الإثيوبي سيدعو إلى قمة للإيقاد في أديس أبابا بمشاركة أعضاء المنظمة، لإيجاد الحلول السياسية الجذرية للقضية ، وقال "نحن الآن أقرب من أي وقت مضى للوصول إلى اتفاق ينهي الصراع بجنوب السودان، ولكن يجب أن تتواصل الجهود لإيجاد حلول دائمة للقضية".
وكان ديسالين التقى في وقت سابق ، بقائد المتمردين في جنوب السودان رياك مشار، الذي أبدى استعداده للتعاون مع الإيقاد لإيجاد حل للنزاع.

أميرا المؤمنين السيسي والبشير

بعد أيام، وربما ساعات، من اكتمال الانقلاب على الرئيس محمد مرسي، وضعت آلة إعلام السلطة الجديدة الرئيس السوداني عمر حسن البشير على لائحة أعداء مصر، وتسابقت شاشات العبث والشعوذة في حبك الحكايات عن دور النظام السوداني في دعم الإرهابيين الأوغاد في مصر.
وفي هذا نشرت الصحف والفضائيات المصرية عقب الانقلاب ما اعتبرته كشفاً خطيراً، تمثل في إعلان وكيل جهاز المخابرات العامة، ثروت جودة، أنه حصل على رسالة خطيرة وصلته من أحد الإخوة السودانيين العاشقين لمصر والذين يعملون في دوائر صنع القرار تفضح تآمر البشير ضد مصر.
وقال جودة إن "الرسالة من أمير إمارة السودان المشير: عمر حسن أحمد البشير، إلى: أمير إمارة مصر الدكتور: محمد مرسي العياط"، على حسب الوصف الوارد في نص الرسالة، المؤرخة في 4 يوليو/تموز 2013.
وجاء نص الرسالة كالتالي: "أخي الدكتور محمد مرسي، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، لقد تابعت بيان عزلك الذي ألقاه الخائن الكافر المتمرد عبد الفتاح السيسي، بحزن شديد وشعور الهزيمة المُرة، لقد ارتكب هذا الخائن المتمرد انقلاباً عسكرياً ضد شرعيتك التي منحها إليك الله قبل الشعب، وطعن الإسلام بخنجر مسموم من الخلف، ومكن العلمانيين الكافرين أعداء الدين والأمة من السلطة، تحت غطاء شرعية ثورية زائفة".
الآن.. الآلة الإعلامية ذاتها تعتبر البشير الأخ والصديق والحبيب، بمناسبة زيارته للقاهرة ولقائه برئيسٍ جاء بانقلاب عسكري، كما جاء البشير قبل أكثر من عشرين عاماً.
عمر البشير جاء إلى القاهرة على جناح الاستثمار في بورصة "الحرب على الإرهاب"، ويلفت النظر هنا أن النظام الدولي، ممثلاً في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، غض الطرف عن استقبال
القاهرة لرئيسٍ صدرت بحقه مذكرة توقيف في 14 يوليو/تموز 2008 من قبل المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو أوكامبو، وذلك لاتهامات بأنه ارتكب جرائم حرب في إقليم دارفور، وطلب تقديمه للمحاكمة.
أدرك البشير أن السيسي بحاجة إلى وجوه يلتقط معها صوراً يملأ بها ألبومه الرئاسي الفقير للغاية، إذ إن الأخير منذ صعد إلى الحكم بانتخابات عبثية، لم يحلق خارج الحدود إلا إلى عواصم داعمة لانقلابه، يُستثنى من ذلك سفره لقمة المناخ في نيويورك، ولم يستقبل سوى رعاة المشروع الغربي للاستثمار في الحرب على "داعش".
كان الطرفان إذن بحاجة إلى مثل هذا اللقاء، البشير لجس نبض الولايات المتحدة
والمنظمة الأممية بشأن طيرانه المخالف خارج الحدود، والسيسي للظهور في هيئة "الزعيم المستقبل والمودع"، وليس ذلك الذي يلاحقه عار الوصول للسلطة فوق جثث آلاف المصريين المعارضين.
البشير أيقن أن بورصة "الحرب على الإرهاب" تحقق أرباحاً سياسية مضمونة هذه الأيام، وأمامه نماذج السيسي وبشار والحوثي وحفتر، إذ يبدو المجتمع الدولي مهيأ في هذه اللحظة للتغاضي عن أخطاء وجرائم سياسية وجنائية، مقابل المساهمة في المشروع الأميركي الجديد.
ولم يفوت البشير الفرصة، إذ أعلن بعد 24 ساعة فقط من مغادرته
القاهرة عن ترشحه لفترة رئاسية جديدة، لينضم إلى نادي أصحاب الأرقام القياسية في الانفراد بالسلطة، بعد ربع قرن أمضاها حاكماً حتى الآن.
وبالطبع كان الموضوع الليبي فرصة ربحية ثمينة، إذ عرف البشير أن السيسي يحتاج إلى دعم -ولو بالصمت- لتدخله العسكري الفج في ليبيا، محاولاً إنجاح انقلاب صديقه خليفة حفتر. وبما أن الحدود السودانية قد تمثل رافداً ومتنفساً لثوار ليبيا الذين يحاربون الانقلاب تحت قصف عنيف من الطيران المصري، فإنه لا بأس من مقايضةٍ مع البشير على استخدام الحدود، في محاولة الإجهاز على مقاومي الانقلاب. -

لقاء "القاهرة" الذي لم يتم..!

اليومان اللذان قضاهما السيد رئيس الجمهورية المشير "البشير" في زيارته لجمهورية مصر العربية ورئيسها الفريق "السيسي"، كانت حافلة بكل ما يدعم العلاقات ويقويها ويخرج بها من دائرة التأزم التي ظلت لسنوات طويلة رغم المحاولات والاجتهادات في العبور بها إلى بر الأمان، وحيث يحصل البلدان على علاقات تحقق المصالح والتكامل بين البلدين والذي دعا له الطرفان منذ الاستقلال وخروج الإدارة البريطانية من البلاد في الأول من يناير 1956م.
الرئيسان في لقاءاتهما الثنائية وتلك التي جمعت وزراء الهم الاقتصادي والأمني والدبلوماسي وغيرهم مع الرئيسين، كانا قد وضعا (النقط على الحروف) ورسما خريطة طريق وإستراتيجية للعلاقات بين البلدين.
وهذا كله قد عمرت به الصحف بعد مؤتمرات صحفية ومقابلات كانت قد تبعت اللقاء وجرت مع الرئيسين، وأشير فيها إلى أن الإعلام في البلدين وفي جمهورية مصر العربية تحديداً هو المسؤول عن تأزيم المواقف وتأجيجه. فهناك من له أغراضه ومصالحه والبلاد العربية كلها تضج وتعج بما يباعد الشقة بين الأطراف.
إلا أنه والحمد لله خرجت الزيارة التي كانت مرتقبة منذ وقت بعيد بمخرجات ونتائج قوامها تحقيق المصالح بين البلدين الشقيقين اللذين ما يربط بينهما أكثر مما يفرق، وذلك أمر لا يُعلى عليه وإن بدأ هناك ما يشار إليه في سياق تنافر المصالح أحياناً في المجال السياسي والدبلوماسي، كالحديث عن سد النهضة الإثيوبي وما يتصل بمياه النيل إجمالاً، وذلك كله ما ستنظر فيه اللجان العليا ذات التخصصات المختلفة والتي يرأسها الرئيسان وتنعقد في البلدين بالتزامن.
وبعد ذلك النجاح الكبير لم يفت على البال أني يلتقي السيد رئيس الجمهورية وحزب المؤتمر الوطني وصاحب مبادرة الحوار الوطني والمجتمعي، أن يلتقي زعيم حزب الأمة المقيم في القاهرة بمبادرة من فاعل خير أو من السيد "المهدي" شخصياً الذي ابتدر الأزمة وأجج نارها.
أولاً : بحضور (إعلان باريس) والتوقيع عليه مع الجبهة الثورية المتمردة وحاملة السلاح.
ثانياً : تجنيد نفسه للعمل على تسويق الإعلان في الخارج مع سفراء الدول والمنظمات عبر وجوه في العاصمة المصرية القاهرة.
جراء ذلك ولا ريب فإن خروج السيد "المهدي" من التعامل مع الأحزاب المأذونة دستورياً وقانونياً إلى تلك التي غير المأذونة وتحمل السلاح، فيه ما فيه من الخطر.. ولعل ذلك ما جعل السيد رئيس الجمهورية يقول بأن زعيم حزب الأمة القومي لن يسمح له (قانوناً) بالعودة إلى الداخل، إلا بتنازله واعتذاره عما بدر منه في خصوص (إعلان باريس).
السيد المهدي زعيم حزب الأمة القومي، وهو خارج البلاد منذ بداية شهر أغسطس الماضي (قرابة الثلاثة أشهر) يتوجب عليه كما قلنا في (المشهد السياسي) السابق، أن يعيد النظر في المسألة برمتها والإعلان لم يجد المساندة المطلوبة ولم يحقق أغراضه، إذ لم يكن هناك عائداً أو مكسب غير أن الحزب أصابه الركود وعدم الحراك وقراراته كلها مربوطة بالخارج.
وقد كانت زيارة السيد الرئيس للقاهرة فرصة إلى لقاء يتم بين الطرفين إذا ما سارت الأمور والمبادرات على نحو ما هو مطلوب.. لا إلى أن يستبق المهدي ذلك بلقاء مع الأستاذ "فاروق أبو عيسى" الذي يبدو أنه في حالة رحيل واستقالة عن ما يسمى قوى الإجماع الوطني والتي ليس بينها وبين "المهدي" وحزبه ما يجمع أكثر مما يفرق..!
الرئيس "البشير" قد التزم بشرط اعتذار "المهدي" عما بدر منه في العلاقة مع الحركة الثورية غير المأذونة بالعمل قانوناً وهي التي تعمل بالسلاح عوضاً عن السياسة، أعلن أنه رغم ما بدر من وساطات وطلب عبر السيد السفير بالقاهرة يرفض مقابلة "المهدي".. و"المهدي" من جانبه – مرة أخرى – قال إنه لم يطلب مقابلة السيد الرئيس.. وقد جاء ذلك في إعلان نشرته الصحف صباح (الاثنين) من سكرتيره ومرافقه الأستاذ "محمد زكي".
فقد قال السكرتير في بيانه (عشية زيارة السيد "البشير" للقاهرة)، إن باب الإمام الحبيب مفتوح لبحث القضية الوطنية مع الجميع، لكنه لن يلبي أية دعوة للقاء "البشير"..!).
هذا علماً بأن السيد السفير "عبد الحليم" الذي سبق أن جمع بينه وبين السيد "المهدي" لقاء رشحت أخباره في الصحف، قال هو الآخر إنه (تلقى ثلاثة اتصالات من الإمام "الصادق المهدي" أبدى فيها رغبته بلقاء السيد الرئيس أثناء زيارته للقاهرة). هنا أيضاً ثمة تباعد جديد بين الطرفين عبرت عنه الإفادات المزدوجة عن اللقاء الذي كان ينبغي أن يمحو الأزمة الحادة بين الطرفين والتي هي قانونية في سياقها النهائي.. أكثر منها سياسية.
إن ما نسب للسيد "الصادق المهدي" في بيان السيد سكرتير الإعلام من أنه (لن يلبي أية دعوة للقاء "البشير"..!) يزيد الطين بلة.. فما بحزب الأمة (يكفيه) ولا يحتاج إلى ما جاء في البيان.
لقد كان يتوقع في لقاء القاهرة بين الرئيسين "السيسي" و"البشير" أن تتم لقاءات أخرى تدعم العلاقات، كذلك اللقاء الذي حدث بين الرئيس"البشير" والنخبة المصرية، لا سيما الإعلامية التي كانت لها مبادراتها السابقة مع الخرطوم، والمقصود هنا لقاء "المهدي" و"البشير" لا سيما وأن ذلك قد سبقه لقاء سلفت الإشارة إليه بين "المهدي" والسفير السوداني.
إن سياسة إدارة الأزمات والخروج منها فن يبدو أن السيد "المهدي" وعلاقاته العامة ليسوا على كبير دراية بهما.. وإلا فكيف تكون النتيجة أن "المهدي" يلتقي بالجميع لبحث القضية الوطنية لكنه لن يلبي أية دعوة للقاء "البشير".. أي :
•    لا من أجل تلاقي خطأ اللقاء مع الجبهة الثورية وإعلان باريس.
•    ولا الحوار الوطني أو غيره.
عليه فإن لقاء القاهرة بين "المهدي" والرئيس الذي لم يتم كانت خلفه أسبابه التي لابد من العمل على تلافيها وبخاصة من جانب حزب الأمة القومي، وزعيمه السيد "الصادق المهدي" الذي ظل ينفرد بقراراته ولا يرجع فيها إلى من يهمهم الأمر في الحزب، وفيهم من بإمكانه أن يعين على ردم الفجوة وسدها.

يا عمرو أديب .. تباً لك

كنت استهجن استخدام لفظة العهر الإعلامي التي وصف بها أحدهم وأدنت استخدامها..
ولم أفهم الوصف، لم أكن أظن أن هناك من يمكن أن يتصف به ويمارسه .. إلى أن استمعت للمدعو عمرو أديب وهو يعلق على مقابلة السيد رئيس الجمهورية بالسيد رئيس جمهورية مصر .. الرئيس المصري قابل رئيسنا في مكتب الرئاسة المصري وفي خلفية المكتب خارطة للقطر المصري مضافاً إليها حلايب وشلاتين السودانيتين، بالإضافة للعلم المصري خلف رئيس مصر .. المدعو ألمح إلى أن هذا شيء مقصود .. وحاول استفزاز الشعب السوداني بقوله إن هذا الفعل لو حدث للرئيس المصري في الخرطوم لما دخل للمكان قبل تعديله .. المدعو عمرو يبدو أنه لا يريد للعلاقة بين مصر والسودان أن تتحسن .. ومؤكد هو لا يريد الخير لشعب مصر .. فهو لا يريد للقمح والغذاء أن يأتي من الجوار السوداني .. فلنتناول حديث المذكور نقطة نقطة:
- 1 العلم المصري موجود دون العلم السوداني في المكتب الرئاسي المصري .. وهذا شيء طبيعي فمكتب أي رئيس به علم دولته فقط ولا يوضع أي علم آخر بجواره .. وقدر لنا أن نشاهد نفس المكتب مراراً في الأخبار وتم استقبال عدد من رؤساء الدول فيه .. ولم يتغير وضعه ولم يوضع علم آخر بجواره.
ومن سوء حظ المدعو أن ديكور المكتب وجداريه لم يتغير من أيام الرئيسين السابقين للسيد الرئيس الحالي .. ونفس المكتب بنفس ترتيبه وعلمه الواحد تم فيه استقبال عدد من الرؤساء.
-2 الخراطة الجدارية الموجودة في مكتب الرئيس المصري موجودة من أيام الرئيس السابق والرئيس الأسبق بنفس تفاصيلها ولم توضع خصيصاً لرئيسنا .. وكانت هناك خارطة غيرها أيام عبد الناصر والجمهورية العربية المتحدة .. وهذا سبب عنوان القطر المصري .. وكانت أيام عبد الناصر بدون حلايب .. وحلايب أيام عبد الناصر كانت مصر تعتبرها سودانية .. وفي الخرائط المصرية وفي الوثائق والأفلام المصرية كانت سودانية .. أصبحت مصرية فقط في عهد السيد الرئيس السابق لمصر.
عمرو أديب لم يقل شيئاً غير أنه أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه غير أمين وأنه ينطبق عليه الوصف المذكور بداية العمود .. سمعت معارضين للنظام في مصر يصفون عمرو أديب بصفات لم أكن أنخيلها .. ولكني الآن أفعل .. فالرجل لا يحترم عقل مشاهديه ويقلب الحقائق المشاهدة لكل الناس.. هذا الرجل معتوه. ولا يستحق أن نقول له غير يا هذا تباً لك..
بالعربي الفصيح ومترجمة..
أحد أقاربي البسطاء علق على المسألة: هو العوير دا داير يقول شنو؟
نزعل ونقطع العلاقات ونولع حرب .. دا ما يحصل مع مصر .. وخليهم يصرفوا قروش على تنمية حلايب وحنلقاها جاهزة .. وأي تحكيم دولي سيحكم لنا بها ببساطة شوفوا وجوه الناس القاعدين في حلايب في ذمتكم ديل مصريين؟ والله يسألكم البشاري أب عمة وتوب وسروال ومركوب دا مصري؟
ومثل ذاك العمرو الذين بدأوا حملتهم ضد السودان بعد مباراة الجزائر الشهيرة فكذبوا ودلسوا ... هم موتورون ولا يمثلون الشعب المصري العظيم .. الشعب المصري التاريخ والنخوة والكنانة .. وهم يريدون لمصر أن تنعزل .. يريدون مصر بلا سودان .. ويريدون مصر بلا أزهر .. ويريدون مصر بلا جامعات وعلماء .. ويريدون مصر بلا فرسان الصعيد ويريدونها بلا فلاحي الدلتا .. يريدون مصر كازينوهات شارع الهرم ولا يريدون مصر الهرم.
وتجني المعتوه على رئيسنا .. ومن يتجني علي رئيسنا فقد تجني علينا .. لن يغير في حبنا لمصر ولن يغير منه..
فمصر هي جلالة الملكة حتشبسوت وهي العزة في عين جالوت..
فمصر عندنا هي النيل ومصر هي شوقي ومصر هي العقاد وحفاظ إبراهيم سيد قطب وكشك وأم كلثوم وهي أسكندرية.
ويا مصر ستظلي أخت بلادي الشقيقة.

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

العلمانيون و"حلايب"

التيار العلماني في مصر هو من ينفخ في قضية حلايب والإدعاء بأنها قد حسمت نهائياً وتهمدت السلطات المصرية، وضع صورة لمصر تضم شلاتين وحلايب أمام بصر الرئيس السوداني عمر البشير أثناء لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وسعي التيار العلماني المصري الذي يسند ظهر الحكومة المصرية خاصة الأبواق الإعلامية لتخريب ما بين مصر والسودان، والإدعاء كذباً بأن الإخوان المصريين يجدون سنداً ودعماً من السودانيين .. مع أن الرئيس السيسي وأجهزة مخابراته تعلم ما قامت به الخرطوم من صد أبوابها في وجه قيادات الإخوان الذين لم يجدوا ملاذاً دافئاً إلا في أوروبا، حيث يحترم الإنسان هناك وتحترم مواقفه وتحمي الدول الأوروبية من استجار بها من رمضاء ذوي القربى في بلدان الصراع المستمر في العالم الثالث .. ووجد الرئيس المصري السيسي نفسه في حرج بالغ مع الإعلام العلماني الذي يسند ظهره، ولكنه يهاجم أصدقاء مصر الحقيقيين أو ما ينبغي أن يكونوا كذلك حتى اعتذر لضيفه البشير عما يفعله الإعلام المصري.
وفي السودان أخذ التيار العلماني المعارض ينفخ في إدعاءات عن تقديم السودان لتنازلات في قضية حلايب، ويذرف بعض أبواق الإعلام العلماني في السودان وهو إعلام ينشط في المواقع الإلكترونية يذرف دموع التماسيح بإدعاء الحرص على تراب السودان، ورفض الإساءات (العبيطة) من بعض (إخوتهم) في العقيدة المعلمانية من المصريين التي وجهت للسودان، ولكن التيار العلماني السوداني (الباكي) على حلايب لم يجرؤ أحدهم الخروج للشارع في مصر ورفع لافتات ورقية تطالب الرئيس البشير بعدم التنازل عن حلايب!!.
للتيارات العلمانية السودانية في مصر وجود كبير جداً وأصبحت القاهرة بعد وصول السيسي للحكم من ملاذات المعارضة المسلحة والمعارضة المحرضة على حمل السلاح والمعارضة المشجعة على العنف ولكنهم أي المعارضين، من التيارات العلمانية والطائفية لا يملكون شجاعة الجهر علناً بما يعتقدون أنه الصواب، وإلا كانوا قد خرجوا اثناء زيارة البشير الى القاهرة رافعين شعارات تندد بأية محاولة للتنازل عن حلايب السودانية، والتأكيد أمام السلطات المصرية بأن حلايب سودانية وتحمل تبعات ذلك الموقف .. ماذا يحدث لو خرج الحاج وراق وزمرته التي تستضيفها المخابرات المصرية في شقق المهندسين والقاهرة الجديدة، وحملوا لافتات يطالبون فيها بعدم التنازل من حلايب؟!
والتنديد بمواقف الحكومة المهادنة لمصر في شلاتين؟ بدلاً من الصراخ والعويل في أجهزة الإعلام ومحاولة الاستثمار الرخيص في تعكير علاقات السودان بجيرانه، من أجل أن تتم استضافتهم في الشقق والفنادق بداعي النضال والكفاح لإسقاط النظام في السودان!!
إن حلايب وأبيي والفشق كلها مناطق نزاع مع جيران السودان الثلاثة مصر وإثيوبيا وجنوب السودان، والحكمة تقتضي تجميد هذه الملفات في الوقت الراهن والتعاطي مع القضايا المشتركة مع الدول الثلاث، بما تقتضيه المصالح الاقتصادية والاجتماعية .. وعدم الدخول في نزاعات مفضة للعنف حتى لا يختار لنا الآخرون متى نخوض معركتنا!!
وقضايا الحدود لا تحل إلا عن طريقين أولهما التحكيم الدولي باتفاق الأطراف وثانيهما التنازلات المشتركة، ولكن أي استباق نحو الحروب والصراعات فإن جميع الأطراف هي الخاسرة من تلك المعارك التي لا تغني ولا تسمن، والعلمانيون يريدونها حرباً مشتعلة تضعف النظام السوداني على أمل أن يسقط بضربات غيرهم ليحصدوا هم ثمار زرع زرعه الأخوان.

رهان البشير.. وإعلام السيسي!

لن نتجاوز حدود الأدب ونشكك في ملاحظات وإفادات زملائنا رؤساء التحرير الذين رافقوا الرئيس البشير في رحلته إلي جمهورية مصر العربية.. فاثنان من أهم رؤساء التحرير في الخرطوم.. أكد  النتائج الإيجابية التي خلصت إليها مباحثات الرئيسين.. والزيارة عموماً.. كما لن نتجاوز الخطوط الحمراء ونشكك في الإفادات التي أدلي بها فخامة السيد رئيس الجمهورية.
سواء في تصريحاته الصحفية بالقاهرة.. أو في حواره الصحفي بالطائرة الرئاسية.. وهو أمر أي الحوار الرئاسي يستحق من بادر بفكرته وبتنظيمه التقدير والثناء.. فبجانب ما كشف من إفادات مهمة وثقت للزيارة.. فقد امتص غضبة عمت الوسط الصحفي السوداني وصحيفة أجنبية تحصل علي فرصة حوار رئاسي.. فيما تصطف الصحف السودانية في قائمة الانتظار.
ولكن.. كل هذا لن يصادر حقنا بإمعان النظر في المشهد السياسي المصري اليوم.. بل إن كل هذا يفر علينا إمعان النظر في المشهد المصري تمحيصاً وتحليلاً لإدراك حجم المصدات وشبكات التأمين التي وفرها النظام المصري.. حتي لا يكون ما تم الاتفاق عليه عرضه للعواصف.. وهوج الرياح.
ولعل هناك مفارقة صارخة ينبغي الانتباه إليها.. هي أن زيارة الرئيس السوداني إلي القاهرة جاءت في خضم معركة إعادة ترتيب صفوف حزبه استعداداً للانتخابات العامة.. هذه المعركة التي بدأت منذ أكثر من شهر ولا تزال مستمرة.. وأيا كانت فاعلية هذا الحزب.. وفعاليته محل اتفاق أو اختلاف بيننا.. فالحقيقة المؤكدة هي أن هذا الحزب هو الذي يبشر الرئيس بسياساته.. ويروج لها ويعمل  علي إنفاذها.. فالمؤكد أن الرئيس لن يغضب من هكذا توصيف لدوره.. سيما وأنه يعبر عن ذلك دائماً.
ولئن سأل سائل عن العلاقة بين كل ما ذكرنا وبين تأملنا في المسرح السياسي المصري.. لتجدن الإجابة دونما جهد.. وهي أن الرجل الذي يحكم مصر اليوم.. لا يملك حزباً ولم يفوضه حزب.. وتريث قليلاً حتي نشرح أهمية وجود حزب في ظرفنا هذا.
ليس هذا فحسب.. فصحيح أن المشير السيسي تدعمه القوات المسلحة المصرية ويدعمه الشعب المصري.. بلدليل فوزه بسهولة في انتخابات الرئاسة هناك.. ولكن الصحيح أيضاً.. أن الرئيس المصري اليوم لا سند مباشر له ولا داعم غير مؤسسة الرئاسة.. ونعني بالسند هنا المستشارين والخبراء والأجهزة والمؤسسات الداعمة تبشيراً وترويجاً وتنفيذاً.. ومؤسسة الرئاسة المصرية اليوم.. هي مؤسسة بكل المقاييس حديثة نسبياً تفتقد إلي الكثير من الخبرات المتراكمة.. بعد خروج أناطين مؤسسة الرئاسة بعد الثورة في مختلف مراحلها.. وغاب  كذلك الحزب الحاكم.. فبات ثمة فراغ سياسي واسع في حاجة إلي آليات تملؤه.. خاصة لجهة إدارة القضايا الخلافية.. أو تلك الأكثر تعقيداً.. فماذا يحدث في مصر الآن؟.. ومن يعلب هذا الدور؟..
للأسف.. والحال كذلك.. فالواقع أن الإعلام أصبح هو صاحب الكلمة الأولي والأخيرة.. وأصبح هو القائد والموجه الفعلي.. لا للرأي العام المصري.. فحسب بل حتي للمسرح السياسي في أدق مفاصله.. والمزعج حقاً أن الإعلام.. وفي ما يتعلق بالسودان.. فهو يضم ثلة من أصحاب المصالح الضائعة يمثلون مجموعتين.. مجموعة نظام مبارك التي لا تري في نظام السودان غير ذلك النظام الذي ظل يتأمر علي نظامهم.. أو بالأحري علي مصالحهم.. منذ قصة محاولة اغتيال مبارك وحتي سقوط نظامه.. مع كل دلالات صعود نجم الإسلاميين عقب ذلك.. أما المجموعة الثانية فهي مجموعة نظام مرسي، إن جاز التعبير..
وهذه لا تري في نظام الخرطوم إلا خائنا تخلي عنهم.. في لحظة ما.. ولا ننسي أصحاب المواقف التاريخية الذين مازالوا يحلمون بسودان تحت التاج المصري العظيم!
عليه.. وفي ظل غياب أوعية سياسية قادرة علي ملء الفراغ الناجم عن غياب حزب حاكم.. ومؤسسات ذات خبرة وقدرة وفعل وتأثير.. تصبح كل اتفاقات السيسي.. تحت رحمة الإعلام .. ولا نقول في مهب الريح.

الشعبي: زيارة البشير لمصر هدأت الملفات المتوترة

أشاد حزب المؤتمر الشعبي المعارض في السودان الذي يتزعمه د. حسن الترابي ، بالزيارة التي قام بها الرئيس السوداني عمر البشير إلى مصر أخيراً ، وقال إنها ساعدت في تهدئة الملفات المتوترة بين البلدين الجارين وحققت الكثير من المكاسب الاستراتيجية.
وحذر الأمين السياسي للحزب كمال عمر في تصريحات صحفية من عدة عثرات تهدد استقرار علاقات البلدين ، وأكد أن زيارة البشير لمصر حققت الكثير من المكاسب الاستراتيجية المهمة للبلدين ، مشيراً إلى أن الزيارة أسهمت في تحقيق إنجازات في الملف الاقتصادي.
وقال أن كلاً من السودان ومصر هما في حاجة ماسة لتلك العلاقات في الوقت الراهن ، وأضاف أن رئيسي البلدين يسعيان من خلال العلاقة الطيبة إلى ضمان أن لا تصبح أرض دولة كلٍّ منهما مأوى لمعارضة الدولة الأخرى ، مشيراً الي أن السيسي يسعى لأن لا يصبح السودان مأوى للإخوان المسلمين الذين يمثلون خطراً على حكمه الآن.وتوقع أن لا تستمر تلك العلاقات الطيبة في ظل الملفات الكثيرة العالقة بين الدولتين.
واوضح عمر أن حلايب وشلاتين هما أكبر عقبتين تقفان في وجه العلاقة بين الدولتين، نسبة لتمسك مصر بمصرية تلك الأراضي على الرغم من سودانيتها.

خبراء يدعون لرفع التعاون السوداني المصري

أكد خبراء إستراتيجيون إمكانية لعب السودان ومصر لدور كبير في تهدئة الأوضاع في المنطقة العربية التي تمر بمنعطفات خطيرة ، متوقعين أن ترفع زيارة الرئيس البشير الأخيرة إلى مصر درجة التنسيق والتعاون بين البلدين في السياسات الخارجية وقضايا الأمن.
وأكد الخبير الإستراتيجي د. محمد العباسي الأمين  في تصريحات صحفية أن زيارة الرئيس السوداني للقاهرة جاءت في توقيت مهم في ظل المتغيرات التي تمر بها دول الجوار، بإعتبار أن السودان يعيش أوضاعاً سياسية وإستراتيجية أفضل، وهو ما يمكنه من لعب دور كبير في تهدئة الأوضاع في المنطقة، ومعالجة بعض الإختلافات في وجهات النظر مع بعض دول الجوار في إشارة إلى ليبيا.
وقال العباسي أن العلاقات بين السودان ومصر يجب أن تظل إستراتيجية لا تتغير بتبدل المواقف السياسية ، داعياً للتركيز على تحقيق التكامل السياسي والأمني والاقتصادي، وعدم إثارة الملفات التي يمكن أن تعكر صفو العلاقات.
من جانبه قال الخبير الأمني حسن بيومي أن كلا البلدين يمثل عمقاً إستراتيجياً للأمن القومي للبلد الآخر، مشيراً إلى أن المصالح تقتضي أن يكون هنالك تكافؤ في علاقات البلدين وتفعيل إتفاقية الدفاع المشترك وتسهيل الحركة والتجارة بين الدولتين.
ودعا بيومي للتركيز على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع مصر التي يمكن أن ينفتح السودان من خلالها على الأسواق العالمية خاصة أن السودان يملك سلعاً متنوعة وإنتاجية زراعية كبيرة.
وقال أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية بروفيسير حسن علي الساعوري  إن الباب بات مفتوحاً أمام تعزيز العلاقات بين البلدين، في الوقت الذي تعاني فيه المنطقة العربية من متغيرات وتأثيرات أمنية كبيرة داعياً لتفعيل الاتفاقيات الموقعة بين الدولتين، مشيراً إلى أنه يجب تقوية العلاقات بين البلدين بغض النظر عن الأنظمة التي تحكم.

إشرافية أبيي تؤكد إجراء الانتخابات السودانية بالمنطقة

أكدت لجنة إشراف أبيي جانب السودان أجوك إجراء الانتخابات المقبلة بالمنطقة ، مشيرة إلى أن مواطني أبيي سودانيون ويحق لهم المشاركة في أي استحقاق انتخابي يجري بالسودان.
وقال رئيس اللجنة المهندس حسن علي نمر  ، في تصريح صحفي أن أي مواطن بأبيي مهما كان انتماؤه السياسي له الحق المشروع في المشاركة العامة واختيار من يمثله في المستويات التشريعية كافة ، مشيراً الي أن عمليات التسجيل للناخبين في المنطقة مستمرة وأنه سيتم تحديث السجل الانتخابي الذي أجريت على أساسه الانتخابات الماضية.
من جانبه كشف القيادي بالمنطقة  حمد عمر الأنصاري عن تسجيل (78) ألف مواطن من أبيي للإشتراك في العملية الانتخابية ، متوقعاً تسجيل (95) ألف من مواطني المنطقة بواسطة مفوضية الانتخابات خاصة مبيناً أنهم بصدد تحديد مرشحيهم بالمنطقة.

الاثنين، 20 أكتوبر 2014

بين طيات السحاب الرئيس البشير يضع النقاط على الحروف:

على الطائرة الرئاسية، في طريق العودة للخرطوم من القاهرة، تمكن الوفد الصحفي المرافق للرئيس المشير عمر البشير، من إجراء هذه المقابلة التي أنتجت عدداً مقدراً من الأخبار والمعلومات المهمة .. حيث كان الرئيس البشير بين طيات السحاب، رغم ضيق المكان والزمن رحباً في تقبل التساؤلات، وسخياً في توفير الإجابات .. فإلي مضابط الحوار.
* نبدأ من محطات الختام، قبل صعودنا إلى الطائرة، ومن خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وصفت الزيارة بأنها (تاريخية) .. ترى من أي وجهة استحقت الزيارة الوصف، وما أبرز القضايا التي تطرقتم لها في اليومين الماضيين؟
- خلال 25 عاماً زرت مصر مرراً وتكراراً، ولكن لم يحدث أن شعرت بالراحة النفسية مثلما حدث في الزيارة الحالية، وقد انتابني شعور غامر بصدق الرئيس السيسي، وجدية توجهاته، وقد بدت تلك الجدية واضحة في زيارته للخرطوم، والتي تمت بمبادرة شخصية منه، حسب تقديري، إذ أنها المرة الأولي التي يبادر فيها الرئيس السيسي بزيارة دولة دون وفد مقدمة، وهو الوفد المكون في العادة من رجال الأمن والمراسم، ومن دون أن تتم الإجراءات الأمنية المعتادة، من وضع برنامج، وتفتيش للصالة، وما إلى ذلك من إجراءات التأمين .. حدث كل ذلك مع أن زيارة السيسي كانت معلنة قبل 24 ساعة من موعد وصوله إلى الخرطوم .. وأثناء زيارتي الأخيرة للقاهرة عندما اقترحت عليه إن يتم ترفيع اللجنة الوزارية إلى رئاسية وافق على المقترح من دون تردد، وتحمس له.. اتفقنا على تأجيل القضايا الخلافية وعدم مناقشتها، لأننا قد لا نتفق إذا ما بدأنا بها.
وقضية حلايب ليست جديدة، والخلاف حولها مستمر منذ العام 1958، لذلك فضلنا عدم مناقشتها .. هناك مصالح ضخمة للبلدين يمكن أن تتحقق من خلال التعاون المشترك.
وكذلك ناقشنا جملة من القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الليبية، واتفقنا على دعم استقرار ليبيا ووحدتها، وأمنا على الأمر نفسه في ما يتعلق بالصومال.
حتى في القضية السورية تطابقت الرؤى بيننا حول ضرورة دعم مساعي الحل السياسي، لأن الإصرار على الحل العسكري يعني المزيد من التدمير والقمع وتشريد المدنيين.. نحن كعسكريين نعرف جيداً أن الحرب دائماً ما تأتي في آخر مراحل العمل الدبلوماسي، وبعد أن يتعذر الحل السياسي.
وحتى عندما يتم تحقيق نصر عسكري باهر تحدث خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، فالأرملة التي تفقد زوجها، والنائحة التي تشيع طفلها لا يمكن أن تجد ما يعزيها عن فقدها.
لذلك رأينا أن الحل السياسي هو الأجدى لكل القضايا الإقليمية.
* تلقفت الوسائط الإعلامية المختلفة أنباء ترفيع اللجنة الوزارية المشتركة إلى المستوى الرئاسي، بوصفها من أبرز مخرجات القمة؟
- نعم .. اللجنة الرئاسية ستنظم عمل الوزراء، وستمكن الرئيسين من متابعة أي قصور يحدث في أي من الملفات التي اتفقنا على تفعيلها، واللجنة ستنعقد بالتناوب بالخرطوم والقاهرة.
* خلال المؤتمر الصحفي طلبت أنت والرئيس السيسي من الإعلام أن يدعم أوجه التعاون بين البلدين، وأن يتوقف عن إثارة القضايا الخلافية؟
- خلال لقائي مع الرئيس السيسي تحدث معتذراً عن بعض التفلتات التي حدثت من إعلاميين مصريين خلال الفترة الماضية.
وبالأمس تحدثت بعض وسائل الإعلام المصرية عن أن الجانب المصري تعمد وضع خريطة تشير إلى وجود مثلث خلايب داخل الأراضي المصرية، وعلمت أن الخريطة المذكورة موجودة في مكانها منذ إن تم إنشاء قصر الاتحادية.
هم يقولون إن حلايب مصرية، ونحن نقول ونصر على سودانية حلايب، لكننا لن نحترب عليها، وإذا نجحنا في تفعيل برنامج التعاون المشترك وأنجزنا ما اتفقنا عليه، فستزول الحدود تلقائياً، ولن يحدث خلاف حولها.
* حسناً، على ذكر التعاون الاقتصادي وتفعيل الاستثمار بين البلدين، بوصفها الصيغة المثلي لتحجيم الخلافات .. ماذا حدث بشأن الملف؟
نحن نعاني من بعض المشاكل في ملف الاستثمار، ومعلوم أن السودان فقد حوالي 80 بالمائة من مداخليه من النقد الأجنبي بعد فصل الجنوب وفقدان عوائد البترول.. ذلك الواقع انعكس سلبياً على مناخ الاستثمار في السودان حيث عاني المستثمرون مصاعب جمة في تحويل استثماراتهم إلى الخارج، وتأثر الاستثمار، لكن الفترة المذكورة باتت على مشارف نهايتها.
وأنا أقول لمن يدعون أن التحسن الذي طرأ على أداء الاقتصاد السوداني في الآونة الأخيرة قد تم بلا مجهود من الدولة، إن ذلك حدث نتاجاً للبرنامج الثلاثي، الذي وصلنا إلى نهايته، وبدأت ثمراته تظهر في انخفاض نسبة التضخم، وتحسن معدلات صرف العملة الوطنية، وأنا أقول بكل ثقة إننا قد شارفنا على الخروج من مشكلتنا الاقتصادية، وأتوقع أن ينعكس ذلك إيجاباً على مناخ الاستثمار .. المستثمرون المصريون لديهم مشروعات في السودان تعاني من بعض المشكلات تتطلب منا أن نسعى إلى حلها.
* هناك مقترح بإنشاء منطقتين حرتين على الحدود؟
بكل تأكيد إنشاء مناطق حرة سيزيل الكثير من المشاكل وعلى رأسها مشكلة التحويل وسينعش التجارة البنينية بين البدلين، والموضوع قيد البحث بين الوزيرين المعنيين، وأتمنى أن نفلح في إنجازه.
نتوقع أيضاً أن تسهم الطرق البرية في تنشيط وتيرة وحركة التجارة بين السودان ومصر، تم افتتاح الطريق الأول فعلياً (قسطل – أشكيت)، وهناك أيضاً طريقان، طريق غرب النيل (أرقين)، والطريق الساحلي .. كل هذه الطرق من شأنها أن ترفع وتنشط حركة التجارة بين البلدين.
* حسناً بعيداً عن ملفات الاقتصاد، قريباً من الأيدولوجيا .. أثيرت خلال الفترة الماضية بعض الأقاويل عن دعم سوداني للإخوان المسلمين، وأنتم أكدتم أنكم لا تتدخلون في الشأن المصري.. هل أثيرت هذه القضية خلال المباحثات مع الرئيس السيسي؟
- هذا شأن داخلي يخص المصريين، ونحن لم نتدخل فيه أبداً.. تحديد هوية من يحكم مصر من صميم مسؤوليات الشعب المصري، ولا يعنينا بشيء، ولن نعيب على أي أحد أن يأتي بانقلاب.
* تردد خلال الفترة الماضية أن هناك تبايناً في الرؤى حول ما يحدث في ليبيا .. على ماذا اتفقتم بشأن الملف؟
- نحن نمتلك علاقات قوية مع كل فصائل الثوار الليبيين، ولا يخفي على أحد أننا دعمناهم وساندناهم بما نستطيع، لأننا تضررنا كثيراً من فترة حكم القذافي.
سنستخدم علاقاتنا مع الفصائل الليبية لنجمع أبناء الشعب الليبي على كلمة سواء على أمل أن يصلوا إلى حل يعيد الاستقرار إلى ليبيا.
* من الخارج إلى الداخل، بعد مرور حوالي 10 أشهر منذ انطلاقها، كيف ترون مسيرة الحوار حتى اللحظة، وكذلك كيف تقيم أداء آلية (7+7)؟
- نحن طرحنا مبادرة للحوار الوطني استهدفنا بها جمع كلمة أبناء السودان، وتوحيد الصف الوطني، ففهمها بعض المعارضين على أنها تمثل مؤشر ضعف .. نحن لم نتحدث عن حكومة قومية أو انتقالية بل دعونا إلى الحوار ووضعنا له أربعة محاور، تتعلق بقضايا مهمة، مثل السلام والاقتصاد والحريات والهوية، ورأي البعض ضرورة إضافة محور خامس يتعلق بالعلاقات الخارجية، ووافقنا على ذلك.
هناك من يريدون القفز فوق المبادرة، وحرق المراحل، وتجاوز الحوار إلى نتائجه مباشرة وهذا أمر غير مقبول.. في ما يتعلق بقضية الحريات مثلاً نريد أن نتحاور بدءاً على القضية المذكورة ونتفاكر حول مفهوم الحريات، ونتفق على ما يحفظ الأمن القومي وعلى الخطوط الحمراء..

بتوقيت القاهرة.. وقائع ما جرى بين القصرين "1-3"

1
سبقت زيارة الرئيس البشير للقاهرة إشارات إيجابية وعلامات دالة مهدت لأجواء صحية للحوار الثنائي بين الخرطوم والقاهرة.. الأولى جاءت بتصريحات البشير لصحيفة (الشرق الأوسط) والذي أكد فيها أنه (لن يحارب مصر بسبب حلايب) وكانت تلك علامة على أن زيارته للقاهرة ليس من أجندتها المعلنة إثارة قضايا يمكن أن تسبب توتراً بين البلدين.
الإشارة الثانية جاءت من المؤتمر الوطني حين امتنع عن دعوة جماعة الإخوان المسلمين المصرية لمؤتمره العام المنعقد هذا الأسبوع تلك إشارة للقاهرة تدل على أن الخرطوم غير راغبة في دعم معارضة الحكومة المصرية.
سبق زيارة الرئيس انجاز صامت أنجزه السيدة وزير الري السوداني، معتز موسى، يتمثل في إقناع الجانب المصري بالتوقيع على اتفاق ثلاثي بين مصر، إثيوبيا والسودان لطرح عطاء للشركات التي ستتقدم بدراسات للجوانب المختلف عليها في سد النهضة.
هذا الاتفاق قادة السودان وأخرج مصر من أزمة كبرى كانت تواجهها. إذ لم يكن باستطاعتها إيقاف بناء السد وليست بقادرة على قبول استمراره دون ضمانات تطلبها لتهدئ مخاوفها الظاهرة. أخيرا ًتم الاتفاق على طرح العطاء للشركات التي ستنافس على الدراسات التقييمية لآثار سد النهضة على مصر والسودان وتم الاتفاق على أسماء سبع شركات عالمية.
2
تلك الإشارات كانت مهمة لتهيئة الأجواء لتعظيم فرص نجاح زيارة الرئيس البشير للقاهرة.. الدولة المصرية، ولا أقول الإعلام المصري، احتفت بزيارة البشير هذه المرة بشكل لافت.. رافقت الرئيس البشير للقاهرة أكثر من ثلاث مرات، في عهد الرئيس حسني مبارك وطنطاوي والرئيس مرسي، في أغلب تلك الزيارات كان الرؤساء يستقبلون الرئيس البشير في قصر الاتحادية، المقر الرسمي للدولة، حيث يجري تفتيش طابور الشرف.. في هذه الزيارة، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على استقبال الرئيس البشير على سلم الطائرة في مطار القاهرة واصطحابه الى قصر الاتحادية حيث الاستقبال، كما حرص على وداعة أيضا في مطار القاهرة. مرسي لم يفعلها – الرسمي – ثم حرص الرئيس السيسي على لقاء البشير منفرداً لأربع ساعات في قصري الاتحادية والقبة، أضف لذلك الحفاوة والود اللتين استقبل بهما الرئيس السيسي البشير وإصراره على أن يكون لقاؤه الأخير بالبشير في مقر إقامته بقصر القبة.
تلك إشارات دبلوماسية دالة على حرص القاهرة على إظهار مشاعرها تجاه الرئيس وبناء علاقات شخصية معه.وكذلك حرصت على إخراج الزيارة بطريقة مختلفة مظهراً وجوهراً.
لقد ردت القاهرة على تحيات وأشارت الخرطوم بالطريقة التي استقبلت وودعت بها الرئيس البشير.
3
عبارة مفتاحية تلخص وقائع ما جرى في رحلة القاهرة، قالها الرئيس البشير في ختام المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بقصر القبة مع الرئيس السيسي. قال البشير : "اتفقنا على أن نبدأ بما اتفقنا عليه ونعمل على حل ما نحن مختلفون فيه". عضد هذا التصريح الرئيس السيسي من خلال كلمة مكتوبة تجنب فيها الإشارة إلى آية قضية خلافية أثارت أو يمكن أن تثير توتراً بين البلدين.
سنحاول في هذه المقالات النظر في الموضوعات التي اتفق فيها الرئيسان وتلك التي بدأ فيها الخلاف واضحاً والأخرى التي لفها غموض ولا يعرف أحد حتى الآن ما جرى بشأنها في الغرف المغلفة.
4
كان الاتفاق واضحاً على تعزيز المصالح المشتركة. تكررت كلمة (تكامل البلدين) في كلمتي الرئيسين أكثر من مرة وتجاوزنا (حدوتة) العلاقات الأزلية والتاريخية التي طالما عزفنا عليها دون أن نحصد شيئاً. هذه إشارة دالة على لغة جديدة يتحدث بها الرئيسان، إضافة لتأكيدها وجود إرادة سياسية قوية لإنفاذ كل الاتفاقيات.
قبل ذلك كان البشير قد التقى رجال الأعمال المصريين الذين بثوا شكواهم من عقبات كثيرة تواجه الاستثمار المصري بالسودان، وتلقوا وعودا من الرئيس البشير بالنظر فيها، ولكنه أكد أنها لن تحل بين يوم وليلة.
5
رأس المال المصري المستثمر حالياً وفعلياً في السودان لا يتجاوز ملياري دولار، بينما المشروعات المصدقة التي تنتظر التنفيذ تبلغ قيمتها قرابة الـ(10) مليارات دولار. أولى مهام اللجنة العليا التي أصبحت تحت رئاسة رئيسي البلدين إزالة العقبات أمام تلك المشاريع لتجد طريقها للتنفيذ، ومن ثم التطلع لتدفق (رساميل) مصرية كبيرة للاستثمار في السودان وخاصة في المجال الزراعي، وهو ذو أولوية في خطة الدولة السودانية أو كما أوضح د. مصطفى عثمان..

عيب.. يا إعلام مصر!

الرئيس البشير في القاهرة.. ذلك هو الخبر، وهو ما كان ليمكن أن يكون خبراً لافتاً، لولا أن الرئيس السوداني، لم يلق بالا لكل الأصوات التي ارتفعت في الخرطوم – خاصة من بعض وسائل التواصل الاجتماعي – تطالبه بإلغاء الزيارة، رداً على الهجمة الإعلامية المصرية الشرسة التي طالته، فيما كان هو يتهيأ لحزم ملفاته إلى "أم الدنيا".
أحمد للرئيس البشير انه لم يتعامل بردود الفعل أسوأ الردود في العلاقات بين الدول هي تلك التي تجئ رداً على الحملات الإعلامية الطائشة أتخيل الرئيس البشير يقول بذلك في سره – أو للأقربين منه – والمطالبات تملأ بعض المواقع تطالبه بإلغاء الزيارة، رداً للكرامة السودانية!
صحيح الحملة المصرية على الرئيس البشير، لا تعرف حكم الوقت.. أو هي تعرف حكمة بأوامر من أصابع بلهاء تصنع القرار، والهدف هو محاولة لحشر الرئيس السوداني في زاوية ضيقة، إذ هو يجلس إلى الرئيس المصري، والملفات بين الدولتين مفتوحة على الطاولة :
أحد أسباب التوترات في العلاقات بين مصر والسودان، ان مصر ظلت – إلا في أوقات نادرة – تتعامل أمنياً مع السودان حتى على المستوى الدبلوماسي، ولعل الشاهد أن معظم سفرائها في الخرطوم، كان يتم إرسالهم من الجهات الأمنية، قبالة كوبري القبة.. بالتوازي مع ذلك، ظل الإعلام المصري – باستمرار – يضخم من ذات المصريين، في مقابلة الاستخفاف بالذات السودانية، وهذا قد أدى بالفعل إلى ردة فعل أقل ما يقال عنا انها "مستهجنة" من كافة السودانيين، بمختلف انتماءاتهم الفكرية والسياسية والجهوية.. كيف لإعلام رشيد وذكي – بالله – يفتح حملة على رئيس دولة زائر، حتى ولو لوحت إليه بعض الأصابع، بفتح هذه الحملة؟
السؤال يقود إلى سؤال آخر : هل كان يمكن للإعلام المصري، أن يفتح مثل هذه الحملة، على أي رئيس آخر، لولا أنه تاريخياً قد تورط في الاستخفاف بالسودان، والسودان يقابل هذا الاستخفاف الطائش، بالحلم.. وهو حلم تستلهمه الشخصية السودانية، في كل منعرج طيش وسبابا؟ إنني لأرثى للإعلام المصري، إذ هو سينقلب مائة وثمانين درجة، والرئيسان البشير والسيسي، يخرجان معاً إلى الصحفيين يدا في يد، والبسمة تعلو.. وقد تجاوزا الكثير من الخلافات..ترى متى يفهم الإعلام المصري إن الأمن القومي بين أي جارين يشكله أساساً الحلم – والاحترام.. لا الردحي.
متى يفهم أن بين السودان ومصر تاريخ ومصير ومصالح وأياد سلفت.. وبينهما دم ونيل.. ذيل هو سليل الفراديس لا يزال يجري.. ويجري؟

زيارة القاهرة.. ما بعد (سقطة) الإعلام المصري!

•    قمة البشير السيسي التي التأمت أمس بالقاهرة ناقشت وفق ما هو معلن ملفات الحدود والمياه والتكامل الاقتصادي الى جانب القضايا المشتركة.. ولم يدلي الرئيسان بأية تصريحات عقب القمة.. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس البشير مع مجموعة من المثقفين ورموز المجتمع المصري.
•    مرافقو الرئيس البشير هم صلا ح ونسي وزير شؤون الرئاسة وعلي كرتي وزير الخارجية ومعتز موسى وزير الكهرباء والموارد المالية ود. مصطفى عثمان وزير الاستثمار وإشراقة سيد محمود وزير العمل والإصلاح الإداري والفريق يحيى محمد خير وزير الدولة بالدفاع والفريق محمد عطا المولى مدير جهاز الأمن والمخابرات.
•    وزير الاستثمار تحدث عن القمة وقال : من المرشح أن نناقش المشروعات المصرية المصدقة بالسودان والتي تصل كلفتها الى مليارات الدولارات بينما المنفذ منها في حدود ملياري دولار.
•    حجم الوفد السوداني المرافق للرئيس يعطي مؤشراً لحجم القضايا المرشحة للنقاش والمباحثات.
•    زيارة البشير الى القاهرة هي الأولى له منذ استلام الرئيس السيسي للحكم عقب انتخابات شهيرة نافسه فيها حمدين صباحي.. وكذلك الأولى بعد مغادرة مرسي قصر الاتحادية حبيساً.
•    أهمية الزيارة وما هو مأمول منها جعلت الإعلام السوداني يحتفى بها، وبما قد تخرج به، خاصة في ظل تعدد الملفات المعلقة بين البلدين.
•    في ذات الوقت تصاعدت في الإعلام المصري (النبرة) المعهودة فيه بازدراء السودان، والتقليل من قيمته للملتقى المصري.
•    بينما ظل الإعلام السوداني يتحاشى الحديث عن (سقطات) الإعلام المصري، حتى لا يؤثر ذلك في مخرجات الزيارة التاريخية.
•    لكن (المخجل) أن يمارس الصوت الرسمي السوداني (تحاشي) ذات السقطات التي استمرأها الإعلاميين المصريين.
•    ما شكل رأي عام داخلي (محبط)، ظهر بجلاء في سيل الكتابات التي ملأت الاسافير ومواقع التواصل الاجتماعي.
•    مصر الرسمية تعلم تماماً ما تريده من السودان، لذلك هي تسخر تصريحاتها، ورسائل إعلامها لتصل إلى ما تريد.
•    هل لدينا نحن معرفة كاملة بما نريده من مصر.. أم أن جل تفكيرنا في ما قال به د. مصطفى عثمان إسماعيل بأننا نريد أن نكمل المشروعات ذات الكلفة المليارية.. بينما (نستفز) في مكتسباتنا الوطنية – بضم النون – ولا يطرف لنا جفن؟
•    الذي نعرفه.. أن مصر الرسمية بحاجة إلينا والى مواردنا أكثر من حاجتنا نحن لمشاريعها الاستثمارية.. ويكفي فقط ما تستقبله يومياً من رحلات للماشية الحية واللحوم المذبوحة من السودان.
•    نملك الكثير من الأوراق التي تجعلنا نجلس مع المصريين جلوس (الند للند) لا جلوس التابع للسيد، كما يريد الإعلام المصري.
•    ما هو مهم من هذه الزيارة بعد صبرنا على (إسفاف) الأعلام المصري، أن تخرج الزيارة بما يريده الشعبان.. لا بما تريده الحكومات.
•    الشعبان يريدان تكامل الأدوار وإكمال (الملفات العالقة).. ما يجمع بين شعبي وادي النيل أكثر مما يفرق، فهل تدرك القيادتين هنا وهناك هذه الحقائق؟ أم تظل الزيارة مجرد موسم لتبادل التحايا ومفردات العلاقات العامة ومراسم البروتوكول؟

القمة السودانية المصرية.. آفاق أرحب

القمة السودانية المصرية التي قادها رئيسا البلدين البشير والسيسي بمشاركة وفد رفيع المستوي من وزراء الجانبين ويتكون الجانب السوداني من وزير شؤون الرئاسة صلاح ونسي، ووزير الخارجية علي احمد كرتي ووزير الاستثمار مصطفي عثمان اسماعيل، ووزير الدولة للدفاع الفريق يحيي محمد خير، ووزير العمل اشراقة سيد محمود، ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق محمد عطا المولي تناولت تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون المشترك في كل المجالات مؤكدين ضرورة تفعيل كل وسائل الترابط والتكامل في المجالين السياسي والاقتصادي بين السودان ومصر وتدعيم التواصل المباشر عبر المنافذ الحدودية التجارية التي تم افتتحاها اخيراً بجانب تعزيز التعاون في مجال الاستثمار المشترك فيما ابدي الجانبان تفاهماً كبيراً وتوافقاً حول الرؤية المشتركة المتكاملة للوقوف سدا منيعاً أمام التحديات المشتركة التي تواجه البلدين وذلك بالعمل وفق مبدأ الأخوة وحسن النيات في المقام الأول بيد أن الأوضاع الشائكة كسد النهضة الاثيوبي اخذ طابعاً عقلانياً بالتوصل الي حل يسهم في استقرار وجهات النظر حيث قال وزير الخارجية المصري أن المباحثات التي جرت أخيراً بين السودان ومصر واثيوبياً حول سد النهضة مكنت كافة الأطراف من السير الي الامام في معالجة القضايا الفنية للتوصل الي اتفاق بالنسبة لطرح الشركات التي ستقوم بالدراسات الخاصة بالآثار المترتبة علي انشاء المشروع مضيفاً ان الدول الثلاث اظهرت استعداداً للمضي قدماً نحو حل الملف عبر التعاون المشترك.
ان اقرار البلدين علي ان الوقت حان لايجاد علاقات تكاملية متميزة ونموذجية بينهما علي الصعيد الثنائي هي خطوة تأخرت كثيراً فارتبط الدولتين الجارتين قديم وليس مستحدثاً وما قاله السفير السوداني لدي مصر عبد المحمود عبد الحليم لوكالة السودان للأنباء في اعقاب المباحثات أن لجنة التعاون المشتركة ستعقد اجتماعاً قريباً بشكلها الجديد برئاسة الرئيسين، مؤكداً أن المباحثات أسست لعلاقة راسخة ومتميزة وأن نتائجها ستظهر في القريب العاجل وأن من أهم مخرجات لقاء البشير والسيسي ترفيع اللجنة المشتركة الي لجنة رئاسية.
كما حث الرئيسان علي البدء فوراً لبحث الملفات العالقة وبحث السبل الكفيلة بتطوير العلاقة وتعزيز الهياكل الخاصة باللجان بجانب اعلان وزيري الخارجية بالبلدين عن انعقاد اجتماع مشترك بالخرطوم في غضون الايام القادمة بحضور الوزراء المعنيين تؤطئة لدراسة الهياكل ودراسة العمل المشترك الذي يفترض ان يتم انجازه.
وعلي صعيد الأوضاع في المنطقة العربية لابد من تطابق رؤية البلدين علي ضرورة اطلاق عملية سياسية متكاملة تنبذ العنف وتحقق التوافق العربي لاعادة الاستقرار الي ليبيا وايجاد حل سلمي لسوريا لاذكاء روح التنسيق والعمل المشترك لتجاوز المعضلات الراهنة.
تلك الزيارة من الرئيس السوداني لنظيره المصري السيسي جاءت تقديرية لرد الزيارة التي قام بها الاخير للسودان في الاشهر الماضية والتي من شأنها طمأنة الجانبين علي احتمالية نشوء علاقات متجددة ومتطورة تخدم الشعبين وتأتي اهمية زيارة البشير لمصر عبر أهمية الملفات التي تمت المناقشة فيها سواء من الناحية الاقتصادية او السياسية أو الاجتماعية، بجانب مناقشة المواضيع الاقليمية مثل ليبيا وتأثيراتها علي الأمن القومي للبلدين.
فيما تخلل برنامج اللقاء اجتماع مغلق بين الرئيسين تم انعقاده في اليوم الأول، انتهت الزيارة بعد التئام اللقاءات المشتركة من الجانبين السوداني والمصري وسيتم بعدها تنفيذ مباشر لما تم النقاش حوله والاتفاق عليه وفي الاذهان تبقي حلايب وماذا سيحدث بِشأنها وعن العلاقات بين البلدين في حال تمسك مصر بموقفها المتعنت بان حلايب مصرية بالرغم من عملها بأن مثلث حلايب يقع ضمن الحدود السودانية.

حول زيارة مصر

واضح من زيارة السيد رئيس الجمهورية إلى الجارة مصر، أن واقعاً جديداً بدأ يتشكل في علاقة البلدين الجارين، التي ظلت مشحونة بمثل هذه الحالات الطارئة والنائشة من تعقيدات مختلفة تدعو الجانبين إما للتقارب أو تحفزهما على الافتراق وبرود العلاقات نتيجة لعوامل متعددة، ويلاحظ أن الجانب الرسمي المصري احتفى بالرئيس البشير وزيارته بشكل كبير، وسعت الطبقة السياسية التي آزرت السلطة الجديدة في مصر من شخصيات ورموز سياسية وعلى غير العادة، إلى أن يكون لها دور في هذه الزيارة، إضافة للجانب الرسمي المتعلق بالمباحثات الثنائية ولقاءات الوزراء من الطرفين.
> لكن حتى تكون الأمور أكثر فائدة، لا بد أن تتخذ هذه الزيارة بقيمتها وأهمية التوقيت الذي تتم فيه، فرصة لبناء علاقة مع مصر بعيدة عن مؤثرات الواقع المعاش أو الماضي القريب والبعيد، ومشكلة هذه العلاقات أن خليطاً من المشاعر والمواقف المتعارضة والمتضاربة تسد أفق العلاقة وتحجب الرؤية بشكل أوضح لما ينبغي عمله، ولذلك لا بد من البحث عن أسس جديدة تبنى عليها العلاقة السودانية المصرية، فطبيعة الأشياء ومنطقها تجعلان العلاقة ضرورية وذات أهمية لكل طرف، والواقع الراهن يقتضي أيضاً تعزيز المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة بغض النظر عن الوضع والشأن الداخلي لكل بلد وعلاقاته.
> ومشكلة السودان ومصر أنها من عقود طويلة وأنظمة وحتى اللحظة لم تتجاوز العلاقة مرحلة الشعارات البراقة والتطلعات غير المختبرة، إذ لم تتجذر العلاقة إلى ما هو أعمق ليخدم الشعبين في البلدين، وبغض النظر عن طبيعة العلاقة وخصوصيتها، فإنها في النهاية محكومة بانطباعات عميقة توجد في أغوار الشخصيتين السودانية والمصرية تنعكس على السياسة في كل أطوارها ومراحلها.
> ماذا يريد السودان من مصر وماذا تريد هي من السودان؟ سؤال لا يجيب عنه الحكام وأهل السياسة فقط، وإذا تمت الإجابة عنه سيكون من السهل للغاية إيجاد طريق يقود إلى توافق مستدام وصلات أكثر قوةً ومتانةً من أي وقت مضى، وإذا أُزيلت الشكوك والظنون ولعبة الاستحمار السياسي والاستغفال وطريقة التفكير الساذجة من مسار العلاقات، يمكن أن يكون هناك واقع جديد منتج وفعال يقوي الصلة والأواصر ويدفع إلى اتجاه صحيح.
> وبالرغم من أن هذا ليس مطلوباً اليوم في هذه الزيارة، إلا أنه يحتاج إلى تمهيد وحسن نية في رسم ملامحه وتقرير ما سيكون في مقبل الأيام، وفي التفاصيل الدقيقة المطلوب طرحها في المباحثات الرسمية واللقاءات التي تجرى أثناء وبعد الزيارة.
>  لكن بالتركيز على موضوعات الزيارة الحالية للرئيس عمر البشير، فمن الواضح أن الظنون والشكوك المدعاة ستزول بلا شك، لكن الموضوعات ذات الوزن الثقيل في المباحثات لا بد من التوصل إلى حلول نهائية لها، فالعلاقة الثنائية مازالت تشهد توترات كبيرة، منها قضية مثلث حلايب، ونتوء حلفا الذي تم محوه تماماً وأُقيم المعبر المصري قسطل مقابل معبر أشكيت في بدايته من جهة السودان، وقضمت مصر مساحة طولها أربعين كيلومتراً شمالاً من أشكيت، فلن تسوى العلاقة الثنائية في وجود خلافات حدودية حادة لم تحسم بعد.
> كما أن مصر لم تحدد رؤاها الإستراتيجية في علاقتها مع السودان، وهذه تحتاج إلى نقاشات حول ما يمكن عمله في الشراكات الاقتصادية ومشروعات النهضة والخدمات والبنى التحتية والاستفادة من الموارد والخبرات، والمواقف التي تقتضي التنسيق السياسي بين البلدين مثل العلاقة مع إفريقيا ودور السودان في إزالة المخاوف المصرية مع دول حوض النيل وسد النهضة الإثيوبي، فغياب مصر عن إفريقيا في فترة حسني مبارك ومقاطعتها الحالية من دول إفريقية وقرارات الاتحاد الإفريقي والعزلة التي تعيشها، تجعل من الضروري لها ولمصالحها التنسيق مع السودان، والعمل معه وفق تصورات إستراتيجية وليست مصالح عابرة لنظام حكم.

الاتحادي الديمقراطي يشيد بمخرجات زيارة البشير للقاهرة

أكد الحزب الاتحادي الديمقراطي أن زيارة الرئيس السوداني المشير عمر البشير  للقاهرة تعد زيارة مفتاحية وتاريخية لإعادة العلاقة إلى مجراها الطبيعي ، مشيراً الي أنها ستترتب عليها خطوات عملية تسهم إيجاباً في تطويرها لخدمة الشعبين ، مؤكداً دعمه لنتائج ومخرجات الزيارة ، وقال أن الحرب سيقوم بدور إيجابي في هذا الإتجاه.
وأوضح الأمين العام للحزب مساعد الرئيس السوداني د.جلال يوسف الدقير  في تصريح صحفي أن الزيارة يعول عليها كثيراً في توضيح كثير من المفاهيم المغلوطة التي تشكلت بتأثير من بعض الجهات السالبة التي اعترضت مسيرة العلاقة بين البلدين ، مؤكداً أن الزيارة ستؤسس لقواعد تساعد في تقريب وجهات النظر في القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك خاصة الاوضاع الليبية وتداعيات سد النهضة الأثيوبي وتوسيع آفاق التعاون بين دول حوض النيل.
وقال الدقير إن قضية حلايب لاتعكر صفو العلاقة بين البلدين مدللاً بذلك على حميمية العلاقة وحفاوة الاستقبال من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وحكومته للرئيس السوداني والوفد المرافق له ، مؤكداً أن أزلية العلاقة فوق كل مظاهر الاختلاف والأحداث السلبية الطارئة.

د.مصطفي: زيارة الرئيس السودان للقاهرة ناجحة

وصف وزير الاستثمار السوداني مصطفى عثمان إسماعيل الذي رافق الرئيس السوداني المشير عمر البشير في زيارته للقاهرة ، وصف الزيارة بأنها ناحجة بكل المقاييس.
وقال إسماعيل في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم الدولي "إن الزيارة تعد ناجحة بكل ما تعنيه الكلمة ، وبكل ما تعنيه العلاقات بين البلدين من عمق وشمولية تربطهما روابط التاريخ والجغرافية والمصالح المشتركة".
واوضح اسماعيل أن الرئيسين أجريا مباحثات ثنائية ، وأجرى الرئيس البشير لقاءات مع عدد من الرموز والنخب المصرية، دار خلالها حوار عميق حول العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات الإقليمية والدولية الراهنة التي تؤثر على البلدين.
وأوضح إسماعيل أن الرئيس البشير التقى برجال الأعمال المصريين ، وقدم لهم تنويراً حول مجالات الاستثمار بالسودان والاستثمارات المصرية بالسودان ، واستمع إلى ملاحظات المستثمرين المصريين ، ووعد بتذليل كافة العقبات التي تواجه الاستثمارات.
وأكد البشير - طبقاً لإسماعيل - تحسن الاقتصاد السوداني بما ينعكس إيجاباً على مناخ الاستثمار، داعياً المستثمرين المصريين إلى الاستفادة من الحريات الأربع.
وأضاف اسماعيل أن الرئيس السوداني أكد للمستثمرين المصريين أن طريق غرب النيل الذي يمر عبر معبر أرقين سيتم افتتاحه في النصف الأول من العام 2015م ، والذي يُعد معبراً أساسياً لتسهيل نقل البضائع والسلع بين البلدين.
وحول قضية حلايب، قال الوزير إسماعيل "إن الذي تم الاتفاق عليه هو أن نبدأ بما هو متفق عليه، وبعد ذلك وفي أجواء أكثر هدوءً يتم تناول القضايا المختلف عليها".
واشار إلى أن الرئيسين دعيا الإعلام في البلدين ليكون قدر التحدي ويحمي المصالح المشتركة للبلدين والشعبين والابتعاد عن التناول السلبي بما يؤثر في علاقاتهما.
وكان الرئيس السوداني المشير عمر البشير قد عاد للخرطوم ، ظهر الأحد ، بعد زيارة رسمية إلى جمهورية مصر العربية ، استغرقت يومين، بدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

مصر تنجرف بسرعة نحو الديكتاتورية وحكم القبضة الحديدية تحت عنوان تحقيق الاستقرار ومحاربة الارهاب.. عبد الناصر المثل الاعلى للسيسي لم يعتقل عشرات الآلاف.. وحقق الاستقرار الامني والاقتصادي بالمواقف الوطنية والانحياز للفقراء

يواجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حملة انتقادات شرسة في بعض اوساط الصحافة الاوروبية الامريكية بسبب تدهور الحريات الديمقراطية وتصاعد اعمال القمع والاعتقالات في السنة الاولى من عهده، الامر الذي قد يؤثر على صورة مصر وسمعتها الدولية، والمساعدات المالية السنوية التي تقدمها الادارة الامريكية ومقدارها ما يقرب الملياري دولار.
في الايام الثلاثة الماضية فقط كتبت صحيفة "النيويورك تايمز′′
الامريكية افتتاحية قالت فيها ان مصر لا تسير في الطريق الديمقراطي الصحيح، ولذلك يجب حجب الاعانة المالية السنوية عنها، حتى يظهر الرئيس السيسي احتراما للحريات وحقوق الانسان، وانتقدت الصحيفة تحريف صحيفة "الاهرام" لافتتاحية سابقة لها بحيث جاءت لو انها تشيد بالرئيس المصري وتمتدح انجازاته وخطابه في الامم المتحدة.
صحف بريطانية مثل صحيفة "الاوبزرفر" تحدثت مطولا عن تدهور الحريات في مصر واعتقال اكثر من اربعين الف شخص منذ تولي الرئيس السيسي السلطة، وقالت ان السجون المصرية "تستضيف" اكثر من 16 الف حاليا معظمهم من انصار الاخوان المسلمين.
ولعل الضربة الكبرى للنظام المصري جاءت من قبل مركز الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر الذي اغلق ابوابه بعد ثلاثة اعوام من العمل في مصر اشرف خلالها على كل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السابقة، فقد اعلن المركز انه لن يرسل مراقبين لمراقبة الانتخابات البرلمانية المقبلة قبل نهاية العام، فمركز الرئيس كارتر يتمتع بمصداقية عالية في معظم انحاء العالم، وراقب اكثر من مئة عملية اقتراع في 38 دولة.
الشعب المصري مغيب عن كل هذه المعلومات لان معظم وسائل الاعلام المصرية تقدم له صورة غير حقيقية عن اوضاع مصر وصورتها في الخارج، وتحاول ان تبرر بعض الاعتقالات واعمال القمع للمعارضين، بأنها ضريبة الاستقرار ومحاولات انعاش الاقتصاد المصري واخراجه من ازماته الحادة.
العبارة التي تتكرر بشكل متواصل على السنة المعلقين والمقدمين في محطات التلفزة المصرية واسعة الانتشار والتأثير تعمل على تذكير الشعب المصري ليل نهار بأنه يعيش في نعمة بالمقارنة مما يحدث في دول عربية اخرى مثل سورية والعراق واليمن وليبيا حيث الفوضى الدموية والحروب الاهلية وانهيار الدولة ومؤسساتها.
الشعب المصري لا يريد ان تتحول بلده الى دولة فاشلة قطعا، ولكنه ثار ضد نظام الرئيس حسني مبارك واسقطه لانه يريد عودة الحريات والشفافية وحقوق الانسان والقضاء على الدولة البوليسية في بلاده كمقدمة للاستقرار والتوزيع العادل للثروة واجتثاث الفساد.
نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي حافظ نسبيا على انجازات الحبيب بورقيبة ابو الاستقلال التونسي مثل النهضة التعليمية والخدمات الطبية، والاستتباب الامني، ومعدلات نمو اقتصادي سنوية وصلت الى سبعة في المئة لعدة سنوات، ولكن مصادرة الحريات، والتغول في القمع كانت من الاسباب الرئيسية للثورة التونسية التي اطاحت بحكمه.
الرئيس السيسي ادار ظهره للولايات
المتحدة وانتقاداتها ووقف مساعداتها العسكرية، واظهر استقلالية واضحة في هذا الصدد، ولكن الادارة الامريكية رضخت له في نهاية المطاف، ورفعت الحظر عن تسليم طائرات اباتشي للجيش المصري، ليس لان الحريات الديمقراطية تحسنت في مصر، ولكن حفاظا على اتفاقات كامب ديفيد واستمرارها، وتشديد السلطات المصرية للحصار على قطاع غزة واغلاق جميع انفاق التهريب لمنع وصول اسلحة الى المقاومة الفلسطينية، فأمن اسرائيل يتقدم على الديمقراطية وحقوق الانسان بالنسبة الى الادارة الامريكية للاسف.
الرئيس السيسي يؤكد في كل المناسبات احترامه لارث الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ويحاول ان يتبناه ويسير على نهجه باستثناء امر واحد وهو توثيق العلاقات مع اسرائيل، والصمت على جرائمها التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني وآخرها العدوان الاخير على قطاع
غزة الذي ادى الى استشهاد 2200 انسان وتدمير 80 الف منزل، ولم يستحق هذا العدوان من الرئيس السيسي استدعاء السفير المصري من تل ابيب احتجاجا، ناهيك عن اغلاق السفارة الاسرائيلية في القاهرة وطرد جميع العاملين فيها وعلى رأسهم السفير.
نحن في هذه الصحيفة نضم صوتنا الى كل الاصوات التي تنتقد غياب الحريات في مصر، وتراجع حقوق الانسان، وتزايد اعمال القمع، ايمانا منا بمبادىء وقيم الثورة المصرية التي جاءت لرد الاعتبار للشعب المصري وحقوقه وانهاء كل المظالم المفروضة عليه من قبل النظام السابق واعوانه.
الاستقرار مطلوب، ولكنه لا يجب ان يكون على حساب الديمقراطية وحقوق الانسان ايا كانت الحجج والذرائع فمهما اختلفنا مع نظام الرئيس محمد مرسي، فانه لم يغلق محطة تلفزيونية واحدة، ولم يعتقل صحافيا واحدا، ولم يمنع برنامجا، رغم اسفاف بعض البرامج وتطاولها عليه شخصيا، وفبركة التقارير حول امور شخصية كاذبة تناولت زوجته وافراد اسرته بالسب والقذف والتشهير.
الرئيس السيسي وعد في خطابه في الامم
المتحدة باحترام الحريات والسير على النهج الديمقراطي، ولكن ما نراه حاليا مخالف تماما لهذه الوعود، وباتت البلاد تنجرف نحو الديكتاتورية بسرعة ملحوظة.
نعم هناك ازمات اقتصادية في مصر، وخطر ارهابي يهدد البلاد بطريقة او اخرى، والاستقرار في هذه الحالة يجب ان يتقدم جميع الاولويات الاخرى، ولكن غياب الديمقراطية والحريات هو الذي يقدم الذخيرة الاقوى للارهاب والارهابيين وزعزعة الامن والاستقرار بالتالي.

الأحد، 19 أكتوبر 2014

الخرطوم تستضيف اجتماعات سد النهضة

تستضيف العاصمة السودانية الخرطوم نهاية نوفمبر المقبل الاجتماع الثلاثي لوزراء المياه بالسودان ومصر وأثيوبيا حول سد النهضة وذلك لاختيار أفضل المكاتب الاستشارية والبالغة سبعة ، من الناحيتين الفنية والمالية ، وسيتم في 15 ديسمبر توقيع العقد مع المكتب الاستشارى.
وأبدى وزيرا الري والموارد المائية بالسودان ومصر ارتياحهما لمخرجات الاجتماع الثلاثي الذي عقد بالقاهرة.
وأشار الوزيران في تصريحات صحفية ، إلى أنهما أطلعا الرئيسين عمر البشير وعبدالفتاح السيسي خلال مباحثاتهما على مخرجات اجتماع سد النهضة.
وأكد المسؤولان أن الرئيسين اطمأنا بأن الملف يسير بخطى حثيثة وحقق تقدماً ملموساً، كما أبديا ترحيبهما بالخطوات التي تمت واستعدادهما للوصول إلى خاتمة للمفاوضات تضع حداً للجدل حول السد.
وثمن وزير الري المصري حسام مغازي ، دور السودان الرائد في إذابة الجليد الذي كان موجوداً بين الأطراف حول السد، مشيراً إلى أن الوزراء الثلاثة اتفقوا على ضرورة التعاون المشترك.
من جانبه قال وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني معتز موسى، إن هناك تفاهماً كبيراً بين الدول الثلاث للتوصل إلى حلٍّ حول ملف سد النهضة.

إثيوبيا تعرض تزويد مصر بالكهرباء

كشف وزير المياه والكهرباء الإثيوبي إليماهو تيجنيو، النقاب عن أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أبدى اهتمامه بالعرض الإثيوبي لمساعدة مصر في حل مشاكل نقص الكهرباء، التي عانت منها خلال العام الحالي، «وهو ما يمكن أن يسهم المشروع الإثيوبي في تحقيقه».
وشدد الوزير الإثيوبي في حوارٍ مع صحيفة «المصري اليوم» الصادرة امس على أن بلاده لا تسعى للإضرار بمصر، وأنه يمكن الاستفادة من الإمكانات الإثيوبية في تنفيذ مشروعات للاستثمار المشترك، مشيراً إلى أن التنمية الاقتصادية هي التي يمكنها أن تجمع بين دول حوض النيل لتحقيق المنفعة للجميع.
ونفى تيجنيو قيام أي دولة بتمويل سد النهضة، مؤكداً أن تمويل المشروع يقتصر على الإثيوبيين فقط.
وفي رده على سؤال بشأن ما إذا كانت إثيوبيا ستلتزم بتنفيذ نتائج توصيات اللجنة، الوطنية الثلاثية، التي تضم مصر والسودان وإثيوبيا، قال: «بالطبع سنلتزم كغيرنا من الدول الثلاث بنتائج دراسات سد النهضة، التي سيقوم بتنفيذها المكتب الاستشاري الذي ستتفق عليه الدول الثلاث، والثوابت الأساسية للسياسة الإثيوبية تؤكد الاستفادة المنصفة والعادلة لمياه النيل، وعدم الإضرار الواضح بأي دولة من دولتي المصب، وأن نحترم مبدأ الكل رابح في مجال إدارة المياه العابرة للحدود، وإثيوبيا تقدر القرار المصري بمناقشات اللجنة الثلاثية بخصوص توصيات اللجنة، وقرارها بالمشاركة في المناقشات بطريقة إيجابية وبناءة».
وأضاف أنه لا يوجد سوى سد واحد لبلاده على النيل الأزرق، هو سد النهضة.
وتابع الوزير الإثيوبي أن خطة بلاده تعتمد على إنشاء عدد من السدود في 12 حوضاً من أحواض الأنهار بخلاف النيل الأزرق، مشيراً إلى أن سد النهضة يسهم في مساعدة الدول المجاورة على تنفيذ مشروعات للربط الكهربائي.
وقال وزراء المياه في أثيوبيا والسودان ومصر بعد محادثات جرت أمس الأول في القاهرة ، إن الدول الثلاث التي تتقاسم مياه النيل تحركت في اتجاه إبرام اتفاقية لدراسة ما إذا كان سد النهضة التي تعتزم
أثيوبيا إقامته بتكلفة أربعة مليارات دولار، سيعطل تدفق المياه لدول المصب.

ترفيع اللجنة الوزارية بين السودان ومصر الي رئاسية

أعلن السودان ومصر عن ترفيع اللجنة الوزارية العليا المشتركة بينهما إلى لجنة رئاسية برئاسة الرئيس السوداني المشير عمر البشير والرئيس المصري المشير عبدالفتاح السيسي.
وأكد البلدان أن الوقت قد حان لإيجاد علاقات تكاملية متميزة ونموذجية بين الدولتين في المجالات كافة.
وأكد الرئيسان البشير والسيسي خلال مباحثاتهما، بقصر الاتحادية بالقاهرة ، تعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة للدولتين.

وقال الرئيس السوداني المشير عمر البشير "آن الأوان لتعزيز العلاقات السودانية المصرية في المجالات كافة على الصعيد الثنائي"، فيما قال السيسي "إنه من الضرورة إحداث علاقات تكاملية لمنفعة البلدين".
وأوضح سفير السودان لدي جمهورية مصر السفير عبدالمحمود عبدالحليم ، في تصريح صحفي في أعقاب المباحثات إن لجنة التعاون المشتركة السودانية المصرية ستعقد اجتماعاً قريباً بشكلها الجديد برئاسة الرئيسين.
وأكد السفير السوداني أن المباحثات بين الرئيسين أسست لعلاقات راسخة ومتميزة ، وأن نتائجها ستظهر في القريب العاجل ، مشيراً إلى أن المباحثات تطرقت إلى الأوضاع الإقليمية خاصة في ليبيا وسوريا والمنطقة العربية ، مشيراً الي أن من أهم مخرجات لقاء البشير والسيسي ترفيع اللجنة المشتركة إلى لجنة رئاسية.
وقال السفير عبدالحليم إن البشير والسيسي وجها الوزراء بالعمل فوراً دون إبطاء لبحث الملفات العالقة وبحث السبل الكفيلة بتطوير العلاقات وتعزيز الهياكل الخاصة باللجان المشتركة ، وأعلنا أن وزيري الخارجية بالبلدين سيعقدان اجتماعاً مشتركاً بالخرطوم خلال الأيام القادمة بحضور الوزراء المعنيين ، توطئة لدراسة الهياكل ودراسة العمل المشترك الذي يفترض أن ينجز.
وحول الأوضاع في المنطقة العربية ، قال السفير عبد الحليم إن رؤى البلدين تطابقت في ضرورة إطلاق عملية سياسية متكاملة تنبذ العنف وتحقق التوافق العربي لإعادة الاستقرار إلى ليبيا وإيجاد حل سلمي لسوريا ، وأشار إلى أن الجانبين أبديا اهتماماً بما يجري في المنطقة العربية بصورة عامة. وأعربا عن أملهما في إذكاء روح التنسيق والعمل المشترك لتجاوز المعضلات الراهنة.

الخرطوم و القاهرة ... زيارات متبادلة تؤكد عمق الصلات ...!!

من شأن زيارة رئيس الجمهورية عمر البشير لجمهورية مصر العربية ، والتي جاءت تلبية لدعوة رسمية من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، لإجراء مباحثات بشأن العلاقات الثنائية بين البلدين، من شأنها أن تعيد الأامور إلى نصابها فيما يتعلق بمسار العلاقات بين السودان ومصر
وستؤدي لزيارة بحسب مراقبين إلى إزالة الملفات التي لا تزال عالقة بين البلدين، مشيرين إلى أن العلاقات الأزلية بين البلدين لن تتأثر بقضية حلايب، مستغربين تعمد بعض وسائل الإعلام إثارة هذه القضية الحساسة قبيل الزيارة. وهوأمر أكده وزير الخارجية على كرتي حين قال في تصريحات صحفية: "كررنا في أكثر من موقف أن العلاقات بين شعبي وادي النيل هي علاقات تاريخية، لا تستطيع قوة على وجه الأرض أن تفصم عراها، وأنها بدأت منذ فجر التاريخ، وسوف تستمر بسبب الارتباط الأزلي بين البلدين. لذلك نقول: "إذا كان هناك تباين في مواقف البلدين، أبرزته بعض الدوائر على أنه خلاف عميق بينهما، فسوف تؤكد زيارة البشير أن كل ما هناك لا يعدو كونه سحابة صيف في طريقها إلى الزوال، ونؤكد من جانبنا أن قضية حلايب لا يمكن أن تفسد علاقات البلدين، ورغم تمسك كل طرف بأحقيته في المنطقة، إلا أن القيادة في البلدين تنأى عن كل ما من شأنه أن يثير حفيظة الأخرى حول هذه القضية، وهناك اتفاق تام بينهما حول إمكانية حل هذه القضية وفق القنوات المتعارف عليها دولياً". وأضاف كرتي: "ما قاله البشير مؤخراً حول تمسك بلاده بحلايب أسيء فهمه، وهو لا يزيد عن كونه موقفاً مبدئياً لحكومة السودان، ونفس هذا الموقف تتخذه الحكومة المصرية، ونقدر موقفها تماماً. وما قاله البشير هو رد على سؤال حول إمكانية حدوث خلافات أعمق بين البلدين بسبب هذا الخلاف، فأجاب بأن بلاده تتمسك بسودانية حلايب، واستدرك بأن هناك حوارا يجري على أكثر من مستوى لحل هذه القضية".
ومع زيارة البشير إلى القاهرة فإن قرائن الأحوال تؤكد أن العلاقات بين الخرطوم والقاهرة فيما يبدو تسير باتجاه التطبيع (الإيجابي) ترجمتها الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين، فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زار السودان فور انتخابه كرئيس لمصر وهي تعتبر الزيارة الثانية له بعد انتخابه رئيساً لمصر، وكانت الزيارة الأولى لدولة غينيا فزيارة السيسي هذه ربما جاءت لتعيد الأمور إلى نصابها لما قبل التصعيد، تصعيد ظل الإعلام المصري يرفع ثيرمومتره دون مبرر، تلك الحملة الشرسة التي انبرت لها أقلام وآراء مصري ضد السودان.
وتقول الشواهد أن زيارة السيسي تلك أسهمت في إزالة بعض الشوائب التي علقت بجدار هذه العلاقة وكادت تصيبها بالاهتراء أو الصدأ أو ربما وصلت حد خطورة الداء السرطاني الذي بدأ ينخر في (أزلية) العلاقة لتكون النتيجة الانهيار والتلاشي!! زيارة الرئيس المصري جاءت بعد أن أدركت مصر العمق الاستراتيجي الذي يمثله السودان لها وهي تتجه إلى مرحلة جديدة في الحكم.. مرحلة تحتاج فيها إلى ترميم كل علاقات الجوار بما فيها السودان والتي أفسدتها التقديرات الخاطئة لقيادة مصر السابقة، ربما ساهمت في عدم الاستقرار والاضطراب استمر وقتاً طويلاً.
وها هي القيادة الرئاسية بالسودان ربما ترد بأحسن منها، وهي زيارة قطعاً ستزيد من تعزيز العلاقة بين البلدين الشقيقين وستؤطر لمزيد من التعاون الدبلوماسي والاقتصادي والسياسي، ويقول مراقبون أن زيارة الرئيس البشير لمصر سيكون أثرها السياسي ايجابياً، فمن المتوقع أن يحدث اختراق في ملف حلايب ونقله من مربع التوترات والتراشقات السالبة إلى مربع التفاهمات والحلول التي ترضي الطرفين، بجانب إزالة الكثير من الشوائب العالقة على جدار العلاقة بين الخرطوم والقاهرة، وأهمها اتخاذ مواقف واضحة تجاه إيواء القاهرة للمعارضة السودانية وقادة الحركات المسلحة، وكانت السلطات المصرية قد اتخذت إجراءات ايجابية تجاه النشاطات التي تقوم بها بعض الأحزاب المعارضة ومنعت إقامة مؤتمر للجبهة الوطنية المعارضة كان تعتزم أن تقيمها بقيادة القيادي الاتحادي المعارض علي محمود حسنين مما كان له أثره البالغ على الحكومة السودانية، وعلى هذا النسق كان ينبغي أن تقوم السلطات المصرية بتحجيم حركة ونشاط الحركات المسلحة وتغلق مكاتبها هناك لإبداء حسن النية... إذا فمن المتوقع أن تدفع زيارة الرئيس البشير بهذا الملف إلى الأمام، كما أن مصر تحتاج للسند السوداني خاصة في ما يخص سد النهضة الذي يعتبر من أكثر المشاريع تأثيراً على مصر وظل يؤرق (مضجعها) منذ أن أعلنت عنه الدولة الأثيوبية.

الثروة الحيوانية: زيادة في صادرات اللحوم إلى مصر

كشفت وزارة الثروة الحيوانية والسمكية والمراعي عن زيادة حجم الصادر للحوم المذبوحة لجمهورية مصر العربية بعد إفتتاح النقل البري مؤكدة إهتمامها بالصادر لدولة مصر لأنها تعتبر أكبر الأسواق المفتوحة.
وفي تصريح له قال وزير الثروة الحيوانية الدكتور فيصل إبراهيم أن الدولة ستواصل في تصدير اللحوم المذبوحة لكل الدول العربية خاصة دولة مصر والأردن.
وأوضح أن تكلفة النقل الجوي عالية بلغت ألف و500 دولار لطن وأن تكلفة النقل البري أقل تكلفة لذلك إفتتاح الطريق البري سيكون السبب الرئيسي لزيادة الصادر لدولة مصر العربية، مؤكداً إلتزام الوزارة بزيادة الإنتاج والإنتاجية وزيادة الصادر وتحسين بيئة المسالخ وفق للمواصفات والمقاييس العالمية.

الخرطوم تستضيف وزاري سد النهضة نهاية نوفمبر

تستضيف الخرطوم نهاية نوفمبر المقبل الاجتماع الثلاثي لوزراء المياه بالسودان ومصر وأثيوبيا حول سد النهضة وذلك لاختيار أفضل المكاتب الاستشارية والبالغة سبعة، من الناحيتين الفنية والمالية، وسيتم في 15 ديسمبر توقيع العقد مع المكتب الاستشارى.
وأبدى وزيرا الري والموارد المائية بالسودان ومصر ارتياحهما لمخرجات الاجتماع الثلاثي الذي عقد بالقاهرة.
وأشار الوزيران في تصريحات لوكالة السودان للأنباء الأحد، إلى أنهما أطلعا الرئيسين عمر البشير وعبدالفتاح السيسي خلال مباحثاتهما على مخرجات اجتماع سد النهضة.
وأكد المسؤولان أن الرئيسين اطمأنا بأن الملف يسير بخطى حثيثة وحقق تقدماً ملموساً، كما أبديا ترحيبهما بالخطوات التي تمت واستعدادهما للوصول إلى خاتمة للمفاوضات تضع حداً للجدل حول السد.
وثمن وزير الري المصري حسام مغازي، دور السودان الرائد في إذابة الجليد الذي كان موجوداً بين الأطراف حول السد، مشيراً إلى أن الوزراء الثلاثة اتفقوا على ضرورة التعاون المشترك.
من جانبه، قال وزير الموارد المائية والكهرباء معتز موسى، إن هناك تفاهماً كبيراً بين الدول الثلاث للتوصل إلى حلٍّ حول ملف سد النهضة .

زيارة البشير للقاهرة ومستقبل العلاقات بين الجارتين

بدأ الرئيس السوداني عمر البشير زيارة للقاهرة تستغرق يومين يلتقي خلالها نظيره المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويُتوقع أن تتصدر ملفات مثلث حلايب وشلاتين وسد النهضة الإثيوبي والتطورات في المنطقة, المحادثات بين الجانبين.
حلقة السبت (18/10/2014) من برنامج "الواقع العربي" ناقشت العلاقات المصرية السودانية في ضوء زيارة البشير إلى القاهرة .
أستاذ العلوم السياسية في جامعة بحري بالسودان حمد عمر حاوي استبعد إمكانية تأسيس تحالف إستراتيجي بين النظام المصري ونظيره السوداني بسبب الخلافات الأيدولوجية بينهما، مشيرا إلى إمكانية التنسيق بين الجانبين في بعض القضايا الأمنية البسيطة بالإضافة للملفات الاقتصادية.
وأكد حاوي أن ملف سد النهضة يمثل "قضية شائكة" في العلاقات بين الطرفين حيث إن السودان سيستفيد من السد بصورة كبيرة، لكنه يريد الحفاظ على علاقته بالجارة مصر التي تخشى على أمنها المائي بسبب هذا السد.
وقال إن الزيارة لا يمكن أن تضع نهاية لهذه المشكلة، مضيفا أن السودان يحتاج لعلاقات جيدة مع جميع الأطراف الإقليمية ولا يمكنه الاستغناء عن أي منها.
وتابع "المهم كيفية إدارة العلاقات مع جميع الأطراف بحالة من التوازن"، وذلك بعد تأكيد حاوي على أن السودان محسوب على الحلف التركي القطري المساند لثورات الربيع العربي وتيار الإسلام السياسي.
علاقة حتمية
من جهته أشار المحلل السياسي رجب الباسل إلى وجود معيار "الحتمية" في العلاقات الدولية بين البلدان، مؤكدا أن نهر النيل والارتباط الجغرافي جعل الدولتين لا يمكنهما التخلي عن بعضهما.
وقال الباسل إن ملف المياه بالنسبة لمصر هو الحياة وهذا سبب أهمية السودان للقاهرة، وبالمقابل السودان يهمه توطيد العلاقة مع مصر بصفتها البوابة الشمالية، بالإضافة إلى الثقل الإقليمي والدولي التي تتمتع به
القاهرة .
وبشأن قضية حلايب وشلاتين، أوضح المحلل السياسي أنه يمكن مناقشتها في جلسة خاصة بين البشير والسيسي ولن تثار أمام الإعلام لأن "أي رئيس سيتكلم في هذا الملف سيخسر"، وشدد في الوقت ذاته على أن القضية القديمة يستغلها النظامان داخليا بصورة أكبر مما تشغلهما في واقع الأمر.

التكامل الاقتصادي يتصدر قمة البشير والسيسي

قال وزير الاستثمار السوداني د. مصطفى عثمان إسماعيل، إن قضايا التكامل الاقتصادي ستتصدر قمة الرئيسين البشير والسيسي اليوم السبت بالعاصمة المصرية القاهرة، بالإضافة إلى القضايا السياسية التي تهم البلدين والمنطقة العربية والأفريقية بصفة عامة.
وفي تصريح صحفي له أكد إسماعيل ، أن زيارة البشير للقاهرة تكتسب أهميتها من التطورات الداخلية في البلدين والتحديات التي تواجه المنطقة العربية والقضايا التي تؤثر في الأمن القومي للبلدين.
وأضاف "نواجه تحدياً أساسياً خطيراً يتمثل في محاولات خارجية تهدد وحدة الدولة القطرية، وهذا يحدث بالجوار المصري السوداني القريب والبعيد".
وأشار إلى أن الزيارة من المرجح لها أن تناقش الكثير من المشاريع المصرية المصدّقة بالسودان والتي تصل كلفتها الاستثمارية إلى مليارات الدولارات والمنفذ منها لا يتجاور ملياري دولار.
وأكد إسماعيل أن طاولة الرئيسين ستكون محل نقاش لهذه الاستثمارات بأنواعها وأحجامها والمعوقات التي تحول دون تنفيذها.
وكشف عن تقرير تم إعداده سيحظى بالنقاش في القمة والمتمثل في "منفذ أرقين" باعتبار أن منفذ أشكيت الذي تم افتتاحه أخيراً به عائق مائي يزيد كلفة التنقل بين البلدين.
وأضاف "منفذ أرقين لا يوجد أمامه عائق مائي، وافتتاحه سيكون له انعكاس على حجم الاستثمار بين البلدين".
وأوضح إسماعيل أن وزارة الاستثمار ستطرح على الجانب المصري برنامج التأهيل والتدريب وتبادل الخبرات بخصوص المناطق والأسواق الحرة التي تعتبر وسيلة حديثة في تطوير اقتصاديات الدول، لما لمصر من تجربة كبيرة في هذا المجال.
وقال "متفائلون أن تنفض الزيارة الغبار عن مشاريع التكامل الاقتصادي بين البلدين التي تم الاتفاق عليها منذ أيام الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري وتعثرت بعد ذلك".
وتوقع أن يتداول البشير والسيسي حول المشروعات الاقتصادية ويوجهان الأجهزة الوزارية المعنية لوضع البروتوكولات التنفيذية لإنجازها.

إشرافية أبيي تُرحِّب بالتمديد لقوات يونسفا

رحَّبت لجنة إشراف أبيي جانب السودان (أجوك)،  بقرار مجلس الأمن الدولي الذي قضى بتمديد ولاية القوات الإثيوبية الأممية بأبيي (يونسفا) حتى 28 فبراير 2015، ودعوته حكومة جنوب السودان إلى الإسراع بتسمية رئيس مشارك للجنة الإشرافية.
وفي تصريح صحفي له قال رئيس اللجنة المهندس حسن علي نمر،إن السودان يرحب بتمديد البعثة مما يساعد فعلياً على القيام بمهامها في حفظ أمن المنطقة، معتبراً البعثة تعمل بمثابة مكمل لعمل الإشرافية.
وكشف نمر عن لقاء عقده مع المستشار الأمني لرئيس الآلية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي، حيث حمّلت اللجنة المستشار رسالة للوسيط لإحياء عملية الحوار المجتمعي بين المسيرية وقبائل دينكا نقوك.
كما تضمنت الرسالة ضرورة دعوة حكومة جنوب السودان عبر مستشار أمبيكي للإسراع في استئناف اجتماعات اللجنة حتى يتمكن الطرفان من تنفيذ اتفاقات الترتيبات الأمنية والإدارية الموقعة يونيو 2011م.
وتبنى مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء قراراً بتمديد ولاية قوة الأمم المتحدة المؤقتة لأبيي. وطالب القرار الصادر بالإجماع، حكومتي السودان وجنوب السودان باستئناف عمل لجنة الرقابة المشتركة في أبيي فوراً.
ودعا القرار حكومة جنوب السودان إلى الإسراع بتسمية رئيس مشارك للجنة الإشرافية، من أجل إحراز تحقيق تقدم مضطرد في تنفيذ بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه في أديس أبابا بين الجانبين في 20 يونيو 2011.

مصر: سنعزز تعاوننا مع السودان وإثيوبيا

أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، عزم بلاده الدفع بعلاقاتها مع دولتي السودان وإثيوبيا في المجالات كافة خلال المرحلة المقبلة، ولاسيما في ما يتعلق بالموارد المشتركة لنهر النيل "دون الإضرار بمصلحة أي طرف".
جاء ذلك خلال لقاء السيسي بأعضاء اللجنة الوطنية الثلاثية لسد النهضة، بحضور وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني معتز موسى عبدالله،  ووزير المياه والري والطاقة الإثيوبي اليمايهو تيجنو، ووزير الموارد المائية والري المصري الدكتور حسام الدين مغازي.
وأكد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير علاء يوسف أن السيسي أكد ضرورة تعزيز وتعميق التعاون فيما بين الدول الثلاث التي يبلغ تعداد سكانها 200 مليون نسمة تقريباً، بحيث لا يقتصر على ملف المياه فقط، بل يمتد ليشمل قطاعات أوسع للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والثقافي، بما يحقق أقصى استفادة ممكنة للدول الثلاث، ويعود بالنفع على شعوبها.
وقال إن الرئيس أكد خلال اللقاء حرص مصر على إنجاح أعمال اللجنة الوطنية الثلاثية، معرباً عن الأمل في توصلها قريباً إلى اتفاق بشأن المكاتب الاستشارية التي ستضطلع بعمل الدراسات المطلوبة للتأكد من التأثيرات المحتملة للسد على دول المصب.
وأعرب السيسي عن تطلعه بأن يمثل التفاهم حول سد النهضة نقطة انطلاق ونواة لتعاون بين الدول الثلاث، مؤكداً أهمية "عودة نهر النيل كما كان على مر العصور مجرى للتعاون والأخوة والتنمية المشتركة لدول وشعوب حوض النيل".
بدوره، نقل الوزير السوداني تأكيدات الرئيس عمر البشير على أن الحفاظ على مصالح مصر وعدم الإضرار بها "مصلحة وطنية سودانية لم يتم الحياد عنها في ضوء العلاقات الأزلية والروابط الوثيقة التي تربط بين البلدين".
كما أكد حرص بلاده على التشاور المستمر مع مصر من أجل تحقيق مصالح المشتركة، مؤكداً أن توثيق العلاقات مع دول حوض النيل هو خيار استراتيجي بالنسبة للسودان.
من جانبه، حذَّر الوزير الإثيوبي من محاولات البعض إثارة الخلافات بين الدولتين الشقيقتين، بما يؤثر سلباً في العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع بينهما، مؤكداً حرص بلاده على تقديم المعلومات الصحيحة.

الخميس، 16 أكتوبر 2014

الشمال والجنوب.. واتفاقيات التعاون

كانت رئاسة الجمهورية قد وجهت وزارة النقل بتفعيل اتفاقيات التعاون في مجال النقل البري والنهري مع دولة جنوب السودان، وفي إطار ذلك اتفق البلدان بعد إجراء المباحثات بين وزير النقل السوداني بالإنابة سراج علي حامد ووزير النقل والطرق والجسور بدولة الجنوب كوانق دانهير قاتلوك الذي زار الخرطوم الشهر المنصرم، وذلك بغرض إنفاذ بروتكول التعاون المشترك بين البلدين الموقع في أديس أبابا عام 2102م لبحث آفاق التعاون في مجال وسائط ووسائل النقل البري والنهري دعماً وتعزيزاً للعلاقات الاقتصادية والتجارية للتأكيد على تفعيل اتفاقيات التعاون الموقعة
بين الرئيسين والاتفاق على إجراءات استئناف عمل القطارات والشاحنات وبحث مستقبل النقل النهري وكيفية استئناف الرحلات، بجانب الاتفاق على آلية لتنفيذ الاتفاقات وكيفية استغلال ميناء بورتسودان لنقل واردات وصادرات دولة جنوب السودان مع كيفية استغلال الطرق البرية الرابطة بين الدولتين، وذلك للأهمية السياسية والاقتصادية وزيادة دخل وحدات تلك الوزارات وتوثيق العلاقات بين الشمال والجنوب، وقد توجت تلك المباحثات بتوقيع مذكرة تفاهم في مجال النقل بين البلدين واتفاق حكومتي السودان والجنوب على تشكيل لجان مشتركة لتشغيل خط السكة حديد بابنوسة - واو، وتفعيل النقل النهري والبري بين البلدين، حيث أكد الطرفان الحرص على تنفيذ المشروعات مطلع شهر نوفمبر المقبل، وقد شكل الطرفان لجنة فنية مؤقتة لمسح المشاريع وتحديد معدات التشغيل والمراجعة الكاملة للموانيء والسكة الحديد خلال شهر، بجانب تكوين لجنة عليا دائمة لتحديد موعد الانطلاق وبداية العمل ومتابعة تنفيذ الاتفاقيات.
وأعلن وزير النقل بالإنابة سراج علي حامد إعادة وتأهيل تلك الخطوط وتشغيل خط الملاحة النهري بين كوستي وجوبا، وقال إن لدينا أكثر من «642» ماعوناً جاهزة لبداية العمل في خط الملاحة النهري للمساعدة في نقل البضائع السائلة والجافة، كاشفاً عن عدد من المقترحات في مجال النقل البري منها فتح معابر حدودية بين الدولتين لتجارة الحدود وذلك في منطقة جودة وهجليج والميرم واقتراح آخر بفتح أسواق حرة في هذه المناطق المقترحة، أما في مجال الخطوط الجوية السودانية أشار إلى وجود «4» رحلات منتظمة في الأسبوع لمدينة جوبا، مؤكداً العمل على تقنين المسائل بالطرق العلمية الحديثة حتى تعود بالفائدة على البلدين وتحديد مواعين الإيرادات لدفع العملية الاقتصادية، ودعا الوزير حكومة الجنوب لتأمين الموانيء والمشاريع المشار إليها لضمان استمرارية النقل.
فيما جزم وزير النقل والطرق والجسور بدولة جنوب السودان كوانق دانهير قاتلوك بالتزام الطرفين بالتعاون في مجال النقل لتطوير العلاقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية مما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد القومي بين البلدين، مع الالتزام بتنفيذ كافة إجراءات وترتيبات السلامة الأمنية، كما وافق الوفد الجنوبي على توفير التمويل اللازم الذي تحتاجه اللجان المنفذة لتلك الاتفاقيات الموقعة والعمل على إزالة كافة المعوقات التي تواجه حركة النقل بالجنوب.