الخميس، 27 يوليو 2017

هل أصبح سد النهضة تحت حماية السودان؟

أثار إعلان الحكومة الإثيوبية عن نجاح السودان في توقيف مجموعة مسلحة قالت إنها تحركت من إريتريا لاستهداف سد النهضة الإثيوبي المختلف على تفاصيل إنشائه بين أديس أبابا والقاهرة؛ كثيرا من ردود الأفعال السودانية بين مشيد بالخطوة وآخر يتحدث عن دور السودان في حماية أمنه القومي.
وبدا متابعون أمنيون وقانونيون أكثر حماسا لخطوة السودان التي اعتبروها دفاعا عن مصالحه، على الرغم من صمت الحكومة، أو على الأقل عدم رغبتها في إثارة الأمر على الطريقة الإثيوبية.
وكان مدير المياه والمياه العابرة في وزارة الري الإثيوبية تشوماي أنتافي كشف عن “نجاح السلطات السودانية مؤخرا في توقيف مجموعة مسلحة تحركت من إريتريا لاستهداف سد النهضة”، حسب قوله.
لكن أنتافي قلل من تلويح بعض الجهات -التي لم يسمها- باللجوء للخيار العسكري لحسم الخلافات حول بناء سد النهضة، لافتا إلى وجود تعاون كبير بين بلاده والقاهرة.
تأثير مباشر
وأضاف أن من يتحدثون عن الخيار العسكري في القاهرة “هم مجموعة من المثقفين والإعلاميين ولا يمثلون الموقف الرسمي للدولة المصرية”.
وتبريرا لخطوة السودان المعلن عنها في إثيوبيا، فإن عضو المكتب القيادي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان إسماعيل الحاج موسى يؤكد امتلاك السودان أحقية مطلقة في الدفاع عن سد النهضة “وبشتى السبل”.
ويرى الحاج موسى أن أي حماية للسد تندرج في إطار “الدفاع عن النفس” المشروع بموجب القوانين الدولية، مؤكدا للجزيرة نت أن أي تأثير على سد النهضة ينعكس بصورة مباشرة على السودان ويعطل مصالحه الاقتصادية والأمنية؛ “وبالتالي فنحن معنيون بالمحافظة على السد لحفظ مصالحنا”.
واستبعد المتحدث أن تنعكس الحماية العسكرية التي بدأت توفرها الخرطوم لسد النهضة سلبا على علاقاتها مع مصر التي ترفض قيام السد بمبررات تجد القبول عند كثير من الجهات، كما يقول إن مصر متفهمة لموقف السودان من السد الإثيوبي، وهو ما اقتضته مصالحه.
من جهته، يرى الخبير العسكري خليل محمد الصادق أن من واجب السودان صد أي هجوم على سد النهضة بموجب اتفاقات التعاون الأمني والاستخباراتي مع إثيوبيا، لافتا إلى أن إحدى الاتفاقيات تنص على توفير السودان حماية جوية للسد الإثيوبي.
ويضيف في تصريح للجزيرة نت أن أمن السد جزء من الأمن القومي السوداني، باعتبار أن أي مكروه يصيبه ينعكس على السودان مباشرة، “ولذلك فإن مصالح السودان تقتضي توفر الحماية لسد النهضة الذي يعود بفائدة كبرى عليه”.
تعاون عسكري
وبرأي الصادق، فإن كافة المواثيق والأعراف الدولية تتيح التعاون العسكري بين الدول لحماية وتعزيز أمنها القومي.
وفي هذا السياق، يستبعد الخبير العسكري فضل الله برمة ناصر، الذي يشغل منصب نائب رئيس حزب الأمة القومي المعارض في السودان أن تكون بلاده تدخلت وأحبطت هجوما عسكريا على سد النهضة، مشيرا إلى استحالة حدوث الخطوة.
كما استبعد في تصريح للجزيرة نت وجود أياد مصرية لها علاقة بالأمر، “لأن الأخيرة ظلت تقاتل عبر الطرق الدبلوماسية والحوار دون اللجوء لمنطق القوة”، منبها إلى أن الهجوم -إن صح إعلان أديس أبابا- فإنه لا يخرج عن دائرة الصراعات والخلافات المتأصلة بين إثيوبيا وإريتريا، أو حتى بين الحكومة الإثيوبية ومعارضتها المسلحة.
ويوصي ناصر بضرورة ابتعاد السودان عن أي خطوة من شأنها تعكير العلاقات مع دول الجوار؛ “فإثيوبيا دولة ذات سيادة ولديها جيشها والإمكانات اللازمة لتوفير الحماية لسد النهضة دون الحاجة إلى تدخل دولة أخرى كالسودان”.

شرطة الجنوب: الإعدام رمياً بالرصاص لأفردانا المتورطين بجرائم قتل واغتصاب

قالت شرطة جنوب السودان، إنها ستعاقب أفرادها المتورطين بجرائم قتل واغتصاب بالإعدام رمياً بالرصاص. وأكد المفتش العام للشرطة عبداللطيف شاؤول، في ختام فعاليات ورشة العمل التي نظمتها مفوضية حقوق الإنسان الوطنية، أن الشرطة لن تتوانى في محاسبة المدانيين.
وقال شاؤول إن جميع أفراد الشرطة مطالبون بالالتزام بالقوانين المحددة لعمل القوات النظامية، التي تنص على عدم الاعتداء على المواطنين أو استهدافهم. وأضاف "إذا تم القبض على أي من أفراد الشرطة متلبساً في جريمة نهب أو اغتصاب سيتم رميه بالرصاص دون أي سؤال، هذا مبدأ المحاسبة الذي سنتخذه لمحاربة تلك الجرائم وسط منتسبي الشرطة". وطالب جميع المتدربين بنقل الخبرات التي تلقوها في مجال حقوق الإنسان لبقية زملائهم في الوحدات المختلفة للشرطة.
ودعا رئيس مفوضية حقوق الإنسان بالإنابة نيول جاستن ياج بوقف جميع أشكال الانتهاكات التي يرتكبها أشخاص يرتدون أزياء القوات النظامية، وذلك لتعزيز الثقة والاحترام بين المواطنين والمؤسسات الحكومية.
ويشتكي المواطنون في مناطق عديدة من دولة جنوب السودان من المعاملة السيئة التي يتعرضون لها على يد منتسبين للشرطة، بجانب تسجيل حالات من الاعتداءات والنهب التي يرتكبها رجال شرطة ضد مدنيين وأجانب خلال ساعات الليل.
وتعاني دولة الجنوب، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء شعبي في 2011، من حرب أهلية بين القوات الحكومية وقوات المعارضة، اتخذت بعدًا قبليًّا، وخلّفت الآلاف من القتلى، كما شردت عشرات الآلاف، ولم يفلح اتفاق سلام أبرم في أغسطس 2015، في إنهائها.

الأربعاء، 26 يوليو 2017

مخاوف أممية من توقف المساعدات للاجئ جنوب السودان

قال المنسق الإقليمي للأمم المتحدة الخاص باللاجئين من جنوب السودان آرنولد أكودجينو، إن هناك مخاوف من أن وكالات إغاثة قد تضطر إلى وقف المساعدات الغذائية للاجئين حال استمرار نقص التمويل.
وأعلن أكودجينو ، أن 30 % فقط من مساعدات ضرورية بقيمة 1,4 مليار دولار تم جمعها للاجئين الفارين من جنوب السودان، ما يثير مخاوف من توقف تلك المساعدات.
وقال آرنولد ، إن «النقص يبلغ 70% ونحن في منتصف العام». وأضاف، أن الأزمة تفاقمت بسبب «المجاعة والأمراض» في مناطق من البلاد.
وشدد آكودجينو، على وجوب أن يقر المانحون الدوليون بأنه لا يمكن تجاهل «الوضع المأساوي»، أو «المجاعة الجماعية» بين اللاجئين.
وأضاف، أنه مع الحاجة الملحة لحل سياسي لوقف العنف في جنوب السودان، فإن الأمم المتحدة بحاجة أيضا «للحصول على موارد لمعالجة وضع اللاجئين والنازحين.

الثلاثاء، 25 يوليو 2017

"إيقاد" تطالب بمحاسبة المتورطين في انتهاكات جنوب السودان

طالب وزراء خارجية الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا (إيقاد)، في ختام اجتماعهم بتقديم المتورطين في الانتهاكات في جنوب السودان للمحاسبة، أفراد أو مجموعات. وندَّد الوزراء، في بيان مشترك، باستمرار أعمال العنف من طرفي النزاع  التي تمثل انتهاكاً لاتفاق وقف العدائيات.
وأشاد البيان، الصادر عن وزراء خارجية إيقاد في العاصمة جوبا، بالجهود المبذولة من حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية بجنوب السودان في تطبيق بنود اتفاق السلام الموقع بين الحكومة والمعارضة المسلحة، في أغسطس 2015، وأكدوا دعمهم للحكومة في تذليل العقبات التي تعترض تنفيذه.
وقال الوزراء، في بيانهم: "نشيد باستجابة الحكومة وترحيبها بمنبر إعادة إحياء اتفاقية السلام في جنوب السودان، كما نشيد بالتزام رئيس جنوب السودان (سلفاكير ميارديت) بتوصيات قمة إيقاد الأخيرة في يونيو الماضي". ورحَّب البيان بالحوار الوطني، التي انطلقت بجنوب السودان مؤخراً، مناشدة لجنة الحوار بأهمية الوصول الي جميع أطراف الصراع في البلاد.
وانطلقت في جنوب السودان جولات للحوار الوطني بمشاركة الحكومة وحركات وأحزاب معارضة، بينما يقاطعها زعيم المعارضة المسلحة نائب الرئيس المقال ريك مشار، المقيم في جنوب أفريقيا.
وناقش الشهر الماضي، اجتماع لوزراء خارجية دول (إيقاد)، إحياء عملية السلام في جنوب السودان، كما أوصى بعقد اجتماع في جوبا، لمناقشة كيفية إحياء الاتفاق بمشاركة جميع المجموعات التي وقّعت عليه.
وتشهد دولة الجنوب جولات للحرب الأهلية، يغلب عليها الطابع القبلي، بين قوات موالية لسلفاكير، الذي ينحدر من قبيلة (الدينكا)، وأخرى لنائبه المقال مشار، من قبيلة (النوير)، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى.
وجرى التوصل إلى اتفاق سلام، في أغسطس 2015، لكنه لم يفلح في إنهاء الحرب، التي خلقت معاناة إنسانية زادت المجاعة من حدتها في بعض مناطق البلد، الذي يسكنه أكثر من 12.5 مليون نسمة.

الخميس، 13 يوليو 2017

انضمام (360) جندياً للمعارضة بعد انسلاخهم عن جيش جنوب السودان

انسلاخ (360) جندياً عن الجيش وانضمامهم للمعارضة مواجهات بين القوات الحكومية ومقاتلي مشار في أويل وفقاك . اندلعت مواجهات مسلحة عنيفة بين الجيش الشعبي وقوات منشقة عنه فى أويل إثر إعلان المجموعة المنشقة رغبتها في الانسحاب من جبهات القتال في أعالي النيل إلى أويل، فيما اندلعت معارك ضارية بين الجيش الشعبي الذي تدعمه قوات قطاع الشمال والمتمردين الدارفوريين وقوات المعارضة بقيادة رياك مشار حول معقل المعارضة في منطقة فقاك. وإن نحو (360) جندياً بكامل عتادهم العسكري أعلنوا انسلاخهم عن الجيش الشعبي وانضمامهم للمعارضة، مبيناً أنهم قاموا بالانسحاب من جبهات القتال نحو مدينة أويل، بيد أن قوات الجيش الشعبي طاردتهم ودخلت معهم في اشتباكات مسلحة داخل المدينة كانت الغلبة فيها للمنشقين الذين استطاعوا تشتيت قوات الجيش التي انسحبت إلى مناطق تقع تحت تسيطر عليها المعارضة. وفي جانب آخر وقوعت قوات الجيش الشعبي والمليشيات الداعمة له في كمين عسكري نصبته قوات المعارضة في منطقة مايوت على يد قوات الفرقة الرابعة بقيادة الجنرال جنسون أولينج فيما قاد الجنرال قارويج دول المعارك التي اندلعت في محيط مدينة فقاك وفي مناطق ماثينق ولجواك وطوج وقال المصدر إن قوات المعارضة تمكّنت من دحر القوات الحكومية وجعل مايوت مقبرة لهم.

الأربعاء، 12 يوليو 2017

السودان يوافق على فتح مسارات جديدة لتخفيف آثار المجاعة بدولة الجنوب

وافقت الحكومة السودانية، على فتح مسارات جديدة لبرنامج الأغذية العالمي «WFP» التابع للأمم المتحدة، لتخفيف آثار المجاعة وتوصيل الإغاثة للمتضررين بدولة جنوب السودان، لتغطية المناطق المتأثرة في ولايات الوحدة وبحر الغزال الكبرى وأعالي النيل خلال الأشهر الماضية. وأوضح رئيس المجلس السوداني للجمعيات والمنظمات الطوعية «اسكوفا»، الدكتور نصر الدين شلقامي، في تصريحات يوم الثلاثاء الموافق 11/7/2017، أن الرئاسة السودانية وجهت بتسليم عدد 10آلاف جوال ذرة، دعما لهذه العملية الإنسانية المهمة التي تنفذها الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات العربية والولايات. وقال إن الحكومة السودانية تبدي استعداداها لفتح المسار النهري، وتأمل في أن يتم إعادة الناقلات النهرية «الصنادل» من دولة جنوب السودان ليتم تعزيز جهود نقل الإغاثة إذا تعذر استخدام الطرق البرية بسبب الخريف. وأضاف «شلقامي» أن مفوضية العون الإنساني قامت بتمديد اتفاقية توصيل المساعدات الإنسانية بين حكومة السودان ودولة الجنوب لتوصيل المساعدات الإنسانية والتي تهدف إلى توصيل حوالي 65 ألف طن مواد غذائية عبر برنامج الغذاء العالمي.
وأشار إلى أن المجلس السوداني للجمعيات والمنظمات الطوعية، قام بدور كبير في تحريك منظمات المجتمع المدني والمنظمات العربية والإسلامية بالسودان، حيث تم تسيير 13 قافلة محملة بالغذاء والكساء والدواء، للاجئين الجنوبيين داخل وخارج السودان، وذلك استجابة للنداء الذي أعلنته اللجنة العليا لدعم جنوب السودان ومفوضية العون الإنساني واسكوفا.

الثلاثاء، 11 يوليو 2017

السودان: لا مساومة في السيادة على "حلايب وشلاتين"

أعلن مساعد رئيس الجمهورية موسى محمد أحمد تمسُّك السودان بحقوقه كاملة في التسوية السياسية لحل النزاع مع مصر بشأن مثلث حلايب وشلاتين عبر التحكيم الدولي، مؤكداً أن الخرطوم لن تساوم بقضايا السيادة الوطنية المتعلقة بأراضيها الحدودية مع جيرانه.

وأكد محمد أحمد، لدى مخاطبته منبراً إعلامياً في ولاية نهر النيل، أن خيار التسوية السياسية عبر الحوار والتقاضي الدولي سيكون ديدن بلاده في قضايا النزاع النظيرة مع ليبيا وجنوب السودان وغيرها.
وأبان أن التفاهمات الجارية مع الجارة إثيوبيا بشأن الفشقة حققت نتائج جيدة.
ونفى موسى بشدة وجود أي أطماع حدودية للسودان مع جيرانه، مطالباً دول الجوار المتنازعة معها التخلي عن أطماعها في أراضي بلاده.
وجدَّد رغبة بلاده الجادة في التوصل إلى حلول ثنائية عادلة ومنصفة لنزع فتيل أزمة حلايب وشلاتين، بعيداً عن مآلات تأجيج الصراع وافتعال المزيد من الأزمات.
في سياق آخر، قال موسى محمد أحمد، إن أي انتكاسة في تنفيذ الوثيقة الوطنية لمخرجات الحوار ستعيد البلاد من جديد إلى مربع الأزمات، مؤكداً أن ما تم إنزاله عملياً إلى أرض الواقع من الوثيقة يؤكد وجود إرادة سياسية جادة في الوصول بعملية الحوار إلى غاياتها المرجوة.
ودعا موسى المشككين بذريعة تضييق الحريات لعدم الاستعجال، لافتاً إلى أن قضية الحريات ستكفل وتصان بالقوانين المضمنة والمحمية بالدستور.

ذكرى الانفصال

عندما كان انفصال جنوب السودان قاب قوسين أو أدنى في خواتيم شهر يونيو ٢٠١١م وجوبا تستعد للاحتفال بيوم فراقها للوطن الأم ، كانت هنا بعض الأصوات التي غلبتها مشاعر الأسى والحزن ، تتصور أن يوم الانفصال سيكون هو يوم بالنسبة للسودان والسودانيين ، وربما كان الشعور لهول الصدمة المقبلة هو المسيطر على البعض من هؤلاء، وكانت الألسن والأنفس الوجلة تتحدث عن فقدانها لربع التراب الوطني يومها وفقدان عائدات البترول الذي كان يتصدر صادراتنا وجله من الحقول الواقعة في جنوب السودان ، لكن الانفصال تم ومر يومه سريعاً فلم تقم القيامة ولا الأرض مادت تحت أقدامنا ولا انشقت ولا انكسفت الشمس ولا خسف القمر .
> تمر هذه الذكرى في سنتها السادسة ، وهي مدعاة لإعادة النظر الى أحوال دولة الجنوب ، فقد هللت الحركة الشعبية المسيطرة على الوضع في الجنوب بأنها ستصنع منه بدعم حلفائها جنة الله في أرضه ، وستعوض الشعب الجنوبي كل ما حاق به من أغسطس ١٩٥٥ عندما اندلع حريق الحرب الأهلية لأول مرة بتمرد توريت ، ولم تتوقف الحرب إلا في فترات قليلة في عهد جعفر نميري بعد اتفاقية أديس أبابا ١٩٧٢ . لكن ما حدث كما نعلم جميعاً هو العكس تماماً ، لم يكن أكثر غلاة المتشددين من داعمي انفصال جنوب السودان عن شماله ، يتصور المصير المفجع لدولة الجنوب بعد ولادتها ، سرعان ما غرقت الدولة أولاً في فساد وحالة من الضياع وغياب الرؤية وقلة الخبرة بإدارة الدولة ، وانتهت بحرب أهلية طاحنة قسمت الجنوب أفقياً ورأسياً، وأطاحت بكل أمل في العيش وكل أحلام داعبت خيالات الشعب الجنوبي .
> لم تستفد الدولة التي ورثت مشروعية بترولية تدر عليها عائدات ضخمة ، إذ كان إنتاجها يتجاوز الـ ٣٠٠ الف برميل يومياً في حقول الوحدة وفلج وعدارييل ، وهي بذلك تعد من أغني دول وسط وشرق إفريقيا لو استثمرت مواردها ووجهتها نحو التنمية وصناعة دولة جديدة من رمام ورماد الحرب الطويلة .
> لكن أطماع وخلافات قيادات الحركة الشعبية كحزب حاكم، وتسديد الفواتير الواجبة واللازمة السداد لقوى دولية وإقليمية ، وحالة التيه السياسي، جعلت الحركة تسقط سريعاً الى القاع وينهار تماسكها الداخلي فابتدأت قياداتها الاتهامات وفصل البعض وزج بكثير منهم في السجون ، ثم جاءت الطامة الكبرى باندلاع الحرب بين الرئيس ونائبه الأول وتحول الصراع الى حرب قبلية بين أكبر قبيلتين في دولة الجنوب ولكل حلفاءه من القبائل الأخرى، فانفرط عقد الأمن وانهار التماسك الاجتماعي وانفتح الباب أمام التدخل الخارجي الذي وصل حد التدخل العسكري عندما دفعت يوغندا بجيشها وانغمست في قتال مجموعة رياك مشار المعارض الجنوبي الأبرز لجوبا ، وفر من الحرب الطاحنة المشتعلة حتى اليوم ما يقترب المليون ونصف جنوبي احتضنهم السودان وبعض منهم الى كينيا ويوغندا وإثيوبيا ، وانهارت الدولة تماماً وتوقف ضخ بترولها ، وفرضت عليها إجراءات من الأمم المتحدة وتمت معاقبة بعض المسؤولين من الولايات المتحدة الأمريكية التي وقفت عاجزة مع بقية الدول الغربية في إنقاذ الدولة حديثة الولادة وهي تعاني خطر الوفاة الحتمية بعد أن اخفقت كل المحاولات لصناعة وجلب السلام اليها .
> وبالرغم من أن دولة الجنوب جعلت من أراضيها ملاذاً لكل الحركات والمجموعات المتمردة في السودان وهي حركات دارفور وقطاع الشمال بالحركة الشعبية الحاكمة في جوبا ، إلا أن السودان استطاع بعد خيبة أمله في إدراك جوبا لخطورة ما تقوم به ، أن يحافظ على أمنه واستقراره ويتصدى لكل الهجمات من هذه المجموعات المسلحة ويؤمن حدوده ، إلا أن السهام ارتدت الى النحر الجنوبي وغرقت جوبا في دماء أبنائها بتورط حركات دارفور والحركة الشعبية قطاع الشمال في الحرب الجنوبية وتقف الدولة الآن على حافة الانهيار.
> السودان بالعكس تماماً ، لم تقم فيه القيامة وامتص صدمة خروج مورد البترول وإيراداته وتوجه بسياسات واضحة لمعالجة أوضاعه الداخلية وحقق الأمن في دارفور وأدار عملية سياسية ناجحة عبر الحوار والوطني وقضى على التمرد وتحسنت علاقاته الخارجية وباتت دول الغرب المناصرة للجنوب تخطب وده وترجاه أن يتدخل لانتشال دولة الجنوب من أوحالها .

الاثنين، 10 يوليو 2017

سلفاكير: الجنوبيون سيختارون الانفصال لو أعيد الاستفتاء

قال رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، إن شعب بلاده ليس نادماً على التصويت لصالح الانفصال عن السودان خلال الاستفتاء التاريخي الذي حدث في العام 2011 الماضي، مشيراً إلى أن الجنوبيين سيختارون الانفصال لو أعيدت عملية الاستفتاء مرة أخرى.
وطالب كير في خطاب شعبي ألقاه، السبت، بمناسبة الذكرى السادسة لـ"الاستقلال" "جميع المواطنين" بالعمل مع الحكومة من أجل "تحقيق السلام والاستقرار وبناء الدولة التي قدمت عدداً كبيراً من الشهداء في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال".
وجدد رئيس جنوب السودان مناشدته لجميع المجموعات التي تحمل السلاح في جنوب السودان بـ"الاستجابة لنداء السلام، والالتحاق بعملية الحوار الوطني، والالتزام بإعلان وقف إطلاق النار".
وتعود الأزمة في جنوب السودان بالأساس إلى الحرب الدائرة بين الرئيس سلفاكير ميارديت والقوات الموالية لنائبه المقال رياك مشار، منذ أواخر 2013.
وخلّفت الحرب، التي أخذت طابعاً عرقياً، بين قبيلة الدينكا التي ينتمي لها سلفاكير، وقبيلة النوير التي ينتمي لها مشار، عشرات الآلاف من القتلى وشردت نحو أربعة ملايين، طبقاً لبيانات أممية.

مرور الذكرى السادسة لاستقلال جنوب السودان دون احتفالات

بدون مظاهر احتفالية تمر يوم الأحد التاسع من يوليو الذكرى السادسة لاستقلال دولة جنوب السودان حيث صوت 99 بالمئة من الجنوبيين للانفصال عن السودان بنهاية الفترة الانتقالية بعد توقيع اتفاقية السلام (نيفاشا) بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان.
واندلعت الحرب بين الفرقاء في جنوب السودان في 2013 مع اتهام الرئيس سالفا كير، نائبه السابق رياك مشار، بالتواطؤ للانقلاب عليه، لتبدأ المعارك بين القوات التابعة لهما.
وأجبرت الحرب، نحو ثلث السكان على الفرار من منازلهم، ما أدى إلى إحدى أسوأ أزمات اللاجئين في العالم، كما قتل عشرات الآلاف، فيما لا تزال المجاعة والنقص في الغذاء يهددان ملايين آخرين.
واتسمت الحرب المندلعة بين الطرفين، بانتهاكات عرقية والعنف الجنسي والوحشية المفرطة التي يدفع المدنيون ثمنها بشكل رئيسي. والشهر الماضي، اعتبرت الحكومة في جنوب السودان، أنه ليس من المناسب الاحتفال بعيد الاستقلال، لاغية الاحتفالات للعام الثاني على التوالي.
وقال الناطق باسم الحكومة ميشال مكوي، إن "وضعنا لا يستدعي الاحتفال". وصباح الأحد، لم تكن هناك أي لافتات تشيد بالاستقلال، عوضاً عن ذلك كانت الأجواء المثقلة بالحزن لما يحدث تسود الشوارع الهادئة.

“سنوات عجاف”

صباح اليوم (الأحد) تكمل دولة جنوب السودان (6) سنوات على استقلالها عن السودان، ونصف تلك الفترة عاشتها الدولة الوليدة تحت أتون نيران الحرب الأهلية التي اندلعت منذ أواخر 2013، ولم تُخلف سوى القتل والدمار والتشريد والمجاعة.
واندلعت تلك الحرب المستمرة حتى اليوم، بعد عامين ونصف العام تقريبًا من نيل البلاد استقلالها في التاسع من يوليو 2011، عقب حرب أهلية أخرى استمرت أكثر من عقدين مع السودان، وأفضت إلى استفتاء شعبي جاءت نتيجته لصالح الانفصال.
حسنًا، مشاهد أربعة رغم مأساويتها إلا أنها ليست بجديدة، ولكن معظمها يتكرر للعام الرابع على التوالي، حيث إنها صنيعة الحرب الأهلية التي يغلب عليها الطابع القبلي والمندلعة منذ ديسمبر 2013، بين قوات الرئيس سلفاكير ميارديت، الذي ينحدر من قبيلة الدينكا، وقوات المعارضة المسلحة بزعامة النائب المقال للرئيس ريك مشار، من قبيلة النوير.
ورغم أنه جرى التوصل إلى اتفاق سلام، في أغسطس 2015، لكنه لم يفلح في إنهاء الحرب بين قوات سلفاكير ومشار، والتي خلفت مئات القتلى ومئات الآلاف من النازحين واللاجئين، علاوة على معاناة إنسانية زادت المجاعة من حدتها في بعض مناطق البلد، الذي يسكنه أكثر من (12.5) مليون نسمة.
تلك الحرب بددت أيضًا آمال التغيير إلى الأفضل، والتي رسمها شعب جنوب السودان ذلك البلد الغني بالنفط والثروة الحيوانية، حيث كان غالبيتهم العظمى يحلمون بحياة أفضل ومستوى معيشة أرقى، بفعل الاستقلال الذي جعل بلادهم تستحوذ بعد الانفصال، على نحو (75 %) من الثروة النفطية للسودان قبل الانفصال.
وهي حرب أيضًا بسببها بات نحو مليوني مواطن يعتمدون بشكل أساسي وشبه كلي على منظمات الإغاثة الدولية في توفير الغذاء لهم.
وكان ديفيد شيرر، رئيس بعثة الأمم المتحدة بدولة جنوب السودان، قال في رسالة له مؤخرًا، بمناسبة الذكرى السادسة للاستقلال: “بالنسبة للعديد من الناس ليس هناك احتفال لأن هناك حرب ومجاعة، ولا يزال هناك عديد من المواطنين لا يزالون ينتظرون ثمار حرب التحرير والاستقلال، أتمنى أن يعيش شعب جنوب السودان في الدولة التي يستحقونها، في بلد يلتزم قادته بالسلام ويتم تسخير موارده لصالح المواطن”.
وبسبب الأزمة الاقتصادية التي تعانيها جنوب السودان جرَّاء الحرب، وتراجع قيمة العملة الوطنية أمام الدولار، وتدني إنتاج البلاد من النفط الذي تعتمد عليه خزينة الدولة بنسبة (90 %)، أعلنت الحكومة مؤخرًا إلغاء الاحتفالات الرسمية بـ(عيد الاستقلال) الذي يقام في 9 يوليو من كل عام، وذلك للمرة الثانية على التوالي.
القرار جاء في ظل عدم قدرة الحكومة على الإيفاء برواتب الموظفين بالخدمة المدنية لما يقارب ثلاثة شهور.
وتشير الإحصاءات الدولية إلى وجود حوالى (1.8) مليون لاجئ من جنوب السودان، بينهم مليون طفل لاجئ، في كل من أوغندا، وإثيوبيا، وكينيا، والكونغو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى، بالإضافة إلى السودان، وذلك بخلاف النازحين داخل البلاد.
ويُعاني سكان المدن الرئيسة في جنوب السودان، من مشاكل معيشية كبيرة؛ جرَّاء موجة الغلاء، وتراجع سعر العملة المحلية (الجنيه) بصورة كبيرة أمام الدولار في السوق الموازي (غير الرسمي)، حيث بات الدولار الواحد يساوي (12) جنيهًا. ومع ضعف القوة الشرائية للجنيه، أصبح العديد من الأسر تعيش على وجبة واحدة في اليوم.
وتواجه دولة جنوب السودان خطر المجاعة رغم أن عدد سكانها قليل نسبيًا، بعض التقديرات تفيد ببلوغهم (12.3) مليون نسمة في 2016، فضلًا عن أنها استحوذت، عند الانفصال، على نحو (75 %) من الثروة النفطية للسودان قبل الانفصال، ما وفر لجوبا واردات بعشرة مليارات دولار.
كما أنها تملك ثروة حيوانية مهمة، على رأسها الأبقار، التي تُقدر بأكثر من (11) مليون رأس، إضافة إلى ثروات مائية وغابية وزراعية، وخاصة الفواكه الاستوائية مثل المانجو، لا سيمَّا وأن مساحتها تفوق مساحة فرنسا، وتقارب (620) ألف كلم مربع.
في شهر فبراير عام 2015 سجَّل برنامج الغذاء العالمي مؤشرات لاحتمال حصول جفاف في جنوب السودان وغيرها من الدول المجاورة بسبب ظاهرة (النينيو).
وأفصح أحد تقارير البرنامج، أن جنوب السودان كان قد شهد بداية جيدة جدًا للموسم الزراعي، وتنبأ أن يكون الموسم الزراعي استثناء من التنبؤ الإقليمي المُتشائم للمواسم الزراعية في الفترة بين شهري يوليو سبتمبر عام 2015.
بحلول شهر سبتمبر عام 2015 شهدت مقاطعة (لير) والتي تُعد مركزًا لزعيم المتمردين رياك مشار، حدوث مؤشرات مُستقبلية لحصول مجاعة تعم المقاطعة، لخلوها من الماشية، وأصبحت خالية تقريبًا من المدنيين الفارين من المذابح وإحراق المنازل والحقول.
وتشكو المنظمات العاملة في المجال الإنساني من تعرضها لمضايقات من قبل الحكومة في مناطق أعالي النيل (شمال شرق) وإقليم الاستوائية (جنوب)؛ ما أعاق إمكانية إيصال المُساعدات الغذائية إلى المواطنين في تلك المناطق، التي تشهد مواجهات مستمرة بين الحكومة والمعارضة؛ ما أدَّى لفرار حوالى (20) ألف شخص إلى الغابات؛ بحثًا عن الغذاء في منطقة (واو شلك)، بأعالي النيل.
كما ساهم الجفاف في حصول المجاعة عن طريق انخفاض إنتاج المحاصيل جُزئيًا بسبب طول فترة القتال التي توازي انعدام هطول الأمطار.

(أبيي).. لغم قابل للانفجار

القضايا العالقة بين دولتي السودان كثيرة لا حصر لها، وخلال ست سنوات شهدت تخلّق دولة جنوب السودان، ثارت العديد من القضايا بين "الخرطوم – جوبا" ولكن برغم فاتورة التبعات الباهظة، يمكن القول إن الأرض لم تتحرك بين البلدين، جراء حالة غض الطرف عن أكبر معكرات العلاقة المتمثلة في قضية (أبيي).
والحق باتفاقية السلام الشامل (نيفاشا – 2005) برتكول خاص بالمنطقة يشتمل على كل الاحتمالات بما في ذلك وضعيتها إذا ما انفصل الجنوب، ولكن لم يعرف إلى أين ستتوجه المنطقة بعد ستة أعوام.
ويمتلك السودان وثائق قديمة وحديثة تؤكد أن المنطقة تتبع للشمال جغرافياً، وبالتالي عامل قانون الجنسية السوداني أهالي دينكا نقوك باعتبارهم مواطنين سودانيين.
وسبق أن لجأت حكومة الخرطوم والحركة الشعبية – شمال، إلى محكمة التحكيم الدولية في لاهاي، لمعرفة جغرافيا المنطقة، وهو ما حدث بالفعل، حيث تم ترسيم للحدود، الأمر الذي نزع فتيل أزمة كادت تؤدي إلى حرب عسكرية بين الطرفين.
ولما أقدمت دولة جنوب السودان عقب انفصالها على مهاجمة حقل هجليج النفطي، تلقت إدانات دولية واسعة بحسبان أن اتفاق لاهاي جعلها خارج حدود أبيي وضمن التراب السوداني.
مقترح دانفورث
قدم المبعوث الأميركي الخاص السيناتور جون دانفورث إلى النائب الأول لجمهورية السودان السابق، علي عثمان محمد طه رئيس وفد الحكومة المفاوض وقتذاك، ورئيس الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق مقترحاً معنوناً بـ(مبادئ الاتفاق حول أبيي) ليعلن الطرفان موافقتهما على تبني هذه المبادئ كأساس لحل النزاع حول أبيي، ووقع برتكول حسم النزاع في أبيي في نيفاشا الكينية في 26 مايو 2004م كجزء من اتفاقية السلام الموقعة بين الحركة الشعبية والحكومة السودانية في العام 2005م، ووضع البرتكول عددا من الخيارات والحلول للمنطقة مشتملة على اقتسام أموال البترول وتنظيم الرعي، وأشار البرتكول ضمناً إلى وضعها
حال اختار الجنوب الوحدة أو الانفصال ضماناً لسكان المنطقة من قبائل المسيرية ودينكا أبيي، وبعد مرور ستة أعوام على استفتاء الجنوب الذي أقرته اتفاقية السلام الشامل والذي تمخضت عنه قيام دولة جنوب السودان بعد أن اختار الجنوبيين خيار قيام دولتهم، ما زالت قضية أبيي تراوح مكانها في أزمتها.
حبيسة التعنت
يرى المهندس يحيى جماع أحد عمادات أبيي أن قضية المنطقة ما تزال حبيسة التعنت بسبب صقور دينكا نقوك (دينق ألور وأعوانه)، وقال إن اتفاقية أديس ابابا تُلزم بأن تنشأ بأبيي إدارية ومجلس تشريعي وتنص على استمرار الحياة السياسية والتنفيذية والتشريعية.
وبعد مرور ستة أعوام على انفصال الجنوب وما شهدته الساحة من أحداث يؤكد يحيى على أن أبيي ما زالت شمالية وأن الجنوب أصبح دولة مفككة وغير آمنة ليتم التفاوض معها عن أبيي، مشيرًا إلى أن قبائل دينكا نقوك نزحوا إلى مناطق المسيرية وبقية مناطق شمال السودان ونالوا الأوراق الثبوتية التي تثبت سودانيتهم، منوهاً إلى أن الوضع سيبقى كما هو عليه في أبيي بسبب أن ليست هنالك طرق أخرى للحل في ظل الأوضاع التي تشهدها دولة الجنوب، وهاجم يحيى برتكول أبيي الذي وضعه السيناتور "جون دانفورث" الخاص بأبيي ووصفه بالوهمي وغير الحقيقي، قائلاً إن الأيام أثبت خطل البرتكول بعد الذي جرى في دولة الجنوب، وأشار يحيى أن الوضع في دولة الجنوب منهار وأن أبيي ستظل كما هي.
تنفيذ الاتفاقيات
عاب مسؤول الشؤون الإنسانية في إشرافية أبيي، بختان الدغم، عدم تنفيذ الاتفاقيات التي تم توقيعها في أبيي، بخلاف اتفاقية الترتيبات الأمنية التي جاءت بالقوات الأثيوبية "يونسفا".
وشدد بختان على التواصل الشعبي كحل لقضية أبيي بين دينكا نقوك والمسيرية، ورجع بختان للعام 2012م بعد حادثة مقتل كوال دينق الشيء الذي أزم العلاقة بين الدينكا والمسيرية، وأضاف بختان بأن العلاقة الآن بين الدينكا والمسيرية في أحسن حالاتها بعد إنشاء أسواق السلام في المنطقة مما ساعد في التقارب بين الطرفين.
ورأى الدغم أن الدبلوماسية الشعبية قادرة على هزيمة الاتفاقيات السياسية وجعل التعايش ممكناً بين مكونات المنطقة، واستبعد الدغم أن يحدث جديد في أبيي دون أن تنفذ الاتفاقيات، خاصة وأن أبيي لا يوجد بها إشرافية أو إدارية.
دعوة للتعايش
بدوره يرى المحلل السياسي بروفيسور عبد اللطيف البوني أن دولتي السودان، وجنوب السودان مشغولتان بما هو أهم، وقال إن قضية أبيي تعتبر الآن قضية نائمة، مشيراً إلى أن الوضع في أبيي سيكون أفضل إذا ما اتفق الطرفان على التعايش والتنسيق بموافقة الحكومة السودانية، فيما
استبعد البوني أن يكون لدولة جنوب السودان دور في حل قضية أبيي خاصة في الفترة الحالية بسبب ما تعيشه من تفكك وتناحر داخلي بين مكوناتها.

الأحد، 9 يوليو 2017

لماذا سقط وكان محتماً أن يسقط مشروع السودان الجديد؟

بالطبع لم يكن أحداً ممن أطلقوا مشروع ما يسمى بـ(السودان الجديد) من غلاة منسوبي وقادة الحركة الشعبية عند إطلاق التمرد في العام 1983 يعلمون ان المشروع ليس له أدنى فرص للحياة، وان المفارقة الكبرى التى تنتظرهم ان قادة الحركة هم الذين سيموت المشروع على ايديهم!
ياسر عرمان أحد منظري هذا المشروع الفاشل، جاء بخلفيته الايدلوجية وهو يمني النفس بـ(سودان جديد) لا مكان فيه للاسلام والقيم الدينية الفاضلة، لا مكان فيه للحضارة العربية الاسلامية، وبالطبع لم يكن عرمان ليتحمس لمشروع السودان الجديد لو لم يكن بالنسبة له مدخلاً ومخرجاً لافكاره المصادمة للقيم الاسلامية.
الدكتور جون قرنق حين طرح المشروع كان هو الآخر مدفوعاً بطموح شخصي، جند له بعض الموتورين الناقمين من اصقاع السودان واطرافه. د. جون قرنق كان يعطي جنوده دفقات من الامل الكذوب كونهم سيكونوا قادة السودان العلماني اللاديني (الذي لا تذهب فيه الدولة إلى صلاة الجمعة)!
وكان الرجل يستخدم منطقاً أعوجاً حين يسأل جنوده بتهكم وسخرية (إنتو يوم واحد شفتو دولة دي قال ماشي صلاة الجمعة)؟ وكانوا يجيبونه بذات السخرية الممزوجة بغباء وسذاجة، لا؟ لم يكن الدكتور قرنق جاداً وموضوعياً حين كان يطرح هذه الاطروحات المتجاهلة لحقائق الواقع في السودان، حيث تسود اللغة العربية في كل ارجائه وحيث يسود عربي جوبا حتى في عمق الجنوب متجاوزاً لهجات القبائل النيلية العريقة الدنيكا والنوير واللاتوكا، الزاندي و الباريا، مئات القبائل الجنوبية مع حديثها باللهجة المحلية إلا ان (اللغة المشتركة) الوحيدة التى تجمعهم هي (عربي جوبا)!
 ما كان احد ممن يستمعون لقرنق يجرؤ على معارضة الرجل فيما يقول، مع أنهم يعلمون انه لم يكن دقيقاً و موضوعياً، فاللغة العربية هى السائدة و الحضارة الاسلامية هي المنشترة في اصقاع عديدة من السودان، و ليس من السهل ان تقفز دولة بكاملها يسكن فيها قرابة الـ30 مليون نسمة من لغتها وقيمها إلى علمانية كذوبة وعنصرية وقبلية مؤسفة!
الدكتور قرنق حين كان يطرح مشروع السودان الجديد كان يعلم انه ينتمي إلى قبيلة الدينكا، وان هيمنة قبيلة الدينكا على الحركة الشعبية واحدة من الاشكالات التى سرعان ما سوف تعصف بوحدة الجنوب نفسه حين نال حقه في إقامة دولة مستقلة.
د. قرنق عانى من انشاقاقات في حركاته (مجموعة الناصر) بزعامة د. لام اكول. مجموعة مشار ومجموعة كاربينو ومجموعة وليم نون! ما كانت هذه الانشاقاقات والخلافات إلا بذوراً لخلافات قادمة تقطع بأن اكذوبة السودان الجديد لن تكتب لها الحياة ابداً.
وحين اخذ الحماس الدكتور منصور خالد مطلع الالفية الثالثة وخيل له ان الحركة الشعبية قريبة جداً من المعادلة السياسية الشاملة في السودان أطلق مقولته المخزية التى يتوارى خجلاً منها الآن (استعدوا لحاكم سوداني ليس عربياً ولا مسلماً)!
كان واضحاً ان منصور خالد يطلق رصاصة على مشروع السودان الجيد، وهي رصاصة قاتلة فالمعادلة السياسية في بلد كالسودان لا تحتمل مثل هذه المغامرات المصادمة لطبيعة الاوضاع، وان من المؤكد ان منصور خالد ينطلق من منطلقات علمانية يتمنى ان تقصي المسلمين والشريعة الاسلامية و ان يعود السودان لقوانين 1974 الخالية من أي قيم اسلامية، فالرجل ما خاصم النميري وخرج عليه إلا حين أدرك ان الرئيس نميري ينزع توجهاً اسلامياً.
 ويشير التاريخ إلى ان دكتور منصور خالد بدأ يتضايق من نظام مايو منذ اعلان (برنامج القيادة الرشيدة) في العام 1976 الذي بدأ فيه الرئيس النميري يعيد السودان إلى جذوره الاسلامية بإلغاء مراهنات "توتو كورة" الشهيرة، وتحريم شرب الخمر وغيرها!
إذن لم يكن أحد ممن غرسوا غرس مشروع السودان الجديد على وفاق مع طبيعة القيم السودانية الاصيلة والفاضلة، كلهم كانوا يمنون أنفسهم بـ(سودان علماني غير عربي لا سيادة فيه للدين)! ولكن لسوء الحظ فان الحركة الشعبية التى ادعت ملكية هذا المشروع قامت هي نفسها بإسقاطه حين اسفرت عن وجهها العنصري القميئ.
أنظر كيف يتصارعون قبلياً في دولة الجنوب؟ أنظر كيف وقع الانشقاق ذي الخلفية القبلية في الحركة الشعبية قطاع الشمال؟ أنظر كيف خرج النوبة وتركوا مجموعات النيل الازرق وأذلوا عرمان وعقار؟ أي مشروع سودان جديد ذلك الذي ينتظره منهم أحد وقد وضح ان المسألة كلها لم تكن سوى مغالطة لواقع السودان ومحاربة لقيمه الانسانية؟

جنوب أفريقيا تتوسط لإقناع مشار بمقابلة لجنة الحوار

قال مسؤول لجنة الإعلام بالحوار الوطني بجنوب السودان، الفريد تعبان، إن نائب رئيس جنوب أفريقيا، سيريل راما فوسا، وافق على القيام بدور الوسيط بين لجنة الحوار الوطني وزعيم المعارضة، رياك مشار، بعد أن رفض مقابلة اللجنة.
وغادرت لجنة الإعلام بالحوار الوطني بجنوب السودان جوبا إلى جنوب أفريقيا الأسبوع الماضي بقيادة رئيس اللجنة، أنجلو بيدا، لأجل لقاء زعيم المعارضة الذي رفض مقابلتها.
وأفاد تعبان وفقاً لــ"راديو تمازج"، أن اللجنة عقدت اجتماعاً مع نائب رئيس جنوب أفريقيا، سيريل راما فوسا، وأقنعته للتحدث مع مشار لمقابلة وفد جوبا، مبيناً أن راما فوسا يجري مشاورات مع مشار الآن في محاولة لإقناعه .
وتابع "مشار ولجنة الحوار تبادلا الرسائل قبل مغادرة اللجنة إلى جنوب أفريقيا حول إمكانية مناقشة الأزمة في جنوب السودان، ورياك طالب بتنفيذ اتفاقية السلام أولاً ومن ثم الخوض في الحوار الوطني".
وأضاف تعبان "إن رده كان إيجابياً جداً ويعني أن الحوار بدأ وتبادل الرسائل جزء من أهداف الحوار الوطني".

الخارجية تدين الهجوم الإرهابي في "رفح" المصرية

أعربت وزارة الخارجية، يوم السبت، عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي الذي وقع في مدينة رفح المصرية الجمعة، وأسفر عن مقتل وإصابة العديد من جنود الجيش المصري في جريمة تتنافى مع كافة القيم والمبادئ الإنسانية.
وأعربت الوزارة، في بيان لها، السبت، عن صادق تعازي ومواساة حكومة وشعب السودان لحكومة وشعب جمهورية مصر العربية الشقيقة ولأسر الضحايا والجرحي.
وعبّرت الوزارة عن دعم وتضامن السودان الكامل مع جمهورية مصر العربية الشقيقة لمواجهة كافة الجرائم الإرهابية.
وكان الجيش المصري أعلن مقتل وإصابة 26 من قواته في هجمات مسلحة استهدفت بعض نقاط تمركز الجيش بشمال سيناء، مشيراً أنه قتل 40 مسلحاً، ووقع الهجوم جنوب رفح شمال شرقي سيناء، وأنه أسفر عن مقتل 23 عسكرياً من الجيش.

الخميس، 6 يوليو 2017

أمنستي : الفظائع الجارية في جنوب السودان حولت البلاد من سلة غذاء الى ساحة للقتل

خط جبهة جديدة في الصراع في جنوب السودان قد أجبر آلاف الأشخاص على الفرار من المنطقة الاستوائية الخصبة في البلاد خلال العام الماضي، وخلق الفظائع المستمرة والجوع والخوف، زار باحثو المنظمة المنطقة في يونيو لتوثيق كيفية الحكومة في المقام الأول ولكن قوى المعارضة وذلك في المنطقة الجنوبية ارتكبوا جرائم بموجب القانون الدولي وغيرها من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان والانتهاكات - بما في ذلك جرائم الحرب - ضد المدنيين. وقد أدت الفظائع في نزوح جماعي ما يقرب من مليون شخص، بمن فيهم اللاجئون الذين فروا إلى أوغندا المجاورة."وقد أدى تصاعد القتال في المنطقة الاستوائية إلى زيادة وحشية ضد المدنيين, وقتل الرجال والنساء والأطفال، وضربهم حتى الموت بالمناجل وأحرقوا أحياء في منازلهم. كانت النساء والفتيات، واختطاف، اغتصاب جماعي "، وقال دوناتيلا روفيرا، كبير مستشاري الأزمات استجابة منظمة العفو الدولية، الذي عاد لتوه من المنطقة. والمنطقة الاستوائية في جنوب السودان لم تنج إلى حد كبير من العنف السياسي والطائفي الذي يعصف في البلاد منذ عام 2013، عندما اندلع القتال بين أعضاء مجلس الشعب لتحرير السودان الجيش الموالية للرئيس سلفا كير وتلك الموالية لثم نائب الرئيس ريك ماكار. المجازر والقتل العمد وقال العديد من شهود العيان في القرى المحيطة بياي لمنظمة العفو الدولية كيف ان القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة قتلت المدنيين عمدا .
وفي هجوم مساء يوم 16 مايو 2017، اعتقلت جنود الحكومة 11 رجلا بالقرب من الحدود الاوغندية في قرية Kudupi، في مقاطعة كاجو كاجو. حبس ثمانية منهم في قبعة وأغلقوا الباب،واضرموا النار, مات منهم اثنان واطلق عيار ناري على اربعة اشخاص وفر منهم اربعة اخرون.كما افادوا لمنظمة العفو الدولية.
(جويس): وهي أم لستة اطفال من قرية Payawa جنوب ياي، وصفت كيف أن زوجها وخمسة رجال محليين آخرين قتلوا في هجوم مماثل يوم 18 مايو عام 2017. وقالت بالتالي لمنظمة العفو الدولية كيف يعذب الجنود بشكل متكرر على القرية قبل المجزرة : "وكانت هذه هي المرة الخامسة للقرية التي هاجمها الجيش. في الهجمات الأربعة الأولى، كانوا قد نهبوا الاشياء ولكن لم يقتل أحد. كانوا يأتون ويعتقلون الناس، وتعذيبهم وسرقة الأشياء. فإنها تأخذ الناس إلى أماكن خفية لتعذيبهم. كما قامت باعتقال الفتيات واغتصابهن ومن ثم إطلاق سراحهم. [اغتصبوا] سوزي، ابنة زوجي، سن 18، [في قرية] في 18 ديسمبر 2016. " وفي حادث آخر، اختفى تسعة قرويين بعد نقلهم من قبل الجنود من ثكنة قرب Gimunu، على بعد 13 كيلومترا خارج مدينة ياي، يوم 21 مايو 2017. وهناك تحقيقات للشرطة تقع على جثث التسعة بحلول منتصف يونيو حزيران. ويعتقد أن الضحايا قد عذبوا حتى الموت بالمناجل. تم عقد أحد لحساب، كل الذي على ما يبدو ليس من غير المألوف . كل الهجمات على القرى من قبل القوات الحكومية تظهر كثيرا أن يكون انتقاما لأنشطة قوى المعارضة في المنطقة. وقد قتل رجال المعارضة المسلحة حتى عمدا المدنيين الذين يعتبرون من مؤيدي الحكومة، غالبا لمجرد كونها من الدينكا أو اللاجئين من منطقة جبال النوبة بالسودان المتهمين بالتعاطف مع الحكومة. لذا وثقت منظمة العفو الدولية كيف وقد ارتفعت عمليات الاختطاف واغتصاب النساء والفتيات في جميع أنحاء المنطقة الاستوائية منذ تصاعد القتال من العام الماضي.

الأربعاء، 5 يوليو 2017

مباحثات بين دولتي السودان علي هامش قمة الاتحاد الافريقي

التقى نائب رئيس السوداني  حسبو محمد عبد الرحمن ، علي هامش القمة النائب الاول لرئيس دولة جنوب السودان تعبان دينق بحضور الوزراء من الجانبين .
وقال وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور في تصريح صحفي له ان النقاش حول العلاقات بين البلدين كان صريحا .
واضاف ان وزير خارجية جنوب السودان تسلم امس من نظيره السوداني رسالة دعوة من الرئيس البشير للرئيس سلفاكير لزيارة السودان و تم الاتفاق في اللقاء علي العمل من اجل نجاح تلك الزيارة من خلال عمل مشترك يسبق تلك الزيارة عبر اللجنة الامنية واللجنة السياسية الامنية المشتركة للاتفاق ووضع النقاط علي الحروف.
واكد غندور ان الاجتماع كان صريحا وشفافا تمت الاشارة فيه بصورة واضحة جدا للدعم الذي تتلقاه الحركات المسلحة والمتمردة سواء من دارفور أوالمنطقتين ولا بد من ايقافه .
وقال غندور ان نائب رئيس الجمهورية اكد ان السودان منفتح وجاهز لبناء علاقات قوية وإيجابية مع جنوب السودان باعتبار اننا كنا دولة واحدة وسنظل اشقاء واخوة وجيران.
ومن جانبه وصف تعبان دينق الاجتماع بانه كان ناجحا وشفافا ولابد من العمل لتحسين العلاقات للافضل.وقال ان الطرفين يجب عليهما العمل لانجاح زيارة الرئيس سلفاكير للخرطوم .

لجنة العلاقات السودانية الإثيوبية تعقد اجتماعاتها مناصفة كل 3 أشهر

وقال نائب رئيس الجمهورية إن اللقاء مع نائب رئيس الوزراء الإثيوبي، دمقا مكنن، تناول تفعيل وتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين واللجنة الاقتصادية العليا المشتركة، مشيراً إلى أن اللجنة حققت الكثير من الإنجازات، وأضاف قائلاً إن اللجنة تعقد اجتماعاتها مناصفة كل 3 أشهر في الخرطوم وأديس أبابا ولديها لجنة فنية تنظر في القضايا التجارية والاستثمارية وقضايا المرور بين البلدين والحدود والسكة الحديد، واستخدام ميناء بورتسودان وحركة المصارف وفتح بنك إثيوبي تجاري في السودان، وفتح مكاتب مراسلين للبنوك التجارية السودانية في إثيوبيا لتعزيز المصالح الاقتصادية المشتركة ولتحقيق مصلحة الشعبين.
وقال حسبو إن الإرادة السياسية العليا في البلدين تعمل بتعاون كبير، وإن البلدين تربطهما علاقات استراتيجية.
وقال نائب رئيس الوزراء الإثيوبي، إن العلاقات بين السودان وإثيوبيا في تطور ملحوظ وإن حكومتي البلدين تعملان لتحقيق منفعة الشعبين، وأضاف أن العلاقات بين الحكومتين والشعبين في أفضل حالاتها وتعتبر أنموذجاً يحتذى في علاقات دول الجوار، لذلك تعمل الحكومتان على تطويرها في المجالات كافة.

مخاوف من انتقال صراع جنوب السودان إلى يوغندا

قال سكان محليون إن رجالاً يرتدون زي الجيش في جنوب السودان نفذوا هجومين على قرية صغيرة عبر الحدود في يوغندا وسرقوا ماشية، مما أثار المخاوف من أن الصراع الدائر منذ ما يقرب من أربع سنوات ينتشر.
ونقلت "رويترز" عن السكان إن مسلحين حاولوا خطف لاجئين من جباري في أول هجمات يتم الإبلاغ عنها في أراض يوغندية منذ بدء الحرب الأهلية في جنوب السودان.
ونفى الجيش في جنوب السودان أي ضلوع له في الأمر.
لكن تلك التقارير ستثير قلق قوى إقليمية وعالمية تجاهد لاحتواء أعمال قتل وفظائع بدوافع عرقية حذرت الأمم المتحدة أنها قد تؤدي لإبادة جماعية.
وقام مسلحون من جنوب السودان بقتل واختطاف المئات عبر الحدود في مداهمات في إثيوبيا بالفعل.
وأكد متحدث باسم الجيش اليوغندي وقوع هجومين في جباري دون التعليق على الجهة التي نفذتهما.
ونفى جيش جنوب السودان أي دور له وقال إنه لم يتلق شكاوى من يوغندا وإن المسلحين ربما ارتدوا زي الجيش.
وقال الكولونيل سانتو دوميك تشول المتحدث العسكري في جنوب السودان لـ"رويترز" "غير صحيح... هذه دعاية سلبية بالكامل من طرف يحاول تشويه سمعة" الجيش.

الثلاثاء، 4 يوليو 2017

عالمة مصرية: نهر جوفي عملاق بالجوار.. مياهه تكفي 150 عاما!

 كشفت عالمة مصرية متخصصة في استكشاف المياه الجوفية وجود نهر عملاق يجري تحت الأرض من السودان وتشاد ويمر بليبيا ويمتد قسم منه إلى مصر.
ولفتت الدكتورة إيمان غنيم، خلال كلمة ألقتها في مؤتمر اقتصادي عقد في القاهرة مؤخرا، إلى أنها زودت، العام 2012، سلطات بلادها بـ 180 صورة رادارية، تغطي ربع مساحة مصر في المنطقة الحدودية مع ليبيا.
وأكدت العالمة الجيولوجية المصرية وجود نهر عملاق، أطلقت عليه اسم نهر الكفرة، وذلك لأن مصب هذا النهر تحت الأرض موجود تحت واحة الكفرة جنوب شرق ليبيا.
ولتوضيح حجم هذا النهر الجوفي الهائل، ذكرت غنيم أن حجمه يعادل ضعفي مساحة ولاية كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة حيث تقيم.
وأفادت العالمة المصرية بأن هذا النهر الجوفي العملاق ينبع من السودان وتشاد ويمتد نحو شمال إفريقيا ثم ليبيا، التي تضم ثلاثة أرباعه، فيما تحظى مصر بالربع المتبقي.
وشددت غنيم على أن صور الأقمار الاصطناعية تؤكد وجود "دلتا" أو مصب عظيم تحت واحة الكفرة، يتشكل منه خزان كبير يمتد داخل الأراضي المصرية.
وصرحت العالمة المصرية بأن جميع آبار النفط في ليبيا تقع حول "المروحة الفيضية" أو المصب الجوفي، مشددة على وجوب أن تستفيد بلادها من خزان المياه العملاق المشترك قبل جيرانها!
وتنبأت غنيم بوجود مخزونات كبيرة من الغاز والنفط داخل الأراضي المصرية  على أطراف الخزان المائي الممتد من ليبيا كما هو الحال لدى الجيران.
وقالت العالمة المصرية إن ليبيا تستغل مياه هذا الخزان فيما يعرف بالنهر الصناعي العظيم، من دون أن تعرف أنه نهر جوفي، مشيرة إلى أن مياه ذلك الخزان الجوفي الضخم تكفي لمئة أو مئة وخمسين عاما.
واختتمت غنيم مداخلتها بدعوة سلطات بلادها إلى المبادرة واستغلال هذه المياه، وقالت في هذا الشأن: "يجب أن نضع يدنا عليها الآن".

وزراء خارجية (ايقاد) يبحثون احياء عملية السلام في جنوب السودان

ناقش اجتماع لوزراء خارجية دول إيقاد باديس ابابا مساء الأحد، إحياء عملية السلام في جنوب السودان، الذي انزلق منذ نحو أربعة أعوام في اتون حرب داخلية دامية.
وقال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور ، في تصريح صحفي عقب مشاركته في الإجتماع ، إنهم استمعوا إلى تقرير من وزير خارجية اثيوبيا وركن نخ كبيو السكرتير التنفيذي بالإنابة للايقاد، وتقرير من الرئيس البتسواني السابق فيستوس موغاي حول جهود إحلال السلام في جنوب السودان.
وأضاف غندور " الاجتماع نظر في 12 توصية تتعلق بإحياء عملية السلام في جنوب السودان ووافق عليها جميعا مع إجراء بعض التعديلات". وأفاد الوزير أن الاجتماع أجاز جدولا زمنيا لإنفاذ تلك التوصيات يبدأ هذا الأسبوع وينتهي في أكتوبر القادم. وأعرب غندور عن أمله أن يكون في توصيات المجلس التنفيذي وقرارات القمة التي انعقدت حول جنوب السودان ما يؤدي إلى إحلال السلام في الدولة الجارة، ووقف الحرب واستقرار أهلها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في الخرطوم، قريب الله خضر، إن اجتماع وزراء الخارجية تناول تطبيق قرارات قمة إيقاد الأخيرة حول جنوب السودان والتي عقدت بأديس خلال يونيو الماضي، وأكدت على أهمية تنشيط إنفاذ اتفاقية السلام بين حكومة الجنوب والفصائل المتحاربة. وأفاد المتحدث أن الإجتماع الوزاري أكد على أهمية استيعاب كل أصحاب المصلحة في عملية السلام. إلى ذلك شارك نائب الرئيس السوداني، حسبو عبدالرحمن، في القمة المصغّرة التي عُقدت على هامش قمة الاتحاد الأفريقي الـ"29" في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لبحث الأوضاع في ليبيا، وترأس القمة رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، الرئيس الغيني، الفا كوندي. وقال وزير الخارجية، إن القمة استمعت إلى تقرير قدمه رئيس الاتحاد، حول الجهود الكبيرة والكثيرة التي بذلها خلال الفترة الماضية مع القيادات وكل الفرقاء الليبيين، إضافة إلى الاستماع لتقرير قدمه رئيس اللجنة المنبثقة، الرئيس، سوسو نغيسو، حول الجهود التي بُذلت مع كل المعنيين في الداخل الليبي وكذلك دول الجوار

حركة مشار تتهم جوبا بتجنيد لاجئين في أوغندا

ادعت قوات المعارضة المسلحة فى جنوب السودان الموالية لنائب الرئيس السابق رياك مشار ان حكومة جوبا بدأت بتجنيد المدنيين والطلاب الذين يعيشون فى مخيمات اللاجئين شمالى أوغندا. وقال نائب المتحدث باسم فصيل المعارضة المسلحة، لام بول إن مسؤولا من مكتب رئيس الوزراء اعترض 63 من لاجئي جنوب السودان نقلوا من اوغندا الى جنوب السودان، متسائلا "إذا تمكنت حكومة جوبا من منع طلاب النوير في معسكرات حماية المدنيين من حضور الامتحانات ، فكيف يمكنها نقل اللاجئين للقيام بذلك بعد أن هربوا من الخطر؟". وطبقا لما ذكره مسؤول التمرد فإنه تم كذلك اختيار لاجئين آخرين من مخيم بيدي - بيدي للاجئين وذلك بواسطة تدخل حاكم ولاية ياي. كما اشار مسؤل حركة مشار بأصابع الاتهام إلى القوات الحكومية التي زعم أنها نفذت عدة هجمات على مدنيين أبرياء، وزاد "أن الحركة الشعبية- فصيل مشار تدين بشدة هذه الأعمال الإجرامية والجبانية التي يرتكبها نظام جوبا تجاه المدنيين الأبرياء الذين يفضلون البقاء في البلاد بخلاف الذهاب إلى مخيمات اللاجئين. اننا ندعو المدنيين التابعين لنا بتوخي الحذر وعدم تجنيدهم في الميليشيات والقيام باعمال تجسس لصالح حكومة جوبا وحتى لا تستخدمهم الحكومة في عمليات النهب والاغتصاب والقتل الجارية ". ووصل ما يقرب من مليون لاجئ إلى أوغندا منذ اندلاع الأزمة في جوبا في يوليو 2016، مما جعل أوغندا البلد الذي يستضيف أكبر عدد من اللاجئين في القارة.

وفاة (50) شخصاً بالكوليرا في (كبويتا) الجديدة

أكد محافظ مقاطعة كوبيتا الشرقية بولاية كوبيتا الجديدة (شرق الاستوائية) سابقاً في دولة جنوب السودان، وفاة نحو ما لايقل عن 50 شخصاً بالكوليرا في غضون شهرين، هذا إلى جانب وجود عشرات الإصابات بالمراكز العلاجية.
وأشار مكتب تنسيق العمليات الانسانية خلال مايو الماضي، إلى أن معظم الإصابات كانت قد انحصرت في المناطق المجاورة لنهر النيل، لكن خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة بدأت تظهر حالات جديدة في المناطق البعيدة من نهر النيل، مما يدلل على زيادة معدل وسرعة انتشار الكوليرا في جنوب السودان.
وقال المحافظ في مقابلة مع “راديو تمازج”، إن هناك انتشاراً واسعاً لوباء الكوليرا بجميع الوحدات الإدارية بالمقاطعة، وذلك في ظل نقص حاد في الخدمات العلاجية بالمراكز الصحية.
وأفاد أن التقارير الأولية أكدت وفاة نحو ما لايقل عن 50 شخصاً في غضون شهرين، وذلك من بداية مايو وحتى أواخر يونيو الجاري، مبيناً أن المقاطعة تعاني نقصاً في الخدمات الصحية بالرغم من المجهودات التي تقوم بها حكومة الولاية للحد من انتشار الوباء.
وأشار تقرير صادر من منظمة الصحة العالمية إلى إصابة نحو 3500 بمرض الكوليرا في حوالى ست من ولايات جنوب السودان، توفي منهم 157 شخصاً، وأن 70 بالمئة من حالات الإصابة تركزت على أشخاص لم تتجاوز أعمارهم الثلاثون عاماً.

لقاء وشيك بين سلفاكير ومشار في جنوب أفريقيا

كشف مسؤول رفيع بحكومة جوبا عن اجتماع وشيك لرئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت ونائبه المقال د. رياك مشار في جوهانسبيرج بجنوب افريقيا.
وقال المسؤول الذي فضل حجب هويته لـ"موقع ساوث  فركان نيوز" أمس إن قادة جنوب افريقيا يسعون للجميع بين الرئيس سلفاكير ومشار من اجل التفاكر حول الازمة بالبلاد وكيفية الخروج منها، لافتاً إلى أن جوبا بصدد ارسال وفد رفيع للاجتماع بمشار لمعرفة رأيه في الوضع الراهن وكيفية الخروج من الأزمة وأن الوفد
سيجتمع برئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم في جوهانسبيرج الرئيس جاكوب زوما ونائبه سيريل راموسوفا، مؤكداً وجود مؤشرات قوية على نجاح الوساطة التي يقودها القائدان لإقناع سلفاكير ومشار بعقد قمة مصغرة بينهما في جوهانسبيرج بهدف اعادة الثقة بينهما.
وقال المسؤول الجنوب سوداني : "نحن نسعى لإنجاح هذه القمة لتعزيز الثقة بين الرجلين والدفع بالحوار الى الامام" وأضاف : "هناك أشخاص في الوسط يحاولون عرقلة قيام القمة وجمع القائدين وجهاً لوجه إلا كل المؤشرات تشير إلى نجاح جهود انعقادها."
ولفت المسؤول إلى أن شعب جنوب السودان يحتاج للسلام والاستقرار، وقال : "يحتاج الفارون من الحرب للعودة ولكنهم لن يتمكنوا من العودة إلا في حال انتهاء الصراع وعليه لا بديل سوى إنهاء الحرب ولا مفر من قبول تسويات مؤلمة، ولذلك نحن نطالب مشار بأخذ زمام المبادرة وأن يفتح قلبه لنا".وأضاف : "بالتأكيد هذا
ليس أمراً يسيراً، ولكننا أخبرنا الرئيس سلفاكير بأن عليه أن يظهر قيادته للبلاد ويتخذ قرارات مؤلمة".

جوبا تتوسط لحل خلافات متمردي دارفور

قالت مصادر مطلعة بدولة جنوب السودان أن المتمرد أحمد آدم بخيت القيادي بحركات التمرد بدارفور، قد التقى مسئول ملف الحركات المتمردة بجنوب السودان اللواء اكول مجوك بمنزله بمدينة عاصمة جنوب السودان ، وناقش اللقاء ابرز الخلافات بين حركات دارفور المتمردة. وأكد بخيت سعيهم لتكوين لجنة للمصالحة مع المجموعة المنشقة بقيادة المتمرد عبد الرحمن أرباب وطلب من اكول التوسط لتقريب وجهات النظر.
من جانبه أكد اكول تأخر قيادة الحركة في حسم الحركات ، مشيرا الى ان الحل يكمن في عقد مؤتمر لحل الخلافات.

هروب السفير الاسرائيلي من جوبا

جنوب السودان.. في الأيام القادمة سيشهد معارك عنيفة جداً.. ستهدد استقرار حكم سلفاكير.. وتزلزل الارض تحت أقدام قبيلة الدينكا المتنفذة بقوة جزء من الجيش الشعبي (قوة دفاع السودان..)
هذا الوضع القادم يبدو اسرائيل بحكم اهتمامها بالتفاصيل الدقيقة في الجنوب قد استشعرته.. أو من الأرجح أن تكون صانعة
له.. فماذا قالت..؟
وزارة الخارجية الاسرائيلية وجهت رعاياها في جنوب السودان بالمغادرة والعودة الى الاراضي المحتلة في فلسطين.. بزعم أن معارك تلوح نيرانها في الأفق ستندلع بين قوات الجيش الشعبي الموالية للحكومة وقوات الجيش الشعبي نفسه الموالية للمعارضة المسلحة بقيادة رياك مشار..
والسؤال هنا لاستجلاء حقيقة خبث اليهود وخيانتهم للصداقة المزعومة مع حكومة جنوب السودان هو:
ما الداعي الآن لتوجيه اليهود داخل جنوب السودان بالمغادرة والمغادرة الفورية؟
ترى هل ستحذو الدول الأخرى التي لها رعايا في جنوب السودان حذو دولة الاحتلال اليهودي في فلسطين..؟
هل استبقتها اسرائيل لأنها استشعرت الخطر القادم..؟وهل خطر الحرب الأهلية القادمة أ:بر من كوارث الحرب منذ اغسطس 2013م؟ كلا لن يكون أكبر ما لم تدبر له اسرائيل ليكون اكبر..
حتى السفير الاسرائيلي في جوبا (حانان غندر) غادر الى بلاده عبر أديس أبابا التي التقى فيها سفير جوبا في إثيوبيا (جيمس بيتيا مورغان).. فهل استوى احتمال المخاطر على السفير اليهودي مع الرعايا اليهود.؟
ولماذا لم يكن لاسرائيل دور في احتواء المعارك القادمة..  بدلاً من أن تغادر بعثتها الدبلوماسية ويغادر رعاياها.. ثم يعودوا بعد تجدد القتل والسجل والاغتصاب والخراب والجنار والحرائق.. ومعلوم أن الحركة الشعبية الحاكمة في جوبا ظلت تتحدث عن دعم اسرائيل لها منذ بداية استئناف التمرد عام 1083م.؟
لكن هي بالفعل استراتيجية اليهود تجاه جنوب السودان.. واليهود صادقوا شخصيات جنوبية غبية جداً تهيأت لها الفرصة الكبيرة لقيادة التمرد ثم قيادة دولة جديدة هناك.. ولم يتحمسوا لرأب الصدع بين سلفاكير وبين كبار المثقفين واصحاب الوعي السياسي الذين يريدون أن يفيدوا بلادهم بالعلاقات مع اليهود.. ولا يأخذوها
من الخرطوم ويمنحوها لتل أبيب باقتتال المواطنين في صراعات قبلية..
تملك تل أبيب أن توجه سلفاكير بأن يقوم بتسوية فورية مع كبار المثقفين واصحاب الوعي السياسي مثل مشار ولام أكول وباقان وغيرهم من غير اللامعين منمختلف القبائل.
لكن لن تفعل اسرائيل.. لأن تطبيق ونجاح استراتيجيتها يقوم على قادة أغبياء لا هم لهم غير المال والخمر والجنس.. وكله على حساب بلادهم.. وكأنهم موظفون في شركات خاصة لا مسؤولون عن شؤون عامة.
اسرائيل من دون غيرها من الدول التي لها تمثيل دبلوماسي في جوبا تخشى اندلاع موجة جديدة من الحرب الأهلية في جنوب السودان بين أطراف هي تملك أن تجمعهم في تل أبيب للمصالحة من  أجل تجنيب بلادهم (الصديقة) تجدد الحروب الأهلية.
اسرائيل بتوجيهها لرعاياها بالمغادرة الفورية (الفورية) بعد مغادرة سفيرها تذكرنا بالمغادرة الفورية لمبنى التجارة العالمية في نيويورك قبل تدميره في أحداث 11 سبتمبر 2001م.
إذن هي تدبر لاشتعال الحروب.. لذلك تعرف مقدمها تماماً تماماً.. فتقوم بتحذير رعاياها وتسحب سفيرها على  أمل العودة بعد الكارثة التي دبرتها.. أي صداقة تحترمها اسرائيل..؟ وهي لا تحترم حتى صداقتها مع من يدعمونها مثل الوايت انجلوسكسون في امريكا.
في جنوب السودان الآن هيأت اسرائيل المسرح لتجدد الاقتتال القبلي والاغتصابات والدمار.. لتهيئة البلاد لاحقاً لنهب موارده وشرائها بثمن  بخس مثل الغاز المصري المصدر إلى اسرائيل.