الخميس، 30 مارس 2017

إحباط تهريب «رأس ملك فرعوني» إلى مصر

أحبطت مباحث شرطة المرافق والمنشآت عملية تهريب وبيع قطعة أثرية نادرة يرجع تاريخها إلى الحضارة الفرعونية، وهي عبارة عن (رأس ملك)، لصالح جهات مصرية.
 وأبلغت مصادر شرطية  أن القطعة تم عرضها من قبل المتهم بمبلغ (250) ألف جنيه، بعد العثور عليها بأحد مناقب التعدين الأهلي شمال دنقلا.
 وأضافت المصادر أنه بعد توفر معلومات بنشاط مجموعة لها علاقة بجهات خارجية تعمل على تهريب وبيع الآثار، تم تشكيل فريق رصد ومتابعة ميدانية، وبإشراف نيابة أمن الدولة تم نصب كمين للمتهم أسفر عن ضبط المسروقات وكشف الجريمة، حيث تمت مواجهة المتهم ببلاغ رقم (32) تحت المادة (31) آثار بنيابة أمن الدولة، وتحويل القطعة الأثرية للجهات المختصة.

بين الإعلام المصري وزيارة الشيخة موزا

عندما اغتيل بروفيسور هيكوك ، أستاذ التاريخ القديم Ancient history) بجامعة الخرطوم وعالم الآثار الكبير والعاشق المتيم بتاريخ وحضارة السودان في السنوات الأولى من سبعينات القرن الماضي ، في حادث حركة بينما كان يقود دراجته بشارع النيل كنا وقتها نتحدث ، إذ كنا طلاباً بالجامعة ، عن أنه قتل بواسطة أجهزة مخابرات تابعة لسفارة إحدى الدول العربية التي لم تكن تسمح للسودان أو لغيره أن ينافسها أو ينال من قناعة رسختها في أرجاء العالم أجمع بأنها مهد الحضارة الإنسانية بل هي أم الدنيا.
كان مستر هيكوك أول من صدع برأي علمي موثق يثبت سبق وعظمة حضارة السودان على سائر الحضارات الإنسانية وكتب عن ذلك عدداً من المقالات والبحوث في المجلات العلمية المتخصصة.
دفن العالم الشاب هيكوك الذي اغتيل غيلة وغدراً في أرض السودان التي عشقها بعد أن جاءت والدته من بريطانيا لتشهد مراسم الجنازة.
ما بدأ المستر هيكوك الكشف عنه توغل فيه عالم الآثار السويسري شارلي بونيه الذي أثبت أن الحضارة النوبية هي أول حضارة على وجه الأرض وأن كرمة كانت أول مملكة وأول حضارة في التاريخ وأن الحضارة الفرعونية المصرية كانت امتداداً للحضارة النوبية.
تذكرت ذلك الحادث الأليم للمستر هيكوك بينما كنت أقرأ بالأمس خبر إحباط شرطة المباحث عملية تهريب وبيع قطعة أثرية نادرة يرجع تاريخها إلى الحضارة الفرعونية لصالح جهات مصرية وأضاف مصدر الخبر بأن القطعة عثر عليها في إحدى مناطق التعدين الأهلي بشمال دنقلا وأن السرقة تمت من قبل مجموعة مرتبطة بجهات خارجية تعمل على تهريب وبيع الآثار السودانية.
أود أن أسأل : كم بربكم حجم الآثار التي سرقت وهربت منذ العهد التركي المصري لتضاف إلى تراث الحضارة الفرعونية في مصر بل خلال الحكم الثنائي الإنجليزي (المصري) للسودان الذي كان ولا يزال يتعامل مع الآثار ومع السياحة كعبء ثقيل تحمله الضرورة القصوى على التعامل معه وكم من الآثار أغرق في بحيرة السد العالي خلال عمليات الحفريات التي صاحبت إنشاء السد في بلاد لم تول طوال تاريخها القديم والحديث الآثار أدنى اهتمام؟!
التنقيب الأهلي عن المعادن الذي تفرد به الشعب السوداني دون سائر الشعوب للدرجة التي ساقت المنقبين السودانيين - ويا للعجب - إلى الجزائر البعيدة وإلى النيجر ناهيك عن مصر القريبة مما تسبب في مشكلات سياسية واعتقالات طالت أولئك المنقبين كم هو تأثيره على الآثار تحطيماً وتهريباً سيما وأن القطعة المسروقة التي ضبطت قد عثر عليها خلال عمليات التنقيب الأهلي؟!
تابعنا عبر الوسائط تلك الحملة الهستيرية التي ولغت فيها بعض وسائل الإعلام المصرية عقب الزيارة المباركة للأميرة القطرية الشيخة موزا لبعض معالم الحضارة السودانية في ولاية نهر النيل والتي ولدت غضبة مضرية ورد فعل واسع من الشعب السوداني الذي استفزه تطاول بعض القنوات المصرية وتهكمها من حضارة السودان وأهراماته.
صدقوني أن تلك الحملة وذلك الاستفزاز ولد شعوراً وطنياً كبيراً جعل السودانيين يتدافعون في الانتصار لكرامتهم المهدرة من سفهاء الأعلام المصري الساذج وما أحوجنا إلى تلك المحفزات التي تشعل جذوة الانتماء الوطني وما أصدق قول الشاعر :
إذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود فقد انتشرت تلك الاساءآت والاستفزازات المصرية قصيرة النظر كما النار في الهشيم وتدوولت عبر الوسائط بصورة واسعة وبالرغم من اقتناعي ، لأسباب استراتيجية متعلقة بمصالح الدولتين بل الأمة جمعاء ، بأهمية ألا تسوء العلاقات بين الشعبين السوداني والمصري .
نحمد الله تعالى أن العالم اهتم بحضارتنا وبدأ يتفاعل مع اكتشافات شارلي بونيه وما عكسته الوسائط الاجنبية وزادت زيارة الشيخة موزا من وتيرة الاهتمام خاصة بعد غضب الإعلام المصري من تلك الزيارة وما صحبها من تفاعل إيجابي من بعض القنوات الخليجية والأجنبية بل وبعض الخطوط الجوية العربية التي أعلنت عن تسيير رحلات لعاصمة ارض الحضارات (الخرطوم) ونحمد الله تعالى أن ذلك كله أتى من غير حول منا ولا قوة وهكذا نحن على الدوام نعاني من تواضع بليد فهل بربكم كنا سنحتفي بأديبنا الروائي العالمي الطيب صالح لولا اكتشاف العالم له واحتفائه به؟!
لم يعجبني رأي جاري في (الصيحة) الأستاذ عبدالباقي الظافر الذي اقترح تعاونا بين هيئتي السياحة في السودان ومصر لتنظيم رحلات مشتركة بتذكرة واحدة للدولتين للاطلاع على حضارتي البلدين ذلك أن جارتنا العزيزة في الشمال لم تستوعب حتى الآن أو تعترف بأن هناك نملة سودانية تستحق أن تصور مع الفيل المصري أو أن السودان جدير بان تشد الرحال إليه من قبل السياح الأجانب!
الآن وقد بدأت الرياح تهب في أشرعة السياحة السودانية وبدأ العالم يهمس بأن هناك منطقة جذب سياحي جديدة بدون أن نوجف على ذلك خيلاً ولا ركاباً ينبغي أن نولي هذا المورد المهم والجديد اهتماماً أكبر بأن نوسد الأمر لبعض أهله من المختصين في السياحة والآثار وليتنا نتذكر أن مصر أيام عافيتها السياحية قبل أن يطبق نظام السيسي على أنفاسها كانت تحصل من السياحة على 15 مليار دولار في العام.
إن الآثار السودانية وحمايتها والترويج لها والصرف عليها يحتاج إلى اهتمام أكثر كما أن السياحة تحتاج إلى ذات الاهتمام سيما وأن السودان في حاجة إلى ترميم سمعته التي تهشمت كثيراً خلال العقود الأخيرة ولا أشك أن حضارته الباذخة مما سيسهم كثيراً في تحقيق ذلك الهدف الغالي.

رئيس الوزراء يتسلّم رسالة خطية من نظيره المصري

تسلّم النائب الأول للرئيس السوداني، بكري حسن صالح، رئيس مجلس الوزراء القومي، الأربعاء، رسالة خطية من نظيره رئيس الوزراء المصري، تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وهنأه فيها بتولي منصب رئيس مجلس الوزراء.
وأمن صالح لدى لقائه بالقصر الرئاسي، الأربعاء، السفير المصري بالخرطوم، أسامة شلتوت، الذي سلّمه الرسالة، على أهمية العلاقة مع جمهورية مصر، وضرورة تطويرها والتصدي لكافة الصعاب التي تواجهها.
وأوضح السفير المصري، في تصريحات صحفية عقب اللقاء، أنه قدم دعوة رئيس الوزراء المصري إلى نظيره السوداني لزيارة القاهرة في الوقت الذي يراه مناسباً، كما أنه قدّم تنويراً للنائب الأول حول لجنة التشاور بين البلدين التي ستعقد أبريل المقبل بين وزيري الخارجية.
وأشار شلتوت إلى زيارة وزير الزراعة المصري، على رأس وفد كبير من المستثمرين في المجال الزراعي، في إطار مبادرة رئيس الجمهورية حول الأمن الغذائي العربي.
من جهته أفاد وزير الدولة بالخارجية السودانية، السفير كمال إسماعيل، أن اللقاء استعرض مسيرة العلاقات بين البلدين في جوانبها المختلفة وأهميتها واستراتيجيتها، مشيراً إلى قبول النائب الأول، رئيس مجلس الوزراء القومي، لدعوة نظيره المصري لزيارة مصر التي سيتم تحديد موعدها عبر القنوات الرسمية.

الأربعاء، 29 مارس 2017

مصر نصدر لها (الآثار) الفرعونية وتصدر لنا (البرتقال الفاسد)

ذلك ليس صيداً في الماء العكر – وتعكيراً للعلاقات السودانية المصرية التي تبدو هذه الأيام في حالة من الضعف والوهن والعكر.
وإنما ذلك تنبيه وعرض للأشياء كما هي من أجل أن تجري المياه في مجراها الطبيعي.
العلاقات السودانية المصرية إن لم تقم علي التكافؤ والاحترام والتقدير يبقي لا جدوى منها.
ليس مطلوباً من الجانب السوداني أن يكون دائماً هو الذي يتنازل ويسامح ويسمو فوق الجراحات وتفاهات الإعلان المصري.
العلاقات السياسية لا تبني علي  (أنت الكبير) و(أنت العاقل).
في أخبار صحف الأمس- هذه الأخبار التي تؤكد أن السودان يقدم (الطيب) ويقدم له (الخبيث).
الأخبار لم يختر لها هذا المسار وإنما جاءت علي هذا النحو في صحف مختلفة من  أجل الاعتبار (صدفة).
في صحيفة (الانتباهة) أمس هذا الخبر:
(أحبطت مباحث شرطة المرافق والمنشات عملية تهريب وبيع قطعة أثرية نادرة يرجع تاريخها إلي الحضارة الفرعونية وهي عبارة عن (رأس ملك) لصالح جهات مصرية.
وأبلغت مصادر شرطية (الإنتباهة) أن القطعة تم عرضها من قبل المتهم بمبلغ (250) ألف جنبه، بعد العثور عليها بأحد مناقب التعدين الأهلي  شمال دنقلا، وأضافت المصادر أنه بعد توفر معلومات بنشاط مجموعة لها علاقة بجهات خارجية تعمل علي تهريب وبيع الآثار، تم تشكيل فريق رصد ومتابعة ميدانية وبإشراف نيابة أمن الدولة تم نصيب كمين للمتهم أسفر عن ضبط المسروقات وكشف الجريمة، حيث مواجهة المتهم ببلاغ رقم (32) تحت المادة (31) آثار بنيابة أمن الدولة، وتحويل القطعة الأثرية للجهات المختصة).
وفي نفس اليوم الذي نشر فيه هذا الخبر في (الإنتباهة) نشر أمس في صحيفة (التيار) هذا الخبر:
(أبادت إدارة مكافحة التهريب بالولاية الشمالية بالتعاون مع الهيئة السودانية  المواصفات والمقاييس والجهات  ذات الصلة الاثنين الماضي، أبادت (4،5) أطنان من البرتقال المصري المحظور تم ضبطها وإحباط محاولة تهريبها إلي البلاد الأسبوع الماضي، بحضور والي الشمالية علي العوض محمد موسي، وشملت الإبادة عدداً من حبوب الترامادول المخدرة.
وتمت عملية الإبادة في منطقة دلقو والمحس والبرقيق، وشملت بجانب البرتقال نحو (450) ألف حبة مخدرة تم ضبطها أخيراً، وكانت وزارة التجارة الخارجية قد أصدرت أخيراً قراراً بإيقاف استيراد  الخضروات والفاكهة والأسماك من مصر بشكل مؤقت، إلي حين اكتمال الفحوصات المعملية والمختبرية وذلك لضمان السلام العامة في البلاد).

هذه الأخبار تغنينا عن التحليل فليس هناك أصدق من الحدث والواقع.
هكذا هي مصر في السنوات الأخيرة، نمنحها النيل والآثار الفرعونية العتيقة والصادرات الزراعية الجيدة وأغنيات محمد وردي، وتمنحنا البرتقال الفاسد والحبوب المخدرة ورقصات سما المصري وصافيناز.
وأنا علي قناعة بأن نصف الآثار المصرية تم تهريبها من السودان، فتاريخ هذا البلد مهمل ومنهك ومستباح.
كثيراً ما أسال نفسي: لو لم تكن العلاقات السودانية المصرية هذه الأيام تشهد تدهوراً هل كان يمكن أن نصل إلي تلك الحالات التي ضبطت فيها تلك التجاوزات.
لو كانت لعلاقات بين السودان ومصر جيدة كانت كل هذه التجاوزات مرت مرور الكرام، ولو من باب (المسامح كريم) و (مصر يا أخت بلادي).
كنا سوف نأكل برتقال مصر الفاسد بطيب خاطر.. وكنا سوف نسمح بتهريب آثارها الفرعونية.
ها العمود لا علاقة له بتصريح السفير البريطاني الذي قال فيه2017م عام الفرص للسودان).

عودة مصرية مشروطة لمبادرة «حوض النيل»

القاهرة | بعدما أدارت ظهرها لأكثر من سبع سنوات لدول منابع النيل، وجمدت عضويتها في مبادرة حوض النيل، متجاهلةً أي حديث أو دعوة إلى التشاور، أعادت الحكومة المصرية ترتيب أوراقها من جديد، وهي تسعى حالياً إلى الدخول في مفاوضات
جديدة لحل الخلاف القانوني والمؤسسي منذ التوقيع المنفرد لدول منابع النيل على اتفاقية الإطار القانوني لحوض النيل المعروفة إعلامياً بـ«اتفاق عينتيبي».
ومع بداية الجولة الأولى للمفاوضات المنعقدة في مدينة عينتيبي الأوغندية، أمس، أعلن وزير المياه ورئيس وفد المفاوضات المصري، محمد عبد العاطي، نية مصر لفك تجميد عضويتها في مبادرة حوض النيل، والعودة إلى ممارسة أنشطتها كاملة في المبادرة، إذا ما جرى التوصل إلى اتفاق بشأن المبادرة القانونية التي تطرحها القاهرة.
وعلمت «الأخبار» تفاصيل السيناريو القانوني الذي تطرحه مصر للتفاوض على وثيقة قانونية جديدة، أشبه باتفاق المبادئ الذي وقعه رؤساء دول حوض النيل الشرقي، مصر والسودان وإثيوبيا في مارس/ آذار 2015. وتتضمن هذه الوثيقة عدداً من المبادئ الحاكمة لإدارة مياه النيل على المستوى الإقليمي، وتحديد الخطوط الرئيسية لآليات التعاون المشترك واتخاذ القرارات، في ما يتعلق بأي مشروع على مجرى النهر.
وأوضحت المصادر أنَّ الوثيقة ستتضمن بنوداً تعترف فيها الدول بحق الاستغلال العادل والمنصف لمياه النهر، والتعاون وفقاً لمبدأ عدم الضرر والمنفعة المشتركة، وبناء الثقة وتبادل المعلومات، والتسوية السلمية للمنازعات، مع اشتراط الإخطار المسبق، قُبيل إقامة أي مشروعات على مجرى النهر من شأنها التسبب في أي تأثيرات بدول المصب (مصر والسودان).
ومن المنتظر أن تنتهي المفاوضات الجارية الآن إلى التوصل إلى اتفاق على بنود هذه الوثيقة، تمهيداً لرفعها لرؤساء دول حوض النيل، إذ إنَّ من المقرر انعقاد قمة رؤساء دول حوض النيل في حزيران/يونيو المقبل، بينما تؤكد المصادر أن توقيع الرؤساء على بنود هذه الوثيقة سيعطيها قوة قانونية تُسقط «اتفاق عينتيبي» الذي أثبت فشله بعد اعتراض مصر عليه، والذي لا يزال غير نهائي، حيث لم تصدِّق كافة الدول الموقعه عليه، كذلك لم يسجل رسمياً في أي من المؤسسات الإقليمية كالاتحاد الأفريقي حتى تدخل بنوده حيز التنفيذ.
يذكر أن مصر كانت قد جمدت عضويتها في مبادرة حوض النيل في تشرين الأول/ أكتوبر 2010، كرد فعل بعد توقيع دول منابع النيل على اتفاقية الإطار القانوني والمؤسسي، من دون حسم الخلاف على ثلاثة بنود في الاتفاقية أهمها بند الأمن المائي 14B مقابل الحصص التاريخية التي أصرت القاهرة على تضمينها في الاتفاقية. وكذلك بند الإخطار المسبق والموافقة بالإجماع وليس الأغلبية، وهو ما يسمح بإنشاء تكتلات للدول المعارضة للمصالح المصرية في نهر النيل، وخصوصاً أنَّ هناك اعتقادات راسخة بأنَّ القاهرة تنعم وحدها بمياه النهر، وتحقق التنمية لشعبها لحصولها على نصيب الأسد من المياه، بينما تحرم باقي الدول حق استغلال المياة لمصلحة شعوبها، إلا أن التوقيع المنفرد أوجد عدداً من التحديات، أهمها إقناع الشركاء الأجانب بضخ مزيد من المنح والمساعدات لبرامج التعاون في مبادرة حوض النيل.
واستمر تجميد مصر لأنشطتها في مبادرة حوض النيل لسبع سنوات، حرصت في خلالها القاهرة على حضور الاجتماع الوزاري السنوي لمبادرة حوض النيل فقط لتوصيل رسالة تسجل فيها اعتراضها على التداعيات السلبية التي خلفها توقيع دول المنابع على «اتفاق عينتيبي»، وعدم إمكانية التعاون داخل هيكل مبادرة حوض النيل في الوقت الذي تختلف فيه الدول الأعضاء في المبادرة على الصيغة القانونية التي تحدد ملامح العمل ومرجعيته.
وأعربت المصادر في وفد المفاوضات المصري، أن الأجواء لا تزال متوترة، على خلفية «مشهد 2010»، حيث إنَّ القاهرة أدركت أنَّ الوصول إلى اتفاق مع دول منابع النيل الآن حول «اتفاقية عينتيبي»، ليس بأمر سهل، خصوصاً أنَّ هناك ثلاث دول انتهت من إجراءات التصديق على الاتفاقية بالفعل، لذلك كان المخرج الوحيد طرح مبادرة قانونية جديدة، وهو ما جرى التوافق عليه بين الأطراف المعنية كافة بإدارة ملف حوض النيل داخل مصر.
وتؤكد المصادر فعالية وقوة أوراق التفاوض التي تمتلكها مصر، خصوصاً أنَّ التقارب السياسي الذي بدأه الرئيس السيسي مع عدد من قادة دول حوض النيل أسهم بقوة في موافقة دول المنابع على العودة إلى طاولة المفاوضات مرة أخرى، فضلاً عن أن دوائر صنع القرار في القاهرة تعتقد أنَّ الغياب عن مبادرة حوض النيل طوال السبع سنوات الماضية، سبّب تداعيات لم تستطع دول منابع النيل تجاوزها حتى الآن، أهمها عدم قدرتهم على الحصول على الدعم الدولي من الجهات المانحة أو تحويل المبادرة إلى مفوضية إقليمية.
وتلتجئ القاهرة إلى «كارت» آخر في خلال المفاوضات، هو التنسيق مع بعض الدول الحليفة في منابع النيل، لمحاولة إحداث تأثير في مواقف باقي الدول، مثل كينيا التي تتقارب مع القاهرة لأسباب عدة ترتبط بالمصالح التجارية المشتركة. كذلك دولة جنوب السودان، فضلاً عن أوغندا التي أصبحت تتبنى مواقف أكثر دعماً للقاهرة في ملفات أفريقية، وهو ما ظهر عقب اللقاء الأخير للرئيس السيسي مع نظيره الأوغندي، يوري موسيفيني.
وتتزامن مساعي القاهرة لإعادة التفاوض مع دول منابع النيل لإيجاد صيغة قانونية أو سياق جديد للتعاون مع مرور الذكرى السادسة لوضع الحجر الأساس لسد النهضة الإثيوبي المنتظر، وبعد الانتهاء من 70 في المئة من جسم السد والأعمال الهيدروليكية والكهربائية، بينما فقدت القاهرة القدرة الديبلوماسية على حل المشاكل التي قد تنتج من تشغيل السد على الأمن المائي المصري.

مصر وجنوب السودان

التمعن في علاقات القاهرة – جوبا في الأربعة أعوام الأخيرة يكشف الكثير. حيث ترتدي القاهرة "طاقية الإخفاء" ولكن دون جدوى، وهي تحاول إخفاء الحلف الإستراتيجي الوثيق بين مصر ودولة جنوب السودان.
فقد ظلت القاهرة تقدم بصورة منهجية مستدامة كافة أنواع الدعم السياسي والعسكري والأمني لحكومة جوبا، هناك بحر زاخر من التقارير الصحفية، التي نفذت إلي عمق تلك العلاقة بين القاهرة وجوبا.
 فقد كان سفير جنوب السودان بجمهورية مصر السفير "أنتوني كون" أول من كشف في 31/3/2014م، أن مصر قد تعهدت بنصف التكاليف المالية لبناء سفارة جنوب السودان في القاهرة.
كما أوضح أن سفارة جوبا في القاهرة قد حصلت علي مساحة "5" آلاف متر مربع لبناء مقر ثابت للسفارة. يشار إلي أن خط إمداد الدعم السياسي والاقتصادي والدبلوماسي، وغيرها من أنواع الدعم، من القاهرة إلي جوبا، يكشف عن نشاط كثيف للغاية.
فقد زار مساعد وزير خارجية مصر العاصمة "جوبا" في 8/12/2013م وكشف عن رغبة مصر في إقامة مشاريع في مجال الكهرباء والمياه.
بعد أربعة أيام فقط من تلك  الزيارة للعاصمة "جوبا" زارت عاصمة الجنوب "جوبا" وزيرة الصحة المصرية وافتتحت عيادة في "بور" ووعدت بتقديم مساعدات متنوعة لحكومة الجنوب.
كما كشفت السيدة الوزيرة عن تخطيط القاهرة فتح عشر عيادات  لمساعدة حكومة الجنوب.
بعد "15" يوماً من زيارة وزيرة الصحة المصرية للعاصمة "جوبا" وصل السيد/ حمدي سند نائب وزير الخارجية المصري إلي جوبا في 27/12/2013م، حيث  التقي بالسيد/ سلفاكير، وأعلن أن "إمكانيات مصر الدبلوماسية في خدمة حكومة جنوب  السودان".
وشدد السيد/ حمدي سند علي "عمق وتاريخية العلاقة بين البلدين". وشكر السيد/ بشير بندي نائب وزير  الخارجية عن عظم الدور المصري في جنوب  الوادي.
وفي نفس اليوم 27/12/2013م، وصلت العاصمة جوبا طائرة شحن "هير كليز" مصرية تحمل "دعماً" لحكومة الجنوب.
وفي 28/2/2014م، وصل القاهرة "أتاني ويك" المتحدث الصحفي باسم الرئاسة في "جوبا" والعقيد فيليب أقوير الناطق الرسمي باسم جيش سلفاكير.
حيث عقدا لقاءات مع المسئولين المصريين.
وفي 31/3/2014م، نفي سفير السودان في القاهرة الأنباء التي كشفت عن توقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي الدفاع في جوبا والقاهرة، مشيراً إلي أن زيارة وزيري الدفاع والأمن في جوبا والقاهرة كانت استكشافية، حيث تضمنت زيارة تفقدية لطلاب حكومة الجنوب العسكريين في الكلية  الحربية بالقاهرة.
لكن سفير جنوب السودان أكد أن وزير دفاع جنوب السودان قد التقي بنظيره المصر.
وقد  أثار ذلك  اللقاء في حينه التكهنات بتوقيع مذكرة تعاون عسكري بين القاهرة وجوبا كما شمل دعم  القاهرة لشقيقتها "جوبا" التعليم العالي.
حيث في 10/4/2014م اختتم "جون قاي" وزير التعليم العالي المصرية علي منح حكومة جوبا "2500" منحة دراسية في مختلف التخصصات وبصورة موازية بينما ظلت مصر توفر بسخاء الدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري والأمني لحكومة الجنوب، ظلت تتقاصر خطاها عن التكامل مع السودان.
بكل ما يتميز به من إمكانيات ضخمة. هل "باعت" مصر السودان بهذا الثمن من الذي أوحي لها ما أوحي.
من هو "عراب" التحالف الوثيق متعدد النوافذ بين القاهرة وجوبا .
السودان لا يملك إلا أن يقول.. لك الحمد.. يا مستوجب الحمد دائماً.. علي كل حال.. حمد فان لدائم.

إستراتيجية السودان في علاقته مع مصر!

في كل الأزمات التي ظلت تواجه السودان فى علاقته الإستراتجية مع كل جيرانه عموماً وجارته الشقيقة مصر على وجه الخصوص. هناك دائماً درجة إستراتيجية ملموسة في تعاطي السودان مع الازمة دبلوماسياً وإعلامياً.
هناك دائماً تعقلاً سودانياً و هدوء ورزانة في العقل الدبلوماسي والإعلامي السوداني. ربما كان مرد ذلك إلى ان السودان فى أعرافه وتقاليد أهله يحتمل الجار تجسيداً لمقولة الرسول الكريم (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه). والشاعر السوداني المعروف -الذي قد يعرفه قلة من المثقفين في الشقيقة مصر- إسماعيل حسن قام بتلخيص وجدان الانسان السوداني و سياسته تجاه جيرانه في قصيدة غنائية وطنية يحفظها غالب السودانيين عن ظهر قلب (يموتوا عشان حقوق الجار) والعبارة بكل بلاغتها وروعتها تجسد معنى بسيطاً (ان السوداني ليس مستعداً للموت من اجل حقه هو فقط وإنما هو مستعد للموت أيضاً من أجل حقوق جاره)!
 وهذه الصفات السودانية قل ان يحتفي بها ويباهي بها السودانيون فهي مؤصلة بالفطرة فيهم، ولهذا كان من الطبيعي ان تشخص هذه الصفات في الدبلوماسية السودانية الرسمية والشعبية وفي الاعلام السوداني عموماً عاماً ورسمياً كان أم خاصاً.
لقد انتهج السودان هذا المنهج لترسيخ قيم تنضح بداخله وليس خوفاً من أحد أو ملقاً لأحد او حرصاً على مصالح محتمله. ولهذا فإن السودان حين بدأ بإبداء إمتعاضه الواضح من هجوم الاعلام المصري عليه والحملة الجائرة -للاسف الشديد- التى تأتيه من شمال الوادي، إنما أراد ان يوصل رسالة للاعلام المصري –رسمياً أو خاصاً ان هذا الهجوم لا يخدم شعب مصر قط و بطبيعة الحال لا يخدم العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
مصر فى حاجة ماسة جداً للسودان و السودان عمق استراتجيي لمصر. و طبيعة شعب السودان انه كريم و حليم و لا يقبل لمجاراة أحد في ذم أو قدح و لا شتم و إساءة إذ ان (كل إناء بما فيه ينضح)، ولهذا فإن كل دول الجوار التى نازعت مع السودان بأسباب واهية و إتهامات مضحكة، عادت وأدركت انها كانت مخطئة!
الجارة الشقيقة تشاد فعلت ذلك ثم عادت بعدما استوعبت طبيعة السودان وقيمه! ارتريا فعلت الشيء نفس، فأحمرّ وجهها خجلاً فتراجعت. يوغندا كانت خاضت في ذات المياه وبدأت لتوها تدرك ان السودان كان يحمل أثقال الجنوب على ظهره دون ان يصرخ بينما كمبالا الآن تصرخ مما يجري بين الفرقاء الجنوبيين. دولة جنوب السودان نفسها -على حداثتها- جربت معاداة شعب السودان ومحاولة النيل منه و تعكير صفو حياته وهاهو السودان يفتح حدوده على مصراعيها -دون من أو أذى- لشعب الجنوب واللاجئين الفارين من جحيم حكومتهم!
شعب جنوب السودان أدرك بشهادة موثقة انه (جزء لا يتجزأ) من شعب السودان و ان اختياره الانفصال كان خطأ. إذن هذه هي الركائز السياسية الأساسية للسودان في علاقاته بجيرانه، لا يؤذي ولا يبادر بخطأ، و لا يجاري خطأ الجريان. الاعلام المصري- في ظل غياب الرشد السياسي- ما إنفك يتعارك في الهواء مع شعب السودان، يقلل من قيمة السودان وقيمه التاريخية، يستهزئ بالتاريخ السوداني دون أن يدرك ان (الوادي واحد) وان مستقبل مصر في السودان!
 وإذا جاز لنا أن نسأل ونتساءل ونحن ننظر بنظر إستراتيجية للدولتين الجارتين، فإن السودان على اية حال يمتلك (حزب حاكم) له قيم ومبادئ و أحزاب متحالفه معه، وأحزاب معارضة، ونظام سياسي متكامل، فهل وجود (فراغ عريض) في الشقيقة مصر هو سبب في هذا الانفلات الإعلامي و الطيش السياسي غير المنضبط؟

المعدنون السودانيون ...اعتصام داخل السجون المصرية

دخل (14) من المعدنين السودانيين بالسجون المصرية في إعتصام عن الطعام بسبب سوء معاملة السلطات لهم والبطء في إجراءات إطلاق سراحهم.وأبلغ عدد من السجناء المعتصمين بسجن الشلال أن السلطات المصرية تماطلت في إطلاق سراحهم رغم صدور حكم قضائي في مواجهتهم بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ وترحيلهم إلى السودان، مشيدين بزيارة القنصلية السودانية للسجن والإهتمام بقضيتهم وتفقد أوضاع جميع السودانيين بسجن الشلال البالغ عددهم حوالي (40) سجيناً.وقال السجناء أن السلطات المصرية بررت عدم إطلاق سراحهم بعدم المصادقة على الحكم بترحيلهم وانتظار الموافقة من السلطات الأمنية المصرية.
قبل نحو عامين أفرجت السلطات المصرية، ، عن 37 من المُعدِّنين السودانيين المحتجزين م بتهمة التسلل عبر الحدود، واستمرت السلطات المصرية في احتجاز، المعدنين رغم صدور قرار بالعفو عنهم من الرئيس عبد الفتاح السيسي عام الي أن يتم إطلاق سراحهم بعد 21 يوما قضوها بغياهب السجون المصرية ، ورغم تنفيذ قرار مماثل من الرئيس عمر البشير بالعفو عن 101 من الصيادين المحتجزين بالسودان بتهمتي التجسس واختراق المياه الإقليمية .
ممثل المعدنيين سليمان أحمد مركز فضل السيد أوضح حينها أن عددهم واربعة واربعين تم الافراج عليهم اسوة بالصيادين المصرين وقال أن المصريين عندما جاء القرار بافراجهم وفي خلال 24 ساعة وصلوا بلادهم وفي خلال 72 ساعة ممتلكاتهم رجعت اليهم ونحن تم الافراج علينا وشاهدناه في التلفاز بعد أن أعلن الرئيس المصري الافراج علي الدهابة في السجون المصرية وتم الافراج علي 37 وبقية المجموعة افرجوا عليها بعد شهر ولازلنا في انتظار ممتلكاتنا تعود الينا وأوعدونا بذلك والي الان لم نعرف عنها شئ ونطالب كل السلطات السودانية والمصرية الاهتمام بأمرنا وان ترد لنا حقوقنا وممتلكاتنا كاملة لاننا في أمس الحاجة لها وهي تتمثل اربعة سيارات و25جهاز منقب و600 جرام ذهب وثلاثة قطع سلاح و6 اجهزة ثريا 3 هاتف جوال حديث ومولدات كهربائية نحن متضررين والله وعانينا شد المعاناة في السجون المصرية وكان أن تم تقديمنا لمحاكمة عسكرية وصادروا كل ممتلكاتنا وغرامة وسجن وتم الافراج عننا ولازال الان نتتظر ممتلكاتنا ولم تعد الينا ونحن عانينا أشد المعاناة للحصول علي الأجهزة والسيارات للعمل بها في أراضينا من أجل الرزق الحلال ونحن لم ندخل الي الأراضي المصرية هجمت علينا مجموعة عسكرية في داخل الاراضي السودانية فنحن لنا ثريا وبوصلة الكترونية ونعلم كل مواقعنا بالضبط وهجموا علينا وأدخلونا الي الحدود المصرية وقدمونا الي المحاكمة العسكرية من بلادنا ونحن لم ندخل اصلا للاراضي المصرية وهذا الحديث تكرر كثير جدا والان أن السلطات المصرية أصبحت تصطاد الدهابة من داخل الاراضي السودانية لانهم عرفوا أن السودانيين مسالمين وليس لديهم أسلحة في وقت سابق قال سفير السودان بالقاهرة عبد المحمود عبد الحليم أنه خلال اجتماع اللجنة القنصلية المشتركة بين السودان ومصر مؤخراً بالخرطوم تم مناقشة موضوع ممتلكات المعدنين وقال إنها كانت على رأس الأجندة مؤكداً التزام الجانب المصري بإجراء ما يلزم خلال فترة حددت بأسبوعين وفي هذا الشأن يقول عبدالحليم نتوقع إفادة من الجانب المصري خاصة وقد انصرمت فترة الأسبوعين .. 
وأكد على أن السفارة بالقاهرة على اتصال يومي بالخارجية المصرية التي نطلب منها الإيفاء بما تم الالتزام به خلال اجتماعات اللجنة القنصلية المشتركة خاصة أن هذا الأمر يحظى باهتمام كافة الجهات السودانية المعنية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية. 
وأشار إلى أن قضية المعدنين تنال أقصى درجات اهتمامه كسفير للخرطوم بالقاهرة وقال إن السيد الرئيس يتابعها أيضاً بصورة منتظمة وعن أسباب التأخير في إيفاء مصر بوعودها للسودان بتسليم ممتلكات المعدنين، قال السفير عبد المحمود ربما الروتين والبيروقراطية لكنه قال إنه التزام واجب التنفيذ.

السودان يدخل المعركة ضد "جيش الرب"

وصل ممثل لوزير الدفاع السوداني إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مساء الثلاثاء 28 مارس/آذار، للمشاركة لأول مرة في اجتماعات وزارية للتنسيق بهدف القضاء على جيش الرب الأوغندي.
 ونقل موقع "سودان تربيون"، عن بيان للجيش السوداني أن الفريق أول ركن عماد الدين مصطفى عدوي، رئيس الأركان المشتركة، غادر الخرطوم متوجها إلى العاصمة الإثيوبية ممثلا لوزير الدفاع في الاجتماع الوزاري السادس للآلية الأفريقية التنسيقية المشتركة للقضاء على جيش الرب.
وأوضح البيان السوداني أن هذا الاجتماع، الذي يتواصل يومي الأربعاء والخميس بحضور عدد من وزراء الدفاع في دول المنطقة، يهدف إلى إقرار مبادرة التعاون الإقليمية للقضاء على جيش الرب.
وكانت الحكومة السودانية رفضت العام الماضي المشاركة في الاجتماع الوزاري الخامس لآلية التنسيق المشترك لمبادرة التعاون الإقليمي من أجل القضاء على جيش الرب في أديس أبابا، وذلك لعدم وجود هؤلاء المتمردين الأوغنديين على أراضيها بعد انفصال جنوب السودان.
وتأتي مشاركة وزارة الدفاع السودانية في الاجتماع الحالي، بحسب المصدر، عقب اعتماد مكافحة جيش الرب ضمن مسارات الحوار مع الولايات المتحدة الأميركية لرفع العقوبات كليا عن السودان بعد رفعها جزئيا في يناير المنصرم.
إضافة إلى أن العلاقات الثنائية بين الخرطوم وكمبالا شهدت انفراجا لافتا في الفترة الأخيرة بعد سنوات من التوتر أعقبت تبادل الاتهامات بين السودان وأوغندا بدعم وإيواء متمردي البلدين.
وبدأت لجنة خاصة من الاتحاد الأفريقي لتقصي أنشطة جيش الرب أعمالها بالخرطوم في سبتمبر 2015، بعد تقارير عن تحركات للمليشيا بين حدود دارفور وإفريقيا الوسطى والكنغو بعد أن تعرضت لضغوط عسكرية في جنوب السودان.

الأمم المتحدة: ثلث سكان جنوب السودان يعانون من المجاعة ويحتاجون لمساعدات غذائية

أعلنت الأمم المتحدة أنها ستبدأ الأسبوع الجاري بإيصال المساعدات الغذائية إلى دولة جنوب السودان، حيث يعاني ثلث سكانها من نقص في الغذاء ويحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وقالت المنسقة الأممية للشؤون الإنسانية في السودان، مارتا رويدس، إن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة "سيتولى توصيل المساعدات إلى جنوب السودان عبر مدن سودانية، بداية من مدينة "الأبيض"، بوسط السودان ، ومنها إلى مدينة "بانتيو"، بولاية "الوحدة"، بدولة جنوب السودان.
وكشفت رويدس عن أن الأمم المتحدة "ستبدأ، الأسبوع الجاري، بإيصال الدفعة الأولى من المعونات الغذائية إلى جنوب السودان، وتقدر بحوالي 11 ألف طن من الذرة الرفيعة، بالإضافة إلى ألف طن، تبرعت بها حكومة السودان، التي قررت فتح ممرات إنسانية على أراضيها لعبور الشاحنات المحملة بالمساعدات الدولية إلى جارتها الجنوبية، حيث "تتفاقم أزمة إنسانية في جميع أنحاء البلاد".
وتتكون القافلة الأولى من 7 أرتال تضم كل واحدة منها من 30 إلى 40 شاحنة، تحمل كمية من الأغذية تكفي لإطعام 300 ألف شخص لمدة 3 أشهر.
وشددت المسؤولة الأممية على أن القرار السوداني يأتي في وقت مناسب، أي قبل موسم الأمطار الذي عادة ما يبدأ في دولة جنوب السودان في شهر أيار/مايو، وحينها يتسبب تساقط الأمطار بغزارة بانقطاع الطرق البرية.
وأشارت إلى أن "السودان يستضيف حاليا أكثر من 350 ألف لاجئ من دولة جنوب السودان، الذين كانوا قد وصلوا إلى أراضيه منذ اندلاع النزاع المسلح في شهر كانون الأول/ ديسمبر للعام 2013".

جنوبيون يقودون حملات دولية لإعادة الوحدة مع السودان

أعلن أبناء دولة جنوب السودان بدولة أستراليا عن قيادتهم لحملات تنويرية وإتصالات مع الجنوبيين في الدول الغربية ويوغندا وكينيا والسودان للمطالبة بإعادة الوحدة مع السودان مجدداً، في وقت تجمع فيه المئات منهم بأستراليا في تظاهرة من أجل الوحدة.
وكشف صمويل بون أحد ابناء الجنوب بأستراليا، أن تجمع أبناء الجنوب “بنوبل باك” بأستراليا ناقش موضوع إنفصال الجنوب عن السودان، وإستنكروا ما يحدث الآن بالجنوب من حروب، مشيرين إلى أن عدد من قتلوا بعد الإنفصال فاق عدد القتلى في حرب الجنوب والشمال طيلة تاريخ الصراع.
وأشار إلى أن تجمع أبناء الجنوب أعلن عن قيامهم بحملات تنويرية وإتصالات مطالبة بالوحدة تحت قيادة الرئيس البشير الذين وصفوه بأنه صادق مع الشعب الجنوبي، مؤكدين أن مطالبتهم بالعودة والوحدة مع السودان من أجل ضمان الأمن والعيش الكريم لهم ولأبنائهم، وأكدوا أنهم كانوا ضحية لخداع السياسين بالجنوب.
وأشار بون إلى أن التجمع أيد الرجوع وبأسرع فرصة إلى السودان الأم، وفضح الذين خدعوهم من السياسيين الجنوبين.

اللاجئون الجنوبيون ..موسم العودة الى الشمال

دفعت المجاعة التي ضربت جنوب السودان حكومة السودان الى المسارعة بمد يد العون لإغاثة المواطنين هنالك ، وسيرت عدد من القوافل الرسمية والشعبية ، واصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عدد من النداءات بضرورة إغاثة موطني الجنوب معتبراً ان  المجاعة الحالية لا تمثل سوى غيض بسيط من فيض الإحتياجات لشعب جنوب السودان ، ولم تنكر حكومة جنوب السودان حاجة مئات الآلاف من مواطنيها إلى المساعدات الإنسانية ، ومثل السودان بشهادة المجتمع الدولى وقادة الجنوب أكثر الدول دعما للمواطنين الجنوبيون واستضافتهم في معسكرات اللاجئين بولايات دارفور وكردفان .
المركز السوداني للخدمات الصحفية في هذا التحقيق وقف على زيادة تدفق أعداد الاجئون الجنوبيين على البلاد واستعراض الارقام الرسمية والخدمات التى تقدم اليهم .
توفير المواد الضرورية
واوضح المهندس حمد الجزولي معتمد اللاجئين أن المعتمدية قامت بحصر وتسجيل (158) ألف من مواطني جنوب السودان بولاية الخرطوم ومنحهم بطاقات لجوء وفق لجنة مشتركة بين المعتمدية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وإدارة السجل المدني . ويقول الجزولي انه فور القرار القاضي بمعاملة الجنوبيين كلاجئين بدأت الجهات المختصة في حصرهم ، والآن بصدد إكمال تسجيل الأعداد المتبقية منهم بالخرطوم ومنحهم بطاقات بغرض توفير المواد الضرورية لهم” ، مشيراً إلي أنهم بصدد  ترحيل (30) ألف لاجئي من معسكر راجا إلي معسكر نمر بشرق دارفور خلال الشهر الحالي بجانب ترحيل اللاجئين من معسكر الخرصانة بولاية غرب كردفان إلي معسكر جديد بمدينة الفولة خلال شهر مارس الحالي ، مبيناً إن مكاتب المعتمدية بولاية غرب كردفان تعمل من أجل تسجيل اللاجئين وتقديم الخدمات الضرورية لهم مشيراً إلي إكتمال ترحيل (31) ألف لاجئي من معسكر خور عمر إلي معسكر كريو بشرق دارفور خلال الفترة الماضية ، وأكد الجزولي أنهم بصدد تحسين الخدمات الضرورية للمناطق المستضيفة واللاجئين بالولايات.
مساعدات دولية
وكانت مفوضية العون الإنساني أكدت عن إستمرار دعم السودان للدول التي تم فيها إعلان المجاعة مؤخراً خاصة دول الجوار، مشيرة إلى أن السودان يعتبر مصدراً للمساعدات التي يوفرها برنامج الغذاء العالمي ، وقال دكتور  أحمد محمد آدم مفوض العون الإنساني إن السودان يعتبر أحد مراكز إنطلاق المساعدات الدولية ، ولديه فائض كبير من المحاصيل لهذا العام ، مؤكداً دعمهم لتشجيع سياسة شراء المحاصيل لتخفيف معاناة المحتاجين بجانب العمل على فتح الممرات وتسهيل عمل المنظمات.
وأشار آدم إلى حشدهم لجميع الإمكانيات لتقديم الدعم للمقاطعات المتأثرة بدولة جنوب السودان ، خاصة دعم النساء والأطفال وذوي الإحتياجات الخاصة وذلك وفق عدد من الخطوات بجانب دعم نفرة المنظمات.
ممر إنساني
في حين كشفت ولاية النيل الابيض عن تسيير جسر إنساني  يشتمل على مواد إنسانية لدولة الجنوب تبلغ حوالي (1500) طن من الذرة والمواد الغذائية الاخرى ، مشيرة الي توقيع اتفاق الشهر الماضي لتمديد الممر الانساني إلى فترة ستة أشهر أخرى ، وقال صلاح تاج السر مفوض العون الإنساني بولاية النيل الأبيض إن الولاية قامت بإستنفار المنظمات الوطنية والأجنبية والطوعية والشركاء الدوليين إضافة الى مفوضيات العون الانساني  لتقديم التسهيلات والمعينات لعبور المساعدات الانسانية لدولة الجنوب ، وأنه تم تسيير القوافل من كوستي إلى الرنك وصولاً الي ولاية اعالي النيل والمناطق المتضررة ، ولفت تاج السر إلى أن برنامج الغذاء العالمي يقوم باجراء ترتيبات لتسيير قوافل متتابعة أن القوافل سيتم تسييرها الى المناطق المتضررة من الحرب عبر معبر جودة الى مقاطعة الرنك وولاية أعالي النيل ، مضيفاً أن القوافل تشمل 13 شاحنة محملة بالذرة  وزيوت الطعام ، واضاف تاج االسر أن اللجان المختصة وبرنامج الغذاء العالمي يقومون بعمليات استنفار للجهات الداعمة للمزيد من الإمدادات للممر الإنساني و إنه  تجري عمليات شحن لأكثر من (33) شاحنة  من المواد الإنسانية تشمل الذرة وزيوت الطعام متوقعاً وصولها إلى جنوب السودان اليومين المقبلين ،  ولفت تاج السر إلى أن اللجنة تعمل بخطوات حثيثة لنقل شحنات متتالية من القوافل المحملة بالذرة في إطار مبادرة رئاسة الجمهورية لدعم شعب جنوب السودان حتى الخروج من أزمته  التي سببتها المجاعة الأخيرة.
فيما اضاف الطيب محمد عبد الله رئيس اللجنة التنسيقية لشؤون اللاجئين بولاية النيل الابيض أن الولاية استقبلت خلال الفترة الماضية أكثر من (2,400) لاجئ جنوبي بالاضافة الي انه تم حصر العشرات من العالقين بالمعابر الحدودية ، وأن اللجنة رصدت عشرات الأسر في معبر الكويك في طريقها لمحلية السلام ، وأنهم يتوقعون تدفقات جديدة خلال الشهر الجاري ،  ولفت إلى أن نقاط الانتظار بمحليات السلام والجبلين لا تستطيع إستيعاب أي تدفقات جديدة ، ويقول عبد الله هناك مشاورات لتكوين نقاط انتظار جديدة في غضون الفترة المقبلة .
إزدياد تدفق اللاجئين
وجراء الاوضاع الاخيرة في دولة جنوب السودان فقد إزداد تدفق اللاجئين الجنوبيين لولاية جنوب كردفان حيث يتراوح حجم التدفقات ما بين (500 – 750) لاجيء يومياً ، وقال عبد الله كوكو الخور معتمد محلية الليري إن أعداد اللاجئين الجنوبيين بالمحلية بلغ (26) ألف و550 لاجىء ، وأن المنظمات الوطنية ومنظمات الامم المتحدة واليونسيف قاموا بتقديم معينات إنسانية تشمل (770) طن للمواطنين الجنوبين بمحلية الليري، مشيرا إلى أن المواد العلاجية والأدوية تكفي اللاجئين الى فترة 3 أشهر، وقال كوكو لابد من توفير مياه الشرب لللاجئين ، مشيراً الي أن المعسكرات تضم (17) ألف لاجيء من الذين يتواجدون قبل اندلاع المجاعة بالجنوب.
مضاعفة الدعم
وطالبت حكومة ولاية شرق دارفور الجهات المختصة بضرورة مضاعفة الدعم في المجال الإنساني لمقابلة الزيادة في تدفقات اللاجئين الجنوبيين الذين وصل عددهم إلى أكثر من (74) ألف أسرة في أعقاب الأوضاع الإنسانية السيئة والمجاعة التي ضربت دولة الجنوب.
وأوضحت الأستاذة امانى حسن وزيرة الرعاية الاجتماعية بالولاية أنه من المتوقع أن يصل العدد الكلي للاجئين إلى (84) ألف أسرة خلال الفترة القادمة نسبة لوجود أعداد كبيرة في محطات الانتظار خارج الولاية في انتظار اكمال الاجراءات الرسمية لهم من فحص طبي وغير ه، مشيرة إلى أن العدد المذكور محصور ومسجل بالبصمة فيما تبقى عدد آخر في طور النزوح بمناطق حدودية بكلمى وبحر العرب ، وأضافت أن الولاية حددت معسكرات لاستيعاب اللاجئين الجنوبيين بمحليتي بحر العرب وعسلاية ، مبينة أنه تم تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لهم.
واضاف اللواء محمد الحسن بيرك نائب والي ولاية شرق دارفور أن حكومة الولاية خصصت معسكرين كبيرين في الضعين صمما بطريقة حديثة لمجابهة تدفقات اللاجئين الجنوبيين  احدهما خاص بالفرتيت والاخر بالدينكا. ويقول بيرك مازال هناك اعداد كبيرة متواجدين في المناطق الحدوديه مابين شرق دارفور وغرب كردفان وان معظم اللاجئين يتمركزوا في المحليات المنتجة وهذا التجمع الكبير لللاجئين في الولاية سؤثر تأثير مباشر على الخدمات في المنطقة.
أعداد أخري
واضاف ابراهيم أحمد حامد مفوض مفوضية العون الانساني بولاية شمال دارفور أن معظم اللاجئين الجنوبين في شمال دارفور متواجدين في المناطق الانتاجية في منطقتي (اللعيت جار النبي) في شمال دارفور ومنطقة ( غبيش ) في شمال كردفان بالاضافة الي اعداد أخري في كل من ( حسكنيته ) و(فتاحه) ويقول حامد اعداد اللاجئين في شمال دارفور تجاوزت حتي الان (2) ألف .
أعداد كبيرة
أما في ولاية جنوب دارفور أوضح أحمد عبد المجيد معتمد شؤن الرئاسة بالولاية أن اعداد اللاجيئين الجنوبين الذين تم حصرهم في الفترة الماضية بلغ حوالي (3) ألف اسره بينما هناك حوالي (2) ألف اسره متواجدين مع المكون المحلي في مناطقهم التي كانوا يقطنونها قبل الانفصال ومارسوا حياتهم بشكل طبيعي فيها وأكد أن وجود تلك الأعداد الكبيرة من اللاجئين تستفيد حتماً من الخدمات الصحية والاجتماعية بالمنطقة هذا بخلاف الأعداد المستقرة أصلاً ولم تبارح الولاية .
من المحرر:
لازالت الأزمة الإنسانية في جنوب السودان آخذة في التصاعد وبشكل سريع حيث وصلت المجاعة إلى مستويات جديدة مثيرة للقلق واشارت تقارير للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى أن الحرب شردت أكثر من 3.4 مليون شخص ، بما في ذلك 1.9 مليون نازح داخلياً وأكثر من 1.5 مليون شخص فروا إلى البلدان المجاورة كلاجئين، ولم يزل السودان فاتحاً ابوابه للاجئ جنوب السودان حيث تدفقت اعداد كبيرة منهم علي الولايات الحدودية أضافة الي تسير قوافل إتفاق لتمديد الممر الإنساني لستة أشهر وتسيير جسر للمساعدات الانسانية لمواطني جنوب السودان .

زعماء إيقاد يحثون جوبا على التخلص من الحركات المسلحة

اتفق رؤساء الإيقاد في اجتماع مغلق بنيروبي، يوم الأحد، حول قضية جنوب السودان والحرب والمجاعة في الصومال، على أهمية تخلص جنوب السودان من الحركات المسلحة السودانية وتكوين لجنة تقصي حقائق للتأكد ومتابعة هذا الأمر.
وقال وزير الدولة بوزارة الخارجية كمال الدين إسماعيل، في تصريح صحفي للوفد الإعلامي، إن رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت وافق على المقترح، بجانب مقترحات أخرى سيعلن عنها عقب عودته لبلاده.
وأشار إسماعيل إلى لقاء نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبدالرحمن برئيس دولة جنوب السودان على هامش القمة وحديثهما بوضوح وصراحة عن الصراع في جنوب السودان، وأهمية أن يتخلص الجنوب من الحركات المسلحة السودانية وتسهيل وصول الإغاثة للمحتاجين.
جذور الصراع
”السودان أكد على أهمية معالجة جذور قضية الصراعات في دول الإيقاد لتحقيق السلام والاستقرار في الإقليم،وأوضح في الجلسة المغلقة موقفه من قضايا الخلاف والصراع وكيفية إيجاد حلول متكاملة لها ولقضايا اللجوء في الإقليم”
وأشارت وكالة الأنباء السودانية، إلى أن إعلان وقف إطلاق النار والعفو العام وإبعاد الحركات المسلحة عن أراضيه وتسهيل وصول الإغاثة ضمن مقترحات إيقاد للرئيس سلفاكير.
وكان السودان أكد على أهمية معالجة جذور قضية الصراعات في دول الإيقاد لتحقيق السلام والاستقرار في الإقليم.
وأوضح نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبدالرحمن في مداخلته في الجلسة المغلقة لقمة إيقاد الخاصة باللاجئين الصوماليين، موقف السودان من قضايا الخلاف والصراع وكيفية إيجاد حلول متكاملة لها ولقضايا اللجوء في الإقليم.

واستعرض نائب الرئيس أمام اجتماع القمة جهود السودان في تقديم الإغاثة لجنوب السودان لتخفيف معاناة المواطنين، وأشار إلى أهمية الضغط على أطراف الصراع في جنوب السودان للجلوس للحوار للوصول لحلول شاملة.
وفي السياق، أكد حسبو استمرار منهج الحوار الوطني وإنزال مخرجاته وتحويلها إلى ثقافة مجتمعية، وقال في تنوير قدمه ليل السبت للجالية السودانية بنيروبي بمقر السفارة، إن الحوار الوطني حقق تراضياً وتوافقاً بين السودانيين بعد أن حسم موضوع الهوية.
وأشار إلى تشكيل حكومة الوفاق الوطني الجديدة والوضع الاقتصادي والاستثمار بعد رفع الحظر الاقتصادي عن السودان.

الجيشان السوداني والإثيوبي يبحثان تعزيز التعاون والخبرات

بحث رئيس الأركان المشتركة بالقوات المسلحة السودانية، الفريق أول مهندس ركن عمادالدين مصطفى عدوي، مع رئيس هيئة العمليات برئاسة أركان الجيش الإثيوبي الفريق ابراهام ولدمريام، العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون وتبادل الخبرات.
وأكد عدوي، خلال اللقاء الذي التأم في مقر وزارة الدفاع السوداني بالخرطوم، الثلاثاء، أهمية التفاهمات على المستوى الاستراتيجي والتنسيق لرعاية مصالح البلدين.
وفي السياق، أشار المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد أحمد الشامي، في تعميم صحفي، إلى تواصل أعمال الملتقى الاستراتيجي السوداني الإثيوبي بين الجيشين في البلدين الذي تستضيفه الخرطوم هذه الأيام.
وأوضح الشامي بأن الملتقى بحث عدداً من القضايا المتعلقة بتأمين الحدود بين البلدين ومكافحة التهريب والإتجار بالبشر والمهدادات الأمنية في المنطقة والإقليم.
إلى ذلك، أكد عدد من المشاركين من الجانبين أهمية الملتقى ومساهماته في تطوير العلاقات والعمل المشترك. وأشاروا إلى خروج الملتقى بتوصيات وتفاهمات تصب في ما يخدم الأمن والتنمية المستدامة بالبلدين، ويضع التنسيق والتعاون العسكري المتبادل في مساره الاستراتيجي.
يُشار إلى أن رئيس هيئة العمليات برئاسة الأركان الإثيوبية الفريق ابراهام ولدمريام، يقود وفد بلاده المشارك في أعمال الملتقى الاستراتيجي السوداني الإثيوبي.

مقتل 6 عمال إغاثة بجنوب السودان

قتل ستة عمال إغاثة في كمين بدولة جنوب السودان، واعتبرت الأمم المتحدة ذلك هو الهجوم الأكثر دموية الذي يطال عمالاً إنسانيين منذ بدء الحرب الأهلية بهذا البلد قبل ثلاثة أعوام. ولم تحدد المنظمة هوية الضحايا وجنسياتهم وجهات عملهم.
وقال أوجين أوسو، من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان، إن مهاجمة من يحاولون تقديم المساعدة الإنسانية وقتلهم أمر مرفوض تماماً، خاصة وأن الحاجات الإنسانية وصلت مستوى غير مسبوق في البلاد.
وقُتل عناصر المجموعة الإنسانية بينما كانوا متجهين من العاصمة جوبا إلى مدينة بيبور في شرق البلاد.
من جهة أخرى، قال مصدر إنساني يعمل في البلاد لوكالة الأنباء الفرنسية، إن الضحايا ثلاثة كينيين وثلاثة من جنوب السودان، يعملون لحساب منظمة محلية غير حكومية.
 ويشهد جنوب السودان منذ ديسمبر 2013 حرباً أهلية مدمرة خلفت عشرات آلاف القتلى، وأدت إلى تشريد نحو 2,5 مليون آخرين، وتسببت بأزمة إنسانية كبيرة.
وأفاد تقرير أممي صدر أخيراً، أن حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت تنفق قسماً كبيراً من عائداتها النفطية على شراء السلاح، في حين تواجه البلاد مجاعة تسببت بها العمليات العسكرية لجوبا.

بريطانيا تُرحِّب بفتح السودان مسارات لإغاثة اللاجئين الجنوبيين

رحَّب السفير البريطاني بالخرطوم مايكل أرون بقرار الحكومة السودانية بفتح مسارات بانتيو لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتأثرين بالنزاع في دولة جنوب السودان، بالإضافة إلى موقفها بقبول المقترح الأميركي بشأن المساعدات الإنسانية إلى المنطقتين.
ووافق السودان على فتح مسار لنقل الأغذية والمعونات الإنسانية عبر محور الأبيض (هجليج، ربكونا، بانتيو)، بجانب مسار آخر عن طريق النقل البري والنهري من كوستي.
وقال أرون لــ (الشروق)، الإثنين، إن المملكة المتحدة تواصل جهودها، لتشجيع الحركة الشعبية للموافقة على المقترحات الأميركية، في ما يخص المساعدات الإنسانية إلى المنطقتين في جنوب كردفان والنيل الأزرق.
وأكد حرص بلاده على الدفع بعملية السلام في السودان، من خلال تشجيع الجهود التي تقوم بها الآلية الأفريقية بقيادة ثامبو أمبيكي.
ورحّبت المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في السودان، مارتا رويدس، بقرار السودان حول فتح ممر إنساني جديد لنقل المعونة الغذائية التي سيتولى برنامج الغذاء العالمي تقديمها، لإنقاذ سكان جنوب السودان من المجاعة.

الثلاثاء، 28 مارس 2017

عبدالمحمود يدعو لتنسيق مشترك بين الاعلام السوداني والمصري



أكد سفير السودان لدي القاهرة عبدالمحمود عبدالحليم عمق ومتانه العلاقات السودانية المصرية  ، مشيراً الي اهمية العمل المشترك بين البلدين لتوطيد وترسيخ هذه العلاقات.
وتأسف  السفير عبدالمحمود خلال لقائه رئيس مجلس الادارة والتحرير بوكالة ابناء الشرق الأوسط الأستاذ علاء حيدر ، تاسف علي التناول السالب لقضايا حلايب وشلاتين وسد النهضة في الاعلام المصري ، مشيراً الي ان غياب المعلومة الموثوقة ادي الي المبالغة والفبركة.
ودعا السفير عبدالمحمود لتنسيق مشترك بين الاعلام السوداني والمصري ، مطالباً بعدم تعكير صفو العلاقات السودانية المصرية بسبب الخلاف حول حلايب وشلاتين ، واضاف “يمكن التوصل الي حل عن طريق التفاوض" .
واكد عبد المحمود اهتمام قيادة البلدين بتطوير وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية ، بما يخدم مصالح البلدين والشعبين.
واشار عبدالمحمود الي النتائج لايجابية التي حققتها اللجنة العليا علي المستوي الرئاسي  بين البشير والسيسي والتي اثمرت عن التوقيع علي وثيقة للشراكة الاقتصادية  ، وما تبعها من نتائج علي ارض الواقع بفتح المعابر البرية بين البلدين لانسياب حركة المواطنين والبضائع تعزيزاً للعلاقات الاقتصادية والتجارية عن طريق معابر (ارجين - وقسطل واشكيت) والتي اصبحت منفذاً لبضائع المصرية للسوق الافريقي.
واكد عبدالمحمود ان السودان يقوم بدور كبير لقتريب وجهات النظر بين الخرطوم والقاهرة واديس ابابا بخصوص سد النهضة مصر ، نافياً انحياز بلاده للطرف الاثيوبي علي حساب الاشقاء في مصر ، مشيراً الي مساهمة السودان التي
اثمرت عن توقيع اعلان مبادئ الخرطوم وتكليف الاستشاريين بتقديم التقارير المطلوبة لعرف علي اي اضرار قد تلحق بالجانبيين السوداني والمصري فيما يعلق بحصص المياه او القدرة علي مواجهة الزلازل.

جنوبيون يتظاهرون بأستراليا ويطالبون بالوحدة مع السودان



تظاهر العشرات من رعايا دولة جنوب السودان المقيمين بأستراليا في مجمع الجنوبيين بمنطقة نوبل باك مطالبين بالوحدة مع السودان.
وحسب مصادر (سودان سفاري) فان المتظاهرين أشاروا للأوضاع المأساوية التي تعيشها دولة وشعب جنوب السودان بفعل الحرب الأهلية التي تدور رحاها لما يقارب الخمس سنوات ، عقب الانفصال من السودان في 2009م ، بين من سموهم باللصوص الذين خدعوهم بأحلام الإستقلال والمساواة.
وأشار المتظاهرون الي أن عدد القتلي بعد الإنفصال لم يبلغ عدد القتلي في حرب الجنوب والشمال طيلة تاريخ الصراع ، داعين للعمل علي تنوير كل الجنوبيين في الدول الغربية ويوغندا وكينيا والسودان بضرورة الوحدة تحت قيادة البشير ، لأنه كان صادقاً مع شعب جنوب السودان – علي حد تعبيرهم مؤكدين أن العودة للشمال هي الحل والضمان لهم وللأجيال القادمة منهم للعيش في أمان.

الأحد، 26 مارس 2017

الخرطوم وجوبا تبحثان ترتيبات زيارة سلفاكير للسودان

بحث وزير الخارجية السوداني، أ. د إبراهيم غندور، مع سفير جمهورية جنوب السودان لدى الخرطوم، السفير ميان دوت وول، يوم الخميس، الترتيبات المتعلقة بدعوة الرئيس عمر البشير لنظيره الجنوب سوداني سلفاكير ميارديت لزيارة الخرطوم.
وبحث اللقاء طبقاً لتعميم من الخارجية، أوجه التعاون بين البلدين وتسريع تنفيذ نتائج اجتماعات اللجنة السياسية والأمنية المشتركة الأخيرة، بجانب برنامج التواصل بين وزارتي النفط في البلدين.
وحث وزير الخارجية، حكومة جنوب السودان على تفعيل نتائج المباحثات والاتفاقيات التي تم الاتفاق بشأنها خلال زيارة النائب الأول لرئيس جمهورية جنوب السودان للخرطوم مؤخراً، مؤكداً حرص السودان على دعم ومساندة جنوب السودان في مواجهة ظروفه الراهنة.

السيسي: مصر حريصة على توطيد التعاون مع السودان

قال الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، إن بلاده حريصة على توطيد التعاون والتنسيق المشترك مع السودان في مختلف المجالات، مشيراً إلى ما يجمع السودان ومصر من علاقات خاصة ووثيقة.
وأوضح السيسي لدى استقباله المبعوث الشخصي للرئيس السوداني، الفريق طه عثمان الحسين، وزير الدولة برئاسة الجمهورية، الذي سلّمه رسالة خطية من الرئيس البشير، أوضح أن مصر تسعى دوماً للحفاظ على كيان الأمة العربية والعمل على تعزيز التضامن والتكاتف العربي.
وأفاد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير علاء يوسف، بأنه تم خلال اللقاء الاتفاق على استمرار العمل على تطوير العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، بجانب تشجيع وسائل الإعلام في البلدين على التناول الإيجابي لمختلف جوانب العلاقات.
إلى ذلك قال المبعوث الشخصي للرئيس البشير، بأن الرسالة التي سلّمها للرئيس المصري السيسي، قد تضمنت التأكيد على ما يربط البلدين من علاقات أخوية وتاريخية، وحرص الجانب السوداني على مواصلة العمل مع مصر لتعزيز أواصر التعاون بين البلدين.
وقال الفريق طه، إنه نقل للرئيس السيسي تحيات نظيره الرئيس، عمر البشير، ونوّه بأن ما يتناوله الإعلام في بعض الأحيان لا يمثل مستوى العلاقات المتميزة التي تربط بين الشعبين الشقيقين، معرباً عن تقدير بلاده لدور مصر المحوري في الحفاظ على استقرار الأمة العربية.

سجناء سودانيون بالسجون المصرية يضربون عن الطعام


دخل (14) سجين سوداني بسجن الشلال المصري في إعتصام مفتوح عن الطعام وذلك إحتجاجاً علي البطء في إجراءات المحاكمة.
وقام مندوب الجوازات بالقنصلية السودانية بالقاهرة بزيارة السجن والتقي ب إدارة السجن والمجموعة المعتصمة والذين القت السلطات المصرية القبض عليهم أثناء التنقيب العشوائي عن الذهب ، ووجهت لهم أحكاماً بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ .
وعزت السلطات المصرية تاخر اطلاق سراح المعدنين المحتجزين بعدم وصول الموافقة الامنية بالترحيل.

مصر تستقبل جرحي العمليات الحربية من جنوب السودان


أفادت مصادر سودان سفاري بالقاهرة بوصول دفعة جديدة من جرحي العمليات من دولة جنوب السودان من مصابي الجانب الحكومي الي القاهرة لتلقي العلاج.
وقالت المصادر أن عدد المصابين بلغ ثمانية بينهم ضابطان برتبة المقدم والرائد، يتلقون العلاج في مستشفي القصر العيني تحت إشراف مباشر من إدارة السودان بالمخابرات المصرية ويتابعهم بصورة لصيقة مساعد المندوب الجنوبي بالقاهرة الرائد نقور يوسف نقور.

الخميس، 23 مارس 2017

بين الحلو وعرمان ..من الكاسب؟

كشفت أخبار الأمس أن مجلس تحرير جبال النوبة استدعى رئيس الحركة الشعبية مالك عقار الذي كان قد رفض الاعتراف بقرار المجلس القاضي بإقالة عرمان من منصبه كأمين عام للحركة، كما رفض حل الفريق المفاوض عن المنطقتين بقيادة عرمان وسيخيّر المجلس عقار بين قبول قراراته أو مواجهة الإقالة وهكذا أحكم الحلو سيطرته على مفاصل أهم قطاعات الحركة من خلال الاستقواء بالنوبة الذين كما قلنا سابقاً يمثلون عظم الظهر في قطاع الشمال والذين أمسكوا بزمام الحركة وخطامها لأول مرة منذ تأسيسها بعد أن ظلوا مهمّشين ومسخّرين لخدمة الآخرين بل كانوا وقوداً للحركة الشعبية يقتات الجنوب على ظهورهم
وأكتافهم منذ أن انقاد يوسف كوة لقرنق ومشروعه لحكم السودان من خلال مشروع السودان الجديد أو الانفصال في حال تعذر ذلك الهدف وتواصل تهميش النوبة حين سطا مالك عقار على رئاسة الحركة بالرغم من أنه من النيل الأزرق التي لا تسيل دماء مقاتليها كما يحدث لمقاتلي النوبة واختطف عرمان منصب الأمين العام والمفاوض عن الحركة حول المنطقتين اللتين لا علاقة (إثنية) تربطه بهما في وقت ظل الحلو مهمشاً في منصب نائب الرئيس رغم أنه يعبّر عن مقاتلي النوبة الباذلين دماءهم في سبيل الحركة الشعبية.

ذلك وغيره ما أوغر صدر الحلو الذي خاطب مجلس تحرير جبال النوبة بهذه المرارات سارداً ما قال إنه تجاهل وتهميش له من الأمين العام عرمان ومن الرئيس عقار خلال جولات التفاوض بل خلال مراحل مختلفة من مسيرة (النضال) وإذا كان الحلو قد صحا أخيراً فقد أدرك ذلك التهميش كثيرون قبله أبرزهم القائد تلفون كوكو .

بالرغم من أن بعض الموهومين يحسنون الظن بقدرات عرمان السياسية والتفاوضية إلا أنه ارتكب أخطاء كارثية بإغفاله ما تمور به نفوس كثير من قيادات أبناء النوبة من مشاعر عنصرية مبغضة للجلابة بمن فيهم عرمان الذي يصر ليس فقط على التحدث باسم النوبة إنما كذلك على تجاهل قضاياهم في سبيل مشروعه القومي (السودان الجديد) .. ذلك وغيره ما يسر على الحلو القيام بانقلابه الذي توافرت له كل عوامل النجاح سيما وأنه الأقرب لرئيس الحركة الشعبية الأم سلفاكير الذي يمتلئ صدره بالسخائم ضد عرمان منذ حياة غريمه اللدود قرنق.

لن أنسى أن عرمان الذي انخرط في صفوف الحركة الشعبية مع قرنق منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي كان يعامل كجلابي (شمالي) ومجرد خادم وربما مرتزق لقرنق فقد عض(بضم العين) خلال سني (نضاله) من قبل أحد الجنوبيين في أذنه حتى قطعت بل أنه عندما تقام المؤتمرات الجنوبية المهمة لا يدعى الشماليون مثل عرمان ومنصور خالد وغيرهما إليها وليس أدل على ذلك من مؤتمر رومبيك الذي انعقد في آخر نوفمبر 2004 أي قبل شهر واحد من توقيع اتفاقية نيفاشا والذي فجر الخلاف العاصف بين قرنق وسلفاكير وكان تمهيداً لمصرع قرنق الذي تحوم الشكوك بشأنه حول سلفاكير وموسيفيني.

أود أن أسأل لأجيب :هل تخلى الحلو عن مشروع السودان الجديد راكلا إياه في سبيل قضية النوبة؟

بالطبع لا ، فقد حفل خطابه الأخير بمفردات المشروع الذي ظل قرنق ينافح في سبيله بل تبنى بروتوكول مشاكوس واتفاقية نيفاشا بكل جزئياتها بما فيها وجود الجيش الشعبي كحارس لأي اتفاق يبرم بين الحكومة والحركة الشعبية على أن الرجل خلط ، بدهاء ومكر شديدين، بين حفاظه على مشروع السودان الجديد واستعطافه وحشده للنوبة على أساس إثني مثل قوله (إن شعب جبال النوبة يطالب بالحقوق والحرية) وحديثه عمّا سماه بالحقوق المشروعة لشعب جبال النوبة وتذكيره بمن سماهم بالقادة الرواد مثل فيليب عباس غبوش ويوسف كوة وإثارته للأحقاد العنصرية ضد ما سمّاه بالمركز العروبي الإسلامي بل واستنساخه لما حدث في جنوب السودان من خلال إصراره على تطبيق اتفاقية نيفاشا باستدعاء حق تقرير المصير لجبال النوبة في حالة عدم قيام مشروع السودان الجديد الذي زعم أنه سيقضي على التهميش بكل أشكاله وأنواعه.