الخميس، 28 يونيو 2018

باقان يصل الخرطوم وألور يؤكد أن الجيش الشعبي أصبح قبلياً

كشف رئيس مجموعة المعتقلين السياسيين بجنوب السودان د.دينق ألور، عن وصول الأمين العام الأسبق للحركة الشعبية باقان أموم للخرطوم اليوم، وعقدهم لقاءات مع رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، مؤكداً أن تجييش القبيلة في جنوب السودان من أكبر المشاكل، وأن الجيش الشعبي الحالي هو ليس الجيش الذي كان تقاتل به الحركة الشعبية أيام الحرب في الوحدة، مبيناً أن الفرق يكمن أن الجيش أصبح دينكا ونوير ولا يمكن تشكيل جيش من القبلتين في ظل وجود 64 قبيلة بالجنوب.
وقال ألور في تصريحات صحفية بالخرطوم أمس، إن الأجواء الحالية لمفاوضات جنوب السودان مشجعة، وتابع: (الخرطوم كما قال البشير هي وطن لنا والبشير يعرف مزاج الجنوبيين ودخل في مشاكل مع جنوب السودان وتفاوض معه ويعرف كل الأشخاص وطبيعة كل واحد منهم وهذا عامل مساعد لانجاح الجولة)، وأضاف أنهم يستطيعون ممارسة أمور غير رسمية الخرطوم مقابل عدم قدرتهم على ذلك في أديس أبابا ونيروبي.

نص إعلان الخرطوم للاتفاق بين أطراف النزاع في جوبا

أعلان الخرطوم للاتفاق بين أطراف النزاع في جنوب السودان
حيث أنَّ فخامة المشير عمر حسن أحمد البشير، رئيس جمهورية السودان، قد فُوِّض من قِبَل القمة الطارئة الثانية والثلاثين للإيقاد حول جنوب السودان المنعقِدة في أديس أبابا بإثيوبيا في 21 يونيو 2018م بتيسير جولة ثانية من المباحثات المباشِرة بين فخامة الرئيس سلفاكير ميارديت ود. رياك مشار تيني لتسوية القضايا العالقة في مسألتي الحكم والترتيبات الأمنية.
وحيث أن الرئيس عمر البشير قد فُوِّض أيضاً ببحث الترتيبات اللاَّزِم اتِّخاذها لإعادة تأهيل إقتصاد جمهورية جنوب السودان وذلك من خلال التعاون الثنائي بينها وبين جمهورية السودان.
وحيث أن الرئيس عمر البشير قد رعى محادثات مباشِرة بين الرئيس سلفاكير ميارديت و د.رياك مشار تينج أجريت في يومي 25 و 26 يونيو 2018م، وشهِد اللقاء الأول منها فخامة الرئيس يوري موسوفيني رئيس جمهورية يوغندا.
وحيث أن الرئيس عمر البشير قد أجرى أيضاً في 26 يونيو 2018 جلسة مباحثات مع الأحزاب السياسية الأخرى في جمهورية جنوب السودان تم التطرُّق فيها لذات المسائل.
وحيث أنَّ وزيري النفط في جمهورية السودان وجمهورية جنوب السودان وفرقهما الفنية قد بحثوا بشكلٍ مُكثَّف كافة مجالات التعاون الممكنة بين البلدين الشقيقين في مجال تأهيل القطاع النفطي بجمهورية جنوب السودان.
وحيث أن الرئيس سلفاكير ميارديت ود. رياك مشار تينج وجميع القادة الآخرين  في جمهورية جنوب السودان يستشعِرون تماما مسؤوليتهم التاريخية في هذا المنعطَف الحرِج الذي تمرُّ به بلادهم وعازِمون على العمل معاً يداً بيدٍ لصالح شعب جنوب السودان.
فإن الرئيس سلفاكير ميارديت و د.رياك مشار تينج وجميع القادة الموقِّعين أدناه يُقِرَّون إعلان الاتفاق على ما يلي:
1. بموجب هذا يتم الإعلان عن وقف دائم لإطلاق النار في كلِّ أنحاء جنوب السودان يدخل حيِّز النفاذ خلال 72 ساعة من توقيع هذا الإعلان على الاتفاق. يُنفَّذ وقف إطلاق النار وفقاً لما جاء في اتفاقية وقف العدائيات الموقَّعة في 21 ديسمبر 2017م، وفي غضون 72 ساعة من توقيع هذا الإعلان يُنهي الطرفان كل الترتيبات الخاصة بوقف إطلاق النار بما في ذلك فضَّ الاشتباك، الفصل بين القوات المتمركزة في مواجهة بعضها، سحب القوات الصديقة من جميع مسارح العمليات، فتح المعابر للأغراض الإنسانية، والإفراج عن الأسرى والمعتقلين السياسيين. وتنطبق على كل الفقرات ذات الصِلة في اتفاقية فض النزاع في جنوب السودان ما لم يُتَّفَق على خِلافِها. وعلى الأطراف الاتفاق على آليات للمراقبة الذاتية، كما أنه يُرجَى من الاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد نشر القوات اللاَّزِمة لمراقبة وقف إطلاق النار المُتَّفق عليه.
2. يتم إتخاذ الترتيبات الأمنية اللاَّزِمة لجعل القوات المسلحة والشرطة وجهاز الأمن ذات طابع قومي خالٍ من القَبَلية والنزعات العرقية، وتُتَّخذ كافة الإجراءات اللاَّزِمة لجمع الاسلحة من المواطنين في أنحاء البلاد كافَّة.
3. يتم إكمال الاتفاق على “مقترح التجسير المُعدَّل” بأسرع ما يُمكن وقبل أن تنتهي جولة مباحثات الخرطوم الجارية حالياً، بعد 90 يوماً من إكمال الاتفاق على “مقترح التجسير المُعدَّل” تبدأ فترة انتقالية مدتها 30 شهراًـ خلال الفترة الانتقالية يتم تقاسُم السُلطة وفقاً للصيغة التي يُتَّفَق عليه عند إقرار “مقترح التجسير المُعدَّل”. وتُهيَّأ البلاد أثناء الفترة الانتقالية لانتخابات قومية تُجرى وفقاُ لما أُقِرَّ في اتفاقية فض النزاع في جنوب السودان. كما اتُّفِق كذلك على أن تكون الانتخابات مفتوحة لكل الأحزاب السياسية وأن تكون حُرَّةً ونزيهة.
4. يتم تكثيف المساعي اللاَّزِمة لتحسين البِنى التحتية والخدمات الأساسية في جمهورية جنوب السودان وخاصةً في القطاعات الاكثر ارتباطاً بمعاش المواطنين. ويُناشِد الطرفان المجتمع الدولي للمساعدة في هذا المجال.
5. تأمين حقول النفط في ولاية الوحدة (المربعات 1، 2 و 4) وتارجاث (مربع A5) هو مهمة مواطني جنوب السودان كافة. عند الضرورة، فإن حكومة جنوب السودان وعند مباشرتها لواجباتها الأمنية سوف تعمل مع حكومة السودان وبالتنسيق معها، وتتولَّى حكومة جنوب السودان بالتعاون مع حكومة السودان إعادة تأهيل حقول النفط المذكورة أعلاه وأي حقول أخرى يُتَّفق عليها، وذلك للعودة بالانتاج النفطي لمستوياته السابقة. كل المسائل العالِقة المرتبِطة بالقطاع النفطي وخاصة تكلفة إعادة تأهيل الحقول تُقيَّم فنياً واقتصادياً بواسطة السلطات المختصة في جنوب السودان والسودان. ويحِق لكل طرف أن يستعين بطرف ثالث مختص فنياً ومحايِد وذلك ليُقيِّم التقديرات بحياد دون أن يؤثِّر ذلك على العمليات المشتركة. وتُعتبر هذه البيانات أساس لأي قرار سياسي يتخذه قادة البلدين الشقيقين. وتلتزم حكومة جنوب السودان باستخدام عوائد النفط لتحسين مستوى معاش مواطني جنوب السودان والتخفيف من الفقر والمعاناة.
تم إبرام هذا الاتفاق وتوقيعه بالقصر الجمهوري بالخرطوم، السودان، في 27 يونيو 2018م.
الرئيس سلفاكير ميارديت/     رئيس جمهورية جنوب السودان
د. رياك مشار تينج /رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة
مُمثِّل تحالف المعارضة
مُمثِّل المعتقلين السابقين
مُمثِّل الأحزاب السياسية الأخرى
ضامِن
الرئيس عمر حسن أحمد البشير
رئيس جمهورية السودان
          الشهود:                       مُمثِّل الإيقاد
                                         مُمثِّل الترويكا

“الترويكا” تؤكد دعمها لإتفاق قادة جنوب السودان

وقال السفير البريطاني بالخرطوم عرفان صديق ممثل دول الترويكا في تصريح له أن وقف اطلاق النار مهم جداً للإستقرار والأمن بجنوب السودان والمنطقة ككل، مشدداً على ضرورة تنفيذ وقف اطلاق النار في الزمن الذي حددته الإتفاقية ومن ثم الدخول في التفاصيل المتبقية لحقيق سلام شمال ومستدام.
وقال عرفان: نحن كممثلين لدول الترويكا شهداء على هذا الإتفاق وسندعم كل الجهود لإحلال السلام في جنوب السودان.

الإيقاد ترحب بإعلان وقف إطلاق النار بجنوب السودان

رحبت منظمة الإيقاد بالإتفاق الموقع بين فرقاء دولة جنوب السودان بالعاصمة الخرطوم الخاص بوقف إطلاق النار وفض الإشتباك والفصل بين القوات المتمركزة وفتح المعابر للأغراض الإنسانية والإفراج عن الأسرى والمعتقلين السياسيين بدولة جنوب السودان.
وقال السفير أبوزيد الحسن ممثل الإيقاد في مباحثات الخرطوم في تصريح له، إن توقيع الإتفاق يعتبر تاريخياً للسودان وسيضع اساساً متيناً لحل للخلافات، واصفاً التوقيع بأنه مجهود جبار بذلته مجموعة من الأطراف، وزاد: نحن في الإيقاد نثمن هذا الجهد للسودان والرئيس البشير ونتمنى ان تستمر المباحثات للوصول إلى سلام شامل بجنوب السودان .
وأكد الحسن إلتزامهم الكامل بدعم مبادرة البشير للوصول بها إلى بر الأمان وتحقيق سلام شامل بدولة جنوب السودان.

البشير: الإتفاق هديتنا لمواطني جنوب السودان

أعلن رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، راعي اتفاق الخرطوم الإطاري لسلام جنوب السودان، أن الوثيقة التي تم توقيعها، الأربعاء، في الخرطوم تعتبر بداية لعودة السلام والاستقرار بجنوب السودان. وقال إن البندقية ستتوقف اعتباراً من اليوم.
وأضاف البشير في كلمة مقتضبة في حفل توقيع الاتفاق بالقصر الرئاسي بالخرطوم، أن الاتفاق هديتنا لمنسوبي جنوب السودان في كل مكان، ونبشرهم بأن السلام الشامل آت لكل لربوع الجنوب.
وشكر الإيقاد على الثقة التي منحتها له وتكليفه بملف السلام في الجنوب، مشيداً بجهود الرئيس اليوغندي يوري موسفيني في مفاوضات الخرطوم والاتفاق الإطاري.
وأكد البشير أن جدية الرئيس الجنوب سوداني سلفاكير ود.رياك مشار والقادة الجنوبيين وحرصهم الشديد على الوصول لاتفاق سلام، أسهم في الوصول لنتيجة إيجابية في وقت قصير.
وأبدى تفاؤله بأن يكون اتفاق الخرطوم مدخلاً لاتفاق سلام شامل بالجنوب، وقال إن الاتفاق وضع الأساس المتين للسلام بجنوب السودان، وستكون نتائجه واضحة وأن البندقية ستتوقف منذ اليوم.

“من الخرطوم سلام”

من المنتظر أن تتوج اليوم الأربعاء، المباحثات بين رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، وزعيم المعارضة المسلحة، رياك مشار، بتوقيع اتفاق سياسي، بإشراف الرئيس عمر البشير.
وقال وزير الخارجية الدرديري محمد أحمد، في الجلسة المباشرة لمبحاثات الجانبين، بالخرطوم، إن “المباحثات المغلقة التي جرت بين سلفاكير ومشار، بحضور الرئيس عمر البشير، توجت بالاتفاق على بعض النقاط، سيعلن عنها صباح اليوم”، دون مزيد من التفاصيل.
من جانبه، قال زعيم المعارضة المسلحة، ريك مشار، إن “مسودة الاتفاق مع رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت وصلتني متأخرة، ولم أطلع عليها بشكل جيد”.
وأضاف: “أطلب مهلة بـ48 ساعة للجلوس مع بقية المعارضة المسلحة، لمناقشة مسودة الاتفاق والتوقيع عليها”. وتابع: “لم تكن هناك رؤية واضحة لتحقيق السلام بدولة جنوب السودان، لكن السودان بإمكانه رعاية عملية تفاوضية شاملة”.
بدوره، قال رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، إن “مساعي الرئيس عمر البشير، جادة لتحقيق السلام في دولة جنوب السودان”. واعتبر أن “البشير قادر على رعاية السلام بأمانة، وتحقيق خطوات إيجابية”.
وينص الاتفاق المنتظر توقيعه بين سلفاكير ومشار، والذي حصلت (اليوم التالي) على نسخة منه، على “إعلان وقف إطلاق النار التام والدائم في كل الجبهات”. كما ينص أيضًا على “القبول بتجميع كل القوات المقاتلة من جميع الأطراف في مواقعها الراهنة، وتفويض منظمة (إيقاد ـ الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا) والاتحاد الأفريقي، لنشر القوات الأفريقية اللازمة لمراقبة وقف إطلاق النار”. ويقضي أيضًا بـ”قبول مبدأ العمل معًا من أجل إنسان دولة جنوب السودان، على أن يتم اعتماد المدن الثلاث: جوبا، ملكال، وواو، عواصم مؤقتة تتقاسم مؤسسات الحكم”.
ومنح الاتفاق، “تفويضًا لحكومة السودان لاتخاذ ما يلزم نحو تأمين حقول النفط بدولة جنوب السودان، بالتنسيق مع حكومة البلد الأخير، والعمل على تأهيل الحقول والعودة بالإنتاج النفطي لمستوياته السابقة”. وأضاف الاتفاق أنه “في هذا الإطار، تتم تسوية المسائل العالقة بين البلدين الشقيقين المرتبطة بالقطاع النفطي”.
وفي كلمته أمام الجلسة المباشرة، وجه الرئيس عمر البشير، بفتح الحدود مع دولة جنوب السودان، لتسهيل حركة المواطنين والتجارة. وقال، إن جهود بلاده “مستمرة إلى حين الوصول إلى سلام حقيقي في دولة جنوب السودان”. وأضاف: “سنقف معكم ولن نترك أي فرصة أو محاولة، لتحقيق السلام في بلدكم، ووجودكم في الخرطوم غير وجودكم في أي عاصمة أخرى”. وأشار إلى أن “الظروف الإنسانية للاجئين من دولة جنوب السودان سيئة، وسنعاملهم بصورة استثنائية، وندعمهم ونخفف من آلامهم”.
ولفت إلى أن “الزعيم الحقيقي هو الذي يضحي من أجل شعبه، ولا زعامة لشخص يضحي من أجل مصالح وأهداف شخصية”. وأضاف، “كنت رئيسًا للبلاد وأحارب من أجل الوحدة مع جنوب السودان، ورئيسًا للحكومة التي وقعت اتفاقية السلام الشامل في 2005”. وتابع، “كنا حريصين على تنفيذ الاتفاقية والالتزام ببنودها رغم شعورنا بالألم، أن لا ينقسم السودان في عهد رئاسة عمر البشير”. وزاد: “لكن من أجل السلام ضحينا بأن ينقسم السودان في عهدنا من أجل السلام، ولكن للأسف كانت النتيجة أن الأوضاع تدهورت في جنوب السودان، أكثر من أيام الحرب قبيل تنفيذ الاتفاقية”. ومضى قائلًا: “حجم أعداد الضحايا في الصراعات الأخيرة بدولة جنوب السودان فاقت كل الدماء التي أريقت في الحرب التي استمرت في جنوب السودان لأكثر من 20 عامًا”. واستدرك: “إذا لم نصل إلى سلام خلال أسبوعين في الخرطوم، فستجدوننا معكم من أجل المواطن في جنوب السودان”. وأضاف: “إذا لم تتوصلوا إلى سلام، فسيكون هناك كلام”.
وسبق أن كشفت الحكومة، الأحد الماضي عن خطة مشتركة مع جوبا لإعادة تشغيل حقول دولة جنوب السودان، يبدأ تنفيذها في الفترة المقبلة. وقال وزير النفط، أزهري عبد القادر، خلال لقائه وزير الطاقة بدولة جنوب السودان، إزيكيل لول جاتكوث، إن زيارة وفد بلاده تأتي في إطار إجراء مباحثات فنية عالية المستوى، تفضي إلى إعادة تشغيل حقول دولة الجنوب.
وشملت أجندة المباحثات، إعادة الإنتاج النفطي من بعض الحقول وزيادة حجم الإنتاج من حقول أخرى في دولة الجنوب.
وتشهد عمليات الإنتاج والتصدير للنفط المستخرج من حقول الجنوب، مشاكل فنية، وأخرى مرتبطة بخلافات حول رسوم نقل الخام عبر الأراضي السودانية ومنها إلى الخارج.
وفي 2013، وقع السودان ودولة الجنوب 9 اتفاقيات في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، من بينها اتفاقية النفط التي تتضمن الترتيبات المالية الانتقالية التي تتضمن رسوم عبور وتصدير نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية. وانفصال جنوب السودان، أفقد الأخيرة ثلاثة أرباع مواردها النفطية، بما يساوي 80 بالمائة من احتياطيات النقد الأجنبي و50 بالمائة من الإيرادات العامة.
وانطلقت، أمس الأول (الاثنين)، مباحثات السلام بين أطراف النزاع بدولة جنوب السودان، بالخرطوم بوساطة (إيقاد)، وحضور الرئيس البشير ونظيره الأوغندي، يوري موسفيني. والخميس الماضي، اختتمت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، قمة قادة دول (إيقاد) التي استمرت ليوم واحد، لبحث مقترح إنهاء أزمة جنوب السودان.
وفي 5 يونيو الجاري، أعلنت الخرطوم عن مبادرة جديدة يقودها البشير، لحل الأزمة السياسية في جنوب السودان، بهدف “حث الفرقاء الجنوبيين لتجاوز الخلافات وتحقيق الاستقرار والتنمية”. والتقى سلفاكير، الأربعاء الماضي، مع مشار، في أديس أبابا، للمرة الأول منذ عامين.
وانفصلت دولة جنوب السودان عن السودان، عبر استفتاء شعبي، عام 2011، وتشهد منذ 2013 حربًا أهلية بين القوات الحكومية والمعارضة، اتخذت بُعدًا قبليًا.
وخلفت الحرب نحو 10 آلاف قتيل، وملايين المشردين، ولم يفلح في إنهائها اتفاق سلام وقعته أطراف النزاع عام 2015.
و(إيقاد) هي منظمة حكومية أفريقية شبه إقليمية، تأسست عام 1996، تتخذ من جيبوتي مقراً لها، وتضم كلًا من: إثيوبيا، كينيا، أوغندا، الصومال، جيبوتي، أريتريا، السودان، وجنوب السودان.

الجنوبيون بالخرطوم يحتشدون دعماً لوقف الحرب وإحلال السلام ببلادهم

إنطلقت الإثنين بالعاصمة الخرطوم المحادثات بين الفرقاء في دولة جنوب السودان لمناقشة كيفية حل القضايا فيما يتعلق بمسألة الحكم والترتيبات الأمنية بمبادرة من رئيس الجمهورية عمر البشير في إحلال السلام  بجنوب السودان .


وتعددت مواقف ومبادرات الحكومة السودانية الداعمة للجهود الدولية والإقليمية لتحقيق السسلام بدولة الجنوب والتي تجد تقدير شعب دولة جنوب السودان ، بما يؤكد أن الماضي ليس من يحرك الخرطوم في تعاطيها مع إنهاء النزاع بالجنوب وإنما المستقبل فمن شأن إستقرار دولة الجنوب أن ينعكس شمالاً أيضاً بالإضافة إلي المردود والأثر الإيجابي علي الإقتصاد السوداني والذي يرتبط بشكل كبير بإيقاف الحرب .
 ويتوقع المراقبون لمبادرة تحقيق السلام في جنوب السودان إختراقاً سياسياً بسبب الظروف التي أُتيحت لها من خلال وجود طرفيّ الخلاف وقيام الرئيس البشير بدور الوساطة بنفسه بإعتباره خير من يدرك أبعاد الصراع بدولة الجنوب ، كما أن حضور الرئيس اليوغندي موسفيني يُعطي إشارة واضحة أن الإقليم بأكمله يقف وراء إنجاح هذه المبادرة .

ويري عدد من سلاطين وأبناء جنوب السودان الذين إحتشدوا خارج قاعة الصداقة التي تستضيف مباحثات الجنوبيين دعماً لإنجاح المفاوضات أن الشعب السوداني والقيادة السودانية المتمثلة في شخصية الرئيس البشير أثبتوا للعالم أن همهم الأول تحقيق السلام والإستقرار بدولة جنوب السودان ،  وقال السُلطان ماركو أبرم من أبناء واو ببحر الغزال أن جميع مواطنيّ الجنوب لديهم رغبة قوية في إحلال السلام ووقف الحرب ، مناشداً الرئيس سلفا و مشار بالتوصل إلي إتفاق يفضي إلي سلام دائم .
فيما كشف ياسر بولا عضو المجلس التشريعي الولائي السابق بجنوب السودان عن ضرورة تقديم تنازلات من أجل مصلحة دولة الجنوب ، وأشار إلي أهمية تحكيم صوت العقل والإحتكام إلي السلام ، وأكد ثقته في نجاح مبادرة الرئيس البشير من أجل إحلال السلام بالجنوب .
وبدوره أبدي السُلطان  باولا جون من أعالي النيل سعادته بمبادرة الرئيس البشير في الوساطة بين سلفا ومشار للتوصل إلي سلام دائم بالجنوب ، ووجه رسالة لكلِ من سلفا ومشار بأنه يكفي حرباً ويجب الإتجاه للسلام ، كما وجه رسالة إلي الرئيس السوداني البشير بالوقوف مع أبناء دولة الجنوب إلي أن يتم التوصل إلي سلام .

وقال عدد من مواطنيّ دولة جنوب السودان بأن إحلال السلام بالجنوب من شأنه أن يُسهم في بناء وتنمية الجنوب ، وأكدوا أن الهم الأول والأخير للمواطنين وقف الحرب ، وقالت المواطنة أنجلينا قرنق أن الأمهات والأطفال سئموا من الحرب ، وكشفت عن أمنيتها بوقف  الحرب والتوصل إلي سلام طال إنتظاره منذ وقت طويل .
فيما إعتبر جوزيف يعقوب من الكنيسة الكاثولوكية بالجنوب أن خطوة المبادرة خطوة جادة نحو تحقيق السلام ، وأشار إلي أنه يجب علي الرئيس سلفا وزعيم المعارضة مشار عدم النظر إلي السُلطة ، وأن يكون همهم إنسان الجنوب والعمل علي خدمته وتحقيق الأمن والسلام والتنمية .

وبدوره شكر السُلطان خميس ديمو من ولاية بحر الغزال “واو” الرئيس السوداني البشير علي جمع الرئيس سلفا وزعيم المعارضة الجنوبية مشار  بالخرطوم ومحاولة تقريب وجهات النظر بينهما بمختلف الوسائل ، وناشد كلاً من سلفا ومشار وقف العدائيات بينهما ونبذ الحرب والإحتكام لصوت العقل والتوصل إلي سلام دائم بدولة جنوب السودان .

ويري ستيفن لوال الأمين العام للهيئة القومية لدعم السلام بدولة جنوب السودان أن المبادرة التي قدمها السودان كبيرة ومن شأنها أن تخرج الجنوب من نفق أزمته السياسية ، وأشار إلي أن مبادرة الرئيس البشير ترتكز علي معرفة وثيقة بمجريات الأوضاع في دولة الجنوب ، وأكد لوال أن إستقرار الجنوب يعني إستقرار السودان بصفة عامة .

وعلي ضوء ذلك يتضح لنا الآمال الكبيرة التي يحملها مواطنيّ دولة الجنوب أن تفضي مباحثات الخرطوم بين سلفا ومشار إلي التوصل إلي سلام ينهي معاناتهم مع الحرب التي خسروا بسببها الكثير والكثير ، رافعين شعار : “لا للحرب ، نعم للسلام ” .

(سلام أفريقيا)

بعد عشرين عاماً من المواجهة يهبط وزير الخارجية الأريتري في مطار بولي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا ويجد في انتظاره رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد محملاً بالورود والأزهار. وكأن الرئيس يمسح من التاريخ عشرين عاماً من الصراع
ويبدلها بمستقبل يحيطه التعاون بين البلدين اللذين يقول التاريخ إنهما كانا في الأساس وطنا واحدا. الورود التي نثرها الرئيس الإثيوبي على ضيوفه بدت وكأنها تنبت في الخرطوم التي تستضيف قمة تطبيب الجراح بين الرئيس الجنوب سوداني سلفاكير ميارديت ونائبه رياك مشار لإيقاف نزيف الدماء المنهمر منذ خمس سنوات. ومثل الذي يلتقط القفاز بلون سلامه الأخضر يعلن رئيس الجمهورية المشير البشير عن فتح الحدود بين دولتي السودان وجنوب السودان، هي نفسها الحدود التي تنبت على جانبيها أشجار النزاع وفي أفضل أحوالها الاختلاف حول ترسيمها كما يحدث في منطقة سماحة وغيرها من المناطق الواقعة بين الدولة الأم والدولة المنفصلة عنها قبل سنوات سبع.
ما يجري الآن يطرح السؤال المتعلق بمستقبل المنطقة بشكل عام ولأي مدى يمكن للشرق الأفريقي أن يتجاوز سنوات الاحتراب لصالح سنوات التعايش وفقاً لمنهج المصالح المتبادلة، السؤال لا ينفصل عن استفهام آخر حول: ما الذي جنته الشعوب من تطاول امد نزاعاتها؟ كان الرئيس الجنوب سوداني سلفاكير ميارديت يطلق الجزء حين يريد الكل يقول في الخرطوم بأنه يحس بمدى الآلام التي تقع على كاهل الجنوبيين بفعل استمرار حرب الرئيس ونائبه المتمرد عليه معاناة جنوبيي الجنوب لا تنفصل عن معاناة أكبر كتلة سكانية بينه والشمال في الحدود والآثار الاقتصادية الكارثية لتمدد ظاهرة الحرب التي عطلت مصالح الناس، هو ذاته المشهد الذي يمكن أن تلمحه حين تقف بين إثيوبيا وأريتريا وتعايش كل مظاهر اللاحياة حيث لم تجن سوي الخراب والدمار.
هل من ثمة توجهات جديدة في المنطقة؟ وما الذي يقف وراءها؟ بالنسبة للكثيرين فإن تبلور حقبة سياسية جديدة في إثيوبيا يبدو ماثلاً للعيان، حقبة بدت وكأن زعيمها الشاب يمضي حاملاً ممحاته لكل إرث الماضي المرتبط بالصراعات وساعياً بكل ما أوتي من قوة من أجل إعادة ترسيم الواقع بما يحقق المصالح المشتركة، وهو أمر بدا بارزاً حين هبوطه في السودان وتوجهه إلى مصر قبل أن ينجح في جلب فرقاء الجنوب إلى عاصمة الاتحاد الأفريقي برعاية من الإيقاد. هذا التوجه قد لا يعجب البعض وهو ما أكدت عليه ما أسمتها الحكومة الإثيوبية محاولة اغتيال استهدفت التحولات الإيجابية نحو السلام قبل استهدافها لشخص الرئيس الإثيوبي.
بالنسبة لعدد من المراقبين للمشهد الأفريقي فإن التحولات الإثيوبية الحالية تجد دعما منقطع النظير من المجتمع الدولي ومن الولايات المتحدة الأمريكية على وجه التحديد باعتبار أن تحقيق السلام هو رغبة دولية من شأنها أن تساهم في حلحلة عدد من القضاياء الدولية المعقدة. لا يمكن فصل الدعم الغربي للحراك نحو السلام في المنطقة من حديث البعض حول أدوار إيجابية لعبتها بعض دول الخليج في تقريب وجهات النظر الإثيوبية الأريترية لاعتبارات تحالفية، فيما يمضي كثيرون نحو نقطة أخرى تتعلق بالرغبة الإثيوبية في تجفيف كل بؤر النزاع في طريقها نحو المستقبل.
ترى الحكومة السودانية في دورها المتعلق بإيقاف الحرب في جنوب السودان مسؤولية أخلاقية وواجبا تفترضه أسس التاريخ المشترك. المفارقة أن الموقف الأخلاقي هو المبرر الذي دفع به الرئيس اليوغندي موسفيني في دفعه لمبادرة السلام بين سلفا ومشار، وليس وحده المنطلق الأخلاقي وحده هو المحرك السوداني في اتجاهه جنوباً وسعيه من أجل تحقيق السلام، فعوامل لمثل تحقيق الأهداف الاقتصادية والحفاظ على الأمن القومي السوداني يبدو على درجة كبيرة من التأثير في التحركات السودانية كما أن معادلة الارتباط بين استقرار جوبا والخرطوم تؤثر على الخطوات السودانية دون إهمال الأثر الإيجابي للحراك الاقتصادي بين الدولتين في سبيل فك الاختناق عن الخرطوم التي تعيش أوضاعاً اقتصادية بالغة السوء فقرار مثل قرار انسياب النفط الجنوبي في اتجاه الشمال من شأنه أن يقلل من الضغوط الهائلة على الحكومة السودانية اقتصادياً، وقد يكون أكثر العوامل تأثيراً في السعي الجاد من أجل تحقيق السلام في جوبا دون إهمال عامل أساسي يتعلق بالرغبة الدولية في تحقيق سلام بالجنوب مما دفع بالولايات المتحدة الأمريكية لأن تربط بين إيجابية الدور السوداني في هذه العملية ومغادرة البلاد لقائمة الدول الراعية للإرهاب.
متوافقاً مع كل هذا، فإن عاملا آخر يبدو هو الأصل في كل الحراك المحموم من أجل تصفية النزاعات يتعلق هذه المرة برغبة الشعوب نفسها في ممارسة حياتها وتبادل المنافع بذات الاعتيادية دون أن تسقط في بئر الخلافات السياسية للأنظمة.

(إعادة فتح البلف)

(الخرطوم وجوبا يبحثان عودة بدء الإنتاج من آبار النفط بجنوب السودان)، يبدو العنوان مألوفا من تكراره في أكثر من مناسبة، فالجانب السوداني الذي توجه إلى جوبا في سفريات متفرقة يتداول مع رصفائه بالجنوب في ذات القضية منذ سنوات، لكن أوضاع البلدين الاقتصادية في الوقت الحالي تجعل من المباحثات التي بدأت مساء أمس بالخرطوم بعد وصول وفد من وزارة الطاقة بجنوب السودان برئاسة وزير الطاقة إيزاكيل جاتكوث، ذات أهمية قصوى، حيث تهدف لإصلاح ما تسببت فيه الحرب والنزاعات القبلية بالجنوب والتي أوقفت إنتاج عدد من الحقول.
ورغم أن البعض ينظر إلى أن هذه الجولة تبدو اعتيادية مثل سابقاتها، غير أن عودة الإنتاج النفطي بجنوب السودان تخدم البلدين باعتبار أن السودان يتحصل من جوبا على رسوم لنقل وتصدير النفط تخفف وطأة ندرة العملات الأجنبية، فيما يُعد النفط هو المورد الأول لخزانة دولة جنوب السودان.
المباحثات بين قطاعي النفط بالبلدين جاءت متزامنة مع المفاوضات بين حكومة جنوب السودان والفصائل الجنوبية التي تستضيفها الخرطوم منذ أمس الاثنين بتيسير من السودان وتحت رعاية منظمة الإيقاد. وقد عقد الرئيسان جلسة مباحثات مشتركة أمس بالقصر الجمهوري تتناول عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك بجانب سبل إحياء ودعم عملية السلام في دولة جنوب السودان والتي ستعقد تحت إشراف رئيس الجمهورية المشير عمر البشير وضمن جهود منظمة الإيقاد لتحقيق السلام في دولة جنوب السودان، استنادا على توصيات القمة الاستثنائية لإيقاد التي عقدت بأديس أبابا، اثيوبيا مؤخرا.
و”إيقاد” هي منظمة حكومية أفريقية شبه إقليمية، تأسست عام 1996، تتخذ من جيبوتي مقراً لها، وتضم كلًا من: إثيوبيا، كينيا، أوغندا، الصومال، جيبوتي، أرتريا، السودان، جنوب السودان.
وزير الطاقة بدولة جنوب السودان والذي وصل نهار أمس إلى الخرطوم، استقبله نظيره السوداني، أزهري عبد القادر الذي قال إن أجندة المباحثات التي تعنى بإعادة الإنتاج النفطي من حقول (الوحدة) و(سارجاث) وزيادة الإنتاج من الحقول المنتجة حاليا في (فلج) تشمل أيضا النقاش حول التفاصيل الفنية المتعلقة ببدء الإنتاج مجددا وجدولتها في خطة عمل سريعة لإدخال حقول (سارجاث) و(التور) و(النار) ومن بعدها حقول (الوحدة) وتوقع عبد القادر ذهاب الفرق الفنية إلى المواقع في أقرب فرصة ممكنة بعد توثيق ما يتفق عليه وتحويله إلى خطة عملية بمواقيت زمنية محددة وأفاد أن شركتي (B OPCO2) من جانب السودان و(جيبوك) من جنوب السودان شرعتا بالفعل في وضع الترتيبات اللوجستية للإمداد الفني لحقل (سارجاث) وتهيئة البيئة للفرق الفنية التي تأتي من جنوب السودان وإمكانية توصيل الكهرباء لبدء الإنتاج النفطي.
وأبدى الوزير عبد القادر ثقة في نجاح المباحثات الحالية التي قال إنها جاءت امتدادا لزيارة سابقة في الخامس من يونيو ضمن وفد السودان الذي التقى سلفا كير ميارديت في جوبا ونقل إليه مبادرة الرئيس عمر البشير لإنفاذ مشروع السلام بين الفرقاء بدولة الجنوب وتابع: “السلام يحتاج إلى دعم مادي يتمثل في استخراج النفط لمصلحة البلدين”.
من جهته قال وزير الطاقة بدولة الجنوب إن المباحثات حول النفط تمثل تنفيذا لتوجيهات رئاستي البلدين لاستئناف الإنتاج النفطي في أقرب وقت ممكن. وشدد على أهمية التعاون لتحقيق المصالح في إنتاج النفط من حقول الجنوب وتصديره عبر ميناء بورتسودان كما أكد استتباب الأمن في مناطق البترول ما يمكن من تهيئة بيئة العمل، كاشفا اعتزامهم تسجيل زيارة ميدانية لحقول هجليج والوقوف على جاهزية المنشآت النفطية فيها.
خمس سنوات هي عمر الحرب الأهلية بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار، التي أدت إلى توقف الإنتاج في عدد كبير من الحقول النفطية في جنوب السودان، الذي بات ينتج ما لا يزيد عن 150 ألف برميل، بدلاً عن 350 ألف برميل في 2011. إلا أن جوبا وفي العام 2016 طلبت رسميا من الخرطوم، مساعدات فنية وتقنية لإعادة تشغيل حقول نفط (الوحدة) التي توقفت عن الإنتاج، بعد أن تأثرت بالأحداث الأمنية التي اندلعت هناك إثر الخلاف بين سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار.
تعقيدات كثيرة تمسك بتلابيب ملف النفط بين الخرطوم وجوبا الذي اعترته عقبات وتحديات حتى في أيام وحدة البلدين وعقب انفصالهما وكان النفط العامل الأول في إشعال الخلاف بين الدولتين وأدى الأمر إلى إغلاق الآبار من الجانبين في عدد من المناسبات إلا أنه خلال الفترة الأخيرة حرص الجانبان على التوافق على عودة التعاون بينهما في المجال بهدف المصلحة العامة ولم تحسم هذه التعقيدات إلا في العام 2013 بعد أن وقع والسودان وجنوب السودان تسع اتفاقيات في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا من بينها اتفاقية النفط والمسائل الاقتصادية تتضمن الترتيبات المالية الانتقالية التي تتضمن رسوم عبور وتصدير نفط جنوب السودان عبر الأراضي السودانية، فضلا على التجارة الحدودية بين البلدين.
وانفصل جنوب السودان في العام 2011 عن السودان مما أفقده ثلاثة أرباع موارده النفطية بما يساوي 80 % من احتياطيات النقد الأجنبي و50 % من الإيرادات العامة.
وفي أغسطس الماضي وضمن اجتماعات اللجنة المشتركة بين السودان ودولة جنوب السودان التي هدفت إلى تطوير وترقية العلاقات الاقتصادية بين البلدين في مجالات البترول والتجارة. حينها أكد مستشار رئيس حكومة جنوب السودان رئيس الوفد؛ توت قلواك مالين، استعداد حكومة جنوب السودان للتوصل إلى اتفاق في كافة القضايا المعلقة في المجال الاقتصادي لمصلحة شعبي البلدين.
المحلل الاقتصادي د. محمد الناير وصف خطوة استئناف التعاون النفطى بين دولة السودان ودولة جنوب السودان بأنها ممتازة وفاتحة خير على اقتصاديات البلدين وأضاف الناير أن هذه الخطوة، ولكى تصيب النجاح تحتاج فقط لمزيد من الاستقرار الأمني في دولة جنوب السودان، موضحا أن اتفاقية التعاون النفطي بين الدولتين موجودة سلفا ومتفق عليها، مبينا أن الاتفاقية تكفل لدولة السودان الحصول على 25 دولارا في المتوسط عن البرميل الذي يتم تصديره عبر خطوط الأنابيب السودانية الممتدة من دولة الجنوب إلى ميناء بشائر بولاية البحر الأحمر، مضيفا أن هذا المبلغ يشمل رسوم العبور والرسوم السيادية وبعض التعويضات، موضحا أن الاتفاقية تحتاج فقط إلى لمسات أخيرة تتمثل في دعم الكوادر السودانية المؤهلة والقادرة الموجودة في شمال السودان للكوادر الجنوبية لإعادة تشغيل الآبار والحقول المتوقفة،لافتا إلى أن معيار نجاح هذه الاتفاقية يكمن في التعاون المشترك بين البلدين لدعم هذه الاتفاقية. وزاد قائلا: صحيح قد لا تكون هنالك تكنولوجيا حديثة ومتطورة تعمل على زيادة الإنتاج وهذه نفس الإشكالية التي عانى منها أيضا البترول المنتج فى الشمال حيث تراجعت إنتاجيته بعد الانفصال، مستدركا: يمكن لهذه الكوادر أن تعيد تشغيل هذه الآبار كما كانت في السابق، لافتا إلى أن حكومة جنوب السودان كانت تضخ حوالى 320 ألف برميل يوميا قبل الانفصال، مضيفا أنه إذا عادت هذه الاتفاقية ولو بإنتاج أقل من هذه الكمية فسيسهم ذلك في توفير النقد الأجنبي للدولتين، معربا عن أمله في أن تكلل هذه الخطوة بالنجاح وأن يعمل قطاعا النفط في البلدين في ظل ظروف أمنية مستقرة خاصة في دولة جنوب السودان حتى يعود إسهام هذا القطاع بمعدلات عالية من النقد الأجنبى في دعم اقتصاديات البلدين.

"البالمبو" توحِّد وجدان فرقاء الجنوب

استطاعت فرقة البالمبو أن تنتزع وحدة وجدان فرقاء الجنوب؛ الرئيس الجنوبي سلفاكير ميادريت، وغريمه اللدود زعيم المتمردين د. رياك مشار، في الجلسة الافتتاحية لمفاوضات الفرقاء بالخرطوم، الإثنين، والتي حشدت لها الخرطوم كل أسباب النجاح، من زخم سياسي، وتشريف الرئيس اليوغندي يوري موسفيني، لتدشين المفاوضات.
وكان لافتاً للأنظار وجود سلفا ومشار، ويتوسطهما الرئيس البشير وعدد من المسؤولين يتمايلون طرباً بابتسامة تكسو الوجوه على نغمات فرقة البالمبو بزخمها الفني والفلكلوري وفنها المستلهم من التراث والثقافة السودانية المتعددة الأعراق والسحنات. وتلك القوالب الفنية ربما قد تكون أيضاً دغدغت وجدان سلفا ومشار، على اعتبار أنها تراث واحد في ظل السودان الموحد قبيل الانفصال، لذلك احتفت صحافة الخرطوم بتفاعل سلفا ومشار مع نغمات وأغاني الفرقة.
ورغم التباعد والمرارات بين الطرفين على اعتبار أنهما خصمان لدودان ويحملان هواجس حول مطبات التفاوض وعراقيله وأشواق كل طرف منهما للتفاوض، بما يتماشى مع منطلقاته وترتيباته إلا أن كل تلك الهواجس لم تمنع سلفا ومشار من أن يتمايلا طرباً في باحة القاعة الرئاسية بقاعة الصداقة لعدة اعتبارات، منها أن السودان يمثل لهم الدولة الأم، فضلاً عن أن مفاوضات الخرطوم التي جاءت بمبادرة من الرئيس البشير، وحاولت أن تتلقفها بعض الدول نتيجة الأطماع إلا أنها عادت إلى الخرطوم، بسند من الإيقاد وتأييد دولي.
مفاوضات الخرطوم تمثل المخرج الآمن لمشكلة الجنوب المستعصية، حال تواضعت الأطراف على اتفاق نهائي يفضي إلى سلام دائم يعزز التنمية في جنوب السودان، ويدعم الاستقرار السياسي والاقتصادي في السودان، للروابط الكثيرة التي تجمع بين السودان ودولة جنوب السودان، لأنه لا مناص من التعاون بين البلدين في شتى المجالات.
وحال توصل المفاوضات بين فرقاء الجنوب لاتفاق نهائي والذي بدأت بشاراتها تلوح في الأفق، بالاتفاق على بعض النقاط أو ما أطلق عليه اتفاق الخرطوم الإطاري، فإن نغمات البالمبو تمثل أولى إشارات وبوادر الاتفاق بين الجنوبيين الذين أزهقتهم نيران الحرب وويلاتها، وجعلت شعبهم تحتشد به معسكرات اللجوء في الدول المجاورة، في ظل ظروف إنسانية بالغة التعقيد، والشاهد الحشود الشعبية الجنوبية التي ظلت تراقب انطلاق مفاوضات الخرطوم بأشواق السلام والأمن والاستقرار واستغلال ثروات الجنوب لأبنائه.

تكوين لجنة مشتركة لتعويض خسائر الهجوم على هجليج

أعلن وزير النفط أزهري عبدالقادر، عن بدء تأهيل وصيانة حقول الوحدة لاستئناف ضخ نفط دولة الجنوب مطلع الشهر القادم، بينما أشار نظيره الجنوب سوداني للاتفاق على إعادة فتح مربعات (1,2,4)، وتكوين لجنة لتعويض خسائر الهجوم على هجليج ودياً. 
وخاطب الوزير، الثلاثاء، مراسم توقيع الاتفاق مع وزارة الطاقة بجنوب السودان بعد المباحثات التي جمعت الجانبين والتي استمرت على مدار يومين بالخرطوم، وقال إن خطوات الصيانة تتم على ثلاث مراحل من الحقول الشمالية حقل (ثارجاث) الذي توقع أن ينتج 100 ألف برميل في اليوم، مشيراً إلى اكتمال عمليات التأهيل في أقل من شهرين، بالرغم من الظروف المناخية المتمثلة في الأمطار التي تعيق الحركة.
ونوه الوزير إلى أن الإنتاج بحقول الوحدة بعد إكمال مراحل التأهيل يمكن أن يصل إلى (120/ 130) ألف برميل ليعود بالفائدة على البلدين، وأشار إلى عزم قيادة البلدين على إعادة الإنتاج، مطالباً بتضافر الجهود والعمل بعزم لتحقيق الفائدة المرجوة.
من جهته، أعلن وزير الطاقة بجنوب االسودان أزيكيل لول جاتكوث، الجاهزية لإصلاح اقتصاد البلدين.

السودان ينفذ قرار البشير بفتح الحدود مع دولة الجنوب

اتفق وزيرا التجارة بدولتي السودان وجنوب السودان، يوم الثلاثاء، على الشروع الفوري في وضع القرار الذي أعلنه رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، بإعادة فتح الحدود مع دولة الجنوب، موضع التنفيذ تحقيقاً للمصالح المشتركة بين الدولتين والشعبين.
وأبدى وزير التجارة حاتم السر، ترحيبه بالقرار وفتح التجارة أمام حركة المواطنين وانسياب التجارة تسهيلاً لتبادل السلع والخدمات على أساس المصلحة المتبادلة، وأكد أن جهود السلام من شأنها إعادة التعافي بشكل كبير للحركة التجارية ودعم وترقية التبادل التجاري بين البلدين.
وقال إنه أجرى اتصالاً مع رصيفه وزير التجارة بدولة جنوب السودان، وقال إنهما اتفقا على إشراك القطاع الخاص بالبلدين في الأمر، واعتبر القرار داعماً مهماً لترسيخ السلام وتمهيداً للطريق لمعالجة الملفات العالقة، وفتحاً لآفاق تجارية واسعة وكبيرة بين البلدين.
وقال السر إننا ندعم جهود تحقيق السلام في دولة جنوب السودان، مما سيحقق التأثير الإيجابي على مستويات العلاقات الكلية.
وكان رئيس الجمهورية المشير عمر البشير أصدر توجيهات بفتح الحدود بين البلدين أمام حركة المواطنين والسلع والتجارة خلال جلسة التفاوض المباشر بين الحكومة بجنوب السودان والمعارضة والتي يقوم فيها السودان بدور الميسر وفقاً لقرارات قمة الإيقاد التي عقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أخيراً.

طلاب السودان يرحبون باتفاق فرقاء الجنوب

رحب الاتحاد العام للطلاب السودانيين، بالاتفاق التاريخي الذي وُقّع يوم الأربعاء بالخرطوم بين رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، وزعيم المعارضة، رياك مشار، برعاية الرئيس السوداني، المشير عمر حسن أحمد البشير، تحت مظلة "الإيقاد".
وأكد الاتحاد في بيان له أن الاتفاق يمثل أول فرص نجاح للمبادرة التي أوكلت للبشير بتفويض من "الإيقاد"، وأشار البيان الذي حصلت "شبكة الشروق" على نسخة منه أن نجاح المبادرة ينعكس إيجاباً على مصلحة البلدين ومنطقة دول الجوار، مؤكداً أن التوصل لهذا الاتفاق يعتبر انتصاراً للسودان وجنوب السودان، ودعا البيان أبناء الجنوب للشروع فوراً في إنفاذ الاتفاقية التي تم التوقيع عليها بحضور دول "الترويكا" والقوى السياسية حتى يتحقق السلام في الدولة الوليدة.
وأضاف البيان أن السودان ظل دائماً يقود أدواراً ومبادرات لتحقيق السلام داخل السودان والدول المجاورة، بما يسهم بصورة إيجابية في تحقيق الأمن والسلم في أفريقيا عموماً والإقليم بصورة خاصة.
وامتدح البيان قرار الرئيس البشير بفتح الحدود بين البلدين والوصول إلى اتفاق سياسي كبير بين الفرقاء في الجنوب، ما سيكون له أثر مباشر في انتعاش الاقتصاد وتحقيق الأمن والاستقرار في البلدين.

سلفاكير يغادر الخرطوم عقب توقيعه على وقف إطلاق النار

اختتم رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، يوم الأربعاء، زيارته للبلاد التي استغرقت عدة أيام شارك خلالها في المباحثات بين الفرقاء في الجنوب التي توجت بالتوقيع على اتفاق "الخرطوم السياسي لجنوب السودان".
وكان في وداعه بمطار الخرطوم رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، وعدد من الوزراء.
وكانت الأطراف الجنوب سودانية وقعت على الاتفاق بحضور البشير باعتباره ضامناً لما توصلت إليه الأطراف الجنوبية.
ونص مضمون الاتفاق على وقف دائم لإطلاق النار يبدأ بعد 72 ساعة من توقيع الإعلان بالقصر الجمهوري بالخرطوم منتصف نهار الأربعاء.
ووقعت الأطراف الرئيسة الأربعة من جنوب السودان "الحكومة بقيادة الرئيس سلفاكير ميارديت، ورياك مشار إنابة عن الحركة الشعبية المعارضة، وممثلي المعتقلين السابقين، والمعارضة الداخلية"، إضافة إلى الإيقاد والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والترويكا ومنتدى شركاء الإيقاد.

سلفاكير ومشار يلتزمان بتنفيذ اتفاق الخرطوم

أكد الطرفان الرئيسيان في الاتفاقية الإطارية للسلام بجنوب السودان، سلفاكير ميارديت ود.رياك مشار، التزامهما التام بتنفيذ الاتفاق الإطاري الموقع في الخرطوم، يوم الأربعاء، بحضور وضمان رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، وكل الاتفاقيات التي ستوقع لاحقاً.
وقال رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير في كلمة مختصرة عقب التوقيع، إنه ملتزم التزاماً كاملاً بتنفيذ الاتفاق الذي وقع، وكل الاتفاقات التي ستوقع لاحقاً.
وأضاف "لن أخذلكم ولن أخذل شعب جنوب السودان".
وقال كير إنه شعر بمعاناة الشعب ورأها ولذلك فهو لن يخذلهم ولن يخذل الوسطاء -على حد تعبيره-.
ووقعت الأطراف الجنوب سودانية على اتفاق الخرطوم للسلام في جنوب السودان بحضور رئيس الجمهورية المشير عمر البشير  باعتباره ضامناً ومسهلاً وشاهداً على ما توصلت إليه الأطراف الجنوبية.
ومن جانبه، قال زعيم المعارضة المسلحة د. رياك مشار "أوفينا بوعدنا مع الرئيس البشير ووقعنا اليوم على اتفاقية السلام"، وأضاف "أؤمن بأن شعب جنوب السودان سيكون الأسعد بوقف إطلاق النار".
وتابع "الاتفاقية ستعيد كل اللاجئين المنتشرين في أرجاء الأرض إلى ديارهم".

البشير: اتفاق الخرطوم بداية لعودة السلام لجنوب السودان

أعلن رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، راعي اتفاق الخرطوم الإطاري لسلام جنوب السودان، أن الوثيقة التي تم توقيعها، الأربعاء، في الخرطوم تعتبر بداية لعودة السلام والاستقرار بجنوب السودان. وقال إن البندقية ستتوقف اعتباراً من اليوم.
وأضاف البشير في كلمة مقتضبة في حفل توقيع الاتفاق بالقصر الرئاسي بالخرطوم، أن الاتفاق هديتنا لمنسوبي جنوب السودان في كل مكان، ونبشرهم بأن السلام الشامل آت لكل لربوع الجنوب.
وشكر الإيقاد على الثقة التي منحتها له وتكليفه بملف السلام في الجنوب، مشيداً بجهود الرئيس اليوغندي يوري موسفيني في مفاوضات الخرطوم والاتفاق الإطاري.
وأكد البشير أن جدية الرئيس الجنوب سوداني سلفاكير ود.رياك مشار والقادة الجنوبيين وحرصهم الشديد على الوصول لاتفاق سلام، أسهم في الوصول لنتيجة إيجابية في وقت قصير.
وأبدى تفاؤله بأن يكون اتفاق الخرطوم مدخلاً لاتفاق سلام شامل بالجنوب، وقال إن الاتفاق وضع الأساس المتين للسلام بجنوب السودان، وستكون نتائجه واضحة وأن البندقية ستتوقف منذ اليوم.

"اتفاق الخرطوم" يمهد لسلام دائم بجنوب السودان

وقعت الأطراف المتحاربة بدولة جنوب السودان بقيادة سلفاكير ميارديت وقائد التمرد رياك مشار، وفصائل أخرى، بشهادة وضمان رئيس الجمهورية عمر البشير بالقصر الرئاسي بالخرطوم، الأربعاء، اتفاقاً إطارياً (اتفاق الخرطوم) لفض النزاع تمهيداً لتوقيع اتفاق سلام شامل.
ويدخل اتفاق وقف إطلاق النار الدائم في الجنوب حيز التنفيذ خلال 72 من توقيع هذا الإعلان، وتتفق فيه الأطراف على فتح ممرات الإغاثة وإطلاق سراح المعتقلين وسحب القوات وفض الاشتباك.
وتعتبر مسودة الاتفاق الإطاري التي تلاها وزير الخارجية السوداني د.الدرديري محمد أحمد، أساساً لأي قرار سياسي يتخذه قادة جنوب السودان لتسوية الأزمة.
وانطلقت في الخرطوم، يوم الإثنين، بحضور الرئيس اليوغندي يوري موسفيني، مفاوضات مباشرة بين المعارضة الرئيسة في جنوب السودان بزعامة رياك مشار والحكومة التي يقودها سلفاكير ميارديت وسط حضور أفريقي وإقليمي رفيع.
ووقع كل من الرئيس سلفاكير ميارديت عن حكومة جنوب السودان، ود. رياك مشار رئيس مجموعة الحركة الشعبية- المعارضة عن مجموعات المعارضة الجنوبية، على اتفاق الخرطوم للسلام في جنوب السودان، كما وقع الاتفاق ممثلو المعتقلين والأحزاب والتنظيمات السياسية.
وأكد كل من سلفاكير ومشار في حفل التوقيع التزامهما بتنفيذ الاتفاق وجديتهما في الوصول إلى سلام دائم بجنوب السودان، وشكرا البشير على الجهود التي يبذلها من أجل ذلك.
ونصت مسودة الاتفاق الإطاري في بند الترتيبات الأمنية على إعلان وقف إطلاق النار التام في كل الجبهات، والقبول بتجميع كل القوات المقاتلة من جميع الأطراف في مواقعها الراهنة، وتفويض هيئة "إيقاد" والاتحاد الأفريقي لنشر القوات الأفريقية اللازمة لمراقبة وقف إطلاق النار.
وشرح وزير الخارجية د. الدرديري محمد أحمد، فقرات الاتفاق وتفاصيل الاجتماعات التي عقدت في الخرطوم، منوهاً إلى عزم كل من سلفاكير ومشار على تحقيق السلام.
وتضمن الاتفاق دعوة الاتحاد الأفريقي والإيقاد لوضع قوات حماية لوقف إطلاق النار الدائم واتخاذ الإجراءات ليصبح الجيش والشرطة والأمن أجهزة قومية بعيداً عن القبلية مع جمع السلاح من المواطنين.
وتقول الوثيقة إن تقسيم السلطة سيكون وفق اتفاق التجسير الموقع بين الطرفين وأن تكون الانتخابات حرة ونزيهة ومفتوحة لكل الناس.

صالح: السودان أكثر البلدان تأثراً بنيران الحرب بالجنوب

قال رئيس هيئة علماء السودان أ.د. محمد عثمان صالح، يوم الثلاثاء، إن الحرب بدولة جنوب السودان قضت على ثروات ومقدرات الدولة الناهضة، فضلاً عن أن السودان أكثر البلدان تأثراً بنار حرب الجنوب، داعياً لضرورة التوصل لحل سلمي لإنهاء الأزمة. 
وأعلن عن ترحيب الهيئة بقبول الفرقاء بدولة جنوب السودان للوساطة السودانية يقيادة الرئيس عمر البشير رئيس الجمهورية لرأب الصدع وحل الخلافات السياسية والأمنية بين أطراف النزاع بدولة جنوب السودان.
وأشار صالح إلى تدفق اللاجئين الجنوبيين الفارين من جحيم هذه الحرب نحو المدن السودانية في الشمال، إضافة إلى توقف التعاون الاقتصادي بين الدولتين من جراء هذه الحرب.
وامتدح، بحسب وكالة السودان للأنباء، خطوة انحياز أطراف النزاع بجوبا لخيار السلام وعودة المياه إلى مجاريها بدولة جنوب السودان ومشاركتهم في جولة المباحثات المباشرة في قمة جنوب السودان المنعقدة هذه الأيام بالخرطوم لنبذ الحرب.
وأعرب صالح عن أمله في أن يوفق الله تعالى القائمين على أمر هذه الوساطة لإقرار الصلح لحقن الدماء بين الأشقاء في دولة جنوب السودان، مع وضع خارطة طريق لرفع المعاناة عن كاهل شعب دولة جنوب السودان وتفجير طاقاته في ساحات البذل والعطاء.

واشنطن تطمئن على مفاوضات الفرقاء الجنوبيين بالخرطوم

أعلن مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية دونالد ياماهوتو، يوم الثلاثاء، عن ترحيب بلاده بانطلاق جولة المفاوضات بين الفرقاء الجنوبيين والتي تستضيفها الخرطوم هذه الأيام بناءً على مقررات قمة منظمة إيقاد الأخيرة بهذه الجولة من المفاوضات.
وتلقى وزير الخارجية د. الدرديري محمد أحمد، اتصالاً هاتفياً من دونالد ياماهوتو تبادلا فيه الحديث حول تطورات الأوضاع بجمهورية جنوب السودان على ضوء جولة المفاوضات بين الفرقاء التي تستضيفها الخرطوم. وامتدح المسؤول الأميركي الاختراق الذي تم تحقيقه واصفاً إياه بالمهم.
وأكد ياماهوتو دعم الولايات المتحدة الأميركية للجهود التي يضطلع بها السودان في هذا الصدد، متمنياً أن يتواصل التنسيق والتشاور الثنائي بين البلدين حول القضايا كافة، سيما المتعلقة بتحقيق وتعزيز حالة الأمن والسلم الإقليميين ومعالجة قضايا المنطقة خدمةً لمصالح شعوبها.
وانطلقت بالخرطوم، يوم الإثنين، جولة مفاوضات سلام الجنوب بحضور الرئيس البشير، ورئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت، ونظيرهما اليوغندي يوري موسفيني، إلى جانب عدد من الفصائل الجنوبية بقيادة رياك مشار.

الأربعاء، 27 يونيو 2018

الرئيس السوداني يلتقي مجموعة من تنظيمات المعارضة الجنوبية

التقي الرئيس السوداني المشير عمر البشير مساء اليوم ببيت الضيافة مجموعة من الاحزاب وتنظيمات المعارضة الجنوبية.
وقال د. لام أكول القيادي الجنوبي في تصريحات صحفية ان الوفد شكر رئيس الجمهورية علي دعوته الكريمة للاسهام في حل مشكلة دولة جنوب السودان
و قال لام اكول ان السودان هو اكثر دولة مؤهلة لحل هذه القضية بالنظر الي الروابط الاجتماعية والثقافية والتاريخية التي تربط بين الشعبين.
وأعرب لام أكول عن تفاؤله بنجاح جولة الخرطوم لتسهيل جهود الايقاد لتحقيق السلام بجنوب السودان مضيفا "هذه الجولة اذا لم تصل الي حل فانها ستتقدم خطوات كبيرة نحو تحقيق السلام
وأكد اكول استعداد احزاب وتنظيمات جنوب السودان المعارضة التعاون من أجل الوصول الي حلول بشان القضايا العالقة وزاد قائلا " واننا نثق في قدرته ( البشير) علي حل هذه المشكلة "

البشير يعلن فتح الحدود بين السودان والجنوب

أعلن الرئيس السوداني المشير عمر البشير فتح الحدود بين السودان ودولة جنوب السودان لتسهيل حركة المواطنين وانسياب حركة التجارة، وأكد استعداد السودان لتقديم كل ما يسهم في تحقيق السلام بجنوب السودان.

وقال البشير " خلال مخاطبته اليوم بمقر الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية بسوبا أعمال الجلسة الثانية حول جولة الخرطوم لتسهيل جهود الإيقاد لتحقيق السلام فى جنوب السودان " سنعمل على تحقيق سلام دائم وهدفنا واحد هو الأمن والاستقرار والسلام فى الجنوب.
وقال البشير " قسمنا السودان من أجل السلام " و يواصل - بكل أسف! كل هذه التضحية كانت نتيجتها عدم الحصول على السلام؛ بل تدهورت الأوضاع بالنسبة لمواطني دولة الجنوب بصورة كبيرة؛ مما كانت فى أيام الحرب، وقال " إن حجم الضحايا فى الصراعات الأخيرة فاق كل الأرقام التى حدثت أثناء حرب التى استمرت 20 عاما.
أضاف: لدي مسؤولية أخلاقية تجاه أي مواطن فى جنوب السودان، وقال " أنا كنت رئيسا للبلاد وكنت ورئيس الحكومة الموقع على اتفاقية السلام الشامل، وكان هدفنا تحقيق السلام الشامل فى السودان وتنفيذها رغم الأمل الذى شعرنا به، ويضيف" ما كنا نريد أن التاريخ يسجل انو السودان انقسم فى عهد رئاسة عمر البشير ولكن من أجل السودان؛ ضحينا بوحدة السودان من أجل السلام كان همنا وحدة السودان".
وأشاد البشير بجهود الإيقاد لإتاحة الفرصة لعقد جولة المباحثات بين الفرقاء بمختلف مكوناتهم فى دولة جنوب السودان في الخرطوم بهدف تحقيق السلام فى جنوب السودان، كما عبرعن تقديره لجهود الرئيس اليوغندي يوري موسيفيني لدعمه عملية إحياء السلام فى جنوب السودان ودعم السون فى هذا الاتجاه.
وأكد سيادته؛ استعداد السودان لتقديم كل ما يسهم في تحقيق السلام بجنوب السودان، وقال: "سنتحرك وإنه لو ما قدر الله أن يتم السلام خلال الأسبوعين ستجدونا فى كل موقع معكم دعما للجميع والمواطن الجنوبي، وأردف بالقول: " إن الزعيم الحقيقي هو الذي يضحي من أجل شعبه وأنه لازعامة لأي شخص يضحي بشعبه من أجل تحقيق مصالح او أهداف شخصية ".
وقال البشير: " أنا على قناعة - بحكم معرفتي بكم - أنكم حريصون على مصالح أهل الجنوب " وأن وجودكم فى الخرطوم غير وجودكم فى أي عاصمة أخرى " مشيرا الى أن شعبي البلدين شعب واحد فى دولتين، مضيفا " نقدر أن ابناء شعب الجنوب فى ظروف استثنائية يجب علينا أن نقف معهم للتخفيف من المعاناة، مؤكدا معاملة ابناء الجنوب معاملة استثنائية، وقال: من واجنبا الوقوف معهم ودعمهم".

وزير الخارجية السوداني يعلن التوصل لاتفاق بين فرقاء الجنوب

أعلن وزير الخارجية السوداني الدكتور الدرديري محمد أحمد عن التوصل لاتفاق بين الفرقاء بدولة جنوب السودان فى بعض النقاط سيتم إعلانه غدا باسم " اعلان الخرطوم السياسي".
وقال وزير الخارجية - خلال مخاطبته اليوم بمقر الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية بسوبا؛ الجلسة الثانية حول جولة الخرطوم لتسهيل جهود الإيقاد لتحقيق السلام فى جنوب السودان؛ بحضورالمشيرعمر البشيررئيس الجمهورية ورئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، والدكتور رياك مشار.
و قال ان الطرفين قد توصلا لهذا الاعلان السياسي الذي يمهد الطريق لاتفاق نهائي يحقق الامن والاستقرار في جنوب السودان
وأعرب وزير الخارجية عن أمله في التوصل الى اتفاق سلام شامل ودائم،انطلاقا من الارادة السياسية التي ابداها كل من الرئيس سلفا كير ميارديت و زعيم الحركة الشعبية المعارضة دكتور ريك مشار.
و اكد سيادته ان هذا الاتفاق المسمى اعلان الخرطوم سيحتم على المتفاوضين ابداء الارادة السياسية وبذل الجهد في كل التفاصيل الخاصة بالوضع في جنوب السودان.
و جدد القول بان هذا الاعلان سوف يمهد الطريق للمفاوضات و لتوصل لاتفاق يحقق الامن والاستقرار لجنوب السودان
و لكنه اكد ان العبء اصبح في اعناق هؤلاء المتفاوضين كبير جدا و" نرجو ان يظهروا ذات الارادة السياسية القوية التي اظهرها كل من الرئيس سلفا كير ودكتور ريك مشار."

كير ومشار يتفقان على مصداقية السودان كوسيط

أقر كل من الرئيس سلفا كيرميارديت رئيس دولة جنوب السودان والدكتور ريك مشار زعيم الحركة الشعبية – المعارضة بضرورة إنهاء الصراع في جنوب السودان ورحب كلاهما بمبادرة الرئيس عمر البشير للمصداقية التي عرفاها عنه منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل والاستفتاء الذي أدى لقيام دولة جنوب السودان.

وأكد الرئيس سلفا كير ميارديت - خلال مخاطبته اليوم بمقر الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية بسوبا؛ الجلسة الثانية حول جولة الخرطوم لتسهيل جهود الإيقاد لتحقيق السلام فى جنوب السودان؛ بحضورالمشيرعمر البشير رئيس الجمهورية - أكد مصداقية القيادة السودانية ومعرفتها للجنوب ولقادة الجنوب ومعرفة القادة الجنوبيين للبشير.
وقال إنه يتطلع الى أن يجلس الطرفان للتوصل لاتفاق آخذين في اعتبارهم معاناة شعب جنوب السودان وأن يتخلوا جميعا عن أية آراء مسبقة تجاه بعضهم البعض.
وأشار سلفاكير إلى أهمية الوصول لاتفاق لأن المواطنين الجنوبيين ينتظرون ويتابعون المباحثات ويأملون في أن يصل الجنوبيون إلى تسوية سياسية شاملة تحقق الاستقرار والسلام والأمن بالجنوب .
وأشاد الدكتور رياك مشار القيادي بالمعارضة بجنوب السودان بمبادرة رئيس الجمهورية المشير البشير التي جمعت الفرقاء الجنوبيين، وأنه منذ علم بأن المبادرة آتية من المشير عمر البشير؛ تفاءل بها، بالنظر الى المصداقية التي تحلت بها القيادة السودانية ومعرفتها بالشأن السوداني.
وقال مشار إن إعلان الخرطوم السياسي المزمع توقيعه يوم غد قام على ذات المبادئ و الأسس التي تناولتها القمة الثلاثية في حضور الرئيس اليوغندي يوري موسيفني.
وامتدح مشار الدعم المتواصل الذي يقدمه البشير والسودان للجنوب وشعبه منذ إعلان وقيام دولته .
وقال مشار إن استضافة الخرطوم للمباحثات وثقة وقبول الطرفين بمبادرته خير شهادة ودليل لقدرة السودان على تحقيق السلام بالجنوب.
وقد أكد ممثل الإيقاد والترويكا وقادة الفصائل المعارضة بدولة الجنوب - في كلمتهم - دعمهم من أجل إنجاح المباحثات وإنهاء الأزمة ومعاناة المواطنين بدولة جنوب السودان.

موين يشيد بمبادرة لم فرقاء جنوب السودان

أشاد الأستاذ شول موين الأمين السياسي لدائرة أبيي بحزب المؤتمر الوطني بمبادرة لم فرقاء دولة جنوب السودان سلفاكير ورياك مشار التي تستضيفها الخرطوم ضمن جهود منظمة الإيقاد لتحقيق السلام في دولة جنوب السودان.

وقال إن شعب الجنوب علق أمله على هذه الجولة حتى ينعم بالأمن والاستقرار، مضيفاً أن شعب شمال السودان متأثر بهذه الحرب التي تدور بجنوب السودان لأنهم كانوا أبناء وطن واحد.
وأعرب عن أمله في أن تخرج الجولة التي تنعقد بقاعة الصداقة بالخرطوم بسلام دائم بين الفرقاء من دولة جنوب السودان مثلما احتضنت فرقاء الوطن الواحد من الأحزاب السياسية في تجربة الحوار الوطني التي مثلت توصياته الدليل لحلحلة قضايا البلاد.

سلفاكير ومشار يتوصلان لاتفاق على بعض النقاط

قال وزير الخارجية الدرديري محمد يوم الثلاثاء إن رئيس جنوب السودان سيلفا كير وزعيم المتمردين ريك مشار توصلا لاتفاق على بعض النقاط في محادثات السلام الدائرة في الخرطوم حسب ما ذكرت وكالة رويترز على موقعها.


وقال الوزير - حسب رويترز - إن النقاط المتفق عليها ستعلن صباح الأربعاء.

وزير التجارة السوداني يتصل بنظيره الجنوبي لفتح الحدود

أبدي وزير التجارة السوداني حاتم السر ترحيبه بإعلان الرئيس السوداني فتح الحدود بين دولتي السودان وجنوب السودان امام حركة المواطنين وانسياب التجارة.
واعتبر حاتم السر هذا القرار داعماً مهما لترسيخ السلام وتمهيدا للطريق لمعالجة الملفات العالقة، وفتحاً لآفاق تجارية واسعة وكبيرة بين البلدين، وتسهيلا لتبادل السلع والخدمات علي اساس المصلحة المتبادلة.
وقال السر،إننا ندعم جهود تحقيق السلام في دولة جنوب السودان،مما سيحقق التأثير الإيجابي على مستويات العلاقات الكلية،
وأكد أن جهود السلام من شأنها اعادة التعافي بشكل كبير للحركة التجارية ودعم وترقية التبادل التجارى بين البلدين .
وأوضح السر أنه أجري اتصالا مع رصيفه وزير التجارة بدولة جنوب السودان وقال اتفقنا علي اشراك القطاع الخاص في البلدين والشروع الفورى في وضع قرار فتح الحدود للتجارة موضع التنفيذ تحقيقاً للمصالح المشتركة بين الدولتين والشعبين.
و كان رئيس الجمهورية المشير عمر البشير اصدر توجيهات بفتح الحدود بين البلدين امام حركة المواطنين و السلع و التجارة و ذلك عند مخاطبته لجلسة التفاوض المباشر بين الحكومة بجنوب السودان و المعارضة والتي يقوم فيها السودان بدور الميسر وفقا لقرارات قمة الايقاد التي عقدت في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا مؤخرا

الإيقاد: البشير مفوض من المنظمة لحل خلافات الفرقاء الجنوبيين

تفاءلت منظمة الإيقاد بتحقيق مبادرة المشير عمر البشير رئيس الجمهورية، النجاح المطلوب لإحلال السلام والإستقرار في دولة جنوب السودان، في وقت توقعت فيه وصول بقية الفصائل المعارضة برئاسة باقان أموم ودينق ألور للمشاركة في مباحثات الخرطوم.

وقال السفير أبوزيد الحسن ممثل الإيقاد في مباحثات الخرطوم في تصريح صحفي إن الإيقاد قررت تفويض البشير تفويضاً كاملاً للإسهام في حل خلافات الفرقاء الجنوبيين، بإعتبار إن البشير لديه معرفة كاملة بالأوضاع في الجنوب، مبيناً إن الحرب لن تجلب أي مصلحة للطرفين أو لدول منطقة الإيقاد.
وأكد الحسن إلتزامهم الكامل بدعم مبادرة البشير للوصول بها إلى بر الأمان موضحاً أنها ستحقق تقدماً وتفاهمات كبيرة حول المقترحات المقدمة حول وقف الحرب وبعض القضايا العالقة والترتيبات الأمنية وترسيم الحدود ووصول المساعدات الإنسانية.

مستشار سلفاكير: السلام سيعود للجنوب من داخل “البيت الكبير”

أكد مستشار الأمن القومي لرئيس جمهورية جنوب السودان توت قلواك، أن مبادرة الرئيس البشير ستجد القبول من كل الأطراف الجنوبية وستعمل على حل أزمة جنوب السودان.

وقال قلواك في تصريحات صحفية أنه لايوجد أحد بجنوب السودان يرفض السلام، مبيناً أن السلام سيعود للجنوب من داخل “البيت الكبير السودان ” على حد وصفه، مؤكداً أن السلام في جنوب السودان يعتبر سلام للدولتين، مؤكداً إستبشارهم خيراً بأجواء التفاوض بالخرطوم في تحقيق السلام والإستقرار بالجنوب.
وأضاف مستشار سلفاكير “بدون شك نحن في اطار هذه المبادرة جئنا وجلسنا لتحديد الاجواء وإتجاهاتها “.

انطلقت يوم "الاثنين" (كير – مشار).. مشاهد من (القمة)

قبل أن تُرسل الشمس أشعتها صوب الأرض، كانت جحافل السمر من أبناء دولة جنوب السودان تتوجه تلقاء قاعة الصداقة، العشرات من الشباب والنساء والكهول والأطفال احتشدوا بالدار الفسيحة، فثمة ما يستدعي هذا التدافع.

وتحتضن القاعة لقاء فوق العادة بين فرقاء الأزمة الجنوبية بقيادة الرئيس سلفاكير ميارديت، وزعيم المعارضة رياك مشار لمحو سنوات الضياع التي تحوّلت فيها خضرة الجنوب للون الدم القاني بعد احتراب استمر عدة سنوات، تحوّل معها الأهالي بين قتيل ونازح أو مترقّب لأحد المصيرين.
أهازيج للسلام
كان لافتاً منذ الوهلة الأولى منظر أبناء الجنوب وهم يصطفون في مشهد مرتب يرتدون شعارات تمجد السلام، الخرطوم، والرئيس البشير. ووصلت الأهازيج عنان السماء بحثاً عن سلام وتنمية وحرية تتنزل على أرض بلادهم التي ظهرت للعالم في 2011م.
ويشهد للمنظمين بأن الترتيب كان أية في الحضور، وجرى تنظيم الحشدين الرسمي والشعبي. وتم التعاطي برقي مع الأطفال وكبار السن، حيث تم توزيع وجبات خفيفة (ساندويتشات) على القابعين في هجير الشمس وقوفاً على أقدامهم لأكثر من خمس ساعات متواصلة.
حضور مشار
كان زعيم المعارضة الجنوبية رياك مشار على موعد مع الجماهير المحتشدة، فكان أول الحاضرين لقاعة الصداقة. وما إن هبط من العربة التي تقله حتى هتفت الجماهير بصوت عالٍ ومدوٍّ (حرية سلام وعادل مشار خيار الشعب).
ثم وقف مشار موجهاً وجهه شطر الجماهير ملوحاً بيده لها، فيما الهتافات تتزايد، وحالت حراسته المشددة دون التداخل بينه وبين الجماهير.
وفد ضخم
وصل رياك مشار إلى قاعة الصداقة بمعية وفد ضخم، ضم الناطق باسمه مناوا بيتر وآخرين. الوفد المرافق لم يأبه لهتاف الجماهير، وكان مسرعاً صوب القاعة.
ممنوع الدخول
مجموعة أخرى تضم عشرة أشخاص من ذوي البنية الجسدية القوية حضرت بعد دقائق من دخول مشار ثم وقفت بالقرب من الجماهير، وكانت تهتف معهم حرية سلام وعدالة مشار خيار الشعب، بعدها حاولت المجموعة الدخول إلى القاعة الرئيسية التي تحتضن الاجتماع، ولكن تم اعتراضها من قبل عناصر التأمين التي المتواجدة لدى المداخل وتم إنزالهم من عتبات القاعة، وحينها لم يجدوا بداً من العودة إلى الجماهير المحتشدة خارجاً والجلوس معها.
حضور الكبار
عقب دخول رياك مشار لقاعة الصداقة ببضع دقائق، حضر الرئيس عمر البشير برفقة نظيره اليوغندي يوري موسيفني الذي كان على متن سيارة البشير، بينما حضر سلفاكير ميارديت على متن سيارة أخرى، تلاه مدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول مهندس صلاح عبد الله قوش.
وبمجرد وصول الرؤساء الثلاثة هتفت لهم الجماهير، ثم تحول الهتاف إلى (سير سير يا البشير) بعدها تحرك ثلاثتهم إلى قاعة الصداقة.
ورقة لام كول
قال القيادي الجنوبي المعارض لام كول أجاوين إن هنالك قضايا أهم من تقاسم السلطة، مثل صلاحيات الرئيس، مطالباً بتقليص تلك الصلاحيات وتقليص عدد الولايات إلى (10)، كما نصت عليها اتفاقية السلام السابقة، عطفاً على الأجراءات الأمنية المتعلقة بتكوين جيش قومي.
وقال أكول في تصريحات صحافية، إن الإرادة السياسية بين كل الأطراف هي التي تأتي بالسلام، مضيفاً أن (الطريق قصير ونظيف إذا توفرت الأرادة السياسية). ونفى لام أكول حديثهم لتقاسم السلطة، كاشفاً عن تقدّمهم بورقة لحل جذور السلطة وواصفاً موضوع تقاسم السلطة بأنه ليس جوهرياً.
وتابع أكول أن الحكومة ترى أن الحل في زيادة الوظائف الحكومية مثل زيادة عدد الوزراء ومقاعد البرلمان، مردفاً بأن الوظائف لا تحل جذور الأزمة، ناعتاً اقتصاد الجنوب بالمنهار والعاجز عن تغطية الصرف الحكومي.
تناقض حكومي
قال الناطق الرسمي باسم المعارضة مناوا بيتر، إن هنالك خلافات حول السلطة، مشيراً إلى أنهم يطالبون بتقليص مقاعد البرلمان بينما تسعى الحكومة لزيادة المقاعد البرلمانية بغرض نهب أموال الدولة.
وحول رفض حكومة الجنوب عودة مشار للسلطة، قال مناوا: هذا نوع من التناقض الحكومي، مضيفاً أن جوبا تقبل وساطة السودان للجلوس مع مشار، وفي نفس الوقت ترفض عودته للسلطة. مطالباً المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة لتتراجع عن مواقفها التي اعتبرها نوعاً من التكتيك.مشدداً على عدم عودة تعبان دينق مرة أخرى للحركة الشعبية المعارضة، وقال إن تعبان أصبح جزءاً من الحكومة ولا يمثلهم، وبالتالي مشاركته في الحكومة لا تمثل المعارضة.
تقاسُم السلطة
قال وزير الإعلام بدولة جنوب السودان، مايكل مكواي إن المطالبة بتقسيم السلطة وفق المحاصصات التي طالب بها رياك مشار مرفوضة، وإن الحكومة سيكون نصيبها 70%، وما تبقى من السلطة سيمنح للمعارضة، وقال إن الحركة الشعبية جناح مشار لا تملك أي قوة عسكرية داخل الجنوب.
وحول المطالب بتقليص أعضاء البرلمان، قال مايكل مكواي: نرفض تقليص البرلمان، بل سنزيد مقاعد البرلمان بـ (100) مقعد جديد، مشيراً في تصريحات صحافية إن القضايا الأساسية التي ستتم مناقشتها في الخرطوم هي التي تتعلق بتقاسم السلطة.
مشاهد متفرقة
من أبرز المشاهد التي كانت واضحة بقاعة الصداقة، هو حرمان عدد من الصحافيين ومراسلي الوكالات الأجنبية من الدخول لجهة عدم تحصلهم على (ديباجات) صادرة من القصر الجمهوري، ورد العاملون بإعلام القصر أن الديباجات نفدت مبكراً.
تأمين مكثف
اللافت للنظر أيضاً هو الانتشار الكثيف بجوار قاعة الصداقة وعلى امتداد شارع النيل ومنع المركبات العامة من المرور بشارع النيل، الانتشار الشرطي المكثف أدى لحدوث اختناق في الشوارع المجاورة لشارع النيل مثل شارع الجامعة .
حضور مبكر
شكّل مساعد رئيس الجمهورية د. فيصل حسن إبراهيم حضوراً مبكرًا لقاعة الصداقة، حيث حضر من غير حراسة أو تأمين، بعدها حضر وزير الداخلية إبراهيم محمود الذي كان مسرعاً، ولم يتوقف عند المدخل كما فعل فيصل حسن إبراهيم الذي توقف للتلويح بيده للجماهير.
حضور متأخر
بعد دخول الرؤساء الثلاثة (البشير وموسيفني وسلفاكير)، حضر وزير رئاسة الجمهورية أحمد سعد عمر، حيث كان حضوره بعد بضع دقائق من دخول الرؤساء الثلاثة، ثم بعد مضي أكثر من ربع ساعة حضر وزير الخارجية الدرديري محمد أحمد الذي يعتبر آخر الحاضرين لقاعة الصداقة، الحراسة بالقاعة لم تعترض طريق الدرديري رغم أن الأعراف البرتكولية تمنع دخول أي شخص بعد دخول الرئيس .
خروج موسيفني
الرئيس اليوغندي يوري موسيفني خرج مبكراً بعد إلقاء كلمته، وقال إن طائرته تتنظره بالمطار، في الصدد غاب كل رؤساء دول إيقاد عن مباحثات الخرطوم رغم أن المبادرة التي ذهب بموجبها فرقاء الأزمة الجنوبية للخرطوم تأتي بدعم من المنظمة.
حراسات مشددة
اللافت في الأمر، أن زعيم المعارضة الجنوبية رياك مشار ضُرب حوله سياج من الحراسة الأمنية المشددة حيث تعامل حراسه الشخصيون بغلظة مع عدد من الصحافيين الذين أرادوا استنطاقه، على الرغم من ابتسامة رياك مشار التي لم تفارقه طيلة الفعالية.
حضور إعلامي كبير
وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية تسابقت في نقل الحدث وحضر منسوبوها بكثافة لقاعة الصداقة وتبارى بعضهم في أخذ التصريحات من ممثلي الحكومة السودانية ومن قيادات الحكومة والمعارضة الجنوبية.
لافتات متسامحة
غالب اللافتات القماشية التي تزينت بها قاعة الصداقة وكان يحملها أبناء جنوب السودان، كانت تحمل عبارات متسامحة من شاكلة (السلام خيار الشعب)، بينما حملت أكثر من لافتة صورة ضخمة لسلفاكير ومشار يتوسطهما الرئيس عمر البشير.

مفاوضات سلفا ومشار … البحث عن «نقاط التقاء»

وسط أجواء إحتفالية وحشود  كبيرة من أبناء جنوب السودان صباح الإثنين بقاعة الصداقة بالخرطوم التي تستضيف مفاوضات السلام بين الفرقاء الجنوبيين دعماً لتحقيق السلام ببلادهم ، وإحتضنت قاعة الصداقة جولة المفاوضات بين سلفاكير ورياك
مشار، وبحضور الرئيس عمر البشير ويوري موسفيني بحضور عدد من الفصائل الجنوبية و تستند المفاوضات للمبادرة التى أطلقها الرئيس عمر البشير والتى رحب بها كل من الرئيس سلفاكير ورياك مشار وأكدا دعمهما ومساندتهما لها بشقيها السياسى والاقتصادى فضلا عن تقدير رؤساء إيجاد للمبادرة ومساندتهم لها ،وكان شركاء إيجاد (الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والنرويج) قد اطلعوا على هذه المبادرة وأكدوا دعمهم ومساندتهم لها كذلك..
وفي الوقت الذي أبدى فيه البعض تفاؤلاً بنجاح السودان في تحقيق اختراق وتقريب وجهات نظر الفرقاء الجنوبيين، رأى آخرون أن الأزمة الجنوبية مستعصية ويصعب حلها في الوقت القريب؛ نظرا لتمسك الأطراف بمواقفها التفاوضية خاصة في ظل رفض حكومة سلفاكير عودة رياك مشار إلى منصبه السابق كنائب أول للرئيس و أكد استيفن لوال نقور القيادي الجنوب سوداني، العضو المفاوض في محادثات السلام والأمين العام للهيئة القومية لدعم السلام بالجنوب ، دعم شعب جنوب السودان لمواقف السودان الداعمة للجهود الدولية والإقليمية لتحقيق وإعادة السلام ببلاده.
وقال إن مبادرة الرئيس البشير لجمع الفرقاء بالجنوب ترتكز على معرفة وثيقة بمجريات الأوضاع بجنوب السودان الأمر الذي يمكنها من المساهمة الفاعلة في نزع فتيل الأزمة بين قيادات الجنوب. واشار إلى أن شعب وحكومة السودان أثبتوا للعالم أن همهم الأول وأن يخرج البلاد من نفق الأزمة السياسية، كما أنها محل تقدير وامتنان شعب الجنوب .
واكد لوال أن السلام بالجنوب مرهون بأحداث تغيير جذري في الواقع الراهن بتوسيع قاعدة المشاركة من خلال حكومة جامعه تقود البلاد لانتقال سياسي يعزز من الثقة بين المكونات الجنوبية بالإضافة إلى تهيئة المناخ لإجراء حوار جنوبي جنوبي يحقق الاستقرار السياسي قبل إجراء انتخاب حرة ونزيهة.
ودعا لوال إلى ضرورة إشراك الأطراف الجنوبية في لقاء الخرطوم والخروج برؤية تدعم دور السودان وتعجل بإيقاف النزاع .
وفي السياق قال جرمايا قاي أحد سلاطين جنوب السودان بمقاطعة ياي إن الأزمة الجنوبية مستعصية ويصعب حلها في الوقت القريب؛ إلا إن الشعب الجنوب سوداني أبدي تفاؤلاً وترحيباً بدعوة الرئيس البشير للأطراف وقال أن رئيس السودان يعتبر الشخصية القومية التي تلم بمايدور في جنوب السودان وهو ما يمكن من حل جذور المشكلة خاصة أن الخرطوم تسعي لتقريب شقة الخلاف بين الطرفين وستبدأ جولات التفاوض من حيث المقترحات التي قدمتها سكرتارية إيقاد، مع الحرص الشديد على طرح مقترحات أخرى بشأن المعالجات الجذرية الخاصة بجمع السلاح وعدم تجييش القبائل .
وبدت الحكومة السودانية واثقة ومتفائلة بتمكنها من تحقيق المصالحة بين فرقاء دولة الجنوب.. وقال وزير الخارجية الدرديري محمد أحمد، إن بلاده هي الأقدر في الوقت الحالي لقيادة الوساطة وتقريب وجهات نظر الأطراف المتصارعة بجنوب السودان؛ “لأنها على إلمام تام بما يدور في دولة الجنوب .
وأشار الدرديري خلال مؤتمر صحفي الأحد، إلى أن بلاده تتطلع لتحقيق اختراق كبير في ملف السلام الجنوبي، وأضاف :”نحن متفائلون بذلك”.. ووفقا للوزير فإن المحادثات ستكون مباشرة بين رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت وزعيم المعارضة رياك مشار بجانب المكونات الأخرى، وتستمر لمدة أسبوعين يظل خلالهما سلفاكير ومشار موجودين بالخرطوم طيلة فترة التفاوض .
وقد شهدت السنوات الماضية العديد من جولات التفاوض في أديس أبابا تحت إشراف الإيقاد بين فرقاء جنوب السودان بغرض إنهاء الحرب الدائرة في بلادهم ، بعد أن توسعت الصراعات السياسية والعسكرية ، ولايزال الإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة يبحثان عن حلول من أجل الوصول إلي نقطة إلتقاء عبر إتفاقية تنهي هذه الحرب التي إستمرت لخمسة أعوام .
وقد جرت الترتيبات اللازمة لإنجاح هذه المفاوضات وإعطائها زخما جديداوكانت منظمة الايقاد قد قررت في بيانها الختامي في اديس ابابا  21 يونيو 2018، ان تعقد الاطراف الجنوبية جولة مفاوضات في الخرطوم بتيسير ورعاية من الرئيس عمر البشير وان تدور المفاوضات حول المسائل المتعلقة بالحكم والترتيبات الامنية في جنوب السودان بالاضافة للاجراءات الخاصة باعادة تاهيل اقتصاد جنوب السودان عبر التعاون الثنائي بين جمهورية السودان  وجمهورية جنوب السودان .

خليفة يطالب بعدم وضع سقف زمني لمفاوضات فرقاء الجنوب

طالب نائب رئيس مجلس الولايات، د. محمد الأمين خليفة، الحكومة بأن تسترشد بآراء الأحزاب والقوى السياسية في الساحة، وألا تضع سقفاً زمنياً للمفاوضات، من أجل أن ينعم جنوب السودان بسلام دائم يحقق الرفاهية لشعبه.
وأشاد خليفة باحتضان الخرطوم مباحثات السلام بين فرقاء أبناء جنوب السودان؛ سلفاكير ورياك مشار، وقال في تصريحات نقلتها وكالة السودان للأنباء، إن الخرطوم هي المكان المناسب للمباحثات والوصول إلى اتفاق ينهي الحرب الدائرة والاختلاف السائد بين الأطراف الجنوبية، وأضاف أنه كما كانت الخرطوم العاصمة التي حققت الوئام بين القاهرة والرياض عام 1967 فمن الأهون عليها أن تجد حلاً للإخوة الأشقاء من أبناء الجنوب، نسبة لمعرفتها للقضية وحياديتها وحرصها الشديد على نشر السلام .

الثلاثاء، 26 يونيو 2018

البشير يعرض اتفاقاً إطارياً لأزمة جنوب السودان

كشف رئيس الجمهورية عمر البشير، عن مشاورات أجراها مع رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، حول طرح اتفاق إطاري ليكون الأساس في مفاوضات الفرقاء الجنوبيين، مؤكداً ضرورة أن تخرج جولة الخرطوم على الأقل بخطوة نحو السلام.
والتقى رئيس الجمهورية، ليل الإثنين، ببيت الضيافة في الخرطوم رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت ووفداً من قيادات حكومة الجنوب.
وقال البشير، لوكالة السودان للأنباء، إن اللقاء يعد لقاءً تحضيرياً لإجراء مفاوضات تقود إلى سلام بالجنوب.
وأكد استعداد السودان لتقديم كل ما يسهم في تحقيق السلام بجنوب السودان.
وعبر البشير عن أمله في أن تحقق هذه "الجولة الفريدة" اختراقاً وخطوات عملية في اتجاه السلام الشامل بجنوب السودان.

مفاوضات مباشرة بين سلفا ومشار اليوم بالخرطوم

وصل عصر أمس الخرطوم رياك مشار زعيم المعارضة بالجنوب ، ويتوقع أن يصل صباح اليوم الرئيس سلفاكير ميارديت لبداية مفاوضات مباشرة في الخرطوم ، ومثلما قرر جنوب السودان مصيره بالانفصال عن الدولة الأم السودان 2011هاهو اليوم يعود
قادته إلى الخرطوم لحل خلافاتهم التي اقعدت دولتهم الوليده فالرئيس سلفاكير ونائبه السابق الدكتور رياك مشار ، عانى من تأثير الحرب ، والتي هددت بقاء الدولة الوليدة ، وقد تفتت بناء المجتمع وكيان الدولة.
اليوم تتجه الانظار نحو الخرطوم أملا في نجاح مبادرة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير للجمع بين الغريمين سلفاكير ومشار وهي مبادرة أجمع الأفارقة على أن السودان هو الأقدر والأوفق في حل مشكلة الجنوب وتأتي هذه الجولة من التفاوض برعاية من الإيقاد واطمئنانا من المجتمع الدولى والشركاء ، أن السودان الدولة الأقرب لتفاصيل المشهد في جنوب السودان بقبائله وشرائحه الاجتماعية .
وبحسب الجدول الذي اصدرته رئاسة الجمهورية فإن الرئيس اليوغندي يورى موسفينى سيصل في الساعة السابعة صباحا ويعقبه بعد ساعة رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير فيما وصل مساء أمس رياك مشار قادما من مقر إقامته بجنوب أفريقيا على أن تبدأ المباحثات في التاسعة من صباح اليوم بالقصر الجمهوري لتنتقل بعد ذلك إلي قاعة الصداقة .
وقال وزير الخارجية د.الدرديري محمد أحمد في مؤتمر صحفي أمس، بمقر وزارة الخارجية إن انعقاد هذه القمة يأتي بتفويض من الإيقاد استنادا للمبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية المشير عمر البشير والتي رحب بها كل من الرئيس سلفاكير ورياك مشار وأكدا دعمهما ومساندتهما لها بشقيها السياسي والاقتصادي فضلا عن تقدير رؤساء الإيقاد للمبادرة ومساندتهم لها ، إن مفاوضات الخرطوم تفتح أملا لأهل الجنوب بعد سنوات من الحرب ، وقد تزعزع بناء الدولة ، ومازالت مفاوضات تشكيل الحكومة وتوزيع الحصص السياسية وتكوينات الولايات .
وأشار الدريري إلى أن شركاء الإيقاد الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والنرويج كانوا قد اطلعوا على هذه المبادرة وأكدوا دعمهم ومساندتهم لها كذلك، مشيرا إلى حضور ممثلي دول الترويكا إلى الخرطوم فضلا عن حضور الرئيس اليوغندي.
وأوضح أن لقاء سلفاكير ميارديت ورياك مشار في أديس أبابا كان من أجل المصافحة وبمبادرة من رئيس الوزراء الأثيوبي ، على أن تنتقل إلى الخرطوم المفاوضات المباشرة بين الرجلين ، وزاد «هذا اتفاق مسبق بين دول إيقاد» نافيا وجود خلافات بين العواصم الأفريقية موضحا أن مبادرة البشير تستكمل الجهود الأفريقية ودعم الشركاء .
وأبان وزير الخارجية أن جولة المفاوضات ستستمر لمدة اسبوعين لمناقشة بندين أولهما حل القضايا العالقة بين الطرفين حول الحكم والترتيبات الأمنية ، فيما يتعلق البند الثاني بإعادة تأهيل الاقتصاد في دولة الجنوب بالدخول في ترتيبات ثنائية بين الخرطوم وجوبا ، وأوضح أن المفاوضات ستنطلق عند الساعة العاشرة صباحاً على مستويين ، الأول سيكون بين الرئيس سلفاكير ومشار في القصر الجمهوري وبيت الضيافة برعاية وأشراف الرئيس البشير شخصياً ، وقال:«يبقى سلفاكير ومشار خلال الأسبوعين في الخرطوم» إلا أن سلفاكير يرجع من وقت إلى آخر باعتباره رئيس دولة وله مهام يقوم بتصريفها. فيما تكون الجولة الثانية على مستوى وفود التفاوض بقاعة الصداقة لتنتقل بعد ذلك إلى الأكاديمية الاستراتيجية الأمنية بسوبا. مشيرا إلى أن مشار سيحدد مكان مقره بعد المفاوضات على أن يختار دولة لا تكون مجاورة لبلاده.
وأوضح الدرديري أنه سيغادر إلى نيروبي خلال أو بعد الجولة الأولى لاطلاع الرئيس الكيني بمسار التفاوض بين الطرفين والتحدث حول استمرارية أو نقل المباحثات إلى نيروبي.
واعتبر وزير الخارجية انعقاد الجولة بالخرطوم تعد رسالة قوية وفرصة لحل أزمة الجنوب ، وأقر بتعثر مبادرة الإيقاد ، لانتهاجها مبدأ فرض عقوبات على الطرفين باعتبارهما أفشلا المبادرة وخرق وقف إطلاق النار ، موضحا أن مبادرة البشير أعادت الأمل إلى الحل السلمي للمشكلة لسببين هما عقد لقاء مباشر بين سلفا ومشار بعد رفض الأول لهذه الخطوة سابقا ، والسبب الثاني هو حل الملف الاقتصادي لأن المجتمع الدولي ليس في وضعية تمكنه من حل مساعدة دولة الجنوب ، وتفيد المصادر إلى توجه وزراء نفط السودان وجنوب السودان اليوم إلى حقول النفط بهجليج لتدارس كيفية إحياء الاتفاق النفطي بين البلدين ، كما أن لجان المعابر قد قطعت شوطا بعيدا.
ونفى وزير الخارجية أن يكون للخرطوم أي تأثير أو أجندة على الطرفين وقال:«نحن لا نحدد مسار الأمور أو مستقبل جنوب السودان بل نقدم تصوراتنا وندعو الناس للالتفاف حولها»
وأكد دعوة المجتمع المدني جنوب السوداني للمشاركة والحضور والالتقاء بالزعيمين والأطراف الأخرى بهدف إشاعة روح السلام في جنوب السودان
أما من ناحية ضمان نجاح القمة فقال الدرديري:«لا ضمان في السياسة ولكن نتطلع لأن تحقق الجولة اختراقا في الملف لأنها تختلف عن الجولات السابقة بوقوف الإقليم بأكمله وراءها ولأن التوصل إلى تسوية ووحدة الأقليم مطلوب وهو ليس تنافسا بين العواصم»
إن السودان الأكثر اهتماما بقضية الجنوب ، لأن تحقيق الاستقرار في الجنوب سينعكس إيجابا على السودان .

رئيس البرلمان: العالم أدرك أن الخرطوم هي المنصة لتصالح جوبا

أكد رئيس المجلس الوطني البروفسير إبراهيم أحمد عمر، إن السودان هو البلد الوحيد الذي يمكن أن يحدث أثراً تصالحياً بين الفرقاء بدولة جنوب السودان.
وقال عمر في تصريح له أن العالم أدرك أن السودان هو المنصة التي يمكن ان يكون فيها حل لمشكلات الجنوب، موضحاً أنه وبعد محاولات كثيرة لجأ الجميع إلى السودان لأنه ذو دراية ومعرفة بمشكلات الجنوب ويستطيع ان يقدم رأي موضوعي عنها، وزاد قائلاً ” الدليل على ذلك ان السودان قبل بكل نتائج محادثات السلام سابقاً مع الجنوب بما فيها الانفصال “. واعرب رئيس البرلمان عن تمنياته بأن يكون هذا اللقاء فاتحة لحل مشاكل الجنوب وإحداث الاستقررا والسلام في بدولة جنوب السودان.