الاثنين، 4 يونيو 2018

سلفاكير ميارديت.. سناريوهات الرحيل المُر

جاءت زيارة رئيس دولة جنوب السودان الى أثويبيا بناء على أوامر واضحة نقلها الزعيم الكينى ريالا اودينق ابان زيارته المفاجئة الى جوبا عقب تعيينه معبوثا خاصا لبلاده وممثلا لمبادرة الايقاد للسلام واتسمت الرسالة التى حملها اودينق للرئيس سلفاكير بالكثير من المفاجآت وعدد ضخم من الخيارات والتسويات المؤلمة تطلب نقلها وتبسيطها له سبع ساعات حسوماً قضاها رايلا بصحبة سلفاكير فى اجتماع مغلق ووفقاً للتسريبات فإن اول ما تناقش فيه الزعيمان المواقف المتشددة التى ابدها المستشار السياسي للرئيس سلفاير نيال دينق نيال والذى افلح فى تعبئة الرأي الاقليمي والدولي ضد حكومة جوبا خلال مبادرة الايقاد الاخيرة وهو يفرض وجهة نظر تبناها حول رفض عودة مشار عنوة على الوسطاء قبل الغرماء الامر الذى جعله عنصراً أسياساً فى حراك اقليمى.
وناقض رايلا بحسب مصادر رفيعة فى حكومة جوبا الخيارات المطروحة على طاولة الحكومة أبرزها القبول غير المشروط بعودة مشار الى منصبه نائب للرئيس سلفاكير ميارديت ممثلاً لمجموعة المعارضة ووزير الخارجية دينق الور ممثلاً لمجموعة المعتقلين السابقين بناء على اتفاقية السلام الموقعة 2015 أو التنحى عن السلطة عقب توقيع اتفاق السلام مع مشار، ومن ثم تشكيل حكومة تكنوقراط بعدها يخضع القادة بما فيهم سلفاكير ومشار الى محاكم هجين من اجل مقاضاتهما على تهم تتعلق بجرائم حرب وفساد وابادة عرقية وغيرها من التهم الموجهة القادة الجنوبيين. وكشفت مصادر مقربة من الاجتماع عن مساعٍ حثيثة بذلها سلفاكير لاقناع رايلا بعدم جدوى مشاركة مشار عارضاً عليه شخصية بديلة مقترحا تعيين زوجته انجلينا فى المنصب إلا ان اودينقا اوضح بجلاء وجهة نظر الوسطاء القائمة على عودة مشار من اجل السلام. ولم ينس اودينقا ان يعرض سيناريو الوصاية الدولية حال تمسكت جوبا بمواقفها الرافضة للسلام بعد ابداء زعيم المعارضة استعداده لقبول مبادرة الايقاد والعمل مع حكومة جوبا والشركاء.
ومما عجل بزيارة سلفاكير الى اثويبيا اول امس الانباء المتواترة عن دعوة الايقاد لمشار لحضور قمة الايقاد الطارئة بشأن جنوب السودان وقرب موعد وصوله الى أثيوبيا للمشاركة فى حراك السلام المقبل فضلا عن نية مجلس الامن والاتحاد الافريقى فرض عقوبات مؤلمة على اطراف الصراع بالجنوب غير ان العودة الوشيكة لسفاكير من أديس ابابا تنبىء بان القائد الجنوبى لم يبلغ مبتغاه ووجد من أديس ذات الرسائل التى اوصلها اودينقا.
غضب غربي
وادت التصريحات النارية النائية عن الدبلوماسية التى اطلقاها مسؤولو حكومة جوبا القلقين على مناصبهم من عودة مشار الى غضب الدول الغربية لا سيما الولايات المتحدة الامريكة خاصة بعد تصريحات النائب الاول تعبان دينق غاى والتى انكر خلالها الدعم الامريكى للدولة الوليدة أعقبتها اتهامات اطلقها الرئيس سلفاكير وعدد من مسوؤلو حكومته اتهموا فيها واشنطن والغرب بدعم المعارضة والعمل على اسقاط النظام والتآمر مع قادة امثال دينق الور وباقان اموم من اجل فرض الوصاية الدولية على دولة جنوب السودان.
فوصفت الولايات المتحدة الامريكية حكومة جوبا بغير الشرعية كونها لا تشمل الموقعين الاساسيين على اتفاقية السلام الموقعة فى العام 2015 وقالت ادارة الرئيس الامريكى دولاند ترامب ان الحكومة لم تعد شاملة ورفض الرئيس سلفاكير قبول الممثلين الشرعيين للمجموعتين الرئيستين الموقعتين على الاتفاقية يبرهن عن رفض الرئيس سلفاكير للسلام. واضافت بان ترقية الافراد الذين فرضت عليهم الامم المتحدة عقوبات أُحادية الى مناصب حكومية رفيعة مثل تعين الجنرال قبريال جوك رياك رئيس لهئية الاركان يعد ازدراء للاعراف الدولية مؤكدا ادانتها لأي جهد أُحادي تقوم به جوبا لتوسيع سلطاتها سواء أكان ذلك عبر انتخابات غير شرعية أم توسيع رقعة الهجمات العسكرية المستمرة. واضافت بانها لا تقبل إلا باتفاق سلام شامل يشمل كافة الاطراف الموقعة على اتفاق السلام 2015م واضافت بانها ستبدأ بمراجعة شاملة لبرامجها الخاصة بتقديم المساعدات إلى جنوب السودان بسبب عدم إحراز البلاد تقدماً نحو حل حربها الأهلية، إن شعب جنوب السودان يستحق حكومة قادرة وراغبة في قيادة البلاد إلى مستقبل مستقر معلنة تخليها عن حكومة الرئيس سلفاكير لأنها فقدت مصداقيتها.
ولتحقيق هذه الغاية، ستدين الولايات المتحدة أي جهد أحادي الجانب تقوم به حكومة جنوب السودان الحالية لتوسيع سلطتها من خلال الانتخابات الخاطئة، أو الهجمات العسكرية المستمرة .
سيناريوهات فى الواجهة
ووفقاً للمراقبين والمهتمين بالشأن الجنوبى فإن امام الرئيس سلفاكير عدداً من السيناريوهات المطروحة ابرزها قبول زعيم المعارضة الدكتور رياك مشار اذ اظهر سلفاكير فى اكثر من مناسبة قبوله عودة مشار إلا انه فى كل مرة ينفى قبولة شريكاً فى الحكومة ومن ضمن السيناريوهات التخلى عن السلطة طواعية وهو مقترح تقدم به العديد من القادة الاقليميين والجنوب سودانيين وكان سلفاكير نفسه قال عقب تمرد مالونق لولا هذه التمردات لتنازلت عن الحكم وجلست فى بيتي ومع اسرتي وكان اسرة سلفاكير اعلنت رغبتها في تخليه عن المنصب اثر تدهور حالته الصحية واصابته بالاغماء فى عدد من المناسبات كما أكد نائب رئيس مجلس أعيان الدينكا جشوا دوا قبول الرئيس سلفاكير ميارديت التنازل والتنحي عن السلطة بشرط أن يكون خليفته من أبناء الدينكا.
ومن ضمن السيناريوهات سيناريو طرحته الدول الغربية على سلفاكير ابان زيارته جنوب افريقيا يقوم على منحه امتيازات وضمانات من بينها راتب شهرى تقاعدي ومنزل فارهٍ ومزرعة فى امريكا أو أية دولة يختارها فضلا عن عدم ملاحقته قضائياً.
واما السيناريو الأسوأ هو ان يتعنت سلفاكير فى عدم قبول السلام مما يدفع المجتمع الدولى لفرض الوصاية الدولية او الاقليمية على دولة الجنوب ومن ثم اخضاعة والقادة الى المحكمة الجنائية الدولية بعد تجريدة من امواله وسلطاته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق