الأحد، 10 يونيو 2018

زيارات إثيوبية رفيعة إلى القاهرة لبحث ملف سد النهضة

في زيارة مفاجئة، حلّ رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي، مساء السبت، ضيفاً على القاهرة التي وصل إليها في وقت سابق وزير المياه والريّ الإثيوبي، سلشي بيكيلي، لبحث ملف سد النهضة.
وأعلنت الرئاسة المصرية أنّ رئيس الوزراء الإثيوبي سيحلّ ضيفاً على القاهرة، في زيارة رسمية تستغرق يومين، من دون أن يعلن عنها أي من البلدين سابقاً.
ومن المقرر أن يجتمع أحمد بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، وسيلقيان كلمة لوسائل الإعلام عن تطورات قضية سد النهضة وآفاق حل الأزمة.
وكان من المقرر أن تستضيف القاهرة وزير الري الإثيوبي فقط، الذي سيعقد جلسة مباحثات مع نظيره المصري محمد عبد العاطي حول قضية سد النهضة، بالتوازي مع الجهود الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا لتشكيل اللجنة الفنية المتفق عليها لبحث مشكلة ملء خزان السد لأول مرة وآثارها البيئية.
وقبل يومين أصدر آبي أحمد قراراً مفاجئاً بإبعاد رئيس المخابرات الإثيوبية جيتاتشو أسافا، وعيّن بدلاً منه قائد سلاح الجو آدم محمد، وكان أسافا أحد اللاعبين الإثيوبيين الفاعلين في قضية سد النهضة، خاصة مع اشتراك رؤساء المخابرات في الدول الثلاث في المفاوضات التساعية المباشرة منذ نهاية العام الماضي، واتسمت مواقفه بالصلابة ضد المقترحات المصرية والتمسك بحق إثيوبيا المطلق في التحكم بفترة ملء الخزان، بحسب مصادر دبلوماسية مصرية.
وزار آبي أحمد منذ توليه منصبه في مارس/آذار الماضي السودان والسعودية والإمارات.
وفي وقت سابق اليوم، وصل بيكيلي إلى القاهرة، على رأس وفد رسمي، في زيارة تستغرق أياماً عدّة، لبحث ملف سد النهضة ودعم التعاون بين مصر وإثيوبيا في مجالات المياه والطاقة، والتحضير للاجتماع المقبل على مستوى وزراء الخارجية والمياه ورؤساء أجهزة المخابرات لدول مصر وإثيوبيا والسودان.
وبحسب مصادر فنية في وزارة الري المصرية، على صلة مباشرة بملف السدّ، فإنّ زيارة الوزير الإثيوبي تأتي بهدف التشاور بشأن ما انتهت إليه اجتماعات الفريق الفني المُشكل من خبراء الدول الثلاث، الذي اجتمع في القاهرة على مدار ثلاثة أيام، خلال الفترة الممتدة من 1 وحتى 3 من يونيو/ حزيران الجاري.
وأوضحت المصادر التي تحدثت لـ"العربي الجديد" أن الفريق البحثي الفني المستقل، الذي أقرّ في الاجتماع التساعي الماضي في أديس أبابا، ناقش في اجتماعه الأول بالقاهرة التصورات المقترحات الخاصة بملء وتشغيل السد، والأضرار، والمخاطر المتوقعة.
وكشفت المصادر أن الخبراء الإثيوبيين قدّموا مقترحاً مبدئياً لملء خزان السد، وتم إخضاعه إلى المناقشة الأولية، لحين إبداء كل من مصر والسودان ملاحظاتهما على هذا التصور في الاجتماع المقبل المقرر أن تستقبله الخرطوم، في الأسبوع الثالث من يونيو/ حزيران الجاري.
ولفتت المصادر إلى أن إثيوبيا لم تقدّم أي موعد لبدء ملء خزان السد، مبيناً أن الأمر سيكون خاضعاً لمناقشات الفريق البحثي، التي ستعرض على الاجتماع التساعي.
ويتكوّن الفريق البحثي، الذي تم تشكيله بموجب مخرجات الاجتماع التساعي الأخير في أديس أبابا من 15 خبيراً فنياً، بواقع 5 خبراء من كل دولة من الدول الثلاث، وتلخص مهمته في مناقشة السيناريوهات المختلفة في ما يخص عملية تشغيل السد، من دون المساس بحق أي دولة.
ويعقد الفريق البحثي 9 اجتماعات، كل منها على مدار ثلاثة أيام، بالتناوب، وفقاً لبرنامج معد سلفاً، ويقدم الفريق المستقل مخرجات المشاورات في 15 أغسطس/ آب المقبل إلى وزراء المياه الذين يرفعونه إلى الآلية التساعية.
ومن المقرّر عقد "الاجتماع التساعي" المقبل بشأن سدّ النهضة في 18 يونيو/ حزيران الجاري، لاستكمال ما تم في الاجتماع السابق، الذي عُقد في إثيوبيا منتصف مايو/ أيار الماضي، إذ يسبقه اجتماع اللجنة الفنية الخاصة بالسد.
ووقع ممثلو مصر والسودان وإثيوبيا، في الاجتماع الماضي، على وثيقة مخرجات تم الاتفاق فيها على توجيه ملاحظات الدول إلى المكتب الاستشاري بشأن التقرير الاستهلالي، وعقد القمة الثلاثية كل 6 أشهر، وإنشاء صندوق الاستثمار المشترك، وتشكيل مجموعة علمية مستقلة لتحقق التقارب حول السد.
يُذكر أن مصر وإثيوبيا والسودان تجري مفاوضات حول سد النهضة، غير أنها تعثرت مراراً من جراء خلافات حول سعة تخزينه وعدد سنوات عملية ملئه بالمياه.
وتخشى مصر من تأثر حصتها من المياه من جراء ملء بحيرة سد النهضة من مياه نهر النيل، وهو المصدر الرئيسي للمياه في البلاد، بينما تقول إثيوبيا إنّ السد سيحقق لها منافع عديدة، خاصة في إنتاج الطاقة الكهربائية، ولن يُضر بدولتي العبور والمصب، السودان ومصر، على التوالي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق