الثلاثاء، 26 يونيو 2018

مفاوضات مباشرة بين سلفا ومشار اليوم بالخرطوم

وصل عصر أمس الخرطوم رياك مشار زعيم المعارضة بالجنوب ، ويتوقع أن يصل صباح اليوم الرئيس سلفاكير ميارديت لبداية مفاوضات مباشرة في الخرطوم ، ومثلما قرر جنوب السودان مصيره بالانفصال عن الدولة الأم السودان 2011هاهو اليوم يعود
قادته إلى الخرطوم لحل خلافاتهم التي اقعدت دولتهم الوليده فالرئيس سلفاكير ونائبه السابق الدكتور رياك مشار ، عانى من تأثير الحرب ، والتي هددت بقاء الدولة الوليدة ، وقد تفتت بناء المجتمع وكيان الدولة.
اليوم تتجه الانظار نحو الخرطوم أملا في نجاح مبادرة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير للجمع بين الغريمين سلفاكير ومشار وهي مبادرة أجمع الأفارقة على أن السودان هو الأقدر والأوفق في حل مشكلة الجنوب وتأتي هذه الجولة من التفاوض برعاية من الإيقاد واطمئنانا من المجتمع الدولى والشركاء ، أن السودان الدولة الأقرب لتفاصيل المشهد في جنوب السودان بقبائله وشرائحه الاجتماعية .
وبحسب الجدول الذي اصدرته رئاسة الجمهورية فإن الرئيس اليوغندي يورى موسفينى سيصل في الساعة السابعة صباحا ويعقبه بعد ساعة رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير فيما وصل مساء أمس رياك مشار قادما من مقر إقامته بجنوب أفريقيا على أن تبدأ المباحثات في التاسعة من صباح اليوم بالقصر الجمهوري لتنتقل بعد ذلك إلي قاعة الصداقة .
وقال وزير الخارجية د.الدرديري محمد أحمد في مؤتمر صحفي أمس، بمقر وزارة الخارجية إن انعقاد هذه القمة يأتي بتفويض من الإيقاد استنادا للمبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية المشير عمر البشير والتي رحب بها كل من الرئيس سلفاكير ورياك مشار وأكدا دعمهما ومساندتهما لها بشقيها السياسي والاقتصادي فضلا عن تقدير رؤساء الإيقاد للمبادرة ومساندتهم لها ، إن مفاوضات الخرطوم تفتح أملا لأهل الجنوب بعد سنوات من الحرب ، وقد تزعزع بناء الدولة ، ومازالت مفاوضات تشكيل الحكومة وتوزيع الحصص السياسية وتكوينات الولايات .
وأشار الدريري إلى أن شركاء الإيقاد الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والنرويج كانوا قد اطلعوا على هذه المبادرة وأكدوا دعمهم ومساندتهم لها كذلك، مشيرا إلى حضور ممثلي دول الترويكا إلى الخرطوم فضلا عن حضور الرئيس اليوغندي.
وأوضح أن لقاء سلفاكير ميارديت ورياك مشار في أديس أبابا كان من أجل المصافحة وبمبادرة من رئيس الوزراء الأثيوبي ، على أن تنتقل إلى الخرطوم المفاوضات المباشرة بين الرجلين ، وزاد «هذا اتفاق مسبق بين دول إيقاد» نافيا وجود خلافات بين العواصم الأفريقية موضحا أن مبادرة البشير تستكمل الجهود الأفريقية ودعم الشركاء .
وأبان وزير الخارجية أن جولة المفاوضات ستستمر لمدة اسبوعين لمناقشة بندين أولهما حل القضايا العالقة بين الطرفين حول الحكم والترتيبات الأمنية ، فيما يتعلق البند الثاني بإعادة تأهيل الاقتصاد في دولة الجنوب بالدخول في ترتيبات ثنائية بين الخرطوم وجوبا ، وأوضح أن المفاوضات ستنطلق عند الساعة العاشرة صباحاً على مستويين ، الأول سيكون بين الرئيس سلفاكير ومشار في القصر الجمهوري وبيت الضيافة برعاية وأشراف الرئيس البشير شخصياً ، وقال:«يبقى سلفاكير ومشار خلال الأسبوعين في الخرطوم» إلا أن سلفاكير يرجع من وقت إلى آخر باعتباره رئيس دولة وله مهام يقوم بتصريفها. فيما تكون الجولة الثانية على مستوى وفود التفاوض بقاعة الصداقة لتنتقل بعد ذلك إلى الأكاديمية الاستراتيجية الأمنية بسوبا. مشيرا إلى أن مشار سيحدد مكان مقره بعد المفاوضات على أن يختار دولة لا تكون مجاورة لبلاده.
وأوضح الدرديري أنه سيغادر إلى نيروبي خلال أو بعد الجولة الأولى لاطلاع الرئيس الكيني بمسار التفاوض بين الطرفين والتحدث حول استمرارية أو نقل المباحثات إلى نيروبي.
واعتبر وزير الخارجية انعقاد الجولة بالخرطوم تعد رسالة قوية وفرصة لحل أزمة الجنوب ، وأقر بتعثر مبادرة الإيقاد ، لانتهاجها مبدأ فرض عقوبات على الطرفين باعتبارهما أفشلا المبادرة وخرق وقف إطلاق النار ، موضحا أن مبادرة البشير أعادت الأمل إلى الحل السلمي للمشكلة لسببين هما عقد لقاء مباشر بين سلفا ومشار بعد رفض الأول لهذه الخطوة سابقا ، والسبب الثاني هو حل الملف الاقتصادي لأن المجتمع الدولي ليس في وضعية تمكنه من حل مساعدة دولة الجنوب ، وتفيد المصادر إلى توجه وزراء نفط السودان وجنوب السودان اليوم إلى حقول النفط بهجليج لتدارس كيفية إحياء الاتفاق النفطي بين البلدين ، كما أن لجان المعابر قد قطعت شوطا بعيدا.
ونفى وزير الخارجية أن يكون للخرطوم أي تأثير أو أجندة على الطرفين وقال:«نحن لا نحدد مسار الأمور أو مستقبل جنوب السودان بل نقدم تصوراتنا وندعو الناس للالتفاف حولها»
وأكد دعوة المجتمع المدني جنوب السوداني للمشاركة والحضور والالتقاء بالزعيمين والأطراف الأخرى بهدف إشاعة روح السلام في جنوب السودان
أما من ناحية ضمان نجاح القمة فقال الدرديري:«لا ضمان في السياسة ولكن نتطلع لأن تحقق الجولة اختراقا في الملف لأنها تختلف عن الجولات السابقة بوقوف الإقليم بأكمله وراءها ولأن التوصل إلى تسوية ووحدة الأقليم مطلوب وهو ليس تنافسا بين العواصم»
إن السودان الأكثر اهتماما بقضية الجنوب ، لأن تحقيق الاستقرار في الجنوب سينعكس إيجابا على السودان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق