الخميس، 28 يونيو 2018

"البالمبو" توحِّد وجدان فرقاء الجنوب

استطاعت فرقة البالمبو أن تنتزع وحدة وجدان فرقاء الجنوب؛ الرئيس الجنوبي سلفاكير ميادريت، وغريمه اللدود زعيم المتمردين د. رياك مشار، في الجلسة الافتتاحية لمفاوضات الفرقاء بالخرطوم، الإثنين، والتي حشدت لها الخرطوم كل أسباب النجاح، من زخم سياسي، وتشريف الرئيس اليوغندي يوري موسفيني، لتدشين المفاوضات.
وكان لافتاً للأنظار وجود سلفا ومشار، ويتوسطهما الرئيس البشير وعدد من المسؤولين يتمايلون طرباً بابتسامة تكسو الوجوه على نغمات فرقة البالمبو بزخمها الفني والفلكلوري وفنها المستلهم من التراث والثقافة السودانية المتعددة الأعراق والسحنات. وتلك القوالب الفنية ربما قد تكون أيضاً دغدغت وجدان سلفا ومشار، على اعتبار أنها تراث واحد في ظل السودان الموحد قبيل الانفصال، لذلك احتفت صحافة الخرطوم بتفاعل سلفا ومشار مع نغمات وأغاني الفرقة.
ورغم التباعد والمرارات بين الطرفين على اعتبار أنهما خصمان لدودان ويحملان هواجس حول مطبات التفاوض وعراقيله وأشواق كل طرف منهما للتفاوض، بما يتماشى مع منطلقاته وترتيباته إلا أن كل تلك الهواجس لم تمنع سلفا ومشار من أن يتمايلا طرباً في باحة القاعة الرئاسية بقاعة الصداقة لعدة اعتبارات، منها أن السودان يمثل لهم الدولة الأم، فضلاً عن أن مفاوضات الخرطوم التي جاءت بمبادرة من الرئيس البشير، وحاولت أن تتلقفها بعض الدول نتيجة الأطماع إلا أنها عادت إلى الخرطوم، بسند من الإيقاد وتأييد دولي.
مفاوضات الخرطوم تمثل المخرج الآمن لمشكلة الجنوب المستعصية، حال تواضعت الأطراف على اتفاق نهائي يفضي إلى سلام دائم يعزز التنمية في جنوب السودان، ويدعم الاستقرار السياسي والاقتصادي في السودان، للروابط الكثيرة التي تجمع بين السودان ودولة جنوب السودان، لأنه لا مناص من التعاون بين البلدين في شتى المجالات.
وحال توصل المفاوضات بين فرقاء الجنوب لاتفاق نهائي والذي بدأت بشاراتها تلوح في الأفق، بالاتفاق على بعض النقاط أو ما أطلق عليه اتفاق الخرطوم الإطاري، فإن نغمات البالمبو تمثل أولى إشارات وبوادر الاتفاق بين الجنوبيين الذين أزهقتهم نيران الحرب وويلاتها، وجعلت شعبهم تحتشد به معسكرات اللجوء في الدول المجاورة، في ظل ظروف إنسانية بالغة التعقيد، والشاهد الحشود الشعبية الجنوبية التي ظلت تراقب انطلاق مفاوضات الخرطوم بأشواق السلام والأمن والاستقرار واستغلال ثروات الجنوب لأبنائه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق