الأربعاء، 6 يونيو 2018

سلفاكير واللف والدوران في «أبيي» 2

حكمت محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي بأن حدود أبيي غربا ًمع دارفور هي ما جرى تحديدها في 1/ يناير 1956م. وذلك يجعل منطقة «الميرم» من مناطق المسيرية.
كما يجعل مياه «بحر العرب» المتدفقة من دارفور ضمن دار المسيرية»جمهورية السودان». وحكمت المحكمة بأن حدود أبيي الشرقية هي ما جري تحديدها في 1/يناير 1956م، وذلك يضع منطقة «هجليج» النفطية ضمن شمال السّودان. جعل قرار التحكيم الماء والنفط ضمن دار المسيرية»جمهورية السودان». ومن مساحة منطقة أبيي التي تبلغ «25» ألف كيلو متر مربع، حكمت المحكمة بـ «12» ألف كيلو متر مربع شمال بحر العرب «مساحة لبنان» بأنها تابعة للمسيرية.
وأن تسعة آلاف كيلو متر مربع «مساحة بلجيكا» تابعة لـ»دينكا نقوق». حيث غلَّبت المحكمة في حكمها «القبلي» على «المناطقي». وفقاً لقرار التحكيم الذي أصدرته هيئة تحكيم أبيي أصبح المسيرية من أولاد عمران وأولاد كامل والمزاغنة والفيَّارين، ضمن منطقة «دينكا نقوق». وذلك يمنحهم الفرصة كمواطنين سودانيين حقّ التصويت في الإستفتاء إن كانت أبيي ستتبع للشمال أم الجنوب. كما يمنحهم الحق في التصويت لاختيار إدارة أبيي. بذلك سيشارك أولاد عمران وأولاد كامل والمزاغنة والفيَّارين في تقرير مصير أبيي عند الإستفتاء. بذلك يشكل قرار محكمة التحكيم الدائمة في 22/يوليو2009م،. وإذا جاءت نتيجة الإستفتاء الذي كان مزمعاً عام 2011م لصالح أن تصبح أبيي جزء من الجنوب،كان ستصبح هناك «دار مسيرية» داخل الجنوب.
ومن الخطأ الجسيم فهم قرار التحكيم باعتباره يُسقط المواطنة السودانية عن المسيرية، أو أنه فقط لا غير عبارة عن منح «شهادة بحث» بمساحة تسعة آلاف كيلو متر مربع لإخوتهم من «دينكا نقوق». نزاع أبيي تمّ حسمه بقرار محكمة التحكيم الدائمة في «لاهاي» في22/7/2009م.تجدر الإشارة إلى أن السيد/ سلفاكير طلب يوم الجمعة 1/6/2018م تأجيل اجتماعات أبيي التي قرَّر الإتحاد الأفريقي أن تنعقد في 30/ مايو /2018م .
على السيد/ سلفاكير رئيس حكومة جمهورية جنوب السودان الإنصياع الفوري التام لذلك القرار، وعدم التحايل عليه بمحاولة عبثية لضم «أبيي» إلى الجنوب.الدور السالب الذي لعبه ويلعبه السيّد/سلفاكير في محاولة تفجير جنوب كردفان و تفجير النيل الأزرق، ومراوغات السيد/ سلفاكير في «أبيي» ومحاولة تفجير أبيي من قبل، تجعل من البديهي على الخرطوم، بل من واجبها، أن ترفع شعار «سوء الظن من الفطنة» في مفاوضات النفط والحدود وأبيي.وفقاً لذلك الدور السَّالب الذي لعبه السيد سلفاكير وحكومة الجنوب في أبيي ثم جنوب كردفان ثم جنوب النيل الأزرق، على الخرطوم أن تجري مفاوضاتها هذه المرَّة، بحزم أكثر، وسوء ظن أكثر، وفطنة أكثر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق