الخميس، 23 أكتوبر 2014

السودان ومصروالمصير المشترك

سعادتى بلقاء الرئيس المصرى والسودانى وما أعلناه من أن العلاقات بين الشعبين الشقيقين هى من نوع العلاقات الأزلية وأنها لا يمكن أن تتأثر بأى خلاف عارض أو طارئ وأنه يجب الانطلاق بالعلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب وأوسع بما يحقق آمال الشعبين وأرجو أن يسمح لى أن أقول «الشعب الواحد» شعب وادى النيل شماله وجنوبه: شعب مصر والسودان .
لن أمل من تكرار أننى واحد من المدرسة القديمة التى كانت تؤمن بوحدة مصر والسودان دون تفرقة أو تمييز بينهما وأن هذه الوحدة مليئة بالخير والقوة لهذا الشعب الواحد الممتد فى أعماق التاريخ. وقد جاءت كلمات كل من الرئيسين فى بداية اللقاءات مفعمة بالحميمية والمودة ومؤكدة جسامة مسئولية حكومتى البلدين فى تحقيق آمال شعب وادى النيل وطموحاته سواء السياسية أو الاقتصادية أو غير ذلك فى كل مجالات التعاون. وسعدت بما قاله الرئيس البشير عن دور مصر الفاعل فى القضايا العربية والإفريقية وأنها مصر تمثل حجر الزاوية فى الوطن العربي. وأكد الرئيس البشير عدم المسام بأمن ومصالح مصر السياسية والاقتصادية وفى مقدمتها «أمنها المائي» فى إشارة لا تخفى إلى موضوع سد النهضة. وسأحاول فى هذا المقال أن أركز على تصريحات الرئيس السودانى عمر البشير لأننا نعرف توجهات الرئيس السيسى العربية والأفريقية والسودان مشترك فى الدائرتين سواء العربية أو الأفريقية ونعرف مدى اهتمام الرئيس السيسى بتوثيق وتمتين العلاقات العربية والأفريقية.
قال الرئيس البشير بالحرف الواحد عند عودته إلى الخرطوم « خلال الربع قرن الماضى زرت مصر أكثر من مرة ولكن لم يحدث أن شعرت بالراحة النفسية مثلما حدث فى هذه الزيارة الأخيرة. وقد انتابنى شعور غامر بصدق الرئيس السيسى وجدية توجهاته». وسأكرر هنا ما قلته فى أول المقال إننى سعدت بهذه الزيارة سعادة لا حدود لها وتقديرى أنها ستفتح أبواب الأمل والعمل والتقدم والرخاء لشعب وادى النيل كله خاصة بعد أن جرى الاتفاق حول تفعيل اتفاقية الحريات الأربع التى تقضى بحق الانتقال من أحد البلدين إلى البلد الآخر وحق العمل وحق التنقل بل وحق التملك مكفولة لكل مواطنى الدولتين .ماذا يبقى على الوحدة الكاملة إلا بضع خطوات سيادية تقديرى أن الواقع سيفرضها وأنها ستأتى فى الطريق لأن الواقع سيفرض نفسه.
إن الإرادة السياسية ممثلة فى الرئيسين والحكومتين والإرادة الشعبية ممثلة فى جماهير الشعب الواحد: شعب وادى النيل شماله وجنوبه ولنقل بصفة مؤقتة شعب مصر وشعب السودان موحدة أيضاً .وقد تم الاتفاق على تطوير وتسهيل طرق النقل سواء البرى أو النهرى أو البحرى البحر الاحمر كل هذه الأمور لابد أن تؤتى ثمارها.
وأكد الرئيسان دور المجتمع المدنى ودور الاعلام، وقد حرص الرئيسان على أن يؤكدا أن الاعلام قادر بقصد أو بغير قصد أن يعكر صفو العلاقات ومن هنا فإن حرص الصحافة وكل وسائل الاعلام فى كل من البلدين على عدم الإساءة إلى السلطات أو إلى الجماهير الشعبية فى البلد الآخر أمر لازم. ولنتذكر حادث الإساءة الاعلامية إلى المغرب الشقيق.
وكان واضحاً أيضاً أن المباحثات التى تمت أثناء الزيارة تناولت الأوضاع فى ليبيا نظراً لأن ليبيا دولة عربية وأفريقية من ناحية ونظراً لأن حدودها الطويلة تمتد غرب البلدين مصر والسودان والأوضاع فى ليبيا لابد وأن تؤثر على البلدين وقد حدث أن عدوانا جاء إلى مصر من الغرب. ولذلك اهتم البلدان بالإشارة إلى ليبيا وضرورة دعم السلطات الشرعية فى ليبيا. وهذا أمر محمود ومطلوب. كذلك كان حكيماً إرجاء الموضوعات الخلافية فى إشارة إلى موضوع حلايب وشلاتين إلى مرحلة أخرى .ومن المسائل التى تذكر وتشكر رفع مستوى اللجنة المشتركة بين البلدين إلى أن تكون لجنة رئاسية.
وكان أمراً طيباً أن يلتقى الرئيس عمر البشير بنخبة من السياسيين والمثقفين والإعلاميين المصريين ويتحدث معهم عن قوة ومتانة وتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين اللذين يربطهما مصير واحد. نعم مصر والسودان يد واحدة وشعب واحد ومصيرهما مشترك وواحد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق