الاثنين، 20 أكتوبر 2014

القمة السودانية المصرية.. آفاق أرحب

القمة السودانية المصرية التي قادها رئيسا البلدين البشير والسيسي بمشاركة وفد رفيع المستوي من وزراء الجانبين ويتكون الجانب السوداني من وزير شؤون الرئاسة صلاح ونسي، ووزير الخارجية علي احمد كرتي ووزير الاستثمار مصطفي عثمان اسماعيل، ووزير الدولة للدفاع الفريق يحيي محمد خير، ووزير العمل اشراقة سيد محمود، ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق محمد عطا المولي تناولت تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون المشترك في كل المجالات مؤكدين ضرورة تفعيل كل وسائل الترابط والتكامل في المجالين السياسي والاقتصادي بين السودان ومصر وتدعيم التواصل المباشر عبر المنافذ الحدودية التجارية التي تم افتتحاها اخيراً بجانب تعزيز التعاون في مجال الاستثمار المشترك فيما ابدي الجانبان تفاهماً كبيراً وتوافقاً حول الرؤية المشتركة المتكاملة للوقوف سدا منيعاً أمام التحديات المشتركة التي تواجه البلدين وذلك بالعمل وفق مبدأ الأخوة وحسن النيات في المقام الأول بيد أن الأوضاع الشائكة كسد النهضة الاثيوبي اخذ طابعاً عقلانياً بالتوصل الي حل يسهم في استقرار وجهات النظر حيث قال وزير الخارجية المصري أن المباحثات التي جرت أخيراً بين السودان ومصر واثيوبياً حول سد النهضة مكنت كافة الأطراف من السير الي الامام في معالجة القضايا الفنية للتوصل الي اتفاق بالنسبة لطرح الشركات التي ستقوم بالدراسات الخاصة بالآثار المترتبة علي انشاء المشروع مضيفاً ان الدول الثلاث اظهرت استعداداً للمضي قدماً نحو حل الملف عبر التعاون المشترك.
ان اقرار البلدين علي ان الوقت حان لايجاد علاقات تكاملية متميزة ونموذجية بينهما علي الصعيد الثنائي هي خطوة تأخرت كثيراً فارتبط الدولتين الجارتين قديم وليس مستحدثاً وما قاله السفير السوداني لدي مصر عبد المحمود عبد الحليم لوكالة السودان للأنباء في اعقاب المباحثات أن لجنة التعاون المشتركة ستعقد اجتماعاً قريباً بشكلها الجديد برئاسة الرئيسين، مؤكداً أن المباحثات أسست لعلاقة راسخة ومتميزة وأن نتائجها ستظهر في القريب العاجل وأن من أهم مخرجات لقاء البشير والسيسي ترفيع اللجنة المشتركة الي لجنة رئاسية.
كما حث الرئيسان علي البدء فوراً لبحث الملفات العالقة وبحث السبل الكفيلة بتطوير العلاقة وتعزيز الهياكل الخاصة باللجان بجانب اعلان وزيري الخارجية بالبلدين عن انعقاد اجتماع مشترك بالخرطوم في غضون الايام القادمة بحضور الوزراء المعنيين تؤطئة لدراسة الهياكل ودراسة العمل المشترك الذي يفترض ان يتم انجازه.
وعلي صعيد الأوضاع في المنطقة العربية لابد من تطابق رؤية البلدين علي ضرورة اطلاق عملية سياسية متكاملة تنبذ العنف وتحقق التوافق العربي لاعادة الاستقرار الي ليبيا وايجاد حل سلمي لسوريا لاذكاء روح التنسيق والعمل المشترك لتجاوز المعضلات الراهنة.
تلك الزيارة من الرئيس السوداني لنظيره المصري السيسي جاءت تقديرية لرد الزيارة التي قام بها الاخير للسودان في الاشهر الماضية والتي من شأنها طمأنة الجانبين علي احتمالية نشوء علاقات متجددة ومتطورة تخدم الشعبين وتأتي اهمية زيارة البشير لمصر عبر أهمية الملفات التي تمت المناقشة فيها سواء من الناحية الاقتصادية او السياسية أو الاجتماعية، بجانب مناقشة المواضيع الاقليمية مثل ليبيا وتأثيراتها علي الأمن القومي للبلدين.
فيما تخلل برنامج اللقاء اجتماع مغلق بين الرئيسين تم انعقاده في اليوم الأول، انتهت الزيارة بعد التئام اللقاءات المشتركة من الجانبين السوداني والمصري وسيتم بعدها تنفيذ مباشر لما تم النقاش حوله والاتفاق عليه وفي الاذهان تبقي حلايب وماذا سيحدث بِشأنها وعن العلاقات بين البلدين في حال تمسك مصر بموقفها المتعنت بان حلايب مصرية بالرغم من عملها بأن مثلث حلايب يقع ضمن الحدود السودانية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق