الأحد، 19 أكتوبر 2014

الخرطوم و القاهرة ... زيارات متبادلة تؤكد عمق الصلات ...!!

من شأن زيارة رئيس الجمهورية عمر البشير لجمهورية مصر العربية ، والتي جاءت تلبية لدعوة رسمية من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، لإجراء مباحثات بشأن العلاقات الثنائية بين البلدين، من شأنها أن تعيد الأامور إلى نصابها فيما يتعلق بمسار العلاقات بين السودان ومصر
وستؤدي لزيارة بحسب مراقبين إلى إزالة الملفات التي لا تزال عالقة بين البلدين، مشيرين إلى أن العلاقات الأزلية بين البلدين لن تتأثر بقضية حلايب، مستغربين تعمد بعض وسائل الإعلام إثارة هذه القضية الحساسة قبيل الزيارة. وهوأمر أكده وزير الخارجية على كرتي حين قال في تصريحات صحفية: "كررنا في أكثر من موقف أن العلاقات بين شعبي وادي النيل هي علاقات تاريخية، لا تستطيع قوة على وجه الأرض أن تفصم عراها، وأنها بدأت منذ فجر التاريخ، وسوف تستمر بسبب الارتباط الأزلي بين البلدين. لذلك نقول: "إذا كان هناك تباين في مواقف البلدين، أبرزته بعض الدوائر على أنه خلاف عميق بينهما، فسوف تؤكد زيارة البشير أن كل ما هناك لا يعدو كونه سحابة صيف في طريقها إلى الزوال، ونؤكد من جانبنا أن قضية حلايب لا يمكن أن تفسد علاقات البلدين، ورغم تمسك كل طرف بأحقيته في المنطقة، إلا أن القيادة في البلدين تنأى عن كل ما من شأنه أن يثير حفيظة الأخرى حول هذه القضية، وهناك اتفاق تام بينهما حول إمكانية حل هذه القضية وفق القنوات المتعارف عليها دولياً". وأضاف كرتي: "ما قاله البشير مؤخراً حول تمسك بلاده بحلايب أسيء فهمه، وهو لا يزيد عن كونه موقفاً مبدئياً لحكومة السودان، ونفس هذا الموقف تتخذه الحكومة المصرية، ونقدر موقفها تماماً. وما قاله البشير هو رد على سؤال حول إمكانية حدوث خلافات أعمق بين البلدين بسبب هذا الخلاف، فأجاب بأن بلاده تتمسك بسودانية حلايب، واستدرك بأن هناك حوارا يجري على أكثر من مستوى لحل هذه القضية".
ومع زيارة البشير إلى القاهرة فإن قرائن الأحوال تؤكد أن العلاقات بين الخرطوم والقاهرة فيما يبدو تسير باتجاه التطبيع (الإيجابي) ترجمتها الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين، فالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زار السودان فور انتخابه كرئيس لمصر وهي تعتبر الزيارة الثانية له بعد انتخابه رئيساً لمصر، وكانت الزيارة الأولى لدولة غينيا فزيارة السيسي هذه ربما جاءت لتعيد الأمور إلى نصابها لما قبل التصعيد، تصعيد ظل الإعلام المصري يرفع ثيرمومتره دون مبرر، تلك الحملة الشرسة التي انبرت لها أقلام وآراء مصري ضد السودان.
وتقول الشواهد أن زيارة السيسي تلك أسهمت في إزالة بعض الشوائب التي علقت بجدار هذه العلاقة وكادت تصيبها بالاهتراء أو الصدأ أو ربما وصلت حد خطورة الداء السرطاني الذي بدأ ينخر في (أزلية) العلاقة لتكون النتيجة الانهيار والتلاشي!! زيارة الرئيس المصري جاءت بعد أن أدركت مصر العمق الاستراتيجي الذي يمثله السودان لها وهي تتجه إلى مرحلة جديدة في الحكم.. مرحلة تحتاج فيها إلى ترميم كل علاقات الجوار بما فيها السودان والتي أفسدتها التقديرات الخاطئة لقيادة مصر السابقة، ربما ساهمت في عدم الاستقرار والاضطراب استمر وقتاً طويلاً.
وها هي القيادة الرئاسية بالسودان ربما ترد بأحسن منها، وهي زيارة قطعاً ستزيد من تعزيز العلاقة بين البلدين الشقيقين وستؤطر لمزيد من التعاون الدبلوماسي والاقتصادي والسياسي، ويقول مراقبون أن زيارة الرئيس البشير لمصر سيكون أثرها السياسي ايجابياً، فمن المتوقع أن يحدث اختراق في ملف حلايب ونقله من مربع التوترات والتراشقات السالبة إلى مربع التفاهمات والحلول التي ترضي الطرفين، بجانب إزالة الكثير من الشوائب العالقة على جدار العلاقة بين الخرطوم والقاهرة، وأهمها اتخاذ مواقف واضحة تجاه إيواء القاهرة للمعارضة السودانية وقادة الحركات المسلحة، وكانت السلطات المصرية قد اتخذت إجراءات ايجابية تجاه النشاطات التي تقوم بها بعض الأحزاب المعارضة ومنعت إقامة مؤتمر للجبهة الوطنية المعارضة كان تعتزم أن تقيمها بقيادة القيادي الاتحادي المعارض علي محمود حسنين مما كان له أثره البالغ على الحكومة السودانية، وعلى هذا النسق كان ينبغي أن تقوم السلطات المصرية بتحجيم حركة ونشاط الحركات المسلحة وتغلق مكاتبها هناك لإبداء حسن النية... إذا فمن المتوقع أن تدفع زيارة الرئيس البشير بهذا الملف إلى الأمام، كما أن مصر تحتاج للسند السوداني خاصة في ما يخص سد النهضة الذي يعتبر من أكثر المشاريع تأثيراً على مصر وظل يؤرق (مضجعها) منذ أن أعلنت عنه الدولة الأثيوبية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق