الاثنين، 20 أكتوبر 2014

عيب.. يا إعلام مصر!

الرئيس البشير في القاهرة.. ذلك هو الخبر، وهو ما كان ليمكن أن يكون خبراً لافتاً، لولا أن الرئيس السوداني، لم يلق بالا لكل الأصوات التي ارتفعت في الخرطوم – خاصة من بعض وسائل التواصل الاجتماعي – تطالبه بإلغاء الزيارة، رداً على الهجمة الإعلامية المصرية الشرسة التي طالته، فيما كان هو يتهيأ لحزم ملفاته إلى "أم الدنيا".
أحمد للرئيس البشير انه لم يتعامل بردود الفعل أسوأ الردود في العلاقات بين الدول هي تلك التي تجئ رداً على الحملات الإعلامية الطائشة أتخيل الرئيس البشير يقول بذلك في سره – أو للأقربين منه – والمطالبات تملأ بعض المواقع تطالبه بإلغاء الزيارة، رداً للكرامة السودانية!
صحيح الحملة المصرية على الرئيس البشير، لا تعرف حكم الوقت.. أو هي تعرف حكمة بأوامر من أصابع بلهاء تصنع القرار، والهدف هو محاولة لحشر الرئيس السوداني في زاوية ضيقة، إذ هو يجلس إلى الرئيس المصري، والملفات بين الدولتين مفتوحة على الطاولة :
أحد أسباب التوترات في العلاقات بين مصر والسودان، ان مصر ظلت – إلا في أوقات نادرة – تتعامل أمنياً مع السودان حتى على المستوى الدبلوماسي، ولعل الشاهد أن معظم سفرائها في الخرطوم، كان يتم إرسالهم من الجهات الأمنية، قبالة كوبري القبة.. بالتوازي مع ذلك، ظل الإعلام المصري – باستمرار – يضخم من ذات المصريين، في مقابلة الاستخفاف بالذات السودانية، وهذا قد أدى بالفعل إلى ردة فعل أقل ما يقال عنا انها "مستهجنة" من كافة السودانيين، بمختلف انتماءاتهم الفكرية والسياسية والجهوية.. كيف لإعلام رشيد وذكي – بالله – يفتح حملة على رئيس دولة زائر، حتى ولو لوحت إليه بعض الأصابع، بفتح هذه الحملة؟
السؤال يقود إلى سؤال آخر : هل كان يمكن للإعلام المصري، أن يفتح مثل هذه الحملة، على أي رئيس آخر، لولا أنه تاريخياً قد تورط في الاستخفاف بالسودان، والسودان يقابل هذا الاستخفاف الطائش، بالحلم.. وهو حلم تستلهمه الشخصية السودانية، في كل منعرج طيش وسبابا؟ إنني لأرثى للإعلام المصري، إذ هو سينقلب مائة وثمانين درجة، والرئيسان البشير والسيسي، يخرجان معاً إلى الصحفيين يدا في يد، والبسمة تعلو.. وقد تجاوزا الكثير من الخلافات..ترى متى يفهم الإعلام المصري إن الأمن القومي بين أي جارين يشكله أساساً الحلم – والاحترام.. لا الردحي.
متى يفهم أن بين السودان ومصر تاريخ ومصير ومصالح وأياد سلفت.. وبينهما دم ونيل.. ذيل هو سليل الفراديس لا يزال يجري.. ويجري؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق