الأربعاء، 1 يوليو 2015

إعلام مصر.. تشتيت الكرة

ما من شك أن التفجيرات التي أودت بحياة النائب العام المصري هي جريمة دينية وأخلاقية أن يصل العنف والصراع حد قتل النفس.. السودان سارع علي المستوي  الرسمي بإدانة الحادث، وكان البشير أول المتصلين بنظيره المصري.
لكن لأن نظرية المؤامرة من الجنوب مسيطرة علي عقلية بعض الإعلاميين ومن يستعينون بهم تحت مسمي محلل إستراتيجي؛ فإن أقصر الطرق لإقناع الرأي العام الداخلي هو التركيز علي تهديد السودان للأمن القومي المصري.
هكذا بلا أدلة ولا مستندات.. ليس  هناك أسهل من أن يقول ضيف لميس الحديدي إن البشير ليس  صديقاً لمصر وإن السودان دولة إخوانية معادية، وإنه يجب تغيير الوضع الديمغرافي بشكل سريع علي حدود  مصر الجنوبية..
وإن  السلاح والإرهاب مدخلة الحدود مع السودان وليبيا وغزة.. ويمضي المحلل بالقول إن الحدود مع ليبيا تحت السيطرة، غير أنها مع السودان وغزة تحتاج إلي عمل كبير وسريع.
نفس الأفكار والروايات تطابقت أمس في معظم القنوات المصرية وهي تشير إلي تصدير السودان للإرهاب في مصر انتقاماً للإخوان المسلمين.. القيادة المصرية وعلي رأسها الرئيس السياسي متأكد تماماً أن مصر لن تأتيها زعزعة أمنية من الجنوب لسبب بسيط وهو أن أي خلل أمني في مصر سريعاً ما يؤثر علي السودان وبشكل مباشر، وبالتالي لا مصلحة لدينا في أن تكون مصر غير مؤمنة، وأن قضية إخوان مصر شأن داخلي.. صحيح قد توجد وجهات نظر مختلفة هنا في السودان حسب التعاطف والقرب أو تباعد المواقف السياسية والفكرية من قضية الإخوان المسلمين في مصر ومحاكمة مرسي، لكن هذه المسألة تظل مسألة عادية وطبيعية كما هو حادث في كل الدول الأخرى وليس موقفاً رسمياً تبني عليه المواقف الرسمية في مصر.
الغريب في موقف الإعلام المصري أن ما يقوم به من اتهامات تجاه السودان لا يمثل الرأي الرسمي ولا الشعبي في القاهرة.. يحاول التأثير لكنه عادة ما يفشل بسبب قراءة ضعيفة لواقع الأوضاع السياسية من حوله ولحركة التحالفات في المنطقة العربية.
قبل أيام نشط الإعلام الإسفيري في تسويق فكرة أن أسماء البلتاجي لم تقتل في أحداث ميدان رابعة وأنها هربت إلي السودان بجواز سفر مزور وقد شوهدت وهي تتجول في مناطق في الخرطوم!.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق