الأحد، 27 أغسطس 2017

سلطات الاحتلال المصرية و (فهلوة) جديدة!

طالما ظلت سلطات الاحتلال المصرية تحكم سيطرتها على مثلث حلايب السوداني رافضة أية تفاضوا وتحكيم أو آلية قانونية فان من الطبيعي والحكومة المصرية تقوم بدور السلطة المحتلة ان تقع انتهاكات ضد السكان المحليين بطريقة يومية ممنهجة، اذ تقول تقارير شرطية في المثلث المحتل ان اعداد السكان المحليين الموقوفين بالسجون المصرية بمحافظة البحر الأحمر في تزايد مستمر، في ظل انعدام المقومات الانسانية الطبيعية والاحتياجات الأساسية لهؤلاء الموقوفين داخل زنازين سلطات الاحتلال المصرية!
أحد قادة الإدارة الأهلية قال لـ(سودان سفاري) ووجهه يطفر بالحزن والأسى ان الموقوفين بالسجون المصرية من سكان المثلث لا يجدون الطعام والذي عادة ما تقدمه سلطات اي سجن في أي دولة! ليس هناك طعام ولا مياه شرب ولا يستطيع عدد السجين قضاء حاجته الطبيعة.
متابعات (سفاري) تشير إلى ان عدد الذين قامت سلطات الاحتلال المصرية باعتقالهم بلغ حتى الآن 222 شخصاً، تم عرض حوالي 130 منهم على القنصلية السودانية لاستخراج وثائق سفر لهم، وكن القنصلية السودانية –بذكاء متوقع ومعروف– رفضت استخراج وثائق سفر لهم باعتبار ان هؤلاء الموقوفين مواطنين سودانيين يقيمون في ارض سودانية!
وبالطبع لا يتصور عقلاً ولا منطقاً ان تقوم قنصلية في أراضي سودانية باستخراج وثائق سفر لمواطنين سودانيين هم عملياً يقيمون في أراضي سودانية! هؤلاء الموقوفين ليسوا خارج السودان ولم يدخلوا في أراضي دولة أجنبية ! وبالطبع أيضاً أسقط في يد السلطات المصرية التى كانت تود ممارسة (فهلوة مصرية) على القنصلية السودانية تحصل على (إعتراف سوداني) بمصرية حلايب!
 صحيح هنا أن موقف القنصلية السودانية ربما يزيد من معاناة هؤلاء الموقوفين الذين لا ذنب لهم سوى ان سلطات الاحتلال المصرية تستخدمهم كطعم للحصول على مشروعية احتلالها لأرض سودانية ولكن من المؤكد ان المصلحة العليا للدولة السودانية تقتضي اتخاذ مثل هذا الموقف المستند إلى الأعراف والقوانين الدولية.
ولعل أكثر ما يؤسف له في هذا الموقف ان سلطات الاحتلال المصرية تعرف مسبقاً ان هذه (الفهلوة) التى شبع منها السودانيين طيلة مشاهدتهم للدراما المصرية أساليب الفتوة في الحارة المصرية، و (الجدعنة) على الطريقة الدرامية المصرية لن تنطلي على العقل السوداني الألمعي. فالسلطات المصرية تمارس ما هو أسوأ من الاحتلال باعتقال السكان المحليين أصحاب الأرض وتعاملهم معاملة مزرية وتمنع عنهم الطعام والماء و تحط من قدرهم بوضعهم في زنازين وغرف رطبة شديدة القبح وسيئة التهوية، فقط لكي تثبت جاهدة انها تماس سيادتها الوطنية على المثلث!
دولة تدعي انها عريقة وحضارتها عمرها 7 آلاف سنة بحسب ما تزعم ولكنها ما تزال تستخدم أساليب ما قبل (السبعة آلاف سنة)!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق