الاثنين، 21 أغسطس 2017

الاحتلال المصري لحلايب والعامل النفسي الخفي لسلطات الاحتلال المصري!

في رده على إدعاء المندوب الدائم فى المنظمة الدولية الاسبوع الماضي قال مدير المساحة في السودان عبد الله الصادق ان السودان لديه كافة الوثائق والمستندات الرسمية التي تثبت تبعية مثلث حلايب لأراضيه.
مدير المساحة السوداني قال ان مساحة المثلث البالغة (22 ألف كلم مربع) تقع ضمن الأراضي السودانية وأضاف الصادق، ان الجانب المصري يزعم ان السودان لا يمتلك وثائق تثبت ملكيته، وفي الوقت نفسه يتحاشى الجانب المصري اللجوء الى التحكيم.
والوقع ان هذه هي المعضلة الغريبة التى تثير الدهشة حيال الموقف المصري، فمنذ بداية النزاع -العام 1995م- وهو ما يمكن ان نطلق عليه عام الاحتلال وعمليات التمصير فى المثلث ظل الموقف المصري متعنتاً حيال اجراء اية مفاوضات او تحكيم أو حتى مناقشة الموضوع من قريب أو بعيد!
 في العادة فان الدولة التى ينشب بينها نزاع حدودي او تبعية منطقة ما إلى أيٍّ منهما، تجري مفاوضات وتحرص -في تلك المفاوضات- على إبراز حججها القانونية و ثم تتطور المفاوضات فى احدى مراحلها الى البحث عن آلية لحسم النزاع وفي الغالب آلية التحكيم.
الجانب المصري فيما يختص بنزاع حلايب وقع في عدة مخالفات صريحة لا تتسق مع مقتضيات القانون الدولي والأعراف الدولية المعروفة ولا تتسق مع مقتضيات حسن الجوار، والعلاقات التاريخية بين البلدين.
أولاً، شرع الجانب المصري فى مسلك عديم الجدوى لتمصير المثلث وإضفاء سيادة مصرية عليه وهي ممارسة متواضعة قانونياً ولا تكسب مصر حقاً لأن الكل يشهد ان عليمات التمصير هذه مستحدثة و مختلقة لإختلاقاً لأغراض مكشوفة.
ثانياً، رفض الجانب المصري -دون مبررات معقولة او غير معقولة- مجرد مناقشة القضية على كافة المستويات وفى العادة فان تحاشي النقاش فى قضية ما، لا يمكن حلها إلا بالنقاش والتفاوض يحوي بالتأكيد محاولة للهرب من مواجهة الحقائق والأدلة.
ثالثاً، القبضة الأمنية –غير العادية– التي تمارسها السلطات المصرية بمحاولة اجبار السكان المحليين على استخراج هويات مصرية وتخويف كل من لا يحمل هوية مصرية، كل هذه تشير الى ان السلطات المصرية لا تتعامل مع (مواطنين مصريين)، فالذي تقوم به السلطات المصرية في مثلث حلايب حالياً لا تقوم به فى مناطق القاهرة او اسيوط او اسوان او في صعيد مصر! هي فقط تفعل ذلك فى مثل حلايب لإحكام سيطرتها الامنية عليه خوفاً من سكانها المحليين، إذ لا توجد فى الدنيا حكومة تخاف من مواطنيها.
رابعاً، التجارب المصرية المعروفة وآخرها مع المملكة العربية السعودية بشأن جزيرتيّ تيران وصنافير وقبلها مع إسرائيل فى طابا، جميعها كانت تجارب نزاعات حدودية خاضت فيها مصر مفاوضات وإجراءات تحكيم معروفة، فما الفارق ما بين تلك التجارب وتجربة حلايب، خاصة ان السودان هو عمقها الاستراتيجي؟
ان من المفروغ منه ان القاهرة تحمرّ خجلاً من موقفها المخزي فى حلايب وليت (حُمرة الخجل) هذه تدفعها لقبول التفاوض وحل النزاع، وليس هناك من هو على علم ولديه خبرة كافية بالعامل النفسي للسلطات المصرية والدوافع (الخفية) التى دفعتها لاحتلال اراضي سودانية و ممارسة مكابرة عديمة الجدوى ضد عمقها الاستراتيجي!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق