الخميس، 17 أغسطس 2017

معركة مصرية خاسرة في حلايب!

تخوض سلطات الاحتلال المصرية في المثلث السوداني المحتل حلايب شلاتين أبوم رماد معركة خاسرة ضد موطنين سودانيين وقبائل سودانية محلية أخضعتها القوات المصرية -المدججة بالسلاح وخوذات الحرب- لسلطانها عنوة. مواطن ينحدر من قبلة البشاريين صادفته دورية مصرية في سوق صغير، كان يحمل بعض خضار وقليل من الخبز يشير إلى صغر حجم أسرته وطالبته بهوية.
 الرجل اعتقد أن الجنود يشكون في انتمائه للمنطقة فطفق يحدثه عن أسرته وقبليته وعمدة المنطقة ، ولكنه لم يكمل روايته، فقد كانت حاجياته تتناثر في الأرض ويحمل هو على ظهر البوكس المدرع ليلقى في الحجز لأيام  ثم يحال إلى الأمن الوطني المصري! لا أسرته تعرف أين هو ولا الجنود المصريين يخبرونها.
 شاب سوداني آخر قصته أكثر مأساوية، خرج من منزله فقط لإجراء مكالمة هاتفية كشأن السودانيين حين ينفردون بالهاتف  لإجراء محادثة مع أشخاص بطريقة لا تخلو من خصوصية اجتماعية داهمته السلطات المصرية و أمسكت بهاتفه وقامت بتفتيش الهاتف وحاولت الوقوف على تفاصيل الشخص الآخر إلي كان يهاتفه، ورغم ثبوت ان الطرف الآخر لم يكن سوى خطيبة الشاب المسكين وأن تفاصيل المكالمة متعلقة بلوازم إتمام الزواج إلا أن الجنود المصريين اعتقدوا أنها (حيلة استخبارية) وظلوا يرددون على الشاب المغلوب على أمره (على مين دي يا حضرة)!
 قصص مأساوية عديدة رويت لنا بالعشرات وجمعيها تحط من كرامة المواطنين السودانيين الرازحين تحت نير الاحتلال المصري. هناك من جرى حبسه لأشهر، وهناك من جري إبعاده وآخرون ظلوا يتلقون الضرب والتقريع لأسابيع لكي يعترفوا بجرائم لم يرتكبوها.
وحين نقول ان هذه المعركة بالنسبة لسلطات الاحتلال المصرية خاسرة فذلك لأنها لا تعرف قط التركيبة النفسية للمواطن السوداني ولا تعرف انه إذا ثار فإنه مفزع، كما أن هذه الممارسات بات تشي بتكوين و تبلور حركات تحرير سودانية، حركات بإمكانها ان تصبح بعبعاً للسلطات المصرية التى ما تزال تعاني الأمرين في الأمن الداخلي في عمق المدن والحواضر الرئيسية المصرية .
ومن الممكن مع هذه الممارسات الإحتلالية الظالمة ان تتورط السلطات المصرية في مواجهات يومية خاسرة وتصبح سلطات احتلال باطشة تطوف ملفات جرائمها على المناضد الدولية ومن الممكن ان يصل الأمر لانعقاد مجلس الأمن الدولي وإصداره قرار دولي بهذا الشأن! الأمر ليس فيه غرابة فقد ورطت القاهرة نفسها فيما تورط فيه تل أبيب!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق