الأحد، 27 أغسطس 2017

التجنيد القسري في معسكرات اللاجئين الجنوبيين.. صور مفزعة!

في بحثها المضني لحطب حريق الحرب الدائرة في دولة جنوب السودان، تبذل السلطات العسكرية الجنوبية جهوداً جبارة لتجنيد الأطفال للاستعانة بهم في حربها التى لا تنتهي. معسكر (إيدا) الشهير الخاص باللاجئين الجنوبيين بولاية الوحدة المتاخمة للحدود السودانية يقف شاهداً على عمليات التجنيد القسرية التى تجري بغلظة وقسوة وتطال أطفالاً دون سن الـ15 سنة.
ما أن تقف قبالة المعسكر حتى تستمتع لمئات القصص التى يتقطع لها نياط القلب عن أطفال جرى انتزاعهم انتزاعاً من أحضان عائلاتهم ليتم إلقاؤهم في معسكرات تجنيد خصصت لهذا الغرض، ولا توجد بها أدنى معايير الرعاية والعناية، و هي ليست سوى ميادين محاطة بأسلاك شائكة وجنود مدججين بالسلاح ويا ويل من تحدثه لاجتيازها هارباً من الجحيم الدائر بداخلها.
(كوان دينق ) طفل بالكاد يناهز الـ11 من عمره وصل مع عدد من أترابه لولاية جنوب كردفان هارباً من ما أسماه (محل موت) بحسب تعبيره الطفولي يقول وعينيه تطفر بالدموع انه لا يدري أين والديه، ولا يذكر سوى أن جنوداً منحوه حلوى و قالوا له إنهم سوف يشترون له أبقاراً ليكون صاحب ثروة ثم ألقوا به داخل المعسكر و يُضرب مع بقية أترابه ضرباً مبرحاً و يجبروه على التدريب العسكري القاسي.
(كوان) قال ان التدريب العسكري يستمر طوال الليل وان النوم ممنوع  الطعام رديء للغاية ومن يصاب بالمرض يتم التخلص منه (بطريقة نحنا ما نعرفه) على حد وصفه المحزن! طفل ثاني ناشد مستمعيه ألا يسألوه عن إسمه، قال ان حوالي 13 طفل تم إلقاء القبض عليهم فى رحلة هروب جماعي كانوا بصحبته ولم ينج إلا هو ومعه اثنين من رفاقه.
وقال إن التدريب أحياناً يجري أثناء هطول  الأمطار لكي يمنعوا المجندين من النوم، و ان هناك (حبوب زي بتاع الحكيم)  ربما يقصد أقراص منشطة تعطى للمجندين فيستمروا في تلقي جرعات التدريب لأطول فترة ممكنة، ثم يضيف هناك إغراءات بمنح بعض المجندين (دبورة) وهي كما يفسر (نجمة تلمع في الكتف)! وعندها (زيق أحمر) عشان يقولوا الواحد بقي كمندة!
بعض قادة العمل السياسي بولاية جنوب كردفان يشيرون إلى أنهم يعانون الأمرين جراء اختفاء أطفال جنوبيين يتم نقلهم إلى معسكرات التجنيد وفي بعض المرات يهرب هؤلاء الأطفال ويدخلوا إلى الولاية. ويضيفوا إنهم عملوا على تصعيد هذه الممارسات اللا انسانية من حكومة جنوب السودان إلى منظمات حقوقية دولية وكتبوا من الخطابات المدعمة بالوثائق و لكن أحداً لم يتحرك لوقف هذه الممارسة الخاطئة.
وهكذا، يبدو أن حكومة جنوب السودان التى قضت على قسم كبير من الجيش الشعبي في صراعاتها الداخلية لم تجد أمامها سوى اللجوء لتجنيد الأطفال الإيفاع وإخضاعهم لقوة الأوامر العسكرية ومنعهم من الالتحاق بالمدارس ومداهمة معسكرات اللاجئين و انتزاع هؤلاء الأبرياء انتزاعاً بغية استخدامهم حطباً لحريق ووقوداً للحرب!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق