الاثنين، 14 أغسطس 2017

حادثة مخيم خور الورل.. أبعاد وأصداء!

تمكنت سلطات ولاية النيل الأبيض عبر جهود مقدرة من احتواء أزمة معسكر (خور الورل) والمخصص للاجئين الجنوبيين الفارين من ولايات الحرب في جنوب السودان. حاكم ولاية النيل الأبيض المتاخمة للحدود مع دولة جنوب السودان، عقد في هذا الصدد مؤتمراً صحفياً أعلن فيه احتواء الأزمة بالقبض على الجناة الذي تسببوا في الأحداث.
 وقال الحاكم عبد الحميد موسى كاشا، إن ما جرى في المعسكر كان عملاً مدبراً من قبل عناصر وضابط يتبعون للجيش الشعبي الجنوبي وأن حكومته استطاعت إبعاد كل العناصر التى تسللت إلى المعسكرات من داخل المدن الجنوبية.
ومن المعروف أن الأحداث التي وقعت بالمعسكر المذكور أثارت فزعاً وسط مواطني ولاية النيل الأبيض حيث وقعت أعمال حرق وتخريب وتصاعدت السنة اللهب و الدخان من داخل المعسكر ولكن سرعة تحرك الحكومة السودانية حالت دون اتساع نطاق الأحداث والخسائر البشرية والمادية.
ولعل الحادثة تعيد إلى الأذهان المحاولات المتكررة لدولة جنوب السودان لزعزعة أمن واستقرار السودان، إذ  فيما يبدو ان الحكومة الجنوبية وبعد ان شعرت بتراجع أداء الحركات المسلحة والهزائم التى تلقتها في ميادين القتال لجأت إلى ملاحقة اللاجئين في المخيمات الآمنة داخل الحدود السودانية ولعل الأمر المؤسف هنا ان الحكومة السودانية ظلت طوال السنوات الـ5 الماضية تستضيف الفارين الجنوبيين من جحيم الحرب في دولة جنوب السودان باستمرار وتقدم لهم المأوى والمأكل والمشرب بل ان السودان وإمعاناً فمنه إكرام اللاجئين الجنوبيين قرر معاملتهم (كمواطنين) سودانيين وليسوا كأجانب حتى يتمتعوا بكل حقوق المواطنين السودانيين على اعتبار انه وإلى عهد قريب كانوا مواطنين سودانيين قبل ان يقرروا الانفصال وإنشاء دولة جنوبية مستقلة .
 وقد رأينا من قبل كيف هاجت  عناصر الجيش الشعبي منطقة هجليج التى تقوم فيها حقوق و النفط ومنشآته وأحرقت تلك المنشآت وحاولت الاستيلاء على المنطقة قبل ان ينجح الجيش السوداني في توجيه ضربة قاصمة أخرجتها من هناك.
وقد رأينا أيضاً كيف ظلت جوبا تقدم الدعم للحركة الشعبية قطاع الشمال وهي تشن هجمات على كادوقلي مستخدمة صواريخ الكاتيوشا، والمدفعية الثقيلة وتهاجم أبو كرشولا والمناطق المحيطة. الآن حدثت نقلة في هذه الهجمات والاعتداءات بتدبير عمليات حرق وإضرام نيران في مخيمات اللاجئين الجنوبيين كأنّي بجوبا تنقل ألسنة نيرانها المتصاعدة من حرائقها التى لا تنطفئ إلى السودان!
وهكذا تلظ حادثة خور الورل نموذجاً للفشل الجنوبي في إلحاق الأذى بالسودان، فلا العملية حققت أهدافها ولا السودان ترك الجناة يفلتون بفعلتهم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق