الأربعاء، 16 أغسطس 2017

بقوة نهرالنيل.. السودان وإثيوبيا تنسيق محكم للقضايا الإقليمية

يصل الخرطوم ظهر اليوم (الثلاثاء) رئيس وزراء جمهورية اثيوبيا الفيدرالية هايلي مريم ديسالين على رأس وفد رفيع المستوى في زيارة للبلاد تستمر ثلاثة أيام يجري خلالها محادثات مع رئيس الجمهورية المشير عمر حسن البشير، تتناول سبل تعزير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ويلتقي رئيس الوزراء الاثيوبي خلال الزيارة الفريق أول ركن بكري حسن صالح النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء القومي كما يلتقي نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبدالرحمن، ويضم الوفد المرافق لرئيس الوزراء الاثيوبي وزير الإعلام والاتصال الحكومي نغرو لينشو ووزير الطاقة والكهرباء والمياه سليشي بكالا، والسفير برهاني المستشار الخاص لرئيس الوزراء بدرجة وزير وهيرتو زمني وزيرة الدولة بوزارة الخارجية، ويتضمن برنامج الزيارة إلقاء محاضرة بقاعة الصداقة الخميس القادم حول القرن الإفريقي وحضور ليلة ثقافية إضافة الى زيارة بعض المنشآت الصناعية في البلاد ولقاء الجالية الإثيوبية بالسودان.
في مقابل وصول رئيس وزراء اثيوبيا هايلي مريم ديسالين الى الخرطوم اليوم (الثلاثاء)، بدء رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي امس (الإثنين) جولة افريقية تشمل كلاً من تنزانيا ورواندا والغابون وتشاد في إطار مستجدات القضايا الإقليمية لا سيما ما يتعلق بحفظ الأمن والسلم بالقارة ، وذلك بحسب بيان الرئاسة المصرية. مما يعني أن محادثات الرئيس السيسي مع مسؤولي تنزانيا ورواندا ستتناول قضية الأمن المائي لدول مصب النيل وتأثير مشروعات التخزين والري الجاري إنشاؤها على حصة مصر من مياه النيل.
أهمية الزيارة انها تأتي بعد (4) أشهر على زيارة الرئيس عمر البشير الى اثيوبيا التي اتفق خلالها مع الجانب الإثيوبي على توحيد المواقف تجاه التهديدات الخارجية التي صدر عنها إعلان الرئيس عمر البشير أن (أي تهديد لأمن إثيوبيا هو تهديد مباشر لأمن السودان)، كما لم تغفل الزيارة آنذاك مباحثات التكامل مع إثيوبيا في المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، هذا غير (سد النهضة) كان حاضراً بقوة في المباحثات من خلال تأكيد الخرطوم على أهمية الاستفادة من الموارد المائية لدول حوض النيل بصورة عادلة، وأن هناك اتفاقاً بشأن سد النهضة (الإثيوبي) الذي سيمد السودان وإثيوبيا بالطاقة الكهربائية، وعلى ذات النسق فان البلدين نفذا العديد من الاتفاقيات بينما تنتظر أخرى التمويل مثل خط السكك الحديدية، خاصة بعد أن شرعت كل من الخرطوم وأديس أبابا في إنشاء منطقة التجارة الحرة، وهي الآن في مرحلة التخطيط والدراسات والتي يتوقع ان تناقش خلال الزيارة المقررة اليوم. الجانب الثاني من الزيارة بحسب المراقبين فإنه يتناول تركيز السوادن واثيوبيا في دول الإقليم وأهمية تعزيز التكامل مع كل من جيبوتي والصومال للاستعداد لإقامة تكتل اقتصادي لتصبح المنطقة من خلاله قاعدة أنموذجية للتكتلات الاقتصادية في القارة الإفريقية، الخطوط العريضة التي ربما تكشف ذلك ستظهر وراء سطور ورقة (استقرار القرن الإفريقي) خلال المحاضرة التي يقدمها الرئيس الإثيوبي يوم الخميس القادم في قاعة الصداقة في الخرطوم التي ستكون منصة للتوعية بمخاطر القرن الإفريقي.
بالتالي فإن الباب مفتوح للسودان لمساهمة في دعم استقرارالمنطقة اولاً عبر إرسال قوات تحت مظلة قوات حفظ السلام الدولية بين كل من جيبوتي وجارتها إريتريا بعد أن سحبت دولة قطر قواتها في يونيو الماضي، ومن المعروف ان جيبوتي تستضيف قواعد صينية وفرنسية وأمريكية، وأن وجود قوات سودانية بين جيبوتي وأريتريا يسهم في عملية تأمين القرن الإفريقي ويعزز فرص قوة التكتل الاقتصادي القادم بقوة نهر النيل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق