الثلاثاء، 15 أغسطس 2017

نماذج لتناقضات الاعلام المصري حيال الشأن السوداني !

فى تناولها للشأن السوداني بصفة عامة، عادة ما تحاول الصحافة المصرية اظهار حرص القاهرة على علاقات جيدة مع الخرطوم، ثم ما تلبث -وعلى طريقتها المصرية المعروفة- ان تورد شواهد وأدلة على اختلال السياسة المصرية تجاه السودان. ففي عددها الصادرة صبيحة الجمعة 28/7/2017م على سبل المثال قالت الاهرام المصرية ان وزير الخارجية سامح شكري المتوجه وقتها الى الخرطوم فى زيارة ليوم واحد يجري محادثات ومشاورات سياسية مع رصيفه السوداني، ابراهيم غندور.
المستشار أحمد أبو زيد المتحدث بإسم الخارجية المصرية قال للأهرام ان المحادثات تأتي في سياق الاتفاق على متابعة اللقاءات السابقة وما تم الاتفاق عليه وإزالة أي غيوم فى سماء علاقات البلدين. و اضاف ابو زيد لذات الصحيفة ان القضايا الثنائية والأوضاع العربية والإقليمية ستجد حظها من النقاش، مؤكداً على خصوصية علاقات البلدين وان أي خلافات لن تنال من هذه العلاقات!
ولكنك قطعاً سوف تفاجأ عزينا القارئ حين تقع عينيك على صحيفة (المصري اليوم) المصرية فى ذات التاريخ وتقرأ فيها ارتفاع عدد الاشخاص السودانيين المقبوض عليهم فى منطقة شلاتين الى 221 شخصاً! بعضهم انتهت إقامته وبعضهم لا يحمل اقامة!
 أن عمليات الدهم والتفتيش قامت بها مباحث محافظة جنوب البحر الاحمر المصرية اسفرت عن ضبط هؤلاء السودانيين! النيابة المصرية بحسب الصحيفة افرجت عنهم ثم أحالتهم الى الامن الوطني. لماذا؟ لإتخاذ القرار المناسب!
وفيما يبدو ان صحيفة المصري اليوم وقد شعرت بأنها أوردت خبراً ربما يطعن فى صميم علاقات البلدين وأن الخبر يدين السلطات المصرية ، اورت خبراً مماثلاً من ليبيا حين زعمت ان السلطات الليبية قامت بإغلاق قنصلية سودانية فى مدينة الكفرة وطرد 2 دبلوماسياً سودانياً!
من الواضح هنا ان طريقة تناول الشأن السوداني فى الاعلام المصري تتخذ اسلوباً لا يتسق مع (خصوصية) العلاقة بين البلدين التى عادة ما تجري على لسان كبار المسئولين المصريين وفوق كل ذلك فإن الممارسات اليومية التى يمارسها الجنود المصريين في مثلث حلايب وشلاتين ضد السكان السودانيين المحليين لا تتسق مع (خصوصية) هذه العلاقة وإمكانية تطويرها.
 وعلى ذلك يمكن القول ان الاعلام المصري بصفة عامة يبدو مداهناً وغير متوازن فى تنول الشأن السوداني والغريب ان الصحافة المصرية تدعي انها (مستقلة) وان الاعلام المصري ليس حكومياً! فإن كان الامر كذلك فلماذا إذن يمارس الاعلام المصري هذه اللعبة الساذجة على حبال طويلة ولكنها فى عمر الشعوب قصيرة وقصيرة للغاية!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق