الأربعاء، 18 مارس 2015

دوامة الإبادة بدولة الجنوب..

قالت صحيفة ذا نيشن الأوغندية أمس في تقرير بعنوان: مع اشتعال أوار الحرب ازداد العنف العشائري سوءاً  بدولة الجنوب، قال: لقد خرج سبستيان مابور من قريته الشهر الماضي باحثاً عن بقراته التي تم نهبها ولكنه سرعان ما تحول إلي صحية اختطاف طالت معظم رعاة الأبقار في دولة الجنوب بعد أن أنزلت البلاد في هوة العنف المتنامي.
الإبادة العشائرية
وتقول الصحيفة إن الضروس  التي انتظمت الدولة الوليدة منذ 13 شهراً أغرقت ولاية وسط البحيرات بفيضان من الأسلحة المتطورة التي حولت الغارات العادية إلي حرب مميتة يروح ضحيتها مئات الأشخاص، ويقول مابيور راوياً قصته: لقد أخذوني إلي الأدغان تحت تهديد السلاح وطلبوا مني الجلوس، وأضاف مابيور أنه لم يبتعد كثيراً من قريته والتي هجرها اعزل بدون سلاح حينها، قال أحدهم يجب أن نقتله بينما قال آخر: لا يجب علينا قبل قتله أن نسأله إلي أي العشائر ينتمي ثم أخبروني بأنه إذا ذهبت إلي قرية أخري للبحث عن أبقاري فإنهم سيقومون بقتلي وعليه علي الرجوع إلي قريتي.
وتقول الصحيفة إن الدولة الوليدة والتي استقلت عن السودان في العام 2011م قد انجرفت في أتون الحرب منذ العام 2013م وسرعان ما تحولت هذه الحرب  إلي صراع عرقي بعد أن تميزت بالمجازر العرقية وعصابات الاغتصاب الجماعي وتجنيد الأطفال هذا فضلاً عن شبح المجاعة الذي يهدد معظم سكان الجنوب.
وتمضي قائلة أن وضع مابيور قد يكون طبيعياً إلي حد ما إذا أخذنا بعين الاعتبار الأوضاع الأمنية بدولة الجنوب غير أن المخيف في الأمر أن مابيور ينتمي إلي جماعة الدينكا العرقية وأنه مستهدف من ذات القبيلة التي ينتمي إليها وقد قاموا باستهدافه لأنه ينتمي إلي عشيرة معينة من قبيلة الدينكا.
وقواعد الانتقام
ويري الخبراء أن العنف في دولة الجنوب الآن أًبح أمراً متجذراً والمثير في الأمر أن العنف الآن أصبح وسط أبناء القبيلة الواحدة وكذلك بين الجيران.
ويقول الأب هينري حيليلو والذي ينتمي إلي المذهب الكاثوليكي للصحيفة (يتصاعد (العنف) ونحن نشهد الآن الثأر تلو الأخر الناس يقتلون أنفسهم ويدمرونها وهذا العنف ليست له علاقة بالصراع الجاري ولكنه عامل مساعد فقط فحيثما تكون هناك حرب تكون هناك أسلحة وعلينا المطالبة بنزع هذه الأسلحة من المواطنين، كما علينا تغيير سلوك الناس ومحاربة ثقافة الثأر وتطوير ثقافة التسامح وبناء علي المواطنين فإن العنف العشائري بدأ مع سرقة الأبقار التي هي أساس حياة الناس في دولة الجنوب ومعيار هيبة الفرد وثرائه وفي بعض الأحيان قد يؤدي شجار بسيط إلي عراك بين أسرتين يموت فيه أحد الأشخاص وفي واحدة من هذه الحالات أدي خلاف بسيط إلي موجة من الثأر راح ضحيتها ما يزيد عن 70 شخصاً خلال عام واحد قبل  أن يتم دفع الأبقار فدية للأطراف المتظلمة.
ويقول جيمس كوناك أحد القادة المحليين للصحيفة: (في الماضي كان يحدث مثل هذا الخلاف ولكنه لم يكن يؤدي إلي هذا العدد الهائل من الضحايا).
وأضاف: لقد أصبح الكلاشنكوف الآن بديلاً للعكاز التقليدي وأن الحل  الوحيد هو نزع الأسلحة ولكنه استدرك قائلاً: وهذا لا يمكن أن يحدث ما دامت الحرب الأهلية مستعرة.
واعترف جيمس للصحيفة بأن الحكومة قامت بتوزيع الأسلحة علي أبناء الدينكا.
وأضاف: أيضاً هناك غياب تام للمحاسبة وإنفاذ القانون فلو قتلت شخصاً ما فإنك لن تخضع للمحاسبة فقط عليك أن تدفع فدية لأهل القتيل، وعادة ما تقوم القبيلة أو العشيرة بدفع هذه الفدية، هذه هي عقليتنا لأننا نريد أن نبين أننا لسنا ضعفاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق