الأربعاء، 4 مارس 2015

الحالة الإنسانية التي وردت في تقرير الامين العام للأمم المتحدة عن جنوب السودان

ظلت حالة انعدام الأمن المستمرة سببا لنـزوح الأشخاص وزيادة مخاطر الأمراض وتعطيل سبل كسب العيش. وحتى 4 شباط/فبراير، كان عدد النازحين قد بلغ 1.5 مليون شخص. ووفقا لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لا يزال مواطنو جنوب السودان يفرون إلى البلدان المجاورة، ليصبح مجموع اللاجئين من جنوب السودان قرابة 000 500 لاجئ منذ بداية الأزمة. وهناك أيضاً نحو 900 112 نازح يحتمون في قواعد البعثة، زيادة على النازحين الذين يبلغ عددهم 000 100 شخص المبلغ عنهم في الفترة المشمولة بالتقرير السابق. وقد وصلت وكالات المعونة إلى 4.9 ملايين شخص، لتتجاوز عدد 3.8 ملايين شخص المستهدف في عام 2014. ولم تتم بعد تلبية الاحتياجات الكاملة للأشخاص الذين تجري مساعدتهم.
ونظراً لاستمرار النزوح وانعدام الأمن، انخفض نشاط زراعة المحاصيل في الولايات المتضررة من النـزاع عن المستوى المعتاد. وسيؤثر ذلك على إنتاج الغذاء بوجه عام ويؤدي إلى نضوب المخزون بوتيرة أسرع. وفي الفترة من كانون الثاني/يناير إلى آذار/مارس 2015، يرجح أن يواجه نحو 2.5 مليون شخص حالة حادة من انعدام الأمن الغذائي. ويتوقع أن تتدهور هذه الحالة حتى تموز/يوليه. ومع وجود معظم الأشخاص المتضررين في ولايات جونقلي والوحدة وأعالي النيل، يكون هناك نحو مليون شخص من المفتقرين إلى الأمن الغذائي خارج مناطق النـزاع، نصفهم في ولايتي البحيرات وشمال بحر الغزال. وقد تسبب النـزاع أيضاً في نزوح ملايين الماشية على نحو غير مسبوق من المناطق المتضررة من النـزاع إلى مناطق يتكون أغلبها من أراض زراعية في منطقة الاستوائية الكبرى، ومنطقة بحر الغزال الكبرى، وشمال شرق ولاية أعالي النيل. وقد أثر ذلك بدوره على هياكل القوى المحلية ومدى توافر الموارد الطبيعية، وأنماط أمراض الماشية. وبلغت معدلات سوء التغذية للأطفال دون الخامسة بالفعل مستويات حرجة أو خطيرة مع بلوغ مستويات سوء التغذية الحاد الشامل أعلى من 15 في المائة. ولا يزال نحو 000 235 طفل معرضين لخطر سوء التغذية الحاد الشديد في المناطق المتضررة من النـزاع في ولايات جونقلي والوحدة وأعالي النيل وفي مناطق الأعباء الكبيرة في ولايتي شمال بحر الغزال وواراب. وفي عام 2014، تم الوصول إلى 204 93 أطفال دون الخامسة وتقديم علاج لهم من سوء التغذية الحاد الشديد في جميع أنحاء البلد.
وظل مرض الليشمانيا الفيروسي مدعاة للقلق، مع بلوغه ذروته الموسمية. وحتى 4 شباط/فبراير، أبلغ عما مجموعه 543 8 حالة إصابة بالمرض و 229 حالة وفاة بسببه، مع زيادة الأرقام في الأسابيع الخمسة الأولى من عام 2015 على الأرقام المبلغة في نفس الفترة من عام 2014. وتأثر الأطفال بين سني 5 إلى 17 بصورة غير متكافئة. وكان فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز هو من الأسباب الرئيسية للوفاة بين النازحين، فيما يعزى بالدرجة الأولى إلى وقف العلاج أو محدودية الحصول على الرعاية الصحية. وظل الشركاء يكافحون الأمراض من خلال حملة متكاملة تستهدف الأطفال دون سن الخامسة. وفي الجولة الثالثة من الأيام الوطنية للتحصين، التي استكملت في تشرين الثاني/نوفمبر، جرى تطعيم 2.4 مليون طفل ضد مرض شلل الأطفال و 1.7 مليون طفل ضد الحصبة، أغلبهم في الولايات غير المتضررة من النـزاع. ويجري حاليا تنفيذ حملة الجرعة الإضافية التي تعطى على فاصل زمني قصير في ولايات جونقلي والوحدة وأعالي النيل المتضررة من النـزاع، مع استهداف 2.5 مليون طفل حتى سن الخامسة عشرة باللقاح الفموي الثلاثي ضد شلل الأطفال في كل جولة من جولات الحملة.
وحتى 4 شباط/فبراير، كانت خطة الاستجابة للأزمة لعام 2014 قد حصلت على 78 في المائة من التمويل اللازم لها، مع تأمين أكثر من 1.4 بليون دولار من الاحتياج البالغ 1.8 مليون دولار. وأطلق مجتمع الأنشطة الإنسانية الآن خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2015، وجِّه فيها نداء لجمع 1.8 بليون دولار لإيصال مساعدات إلى 4.1 ملايين شخص. ومن هذا المبلغ، يوجد احتياج إلى 600 مليون دولار بنهاية شباط/فبراير لاستغلال موسم الجفاف الحالي الذي يمكن أن تقوم وكالات المعونة خلاله بتهيئة الإمدادات لتوفير مساعدة لإنقاذ الأرواح وتوفير أسباب المعيشة في وقت لاحق من العام عندما تصبح الطرق غير قابلة للاستخدام مرة أخرى. وقد خصص الصندوق المشترك للأنشطة الإنسانية لجنوب السودان 60 مليون دولار لوكالات المعونة لبدء الاستجابة في عام 2015.
وفي بعض الأوقات، أدت الأعمال العدائية النشطة وانعدام الأمن، لا سيما في منطقة أعالي النيل الكبرى، وكذلك استمرار انعدام الأمن في أجزاء كبيرة من ولاية البحيرات، إلى تعطيل أنشطة الاستجابة الإنسانية وتقييد حرية التنقل عن طريق البر والجو لوكالات العمل الإنساني. وسُجلت أعمال عنف ارتكبت ضد عاملي ومرافق وأصول المعونة. واحتجز سبعة من موظفي المساعدة الإنسانية لمدة أسبوعين تقريبا عندما هبطت طائرتهم في مطار جوبا الدولي في كانون الأول/ديسمبر، قادمة من منطقة يسيطر عليها الجناح المعارض في الحركة الشعبية لتحرير السودان/الجيش الشعبي لتحرير السودان. واحتجز أحد العاملين في مجال المساعدة الإنسانية في إقليم يسيطر عليه الجناح المعارض وأفرج عنه في اليوم نفسه. وكانت هناك على الأقل 13 حالة سطو ونهب خلال الفترة المشمولة بالتقرير، لم يعرف فيها الجناة، وهي حوادث يرجح أن تكون لها صلة بتزايد النشاط الإجرامي العام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق