الخميس، 27 أبريل 2017

طموح سلفا كير وشرطان مصريان

غريب أن تتساءل السلطات السودانية باستغراب عن استعداد حكومة جوبا ومخابراتها للتنافس لدعم قطاع الشمال بالحركة الشعبية ليواصل اعتداءاته على سكان وممتلكات جنوب كردفان .. خاصة أبناء النوبة.

ولو كان سلفا كير يحتاج إلى اكبر دعم متنوع .. مال وطيران حربي مصري ..ومرتزقة .. ليواجه بهم ثورة النوير والقبائل الأخرى ضده .. كيف لا يتحمس مع مخابراته لدعم قوات هي أصلاً ضمن جيشه الشعبي لتحرير السودان ..؟
 هل ننتظر أن يخرج ببيان من حكومة سلفا كير يقول فيه إنها وجهت بعدم دعم قطاع الشمال في الجيش الشعبي والحركة الشعبية ضد الجارة السودان لأن البلاد تمر بوضع أمني مزر ..؟
 نعم  كانت فرصة أن ينجو سكان السودان على حدود 1956م من اعتداءات قوات قطاع الشمال المطعمة بعناصر جنوبية.. ومحاولات اغتصابهم  فتيات النوبة .. وقتلهن حال عدم استجابتهن  للاغتصاب كما حدث في منطقة مندي بمحلية تلودي .. هي الحرب المشتعلة الآن بمشاهدة يهودية ويوغندية وأمريكية ممتعة في جنوب السودان.
 لكن حسابات سلفا كير تغيرت طبعاً .. وأثر تغييرها على فرصة السكان السودانيين على الحدود مع الجنوب ..
 تغيرت بحسابات مصالح مصرية .. تغيرت بها المعادلة على  الأرض   لصالح مليشيا سلفا كير القبلية التي ظهرت بعد الانشقاقات والانقسامات والاستقالات التي ضربت  الجيش الشعبي .. وهو جيش التمرد الذي تحول إلى جيش للدولة الحديثة بدون هيكلة سليمة.  ومن سوء الهيكلة استمرار الفرقتين التاسعة والعاشرة التابعتين لقطاع الشمال ضمنه .. ودعمهما بالغالي والنفيس للاستمرار في نسف الاستقرار في السودان بعد انفصال الجنوب عنه.. فقد انفصلت قبائل لتتطاحن وتتساحق وتتساحل.. ولم ينفصل شعب توحده عناصر توحيد. مصر لكي تدعم الجيش الشعبي .. ويذهب بالتالي دعمها تلقائياً إلى قطاع الشمال في جيش سلفا كير .. فإن لها اهم شرطين يتوجب على جوبا أن تنفذهما ..هما حفر القنوات وعلى رأسها قناة جونقلي حتى لا تتبخر مياه الفيضان التي تتدفق نحو بحيرة السد العالي. والشرط الثاني هو.. أن تستمر جنوب السودان في الامتناع عن التوقيع على اتفاقية عنتيبي لإعادة تقسيم مياه النيل بصورة عادلة فيها مراعاة للحقوق المائية لكل دول حوض النيل بلا استثناء.
 السلطات السودانية تغضب جداً .. وجهاز الأمن يصدر بياناً حول دعم حكومة جوبا ومخابراتها لقطاع الشمال .. في الوقت الذي تغيث الحكومة السودانية مواطني جنوب السودان الذين يتضورون جوعاً بحرب ما بعد الاستقلال . إنها مجاعة الاستقلال. لكن هل التمرد بعيد من تخطيط قوى إقليمية ودولية مثل اسرائيل وحليفتها مصر ويوغندا؟
 الفكرة في جوبا هي أن يتحمل المجتمعان الاقليمي والدولي اغاثة الجوعى ويتحمل معهم السودان في المقدمة .. وتتحمل مصر مقابل تينك الشرطين دعم الجيش الشعبي بالطيران وغيره ضد الثوار من أبناء قبيلة النوير وأبناء القبائل الأخرى. وتتحمل يوغندا مع إسرائيل مسؤولية سد احتياجات المتطلبات المدنية.. ويظل سلفا كير بعد ذلك جالساً على عرش السلطة مثل الامبراطور هيلاسلاسي .. تحته القبائل تتطاحن .. وهو مطمئن بدعم كل هذه الجهات التي تأخذ منه ما تريد ..
 دعك من قطاع الشمال الذي هو جزء لا يتجزأ من الجيش الجنوبي الحكومي بقيادة سلفا كير .. فإن حركات دارفور هناك تقاتل لصالح قبيلة حاكمة على حساب قبائل أخرى معارضة. وحركات دارفور نفسها مثل تلك الدول تقدم لسلفا كير ما تقدمه مقابل مصلحة معروفة.. والفرق أن تلك الدول تدفع أموالاً لسلفا كير مقابل مصالح استراتيجية مثل مياه النيل والنفط والاستثمار اليهودي بعد نجاح سياسة الأرض المحروقة.
 لكن حركات دارفور مما تقدمه هذه الدول لها حصتها مقابل دفع ارواح ودماء جنود الحركات المتمردة.
 أما قطاع الشمال.. فإن ما ينتظره منه سلفا كير (هيلاسلاسي الجديد) هو توسيع دولته بمنطقتي جبال النوبة والانقسنا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق