الاثنين، 3 أبريل 2017

سيناريوهات ما بعد الخلاف الداوي بقطاع الشمال!

 حسناً؛ حدث الخلاف داخل كابينة القيادة بالحركة الشعبية قطاع الشمال. الوتيرة المتسارعة التى مضى بها الخلاف تشير إلى ان الخلاف قديم وعميق و كان متكتماً عليه لسبب أو آخر. إمكانية رأب الصدع صعبة للغاية لأن الحركة الام نفسها استعصى عليها رأب صدعها ولأن ممولي الحركة الأم أنفسهم يئسوا من إمكانية راب صدعها.
 إذن ما هي السيناريوهات الممكنة الحدوث في ظل وضع ما كان متوقعاً بالنسبة لمن يتابعون حقائق واقع الحركة، ولكنه كان مؤلماً ومدمراً لقادة الحركة وحلفاؤهم؟ الواقع إن سيناريوهات عدة يمكن تصورها إزاء ما هو حدث الآن أمام حطام طائرة الحركة:
 أولاً، من الممكن ان تسعى جوبا لإجراء عملية (تجميل للجلد) بحيث يتم تجميل الجرح سطحياً لكي يبدو الجلد معافىً و سليماً، ريثما تتكفل الظروف و المصادفات باستحداث حل من الحلول! وهذا السيناريو يقف شاهداً عليه دعوة الرئيس الجنوبي سلفا كير للفرقاء الثلاثة للاجتماع به.
الطريقة التى يفكر بها كير -كما هو معروف- طريقة تكتيكية عابرة، دائماً تراهن على ظروف قادمة، ومصادفات مفترضة، هكذا فعل الرجل لدى تسوية نزاعه مع د. رياك مشار، دعاه إلى جوبا، و سمح له بممارسة مهامه، ريثما تأتي المحط التالية! د.مشار جرب وأثناء التجربة أدرك ان المحطة التالية وشيكة فخرج ومشى مسافات طوال للغاية كانت بالنسبة له أقل تكلفة و أكثر أمناً! الرئيس الجنوبي -بذات عقليته التكتيكية- سيفعل ذلك حيال خلافات القطاع.
 ثانياً، هناك سيناريو آخر وهو ان ينفصل كل فريق بمؤيديه وجنوده، تماماً كما ظللنا نرى و نشهد بالنسبة للحركات الدارفورية المسلحة، تفرقوا فى أنحاء مختلفة تحت مسميات مختلفة، ولكن الفارق الحاسم بالنسبة قطاع الشمال ان مساحة حركتهم، ستكون محدودة للغاية، إذ انهم الآن محشورون بالكاد في كاودا، ومن الصعب عليهم ان ينصبوا مضارب خيم جديدة لفصائلهم في أماكن متفرقة وهذا يدفع فصيل أو فصيلين للتسوية السياسية مع المركز لأن الممولين الخارجيين لن يمولوا حركات متناسلة ومنشقة وهي أصلاً ضعيفة!
 السيناريو الثالث وإن بدا غير مرغوب فيه إلا انه غير مستبعد، وهو ان تجري عمليات قتالية بين الفرقاء المختلفين، هدفها تصفية كبار القادة فأدبيات الحركة الأم وتراثها زاخر بتصفيات: وليم نون، كاربينو كوانين، وغيرهم، فهي جينات متوارثة ومما قد يعزز من هذا السيناريو و يعضده ان كل من عرمان وعقار لدى وصولهم إلى جبال النوبة مؤخراً -عقب تفجر الأوضاع- تفادوا تماماً النزول في منطقة أنصار الحلو، بل إن الحلو بادر وغادر المنطقة إلى دولة الجنوب وربما إلى كمبالا، وهذا يعني ان الخلاف لم يعد مجرد خلاف فحسب وإنما تحول إلى عداء شخصي ومقت متبادل.
وحين يصل الأمر بين الفرقاء في حركة مسلحة لهذه المنطقة الحرجة فإن النتيجة المباشرة، التخطيط في تصفية الخصم بشتى السبل منعاً للفرقة والتشتت! على كل هذه بعض السيناريوهات المتخيلة بالنظر الى إرث الحركة، ومعطيات ظروفها الراهنة ونزعة وطبيعة قادتها وربما تكون هنالك سيناريوهات أخرى ولكنها حتماً لن تكون أكثر سوءاً على الحركة من هذه السيناريوهات المشار اليها!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق