الاثنين، 17 أبريل 2017

السودان ومصر.. إنهم يلعبون بالنار!!

مازلت أعتقد جازماً أن العلاقات بين السودان ومصر تتعرض لمؤامرة كبيرة، أخشى أن نكون قد ابتلعنا الطعم بعد أن تكاتفت في أفق البلدين كثيراً من الظنون السيئة، لن ينكر أحد أن هنالك عمل منظم يستهدف علاقات وادي النيل في مقتلن البعض يلعب بالنار هذه الأيام ويدق طبول الحرب، بينما يفشل السياسيون في اتخاذ خطوات لتفريغ شحنة الغضب الشعبي في البلدين.
أمس الأول أضطر السفير (الواعي) عبد المحمود عبد الحليم إلى نفي شائعة مفادها أن المرضى السودانيين تم طردهم من مصر، هنالك حالة تجييش مضرة لمشاعر سالبة تستهدف العلاقات الثنائية وتعمل على تأزيمها باستمرار.
إنهم يلعبون بالنار هنا وهناك ويدقون طبول الحرب عبر تعبئة المشاعر بالشائعات وزرع الأجندة الملغومة بين الشعبين في وسائل التواصل الاجتماعي.
ستظل تؤكد أن الصراع الذي يدور على مستويات عديدة ليست من مصلحة الدولتين، لكن هذا الفهم ينبغي الا يؤسس لراية تحد يرفعها أي طرف تجاه الآخر.
أمس الأولانهار قروب (واتس اب) انشأه الأخ الأستاذ راشد عبد الرحيم الملحق الإعلامي بسفارة السودان في مصر لأن النخب الإعلامية لم تحتمل وجودها في قروب واحد، طغى الهواء الساخن على مداخلاته، الآراء الحادة سممت أجواء المجموعة تماماً وعكست ملخصاً لواقع الأزمة التي تقتضي من كل العقلاء الإنتباه إلى ما يمكن أن تنتهي عليه من مآلات لا تعبر عن طبيعة العلاقة المطلوبة بين السودان ومصر.
نعم الحرب أولها كلام، والإعلام أسهم بقدر وافر في تسميم الأجواء وأدخل العلاقات في نفق مظلم، ولكنا نعول على السياسيين في قيادة مبادرات واعية تنهي هذا العبث الذي يحاول أن يتجنى على حقائق الجغرافيا ويطمس معالم التاريخ المشترك.
لابد من الابتعاد عن كل ما من شأنه صب المزيد من الزيت على النار المشتعلة هذه الأيام، أعني السلوك الرسمي الذي يمنح مصداقية للتوتر الماثل في مواقع التواصل الاجتماعي.
هذه الأيام تنشط دعوات غير موفقة للتظاهر في وجه وزير الخارجية المصري بالخرطوم، كثير من ردود الفعل السالبة تحاول التشويش على الزيارة ولكن لا أعتقد أن هذا هو الحل.
بصراحة الإعلام لم يكن وحده المتسبب في تأزيم العلاقة، لا أعتقد أن تصريحات نائب المندوب المصري في الأمم المتحدة كانت موفقة ولا توجيهات رئيس الوزراء المصري بنقل صلاة الجمعة من حلايب.
هذا تصعيد غير مبرر ربما جاء استجابة  لضغوط داخلية يقودها بعض المنتسبين للإعلام المصري، لن تتعافى هذه العلاقة إلا بتأكيد الاحترام المتبادل والابتعاد عن كل ما يعكر صفوها في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العلاقات السودانية المصرية.
لماذا يظن بعض المنتسبين للإعلام المصري أن إحراز السودان لأي تقدم سياسي ودبلوماسي هو فعل موجه ضد مصر بالضرورة، لماذا لا تسعى القاهرة للاستفادة من جوارها الأزلي مع السودان في تنسيق المواقف وتبادل المصالح بالقدر الذي يؤمن العلاقات من أية انتكاسات قادمة.
تحتاج العلاقات السودانية المصرية إلى (فعل سياسي) حقيقي يتجاوز بالعلاقات الانتكاسة الماثلة، ونتطلع الى اجتماعات لجنة التشاور السياسي التي تستضيفها الخرطوم الخميس المقبل علها تحدث اختراقاً حقيقياً يتجاوز بالبلدين مرحلة التوتر والاحتقان التي تسيطر على المشهد الآن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق