الاثنين، 30 يناير 2017

ماهي حدود الأطماع المصرية في السودان؟

عرف السودان الحكم التركي – المصري لمدة «57» عاماً ، حتى أزاله بثورة شعبية مسلحة. ثمَّ عرف الحكم الإنجليزي -المصري لمدة «57»عاماً، حتى أزاله بكلّ الوسائل الممكنة قتالية وسياسية . لكن ورغم رفرفة علم استقلال السودان، ماتزال إلى اليوم سياسة مصر في عهدها الملكي أوالجمهوري، الديمقراطي أوالعسكر، من حين إلى حين، تتصرف كأنما السودان خاضع للسّيادة المصرية ، ذلك الموقف المصريّ بأن السودان يقع تحت السيادة المصرية ولايتمتع بسيادة وطنية،تجلَّى في دعوى مصر عام 1950م«حكومة حزب الوفد» في العهد الملكي ، بأن ميناء بورتسودان ميناء مصري .ثمَّ تطور ذلك الموقف المصري أكثر بتجاهل السيادة الوطنية السودانية،عند احتلال مصر «حلايب» عام 1957م في العهد الجمهوري عهد الرئيس جمال عبدالناصر. فكان اخراج مصر من حلايب بالقوة العسكرية في عهد رئيس الوزراء عبدالله خليل. قاد تلك القوة السودانية التي حرَّرت حلايب الضابط الفاتح بشارة «الفريق الفاتح بشارة»والذي تناقلت الصحافة البريطانية صورته .
تجدر الإشارة إلى أن مصر وبريطانيا هما اللذان رسما خريطة السودان الحالية، والتي توجد فيها حلايب في عمق الأراضي السودانية على بعد مائتي ميل من الحدود المصرية. ثمَّ تطور مرة أخرى الموقف المصري السَّالب من السيادة الوطنية السودانية. حيث لايعترف ذلك الموقف، بها ويتصرف باعتبار أن السودان جزء من السيادة المصرية ، حدث ذلك عند احتلال مصر عسكريَّاً «حلايب» مرَّة ثانية عام 1995م في عهد الرئيس حسني مبارك. مساحة مثلث حلايب مايزيد عن «33» ألف كيلو متر مربع غنية بالغاز الطبيعي والنفط . إضافة إلى موقع حلايب الإستراتيجي الهام للغاية. وكان السودان قد وقّع اتفاقية مع شركة كندية لاستخراج الغاز الطبيعي. وعندما بدأت الشركة الكندية أعمالها كانت مصر بالمرصاد حيث بتواطوٍ «دوليّ» أي غربي،فاجأت السودان وكلّ الخرائط ، بدخول الجيش المصريّ حلايب وإحتلالها عسكريَّاً . وشرعت مصر في تغيير معالم حلايب، كما شرعت إسرائيل في تغيير معالم الضفة الغربية. أيضاً تغيير المعالم محاولة لإعادة التجربة التركية في لواء الإسكندرون السوري. حيث جرى التصويت بعد تغيير المعالم لصالح تركيا وخسرت سوريا أرضها. ثمَّ تطور الموقف المصري السالب من السيادة الوطنية السودانية من جهة أخرى، عندما كتب الدكتور عبد الملك عودة الأكاديمي الكبير عام1995م في مجلة «السياسة الدولية» «الحكومية» التي يصدرها مركز الدراسات الإستراتيجية بـ«الأهرام» بأن حدود مصر جنوباً هي مدينة دنقلا . علماً بأن حدود مصر مع السودان جنوباً حتى بداية الحكم الثنائي في عام 1898م كانت في «فيلة» «جزيرة الفيل» على بعد «5» أميال جنوب مدينة أسوان . وذلك حتى قام الحاكم البريطاني في مصر اللورد «كرومر» بتغيير الحدود بين مصر والسودان ، عندما أضاف مئات الآلاف من الأفدنة السودانية إلى مصر. بعد إنشاء خزان أسوان. جذور التغوُّل المصري على السيادة الوطنية السودانية بدأت بالفتح التركي -المصري ثم بالحكم الثنائي الإنجليزي-المصري. وما تزال أطماع مصر في السودان لم تهدأ ثائرتها حتى بعد أن رفرف علم استقلال السودان!. مصر اليوم تريد أن تحصل من السودان على ما لم تحصل عليه في حقبة استعمارالحكم التركي-المصري. أو ربما هي تريد اليوم أن تحصل من السودان على غنيمة ضخمة أخرى هي نظيرة لما حصلت عليه في حقبة «الحكم الثنائي»، حقبة السودان الإنجليزي -المصري، وإعادة فتح السودان . ماهي حدود الأطماع المصريَّة في السودان؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق