الأحد، 8 يناير 2017

جوبا وحركات التمرد.. علاقة كاثولكية تدعمها الشواهد

بين الفينة والأخرى تنشر أخبار عن دعم وإيواء دولة الجنوب حركات دارفور المسلحة، وتتجدد على إثرها اتهامات الخرطوم لجوبا بدعم حركات التمرد السوداني، وفي المقابل فإن عاصمة الجنوب السوداني توجه اتهاماتها للعاصمة السودانية بدعم التمرد الجنوبي...
اتهامات الخرطوم المتجددة لجوبا أكدتها هذه المرة أنباء متطابقة من دولة الجنوب حين أشارت إلى أن زعيم حركة العدل والمساواة جبريل ابراهيم وصل أقبل يومين الى راجا بمقاطعة غرب بحر الغزال وانخرط في اجتماعات متصلة مع عدد من مساعديه وقادته الميدانيين بحضور عدد من العسكريين الأجانب، الذين يعتقد أنهم من استخبارات الجيش الشعبي والقوات الأوغندية العاملة بالمنطقة.
وفي ذات التوقيت أفادت أنباء قادمة من العاصمة الجنوبية بوصول زعيم حركة تحرير السودان جناح مناوي إلى جوبا في زيارة وصفتها بالخاصة حسب بيان نشرته الحركة على موقعها على الانترنت، وهو ما نفته مصادر بجوبا أكدت أن مني عقد اجتماعات مع قائده العسكري جمعة حقار بحضور عدد من قيادات الحركة المقيمين بجوبا.
مثل التصرفات الأخيرة من دولة الجنوب تشير إلى أن قادة جوبا ما زالت تحكم بعقلية جيش الغابة، فقلة الممارسة السياسية لحكومة الجنوب هي التي تزيد من التوتر بينها وبين السودان، فالملف الأمني بين الخرطوم وجوبا منذ الانفصال لم يشهد أي تقدم، خاصة أنه حظي باهتمام إقليمي ودولي..
والشواهد تقول إنه ومنذ عام 2011م ظل الملف الأمني عالقاً بين الخرطوم وجوبا، وفشلت كل المحاولات الإقليمية والدولية في إثناء جوبا عن إيواء ودعم الحركات السودانية المسلحة، وفي عام 2012م تم توقيع اتفاقية التعاون المشترك بين الدولتين التي جاء في ديباجتها ضرورة أن تعيش الدولتان في أمان وسلام واستقرار بوصفهما دولتين شقيقتين وقابلتين للحياة.
الشاهد في الأمر يقول إن دولة الجنوب ظلت تعتمد على المزايدات في علاقاتها مع السودان، رغم معاناتها من انشطار وضعف وحرب مستعرة.
إذاً هذا الوضع لا يسمح لها بالمزايدات، لذلك لا بد من الحديث الجاد وطرح القضايا بما يحقق مصالح شعبي البلدين.
*بالعودة إلى وجود التمرد السوداني بجوبا نجد أن أطرافًا في الجنوب لا زالت تربطها علاقات بالحركات المسلحة، خاصة أن ياسر عرمان وعبد العزيز الحلو ومالك عقار كانوا وما زالوا جزءاً أصيلاً من الحركة الشعبية، ومن المؤكد أن علاقات جيدة تربطهم بدوائر استخباراتية وسياسية وأمنية في الجنوب ولربما هي التي تقدم لهم الدعم.
كما أن دولة جنوب السودان أول من شهد مؤتمر الجبهة الثورية، بل إنها عملت عاكفة على إنجاحه، وهي التي سعت لتوحيد فصائل الجبهة الثورية لتشكيل قوات مشتركة بين قطاع الشمال والحركات المتمردة في دارفور، خاصة أن جوبا تتأثر ببعض القادة النافذين الذين تعلو كلمتهم ولهم تأثير في العملية السلمية بين جوبا والخرطوم.
عمومًا، فإن الخرطوم مطالبة بأن تتعامل بكثير من العقلانية مع ملف دعم جوبا للحركات لأن جوبا تعتقد بأن هؤلاء هم أصدقاؤها والذين ساندوها بالأمس فليس من الواجب التخلي عنهم بهذه الكيفية، هذه نقطة، أما النقطة الأخرى فتتمثل في تخوف حكومة الجنوب من هؤلاء المتمردين السودانيين خاصة وهم يعرفون مناطق قوتها وضعفها وتخشى أن ينقلبوا عليها ويدعموا المعارضة الجنوبية، يومًا ما..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق