الخميس، 31 مايو 2018

أبو عمر المصري .. إساءة مصرية واضحة للسودان

قال السفير السوداني في القاهرة، عبد المحمود عبد الحليم، ان بلاده متمسكة بموقفها تجاه المسلسل الدرامي، المصري، (أبو عمر المصري)، مطالباً السلطات المصرية بوقف عرض المسلسل على الفور.
عبدالمحمود قال ان المسلسل المصري يسيء إلى السودان ويظهره كمعبر للجماعات الارهابية و اشار السفير الى ان وزارة الخارجية السودانية طلبت من نظيرتها المصرية -رسيماً- سحب المسلسل ووقف بثه الا ان الخارجية المصرية لم ترد على الطلب السوداني حتى الآن.
في الخرطوم استدعت السلطات السودانية السفير المصري لديها وأبلغته احتجاجها على المسلسل الدرامي المصري الذي صور السودان بؤرة لعبور الجماعات الارهابية الى المنطقة.
احداث الملسل المصري كما هو معروف تدور حول قيام محامي مصري يدعى (فخر الدين) بتأسيس تنظيم سلمي لحل قضايا المواطنين البسطاء بعيداً عن اجواء المحاماة المعروفة في مصر ولكن التنظيم الوليد يثير غضب الاجهزة الامنية و تجري عملية لتصفية التنظيم و ينجو (فخر الدين) من العملية، فيهرب الى فرنسا منتحلاً صفة ابن خالته الذي كان يدرس القانون هناك، ويلتقي في باريس بحبيته القديمة التى تنجب له إبنه عمر، ثم تموت فينتقل فخر الدين بصحبة طفله الوليد (عمر) للعيش في السودان ثم يتحول هناك في السودان إلى كادر مهم من كوادر الجماعات الارهابية المسلحة، ويخطط للانتقام من الذين حاولوا تصفيته في مصر.
ومن الواضح هنا -والامر لا حتاج إلى ذكاء- ان المسلسل تم تأليفه خصيصاً لدمغ السودان على وجه الخصوص بصفة حضانة الجماعات الارهابية, من السهل عبر تحليل مبسط لاحداث المسلسل فهم المغزى الدرامى و الدلالات السياسية المراد ايصالها للمتلقي. أولاً: طالما ان الاجهزة الامنية المصرية ضيقت الخناق على تنظيم المحامي فخرد الدين، فقد كان من الطبيعي –اذا كانت النوايا سليمة– ان يظل التنظيم يواجه الاجهزة الامنية و تواجهه الاجهزة الامنية و تسجل نصرا عليه داخل مصر، فهذه هي طبيعة الاشياء و معروف عن المصريين في الدراما والمسلسلات حبهم للانتصار على التنظيمات و الجماعات الارهابية .
وعلى ذلك فان سياق الاحداث كان من السهل ان يبدأ و ينتهي في الدائرة الداخلية المصرية التى تدعي انها تحارب الارهاب و تقوم بتمشيط سيناء وغيرها من الصحاري التى يزعم انها تحتضن الارهابيين.
ثانياً: اخراج المحامي فخر الدين من مصر ثم الزج به الى باريس كان من الممكن ايضاً أن تدور احداث المسلسل في باريس بحيث يصبح البطل كادراً مهماً من كوارد الحركات الجهادية هناك في باريس!
ثالثاً، اعادة البطل  الى السودان وتحوله – بالطريقة الدرامية المصرية الفجة – إلى كادر خطير معناه ببساطة ان السودان وحده دون سائر بلاد الدنيا هو الوحيد الذي تتاح فيه حواضن الارهاب. فقد كان متاحاً أمام مؤلف المسلسل ان يدفع ببطل المسلسل إلى بقاع عديدة جدا، خاصة مناطق سوريا وأماكن وجود داعش، و(وهي معروفة جيداً) و لكنه قصد – مع سبق الاصرار دون سند منطقي دارمي السودان.
رابعاً، اذا لم يكن المقصود تحديداً دمغ السودان بحضانة الارهاب، ما الذي يجعل بطل الملسلسل يخرج إلى فرنسا ومن فرنسا يهبط على الفور في السودان؟ من المؤكد ان هذا المسلسل بمثابة عمل سياسي استخباري الغرض منه الاساءة إلى السودان والقول ان هذا البلد (الجار) ما يزال يحتضن الارهاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق