الخميس، 31 مايو 2018

أخيراً بدأت القاهرة تفهم موقف الخرطوم من سد النهضة!

قالت مصر انها تعمل على بناء الثقة بينها وبين اثيوبيا والسودان  فيما يخص ملف المياه و قضية سد النهضة. وأشار الوزير المصري سامح شكري في حديثه للتلفزيون المصري الجمعة الماضية إلى ان القاهرة تعمل على كيفية إدارة قضية سد النهضة عقب التوقيع على اتفاقية اعلان المبادئ بالعاصمة السودانية الخرطوم مؤخراً.
واوضح شكري إن اهمية اتفاق المبادئ تكمن في تحريك المسار الفني وفق اطار زمني محدد وهو الاطار الذي يتصل بتعبئة وتشغيل السد برؤية فنية بحتة و ضمن اطار زمني محدد لا يتجاوز الـ3 أشهر، يمكن خلالها استكشاف العناصر الفنية و القدرة و النية على التعاون بين الاطراف الثلاثة.
 ومن المؤكد  هنا ان استخدام وزير الخارجية المصري سامح لعبارة (بناء الثقة) وعلى الرغم من كونها عبارة لا تخلو من محمولات شديدة الوطأة على طبيعة العلاقة الاستراتيجية التى تربط بين الاطراف الثلاثة، باعتبار ان المقصد كله هو تعزيز التعاون الاستراتيجي بينهم وترسيخ تبادل المنافع؛ إلا ان العبارة رغما عن ذلك تؤشر إلى ان القاهرة بدأت على اية حال تستجيب على نحو ايجابي لمبدأ التعاون بين الاطراف الثلاثة وتجاوز الخلافات التى كانت تعرقل مسيرة التفاوض. وقد لخص الوزير المصري الامر كله في دعم و تعزيز الثقة من واقع تحريك المسار الفني المتربط بتشغيل السد وملء وتعبئة البحيرة ضمن اطار زمني محدد.
هذه النقطة يستفاد منها ان القاهرة كانت قلقة جراء الابعاد الفنية للسد و تعبئة البحيرة بالمياه حيث أنها –باتفاق المبادئ- حصلت على تحريك المسار الفني الذي يحدد مدة محددة لعملية التعبئة، فان هذا يتيح للقاهرة الوقوف ميدانياً على الجوانب الفنية و المخاوف التى ظلت تنتابها.
وهذا بدوره يشير إلى ان مصر ادركت ولو بعد كل هذا المدة الطويلة ان السودان على الاقل حين وقف موقفه من انشاء السد كان يستصحب فيما يستصحب مصالح مصر ومصالحه وكان كل جهده –كما ثبت بالدليل– هو ان يعيد الطمأنينة المفقودة لدى الجانب المصري و التى بدات للتو تتبلور وفق حديث الوزير المصري .
ولن نغالي ان مضينا اكثر وقلنا ان موقف السودان من بناء السد والمنافع التى كان يراها موقفاً متقدماً على موقف الجانب المصري، وقد نجح السودان –بعد ان ادرك حقيقة المخاوف المصرية– في جلب الطمانية للجانب المصري بتحريك المسار الفني وتحديد اطار زمني له لا تعدى الـ3 اشهر للوقوف على العناصر الفنية اللازمة.
السودان اذن تحمل كل الاتهامات المصرية ومشى على اشواك هذه الاتهامات ليثبت للقاهرة في خاتمة المطاف انه عند حسن ظنها، مهما ساءت به ظنونها!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق