الخميس، 1 يونيو 2017

من عجائب وغرائب نظام السيسي!

ليس مهماً أبدأ ان تعترف الحكومة المصرية -سراً أو علناً- بأنها تعبث بالأمن القومي السوداني؛ فهي في الحالتين أقرت و تراجعت عن ذلك أو لم تفعل، فهي بدون شك تلعب و تعبث بأمنها القومي مباشرة!  نظام الرئيس السيسي حتى هذه اللحظة نظام بلا قوائم في الأرض، حيث لا يوجد تيار شعبي ولاة قاعدة جماهيرية تسند ظهره، وفي ما هو معروف في العلاقات الدولية فإن مثل هذه الأنظمة غير المسنودة جماهيرياً يتم التعامل معها -دولياً- بحذر واضح، فهي لا تعتبر عن رغبة شعبية، ليس لديه برنامج سياسي،غير معروفة طبيعة المبادئ التى تستند إليها، توجه كل جهدها باتجاه قمع قوى سياسية بعينها وعلى نحو فيه اشتطاط مثير للاستغراب!
 الأنظمة التى بمثل هذه المواصفات تمر عبر نوافذ التاريخ مثل العصار العابر، الذي يؤذي الأعين والأنوف، ثم ما يلبث ان يمضي ويختفي. وما كنا لنقول ذلك لمجرد أن نظام الرئيس السيسي بدأ يلعب لعبة قذرة لإيذاء عمقه الاستراتيجي المتمثل في السودان، ولكن لأن حقائق التاريخ والجغرافيا تقول إن الحكومة التى لا يعرف عنها (كروموزومات) واضحة، تظل هكذا تتخبط ولا تعرف كيف تفرق بين الصديق والعدو!
 لو ان الرئيس السياسي بالذكاء الذي يعتقده بعض محبيه الكارهين فقط لسلفه محمد مرسي، لسارع لبناء علاقات إستراتيجية وطيدة بالسودان قائمة على الثقة و تبادل المصالح و لقرأ الرجل مآلات تطورات علاقات السودان بالقوى الدولية الكبرى، ولأدرك ان واشنطن عائدة لا محالة للجلوس مع السودان ومعاملته معاملة لائقة.
 الرئيس السيسي نموذج للرئيس التائه، فهو تارة يدعم جوبا لكي تقمع معارضيها مع عمله بأن جوبا تزعزع أمن جاره السودان، وهو تارة يدعم اللواء حفتر في ليبيا مع علمه أن حفتر يزعزع أمن ليبيا، وأن أمن ليبيا يؤثر على أمن مصر و السودان، و هو تارة يسعى لزعزعة استقرار أثيوبيا عبر ارتريا مع عمله ان عدم استقرارا الأمن الأفريقي يهدد منابع النيل أحد أهم مصادر المياه لمصر!
 والآن الرئيس السيسي يتورط في دارفور لينكشف على حقيقته و يصبح شأنه شأن إسرائيل التى بدا وضاحاً أنها (الأكثر ذكاءً) منه، فهي على الأقل لا تغامر بإعطاء عربات مدرعة تحلم شعار الجيش الإسرائيلي ولكن السيسي فعلها!
إذن ليس مهماً قط ان تعترف القاهرة بجرائمه ضد السودان أو ان تطلب السماح والغفران، الأهم من كل ذلك ان تدرك أنها تلعب بالنار داخل غرفة نومها!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق