الخميس، 1 يونيو 2017

حكمة والله وحكاية

بالأمس حاولت وسائل الإعلام المصرية وكل الضيوف من الإخوة المصريين تشويه قرار الحكومة السودانية بوقف إستيراد المنتجات الزراعية والصناعية المصرية وتحويره وتفسيره على هواهم والإدعاء أنه قرار سياسي قصدت منه الخرطوم شن الحرب الإقتصادية على مصر أم الدنيا كما يقولون.
والكل يعلم أن قرار الحكومة بمنع دخول المنتجات الزراعية والصناعية المصرية قرار فني محض، ظلت اللجان المختصة والمؤسسات المعنية والمختبرات وهيئة المواصفات ووزارة الزراعة وجهات علمية أخرى تجري عمليات الفحص والاختبارات العلمية والمعملية وإرسال العينات الى جهات خارج البلاد للتأكد من مطابقة المنتجات الزراعية المصرية للمواصفات المعلوم بها في السودان.
وتحاول جهات مصرية سياسية وإعلامية اتهام السودان بأنه يسعى إلى ضرب الإقتصاد في مصر في إطار حرب تقودها دول عربية خليجية في إشارة إلى قطر، وهذا قول مدحوض ومردود وباطل، فموقف السودان من المنتجات الزراعية والتصنيع الغذائي المصري تم اتخاذه بشكل مؤقت قبل عدة أشهر وهو قرار مسؤول لحكومة تريد الحفاظ على  سلامة شعبها من المواد الملوثة، ولا تتعامل حكومة السودان من منطلق عدائي أو تقديرات واعتبارات سياسية، ولا يعنيها موقف دول أخرى من مصر إنما تنطلق من حرصها على صحة مواطنيها، وما اتخذته الخرطوم من إجراءات بوقف المنتجات المصرية اتخذته دول أخرى صديقة لمصر مثل دول الاتحاد الأوروبي وروسيا ودول الخليج العربي وبلدان أخرى، فهل قامت حرب إعلامية أو احتجاج في مصر على منع هذه الدول استيراد المنتجات المصرية.
ما الذي يلزم السودان أن يستورد الفواكه والخضروات والأسماك من  مصر..؟ اذا كانت دول عديدة في العالم حظرت المنتجات المصرية دون أن تنبس القاهرة ببنت شفاه.
وما يحيرنا أن ردود الأفعال المصرية من تصريحات لنواب في البرلمان المصري في الإعلام تتجاوز الحدود في التعاطي مع هذه القضية وتحاول الزج بعلاقات السودان الاقليمية في هذه القضية الفنية الواضحة، فحالة الهياج هذه ليست من مصلحة العلاقات التجارية بين البلدين، فإن أرادت مصر دخول منتجاتها عليها مراجعة مواصفاتها وجودتها وضبطها وتحسينها، فالأزمة ليست في قرار الخرطوم بالحظر الأزمة في عدم قدرة القاهرة على تقديم منتجات وسلع نظيفة وصحية، الجميع هنا في السودان يقدر ويحترم العلاقة مع الشعب المصري لكن الجميع هنا يقر ويحترم ويحب بلاده أكثر ويسعى لمصالحها بصورة أكبر وحرص أوثق.
من جانب آخر تبدو بعض الأصوات المصرية خاصة في الإعلام وكأنها تمارس وصاية على الشعب السوداني وتعتبر قرار حظر المنتجات كأنه خطأ على السودان أن يتراجع منه، فالقرار بني على حقائق ومعلومات دقيقة وتريث وليس بالضرورة أن يكون موجهاً ضد مصالح مصر الاقتصادية نحن فقط امتنعنا من تناول الخضروات والفواكه المصرية واستيراد السلع حتى يثبت لنا العكس، لا حرب ضد الإقتصاد المصري ولا يحزنون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق