الخميس، 1 يونيو 2017

رسائل إلى مصر ومناوي وجبريل

وتتوالى خيبات مصر التي لن يجدي نفي رئيسها السيسي خبر دعمها لتمرد دارفور فلأول مرة يبلغ الغضب بالسودان درجة أن يصرح الرئيس البشير بأن القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية الأخرى استولت على مدرعات مصرية خلال المعارك التي دارت رحاها مع متمردي دارفور..
ما أن أعلن البشير عن السلاح المصري حتى تحرك سفهاء الإعلام المصري كعادتهم ليتقيؤوا سمومهم التي بلغت درجة غير مسبوقة من الانحطاط،لكن أكثر ما أدهشني ذلك الهتر الذي خرج من فيه مفكرهم مصطفى الفقي الذي وجد الفرصة هذه المرة لكي (يفش غلبو وغبينته) مما ألحقه به السودان في وقت سابق حين تحفظ على تنصيبه أميناً عاماً للجامعة العربية، فقد نطق الرجل كفراً حين قال إن مصر تستطيع تغيير النظام السوداني خلال (48) ساعة سبحان الله!.
بالرغم من أن مصر تشكو من أزمات أمنية واقتصادية غير مسبوقة في تاريخها الحديث ينتهز الفقي الفرصة لكي (يكسر بعض الثلج) لسيده السيسي ويتطاول على سيادة وكرامة السودان
نعم ، لقد بلغ التآمر المصري على السودان درجة غير مسبوقة منذ الاستقلال.
من يصدق أن يشد رئيس الأركان المصري الرحال إلى ليبيا ليلتقي بقائد التمرد الليبي اللواء خليفة حفتر ليبرم اتفاقاً لتنسيق تحرك قوات مناوي من ليبيا قبل أن تتحرك نحو دارفور لتُقبر فيما بعد في شمال دارفور على أيدي قواتنا المسلحة ودعمنا السريع؟.
من يصدق أن تقود حكومة السيسي التحرك المتزامن لقوات التمرد الدارفوري من جنوب السودان ومن ليبيا بغرض تكثيف الضغط على القوات المسلحة السودانية وإلحاق الهزيمة بها؟.
يا سبحان الله ، فقد كان مناوي مبتهجاً ومتفائلاً حين أصدر بيانه قبيل تحرك قواته التي بشرها بالنصر الحاسم بل كانت قوات القائد (طرادة) كبير مقاتلي مناوي قبيل أن تتحرك نحو ميدان المعركة من دولة الجنوب ، المتآمرة الناكرة للجميل ، كانت تتمايل طرباً وهي تحتفل بنصر كانت تكاد تراه رأي العين على أنغام المغنية (نجاة دلوكة) التي منّتهم من داخل أرض الجنوب بالعودة سالمين غانمين بعد النصر المبين ، بأغنية (يجوا عايدين) ولكنهم لم يعودوا بعد أن (اندرشوا) كما (اندرش) الذين من قبلهم وقتلوا وأسر منهم من أسر وهرب آخرون.
رسالة صادقة أوجهها إلى جهتين:
الأولى هي تكرار لرسائل سابقة إلى مناوي وجبريل اللذين أود أن أسالهما، هل أفادا من عنادهما الذي لم يورثهما غير الهزائم والخذلان والأحزان ثم أما كان الأفضل لهما أن ينضما إلى ركب السلام قبل وقوع الهزيمتين الأخيرتين اللتين لحقتا بقواتهما في وادي هور وقوز دنقو ؟.
الآن أكرر السؤال لجبريل ومناوي وقد عاد القائدان سليمان جاموس وأبوبكر حامد إلى ركب السلام ورجع قبلهما المئات من قواتهما بعضهم يشغلون الآن مقاعد وزارية وبرلمانية ..ألم يقنعكما ذلك بل ألم تكسر تلك الدماء التي سالت والتي أقسم بالله أن الله سائلكما عنها يوم الحساب ..ألم تكسر تلك العقبة الكؤود -عقبة النفس الأمارة بالسوء وبالعزة بالإثم - التي ترفضان أن تقتحماها رحمة بوطنكما وبشعبكما الصابر على الأذى الذي ألحقتماه به؟.
لماذا تقيمان بعيداً عن المعارك تنعمان بحياة الفنادق المترفة بينما قواتكما تنزف حتى الموت وتعاني من رهق الحرب وعنتها؟.
الرسالة الثانية إلى الرئيس المصري السيسي والذي ربما لا يعلم أن عدم خبرته السياسية تلحق أذى بليغاً بعلاقة مصر بالسودان الذي أراد الله أن تجمعهما الجغرافيا ولا فكاك لأي منهما من جوار الآخر .
إن حالة العداء بين الشعبين السوداني والمصري التي يصر السيسي على تعميقها ستُعاني منها مصر بأكثر مما يُعاني السودان ذلك أن مصر مُهددة بانفجار سكاني لا متنفس له غير السودان سيما إن تفاقمت مشكلة المياه جراء تناقص حصة مصر بسبب سد النهضة.
أن تكيد مصر للسودان بكل الوسائل وأن تسعى إلى استدامة فرض العقوبات الأمريكية على السودان وأن تحتل حلايب وأن تدعم الحركات الحاملة للسلاح ضد السودان فإن ذلك وغيره سينحفر عميقاً في ذاكرة الشعب السوداني في عصر وصول المعلومة في التو واللحظة إلى ملايين الهواتف عبر الوسائط الالكترونية.
إن السيسي يلعب بالنار بسياسته الخرقاء التي ينتهجها حالياً والتي لا تراعي الأبعاد الإستراتيجية لمستقبل بلاده مع السودان وينبغي ألا يستمع إلى المغبونين من أمثال مصطفى الفقي الذي تسوقه مراراته الشخصية نحو مواقف غبية لن تجني منها مصر غير الخسران.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق