الاثنين، 5 يونيو 2017

لاجئو الجنوب بالسودان .. الفارون من جحيم الموت

يبدو أن قدر السودان أن يدفع ثمن فاتورة الصراع المسلح بدولة الجنوب باهظاً، فالدولة الوليدة بخلاف وقوفها وراء تسليح ودعم الحركات المسلحة فإن الحرب الشرسة فيها ألقت بظلالها السالبة على السودان الذي ظل يشهد كلما أشرقت الشمس تدفقات كبيرة من قبل الجنوبيين الفارين من جحيم الموت بدولتهم الوليدة التي لم يعرف الاستقرار طريقاً إليها منذ الانفصال في العام 2011، وتوضح الإحصاءات الرسمية أن الأعداد تمضي في ازدياد ما يلقي بأعباء إضافية على البلاد التي تقاتل قواتها المسلحة الحركات القادمة من الجنوب وفي ذات الوقت فإنها تستضيف اللاجئين الجنوبيين الذين يشاركون المواطنين في الخدمات.
هاجس حقيقي
وتشكل قضية اللاجئين الجنوبيين بولايات السودان المختلفة هاجساً ومخاوف حقيقية بعد ارتفاع عدد تدفقاتهم وبحسب إحصائيات شهر أبريل لمعتمدية اللاجئين تؤكد أن الجنوبيين الفارين من المواجهات المسلحة بين الحكومة والمعارضة الجنوبية جعلت السودان قبلة لهم برغم انعكاساتها السالبة على البلاد، وتظل ولاية شرق دارفور الأكثر استقبالا للاجئين، وبخلاف شرق دارفور فإن ولايات غرب وجنوب دارفور أيضا باتت تستقبل لاجئين جنوبيين، أما جنوب دارفور فتتصدر حتى الآن قائمة الولايات الدارفورية الأكثر استقبالاً.
الأرقام تتحدث
وبحسب إحصاءات مفوضية اللاجئين فإن دول السودان وإثيوبيا ويوغندا تستقبل أكثر من مليون لاجئ جنوبي، وكان نصيب السودان هو الأعلى بين هذه الدول نسبة لقربه من دولة الجنوب، حيث بلغ اللاجئون الجنوبيون بالخرطوم (258,000) حسب إحصائية معتمدية اللاجئين، وأكدت الإحصائيات أن السودان يستقبل أكثر من (442,446)لاجئاً بالولايات المختلفة.
تدفقات ومعاناة
ترتفع تدفقات اللاجئين الجنوبيين نحو ولاية شرق دارفور لقرب المسافة وانعكست هذا الوجود الكبير سلباً على حياة المواطنين بالولاية التي خرجت لتوِّها من حرب أهلية استمرت لأكثر من عامين وبدأت تستعيد عافيتها، إلا أن أعداد الجنوبيين التي وصلت إلى (79,820) لاجئاً ضاعفت من معاناة المواطنين في الحصول على الخدمات التي بات جزء منها يوجه نحو الفارين من جحيم الموت بالدولة الوليدة.
بحر أبيض..
بينما جاءت إحصائية ولاية النيل الأبيض لتوضح أن عدد اللاجئين الجنوبيين في الولاية المتاخمة لدولة الجنوب يبلغ (165,013) ألف لاجئ، أما عدد اللاجئين داخل معسكرات الولاية فقد بلغ (74,276) ألف لاجئ، أما محلية الجبلين التي تبعد (70) كيلو جنوب مدينة ربك التي يربطها طريق الأسفلت حتى منطقه جودة الحدودية التي تعتبر من مناطق النزاع بين دولتي الشمال والجنوب فتضم المحلية عدداً من معسكرات اللاجئين الجنوبيين، ويعد أول معسكر تم تشييده بالمحلية وهو معسكر (دبة بوسن) بعد عام من اندلاع المواجهات المسلحة بدولة الجنوب ويضم المعسكر عدداً من الأسر والأفراد حيث يوجد بداخله (816) أسرة و(3005) أفراد لذلك يعتبر المعسكر أكثر حداثة من المعسكرات التي تحيط به بالمحلية.
ثمانية مراكز استقبال ولجوء
وتبلغ عدد مراكز اللاجئين بولاية النيل الأبيض الحدودية ثمانية مراكز مخصصة لإيواء أكثر من (90737)لاجئاً خارج المعسكرات من مواطني جنوب السودان وتعمل هذه المراكز على منح الأذونات والتسهيلات اللازمة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية المحلية والأجنبية لتقديم المساعدات في مجالات ( الغذاء،الإيواء، الصحة، المياه، والتعليم)،وقامت المفوضية بتشكيل لجنة رباعية تضم مفوضية العون الإنساني ومعتمدية اللاجئين والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والهلال الأحمر للإشراف على الأوضاع المعيشية للاجئين، وتم افتتاح أول المشروعات الخدمية والتي بلغ عددها(21) مشروعاً بتكلفة حوالى(22) مليون جنيه، أي ما يعادل(4)ملايين دولار، وتقـــــوم وزارة الداخـــــــلية بتســــــــجيل اللاجئين الجنوبيين وبلغ عددهم أكثر من(200.000) شخص.
مليون لاجئ بالتمام والكمال
وبحسب إحصائيات قال مفوض العون الإنساني أحمد محمد آدم في حديثه لـ(الصيحة) أكد أن المفوضية أجرت إحصاءً لمعرفة أعداد اللاجئين الجنوبيين خلال شهر (أبريل) وبحسب تلك الإحصائيات فإن العدد الكلي لهم في السودان بلغ (642,446)لاجئاً جنوبياً، أما العدد الكلى للاجئين خارج المعسكرات بولايات ومدن السودان المختلفة فبلغ(476,763) ففي ولاية النيل الأزرق يقبع خارج المعسكرات (6,082) لاجئاً، بينما الولايات الأخرى بلغت إحصائياتها (20,000) ألف لاجئ.
داخل وخارج المعسكرات
أما بولاية غرب كردفان فبلغ عدد اللاجئين داخل المعسكرات(33399) ألف لاجئ وخارج المعسكر(14,691) وإجمالي العدد الكلي للاجئين بولاية غرب كردفان بلغ(48,090) ألف لاجئ، ويوجدون في الأحياء السكنية والمعسكرات وتوجد تدفقات جديدة بشرق دارفور من منطقة كريو راجا وأويل النمر وواو ويبلغ عددهم أكثر من(117,39) ألف لاجئ وتعد هذه الإحصايئة التي اعتمدتها المفوضية السامية خلال شهر أبريل، وفي وولاية غرب كردفان فإن مناطق الخرصانة والميرم فقد بلغ عدد اللاجئين الكلي فيهما(33399) لاجئاً أما المجموع الكلي لعدد اللاجئين بولاية شمال دارفور فقد بلغ (15089)لاجئاً ما تزال أعدادهم في تدفق كامل.
خارج المعسكرات
ويوجد اللاجئون الجنوبيون في خمس عشرة ولاية على رأسها العاصمة الخرطوم التي يبلغ عدد المقيمين فيها ( 258,000)،أما ولاية شرق دارفور فتأتي في المرتبة الأولى حيث يبلغ عدد اللاجئين خارج المعسكرات (41547) لاجئاً، وفي غرب كردفان (33399)،أما سنار فيبلغ عدد اللاجئين الجنوبيين (10,000)، لاجئ.
نصيب وافر
ونالت ولاية جنوب كردفان نصيباً وافراً حيث بلغ عدد اللاجئين خارج المعسكرات (34,633) لاجئاً ،أما منطقة راجا فيبلغ عدد الأسر داخل المعسكرات (348)، أما البحر الأحمر فتضم عدد (6.100) لاجئ، النيل الأزرق (5.832) ،وبلغ عددهم في الولاية الشمالية (4.639)، الجزيرة ( 2.628) ،نهر النيل( 4.000)، القضارف (3.237)، سنار (567)، شمال كردفان (562)،وأخيرا ولاية كسلا بعدد (476) لاجئاً جنوبياً.
تدفق المساعدات الإنسانية
فبينما ولاية بالنيل الأبيض التي تضم عدداً من المعسكرات وتوجد بها مشروعات ممولة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فبلغ عدد اللاجئين خارج المعسكرات بالولاية (90737) أما داخل المعسكر فبلغ العدد (74,276) وأما العدد الكلي للاجئين بالولاية (165,013) وافتتحت المفوضية عدداً من المشروعات الخدمية التي تشمل مشروعات المياه والصحة والتعليم وغيرها من المشاريع التي يحتاجها اللاجئون هناك، ويجري التشاور مع الشركاء لتنفيذ المرحلة الثانية من المشاريع التي تهدف إلى تعزيز الخدمات للمجتمعات المستضيفة وتحسين الخدمات للوافدين وتقوية قدرات الولاية خاصة في مجالات الصحة والمياه والتعليم.
الأوضاع الصحية
قال حاكم ولاية أعالي النيل أكوج أنقو نقرونيط إن أكثر من (2) مليوني مواطن جنوبي يعانون من وضع صحي بسبب انتشار مرض الكوليرا، وقدمت وزارة الصحة الاتحادية خدمات صحية بمناطق عيال أمين وانضراب والسعات وحسكنيتة وأبوسفيان، ودليل بابكر بولاية شمال دارفور فضلاً عن خدمات مكافحة انتشار مرض الكوليرا ومعالجة الوضع البئيي والأمراض بكل بالولايات مع ازدياد تدفق للاجئين الجنوبيين وهناك عيادة متخصصة بولاية غرب كردفان بخرصانة، وتستمر إجراءات وزارة الصحة الوقائية بإنفاذ حزمة من الإجراءات الوقائية الصحية المطلوبة لمنع دخول الأمراض المستوطنة في الجنوب إلى السودان خاصة وباء الكوليرا ولم تسجل أي حالة موت بالجملة،
وقال سلطان قبيلة المورلي بمنطقة البيبور بيتر كونجي إن الحكومة سبب في هجرة المواطنين الجنوبين من الدولة وأضاف أن الجنوب لم يستقر ولا يوجد به أمن أو بسبب مليشيات الحكومة التي تقوم بقتل الأطفال وتغتصب النساء المسنات وقال إن أكثر من (1500) مواطن هربوا إلى مناطق المعسكرات الأممية وقتل أكثر من (350) مواطناً بينهم أطفال ونساء، مضيفاً أن دولة جنوب السودان أصبحت تتحكم فيها إثنية محددة هي (الدينكا) فقط.
توقف الحرب
وطالب المفوض العام للعون اإنساني بضرورة توقف الصراع الدائر بدولة الجنوب، ودعا المجتمع الدولي إلى بذل الجهود لمعالجة أوضاع اللاجئين بدول الجوار، وأعرب عن أمله في أن تسهم الجهود السياسية في وقف القتال بدولة جنوب السودان حتى ينعكس ذلك إيجاباً في تقليل حركة تدفق اللاجئين الجنوبيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق