الاثنين، 1 أغسطس 2016

أفريقيا تكرم السودان

تنقل مؤشري بين القنوات وتوقفت عند القناة الفرنسية  الخامسة وكاميرتها تجول في صحراء ممتدة وبدوي يغطي الوجه والعينين ويحمل صندوقاً مربعاً يغطيه بقماش جميل ويحمله والحرص واضح والاحتفاء بما يحمل.
يتخبر الرجل نقطة ويجلس علي الرمل ويرسم مكانا يمسح ويصنع منه موقعاً جميلاً يضع عليه ما يحمل وبعناية يفتح الصندوق ويخرج منه مسجلا بديعاً جميلاً وبكل الاهتمام يشغل الشريط ينطلق الصوت الندي الشجي: (كبرت وليك تسعة طاشر سنه عمر الزهور عمر الغرام).
القناة فرنسية والرجل من بدو مالي والصحراء تتسع للنغم الطروب من كطرب سوداني.
طلب إلي الزعيم الأفريقي والذي تولي الحكم في بلده مؤخراً أن يشارك في عمل مطرب سوداني.
طلب إلي الزعيم الأفريقي والذي تولي الحكم في بلده مؤخراً أن يشارك في عمل مضاد لحكومة السودان.
الرجل أجاب بأن السودان هو الوادي الأفريقي، وقال أن شعوبنا تصيبها المصائب سواء من العنف والقتال أو الصراعات وتصيبها موجات الجفاف ويعاني الناس من الجوع وكل هؤلاء لا يجدون متكأ ومهربا غير هذا الوادي الكبير والمرحب بالجميع.
خلاصة الإفادة أن السودان ساحة وطنية للشعوب الأفريقية عليها أن تحافظ عليها.
في العاصمة النيجيرية أبوجا ونحن في جولة تسوق سمعت صوت ورجي الندي وبعده انثال صوت سيد خليفة أثارتني الأصوات توجهت إلي مصدرها فإذا تاجر يقوم علي محله الذي ينشط مع الأغاني السودانية.
سألت الرجل فإذا به لا يعرف العربية قلت: أتفهم هذا الغناء؟ قال: لا أفهمه ولكنه يدخلني بحالة من الشجن وربما الحزب ولا اسمع غير المطربين السودانيين.
هذه الصور تجدها في العديد من بلدان أفريقيا.
يقف السودان في أول المبادرين في حماية وعون حركات التحرر الأفريقية من لدن مانديلا وجوازه السوداني إلي كل الحركات من شمال أفريقيا ووسطها وغربها.
السودان الدولة الأفريقية التي تمتد أذرعها جميعاً للقارة في ثقافتها وحضاراتها في إسلامها وتدينها وتوسع أرضها وعاصمتها وخدماتها لكل أفريقي يأتيها لا تقف في طريقه أوراق وجوازات ومطلوبات.
عندما تكرم أفريقيا السودان فإنها تقدم عرفانا.
يقدم السودان رؤى وأفكاراً وقيما أن تكون أفريقيا صاحبة قرارها وشأنها وأن تكون أبية وهي ترفض الخنوع والبطش الدولي الجديد.
لم يقدم السودان هذا المفهوم قولاً وحديثاً وخطباً وبيانات بل قدمه نموذجاً حياً ومن قمة السلطة والحكم، إذ نهض رئيس السودان متحدياً قرارات الجور يزور كل البلاد التي يمكن أن يزورها سيان إن كانت عضواً ي محكمة الجور أو لم تكن.
شجاعة وقوة سودانية متسقة مع تاريخ وعلاقة السودان مع كل دول وشعوب القارة.
تكريم مستحق بكل معانيه السامية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق