الخميس، 25 أغسطس 2016

مقتل مئات بمعارك في جنوب السودان

اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات الموالية لرئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت وقوات من الجيش الأبيض الذي يساند المعارضة المسلحة بزعامة ريك مشار في قاعدة باجوت العسكرية في ولاية جونقلي ما أسفر عن مقتل مئات من الجنود من
الطرفين.
وقال حاكم ولاية جونقلي العقيد فيليب اغوير إنهم يشتبهون بأن تكون قوات المعارضة التابعة للجيش الأبيض هي التي شنت الهجوم على رئاسة إدارة محافظة دوك عند الفجر، مؤكداً دحرهم من جانب قوات الجيش الحكومي في الولاية. وقال: «قواتنا كبدت الجيش الأبيض خسائر فادحة وقتلت أكثر من 100 جندي منهم». وأضاف: «ما زالت جثث القتلى منتشرة في العراء بعد أن قامت قواتنا بمطاردتهم إثر تسللهم عبر أسوار ثكنة باجوت العسكرية»، لافتاً إلى مقتل ما يزيد عن 20 جندياً من قوات الجيش الشعبي وجرح آخرين، فيما أكد الناطق الرسمى باسم الجيش الشعبي لول راو حصول اشتباكات عنيفة في باجوت إلا أنه رفض الإدلاء بمعلومات عن الهجوم.
إلى ذلك، أكدت المعارضة أن قواتها تحتجز طائرة تجارية كينية في منطقة يواي في ولاية جونقلي منذ أسبوع. وكشف القيادي في الحركة المعارضة مبيورجون قرنق إن قواتهم تحتجز الطائرة وطاقمها بغرض التحقيق لكنه لم يوضح إلى أي شركة تتبع الطائرة المحتجزة.
وكشف أن قوات الحركة وجدت مبالغ مالية ضخمة داخل الطائرة بعد تفتيشها، مشيراً إلى أنه سيتم الإفراج عن الطائرة وطاقمها حال انتهاء التحقيقات الجارية. في تطور آخر، أعلنت الأمم المتحدة، عزمها إرسال فريق تحقيق في أحداث جوبا التي وقعت الشهر الماضي بين قوات سلفاكير ومشار.
وعيّن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كمرت لقيادة فريق التحقيق في أحداث جوبا حول الاعتداء على المدنيين وقضايا الاعتداءات الجنسية وأحداث العنف واستجابة القوة الدولية «يونمس» لنداءات حماية المدنيين وفق التفويض الممنوح لها، بخاصة أن هناك شكاوى من تباطؤها، إلى جانب التحقيق في الظروف التي أحاطت بالهجوم على فندق «توران» في جوبا واستجابة البعثة لحماية المدنيين فيه. وأكد البيان أن فريق التحقيق سيزور جوبا للوقوف على مهماته وسيقدم تقريراً إلى الأمين العام خلال شهر من زيارته، وأنه سيتم نشر نتائج التحقيق أمام الرأي العام.
من جهة أخرى، قال السودان إنه دفع بإستراتيجية للتعامل مع الأزمة في جنوب السودان إلى الاتحاد الأفريقي عبر الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق أفريقيا «إيغاد» التي تتوسط بين الأطراف المتصارعة. وكانت الخرطوم أفادت أخيراً بأنها رفضت طلباً من دول كبرى للعب دور في احتواء الأوضاع في جنوب السودان، متمسكة بدورها فقط عبر وساطة «إيغاد».
وأعلن الناطق باسم الخارجية السودانية السفير قريب الله خضر أن وزارة الخارجية وضعت استراتيجية للتعامل مع الأوضاع المتسارعة في دولة جنوب السودان، عبر تشكيل غرفة عمليات من الجهات ذات الصلة للتعامل مع الموقف.
وقال خضر للصحافيين، إن أبرز ملامح الإستراتيجية هي تأمين مصالح السودان في الجنوب ووقف الحرب وتحقيق السلام وتقريب شقة الخلاف بين الفرقاء الجنوبيين.
على صعيد آخر، رحّب الاتحاد الأفريقي بمبادرة زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي التي قال إنه سيدفع بها لإنهاء تعثر المفاوضات بين الحكومة السودانية والمتمردين. وعلقت الوساطة الأفريقية، الأسبوع الماضي، جولة التفاوض بين الحكومة السودانية و»الحركة الشعبية - الشمال»، وحركتي العدل والمساواة، وتحرير السودان، في مساري محادثات السلام في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق من جهة وإقليم دارفور من جهة أخرى، بعد تعثر التوصل إلى تفاهمات حول مسارات الإغاثة والترتيبات الأمنية.
وأشار رئيس مكتب اتصال الاتحاد الأفريقي في الخرطوم، الناطق باسم الوساطة الأفريقية، السفير محمود كان بترحيب الوساطة بمبادرة المهدي للدفع بالمفاوضات بين الحكومة والحركات المسلحة، وإيجاد مخرج لتعثر الجولة الأخيرة في أديس أبابا. وقال إن المشاورات مستمرة بين الأطراف حتى الوصول إلى اتفاق وقف القتال وتمرير المساعدات الإنسانية.
وكان المهدي أعلن تبنيه مبادرة لإيجاد مخرج لتعثر المفاوضات وتسليمها إلى الوساطة الأفريقية خلال أيام، وأوضح أن مبادرته «ستخرج الموقف من عدم الاتفاق إلى اتفاق».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق