الاثنين، 1 أغسطس 2016

ماذا يريد "تعبان دينق"؟!

أجد نفسي غير متفائل باستقرار الاوضاع في الجنوب السودان من خلال خطوة الرئيس سلفاكير ميارديت بإنهاء سيرة نده دكتور "رياك مشار" المنحدر من أثنية النوير من قاموس حكومته وتعيين السيد "تعبان دينق" نائباً أولاً خلفاً للسيد "مشار" لأكثر من سبب، أولها
أن الأخير ناقم على السودان ولم يكن في يوم من الأيام محباً للشمال قبل الانفصال وهذا أمر مشهود ومعروف، و"تعبان" كان ضمن مجموعة "مشار" قبل أن يتهمه الأخير بالخيانة ويعلن فصله ليكون هذا العقاب ثواباً عند الرئيس "سلفاكير" وهو يعينه نائباً له خلفً للسيد "مشار".
ربما تعامل "سلفاكير" مع هذا الملف بذكاء، ولكن يبقى الأصل في أن تهدئة الأوضاع وتجاوز الأزمة ليس بضرب نائبه السابق بتعيين "تعبان" الذي ينحدر من ذات الأثنية.
توغلت في هذه المعادلة وأنا أقرأ في صحف الأمس خبراً عن زيارة النائب الأول الجديد لدولة جنوب السودان إلى الخرطوم، لا أعرف تداعيات الزيارة والتي أتمنى أن لا تكون واقعاً وقد سجل الرجل قبل أقل من شهر زيارة إلى الخرطوم.
دور السودان في كل الأحوال ينبغي أن يكون محايداً بحيث لا يميل في اتجاه طرف على حساب الآخر، لأن ما يحدث في الجنوب يختلف تماماً عن الدول الأخرى التي تعاني من صراع شبيه بهذا، ما عليه دولة الجنوب يختلف قليلاً في كون أن العنصر القبلي غالباً ما يكون هو المشكل للدولة وليست الشرعية، طبيعي للحكومة أن تنحاز للشرعية ولكن في غير حالة الجنوب، فالرجلان تربطهما اتفاقية سلام مشتركة ترعاها الايقاد والسودان جزء من هذا التشكيل، فالخطوة هنا تفسر على أننا كشهود وطرف محايد أجهضنا ما اتفق عليه الطرفان وأعملنا كلاماً آخر غير ما كتب في الاتفاق.
السودان كحكومة يحتاج أن يتدبر التصرف ويمعن في الخطوات التي سيخطيها، لأن في زيارة "تعبان" الاسبوع المقبل إن صح أمرها، ستكون نقطة فاصلة يحدد بها النائب الأول المقال دكتور "رياك مشار"، كيف سيتعامل مع السودان لذلك يستحسن أن تعتذر الحكومة بلطف عن هذه الزيارة ومقابل ذلك تسرع خطاويها تجاه التوسط لاحتواء الازمة التي ما تزال قائمة.
"تبعان دينق" يريد أن يصطاد في الماء العكر ويرسل رسالة للخرطوم خلال زيارته المرتقبة بأنه الخيار البديل لأثنية النوير التي تتمتع بعلاقة جيدة مع السودان ومع الشمال قبل الانفصال، لذلك نحن في غنى عن الزيارة، لأن تداعياتها السالبة ستكون اكثر من التداعيات الايجابية لنا نحن في السودان وكذلك دولة جنوب السودان، لذا فإننا نقول لكم انتبهوا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق