الثلاثاء، 9 أغسطس 2016

تعيين تعبان خلفاً لمشار

استمراراً لنيران الفتنة بين المتصارعين وتوسيعاً لشقة الخلاف الدائر بين الزعامات سلفا ومشار أتى الأول بتعبان خلفاً لمشار، والأخيران ينتميان لقبيلة واحدة، علماً بأن التغيير الذي حدث لرئاسة تلك القبيلة لم يحدث من داخلها
بل حدث من طرف يعتبره الطرف الآخر عدو وحربهم معه مستمرة ولمشاكل لم يكتمل حلها وقرار الاتحاد الأفريقي حول ذلك صائباً ودرءاً للعواقب.
بجانب الخلاف الأكبر بين المتصارعين منذ القدم وبلغ ذروته أخيراً بشكل شامل لم يسبق له مثيل ظلت تجانبه خلافات صغرى حول المناصب بين زعامات القبيلة الواحدة ضد بعضهم البعض يختفي عند حدوث الاشتباكات المسلحة بينهما ويظهر عند هدوئها استخدمته الأطراف عدة مرات ضد بعضها البعض بغرض الإضعاف وشق الصف، ولكنه فشل ولم يؤد إلى النتائج المرجوة سوى زيادة الطين بله.
بدأ صراع المناصب داخل كل قبيلة أولاً بقبيلة الدينكا أواخر الثمانينيات، حيث أمر جون قرنق باعتقال طون أروك طون من دينكا بور وكاربينو كوانين دينكا بحر الغزال لاتهامهما بالتآمر عليه، حيث أمر بسجنهم ووضعهم بمنطقة ايتانق داخل مناطق النوير وقرب الحدود الحبشية وتحت حراسة النواير وبعيداً عن مواقع تواجد الدينكا.
أوائل التسعينيات حاول رياك مشار استثمار ذلك الخلاف وأمر بإطلاق صراح هؤلاء وضمهم إليه وأعلن انفصال قبيلته عن الحركة الموحدة بزعامة جون قرنق وبوجودهم سميت حركته بالفصيل المتحد وغير اسم حركته من حركة تحرير السودان إلى الفصيل المتحد لتحرير الجنوب، وظل هؤلاء القادة الذين أخرجوا من السجون ضمن ذلك الفصيل، ولكنهم قيادات فقط دون قوات ثم فشلت المحاولة لعدم استجابة القواعد لتحركهم وانضمامهم لطرف تمرد وانفصل من قبيلتهم وزعامتهم، ويلاحظ أن هدف الانفصال قاسم مشترك لكل النخب الجنوبية رغم خلافاتهم، ومن يعزو انفصال الجنوب بسبب فلان أو علان خطأ.
وليم نجون أشهر قادة النوير له خلافات مع مشار تحرك إلى الاستوائية قبل إعلان انفصال مشار وظل موجوداً بها وبعد انفصال النوير عن الحركة الموحدة قربه جون قرنق إليه وجعله بديلاً لرياك مشار في رئاسة الحركة العليا.
ثم قام قرنق بتكوين قوة من الدينكا على رأسها وليم نجون واستلام مدينة أيور داخل مناطق النوير، وقبل وصوله إليها أرسل إلى قائدها بدخوله إليها دون مقاومة رفض واشتبكت القوتان تكبدت فيها قوات الدينكا خسائر كبيرة وتمت ملاحقة وليم وتمت تصفيته بأطراف أيور على يد النوير.
تحركت قوة تأديبية أخرى من الاستوائية تجاه الناصر وأحدثت بها أضراراً كبرى وبما أن الناصر تعد تجمعاً للمنظمات الإنسانية والكنسية وكل منظمات الدول المعادية ومركزاً للإغاثات العالمية لإمداد الخوارج والمواطنين على السواء ظلت حجر عثرة أمام أي هجوم عليها من قبل القوت المسلحة ونسبة لاقتتال الدينكا والنوير حولها هربت المنظمات الأجنبية ورغم الاقتتال الدائر حولها بين الأطراف المتصارعة كانت قواتنا المسلحة كالعهد بها تحركت على عجل بقيادة العقيد عز الدين وهاشم الريح وإبراهيم محمد الحسن واستلمت الناصر خلال ساعتين ويالها من أيام وبعد ذلك وقعت اتفاقية الخرطوم للسلام بين الفصيل المتحد وحكومة السودان ووصل إلى الخرطوم مشار، طون، كاربينو وتخلف لام. وأول من عاد للتمرد مرة أخرى كاربينو وقبل وصوله إلى واو نصب له كمين وتمت تصفيته على يد قبائل الدينكا وتخلف طون بالخرطوم وتحرك مشار الاستوائية ولم يمسه قرنق بسوء باعتباره رمزية سياسية وقيادية لقبيلته واحتفظ به بجواره حتى اتفاقية نيفاشا وبعد الانفصال عينه نائباً للرئيس ورغم ذلك حدث تمرد النوير بولاية الوحدة.
جورج أطور أشهر قادة دينكا أعالي النيل التي تضم دينكا نقوك وونجول تمرد أيضاً ضد حكومة جوبا بعد تزوير الانتخابات التي كسبها وحولت لغير صالحه ليكون فرعا آخر من قبيلته وظل يقاتل حكومة جوبا بشراسة حتى استدرج لمفاوضته بالخارج وتمت تصفيته على قبيلة الدينكا وأخيراً وبعد الأحداث التي جرت وبعد عودة مشار بموجب الاتفاقية وما اعقبها من احدث مؤلمة وخروجه مرة اخرى وتعيين تعبان بديلاً له.
إذن نحن في حاجة ماسة لعلاقة طيبة مع النقيضين سوء العلاقة مع نظام جوبا يدفعه إلى دعم الحركات، استمرار الحرب وما تفرزه علينا من نزوح ومضاعفات اقتصادية أخرى، الوقوف مع نظام جوبا ضد المعارضين يفقدنا قبيلة بأكملها لها وزنها وما معروف من الذي تأتي به الأقدار في مقبل الأيام، ولكن يظل السؤال هل تعيين تعبان بديلاً لمشار مقبول به لدى كافة قبيلة النوير وكيف يعرف ذلك؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق