الاثنين، 30 يوليو 2018

الدور الاستراتيجي المحوري للخرطوم في معالجة الأوضاع في جوبا!

حققت الحكومة السودانية اختراقاً استراتيجياً كبيراً لصالح احلالاً السلام فى دولة جنوب السودان ، ففي ظهيرة الاربعاء 25 يوليو 2018نجحت الخرطوم فى دفع فرقاء الجنوب للتوقيع على اتفاق (بالاحرف الاولى) لتقاسم السلطة.
الاتفاق بحسب وزير الخارجية السواني د. الدرديري محمد احمد نص على ان يكون الرئيس سلفا كير ميارديت رئيساً لجنوب السودان, الدكتور رياك مشار نائبا أول له، ومع وجود 4 نواب آخرين، من الفصائل الاخرى. كما تم الاتفاق على ان يتشكل مجلس الوزراء من 35 وزيراً بحيث يكون 20 منهم من مجموعة الرئيس كير، والفصائل المتحالفة معه و 9 وزراء لمجموعة مشار و 3 لاحزاب الداخل و 2 للمعتقلين و 1 للقوى السياسية الاخرى.
وبرلمان يتكون من 550 عضواً منهم 332 للحكومة و 128 لـ د. مشار و 50 للقوى المعارضة و30 للقوى الاخرى. و 10 للمعتقلين. كما تم تشكيل مفوضية لتبحث خلال 3 اشهر لاقتسام السلطة على مستوى الولايات. وقد تم الاتفاق على مواصلة التفاوض مع 9 فصائل اخرى لم توافق على الاتفاقية.
وبالنظر الى وقائع الاحوال الصادمة فى جنوب السدان فان الاتفاق يعتبر انجازاً سياسياً كبيراً للسودان الذي بذل مجهوداً ضخماً للغاية للتوصل الى هذا الاتفاق وما يزال فى حالة تواصل وتفاوض مع بقية الفصائل لحلحلة القضايا محل الخلاف.
ومن المعروف ان السودان ومنذ اندلاع الصراع فى دولة الجنوب- عام 2013- ظل يبذل جهودا حثيثة من اجل مساعدة الفرقاء هناك لإعادة الاستقرار لبلادهم ويشارك بفاعلية فى لجنة توصيل المساعدات الانسانية لدولة جنوب السودان وقد استضاف قبل ايام أي فى 11 يوليو 2018 اجتماع آلية توصيل المساعدات الانسانية ونظر الاجماع عدد من الموضوعات كان أبرزها:
 1/ المقررات السابقة والبيان المشترك لاجتماع أديس ابابا. 2/موقف الجمارك من المساعدات الانسانية. 3/ تطورات الموقف اللوجستي والمعلوماتي مع دولة الجنوب. 4/ خطة عمل برنامج الغذاء العالمي بعد تجديد الاتفاقية الاطارية لمدة عام (يوليو 2018 وحتى يونيو 2019) . 5/نشاط لجنة الآلية. 6/ تطورات الموقف الامني لدولة جنوب السودان .
 وقد كان الحضور جيد حيث تم عرض البيان المشترك الموقع فى اديس ابابا 29 مايو 2018 واجازة مقرراته. واوضح برنامج الغذاء العالمي فى الاجتماع انه يقوم حالياً بإجراءات تخليص حوالي 4 ألف طن من المساعدات الانسانية عبارة عن ذرة فى ميناء بورتسودان توطئة لنقلها الى مخازن (WEP) بمدينة كوستي.
كما أشار  برنامج الغذاء العالمي الى انه يخطط لنقل 150 ألف طن من المساعدات الى دولة الجنوب عبر المعابر المصادق عليها من قبل الحكومة السودانية فى ظل توقف معظم معابر الدول المجاورة بسبب موسم الامطار. وقد أبان الاجتماع الى ان تغيب ممثل حكومة جنوب السودان اسهم فى غياب المعلومات عن الاوضاع فى دولة الجنوب!
وهكذا على اية حال فان السودان يلعب دوراً اصيلاً –دوناً عن سائر دول الاقليم– فى معالجة الاوضاع فى دولة الجنوب، فعوضاً عن استضافة الخرطوم للفرقاء الجنوبيين وتفاوضها معهم وصولا الى اتفاقيات سلمية، بدت ملامحها حتى الان تأخذ حيزها على حقائق الاوضاع فى المنطقة بما يشي بإحلال السلام قريباً فى دولة جنوب السودان، وهي بهذه الصفة تتحمل الدور الاكبر فى استمرار الحياة وبقاء المواطنين الجنوبيين وتمكين الفرقاء المتصارعين من تخطي الازمة الطاحنة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق