الاثنين، 16 يوليو 2018

الاتحاد الأوروبي ضد إحلال السلام في دولة جنوب السودان!

لم تتوانى الحكومة السودانية في استدعاء ممثل الاتحاد الاوروبي بالخرطوم و إبلاغه احتجاجها الشديد على البيان الصادر عن الاتحاد الاوربي على بعض الدول الافريقية للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لتوقيف الرئيس البشير.
ممثل الاتحاد الاوربي (جان ميشيل) جرى ابلاغه استياء السودان و رفضه التام لهذا لبيان الاوروبي. وحرص السفير عبد الغني النعيم وكيل الخارجية السودانية على ابلاغ الممثل الاوروبي ان الرئيس البشير يمارس مهاماً سيادية وفقاً لما تلميه عليه واجباته الدستورية وأنه من غير المقبول الزج بالسودان أو إخضاعه لاي إجراء او تصرف مبني على ميثاق روما 1998 الذي لم يصادق عليه.
و أبلغ النعيم ممثل الاتحاد الاوربي بالخرطوم ان المحكمة الجنائية الدولية خضعت للتسييس و تستهدف القادة الافارقة دون سواهم، مشيراً إلى ان تحركات البشير في دول القارة مؤخراً بمثابة تتويج لجهود دول الايقاد لاحلال السلام في المنطقة .
والواقع ان الاتحاد الاوربي في هذا الموقف بالذات بدا خارج سياق الواقع والتاريخ ، فالجولات الافريقية المكوكية التى يقوم بها الرئيس البشير حالياً ما هي الا ترجمة عملية لجهود نبيلة تقودها دول الايقاد لحل النزاع الدموي في دولة جنوب السودان.
ومن المستغرب جدا ان يتمنى العالم احلال السلام في دولة جنوب السودان وفى الوقت نفسه يسعى لعرقلة جهود احلال السلام هذه وإبدالها بجهود اضافية لتعقيد الأوضاع في المنطقة,.
لقد ثبت من خلال البيان الاوربي -للاسف الشديد- ان الاتحاد الاوربي: أولاً، ليس حريصاً على احلال السلام في دولة جنوب السودان على الرغم من ان هذا الصراع الدامي الداخل عامه السادس القى بظلال سالبة على اوذاع المنطقة و أثار قلق العالم و فشلت كل الجهود الدولية في وضع حد له و من المحتمل ان يتسع نطقاه و تأثيره ليصبح مهدداً للامن والسلم الدوليين.
ثانياً، الاتحاد الاوربي مع علمه ان الرئيس البشير يقود وساطة فاعلة اقتربت من إنجاز عملية سلمية يحاول عرقلة تحركات الرئيس البشير لإتمام هذه المهمة وهذا يستشف منه أن الاتحاد الاوربية ليس حريصاً على إحلال السلام بقدر ما هو مهموم بالمنحنى العنصري المستهدف لقادة القارة.
ثالثاً، الاتحاد الاوروبي لديه علم مسبق بأن الاتحاد الافريقي سبق وان اصدر قراراً بعدم التعاون مع المحكمة الجنائية، و يعلم ان دول القارة طوال العامين الماضيين التزمت التزاماً صارماً بهذا القرار، وهذا يعني ان الاتحاد الاروبي قصد ان يمارس تشويشاً على جهود احلال السلام في دولة جنوب السودان و التقليل من دور السودان في استكمال هذه المهمة لان البيان الاوربي لا يعدو كونه تحصيل حاصل لن يغير من او يبدل في موقف الدول الافريقية.
ومجمل القول ان المحكمة الجنائية الدولية لم تزاد عن كونها (أداة) دولية لممارسة الضغوط السياسية على الدول، لان الاتحاد الاوربي يعلم ان الولايات المتحدة مثلا لديها موقف من المحكمة، و ان جنودها يتمتعون باستثناء تم انتزاعه انتزعاً من مجلس الأمن ، وأنها رفضت المشاركة في احتفال مرور 20 عاماً على ميثاق روما 1998 وبلاغ اعضاء مجلس رسمياً بعدم رغبتها في المشاركة في هذه المناسبة . فلماذا لم توجه دول الاتحاد الاوربي انتقاداتها إلى الولايات المتحدة و موقفها المخزي حيال ذلك؟ فان لم يكن هذه هي تقاطعات السياسة والمصالح فماذا تكون اذن؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق