الاثنين، 29 يناير 2018

حينما تكرر القاهرة أخطاء التاريخ!

أكثر ما يؤلم في ما تمارسه الحكومة المصرية ضد جارها الشقيق  السودان، عمداً ومع سبق الإصرار والترصد ان الحكومة المصرية ومن يضعون لها الخطط و يمدونها بالأفكار لا يقرؤون التاريخ، ولا وقت لديهم لأخذ العظة والعبرة منه. ذلك على الرغم ان الإخوة في الشقيقة مصر لديهم اعتزاز و إعتداد معروف بأنهم نتاج حضارة عمرها 7 آلاف سنة فالذي يملك حضارة بهذه العمق من القرون يفترض فيه ان يكون قد استوعب عظات التاريخ ودروسه، كل هذه السنوات الطوال ولم يعد في حاجة لمن يذكره بها.
 القاهرة الآن تستضيف -وفى وضح النهار- العناصر السودانية المسلحة بكافة مسمياتها. حركة عبد الواحد والعدل والمساواة، حركة مناوي، الحركة الشعبية قطاع الشمال، جبهة كردفان ، و العناصر السياسية التابعة لحزب الأمة القومي و الجبهة الوطنية و الحزب الشيوعي السوداني ومؤتمر البجا وجبهة الشرق ، هذا بالإضافة الى مجموعة (قرفنا) ومنظمة معن الشيوعية. سودانا ينادينا. ومنظمة تسامي الحقوقية و الرابطة العالمية لأبناء جبال النوبة !
كل هذه المجموعات توفر لها القاهرة مقار و دور وشقق مفروشة فاخرة ومصرح لها بممارسة أنشطة علنية إلا من استئذان المخابرات المصرية العامة والأمن العام. و المدهش ان ضباطاً من المخابرات المصرية يعقدون لقاءات مع قادة هذه المجموعات و تناقش وسائل القيام بعمليات عسكرية و العتاد اللازم لشن هجمات حربية!
ضابط مصري برتبة المقدم يدعى محمود موافي) يعقد لقاءات راتبة بهذه المجموعات مع أهداف واضحة و معلنة موجهة ضد السودان! ضابط آخر برتبة عميد يدعي (هشام محفوظ) يعقد هو الآخر اجتماعات مطولة يتبادل الرأي و المعلومات مع قادة الحركات السودانية المسلحة . تحريض مباشر بلا مواربة، يتم توجيهه لهذه الحركات المسلحة للقيام بعمليات ضد السودان!
لن يصدق أحد ان حكومة مصرية في بلد عمره الحضاري 7 ألف سنة يتكرر رزايا التاريخ و خطلاته على هذا النحو الضحل المقر. و ذلك ا ن كل دول الجوار، ارتريا  تشاد وأوغندا و ليبيا نفسها حيث جربت هذا العمل الأخرق، احترقت أياديها و صرخت صرخة مدوية.
جميع هذه الدول المجاورة الشقيقة خاضت في هذا الحوض الساخن الملتهب ولم تحتمله و اضطرت إلى طلب (العفو) و بادرت بالتوبة وارتضت علائق حسن الجوار! بل ان بعضها لم يغمض جفنه الا بعد إنشاء قوة حدودية مشتركة! مصر ألان تبدو كتلميذ مبتدئ يحاول ان يقرأ الحروف الأبجدية كي يتعامل مع الحاسوب على الفور!
ترنو مصر السيسي إلى القيام بدور سبقها اليه آخرون، عرفوا الدرس ووعوه جيدا! و بالمقابل فان السودان الذي يحافظ على حسن الجوار رغم احتلال أرضه في حلايب و رغم هذه الاستضافة المعادية السافرة في العدوان، يستطيع ان يقدم لنظام السيسي الدروس المناسب غير انه لم يفعل لانه لا زال على يقين ان مصر السيسي لم تنتبه بعد إلى عود الثقاب الذي تعبث به!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق