الأربعاء، 31 يناير 2018

هِتر مصر الهاترة

في عبثها بأسماء المسؤولين السودانيين كانت الإذاعة المصرية الرسمية تهرجل في نشراتها الأخبارية . كانت تقرأ اسم الرئيس (جعفر محمد نميري) مقلوباً الرئيس (محمد جعفر نميري) . وكان اسم عضو مجلس الثورة السوداني (زين العابدين محمد أحمد) تتمّ قراءته (زين الدين محمد أحمد). ذلك بينما الرئيس جعفر محمد نميري كان أقرب الحلفاء وأوفى الأوفياء إلى مصر الغادرة التي احتجزته في مطار القاهرة وحظرت عليه العودة إلى السودان ليكتمل سيناريو الإنقلاب العسكري عليه في الخرطوم . مصر طعنت الرئيس جعفر نميري من الخلف ببرود وألقت به إلى (سلَّة المهملات) السِّياسيَّة . هذا هو موقف مصر من رؤساء السودان . الإبتسام في وجوههم والتآمر ضدهم لإسقاطهم ، أو يصبحون أدوات مصرية تخدم مصالحها (الخديوية) في السودان . 
وقد زار رئيس مصر قبل أيام رئيس السودان في مقرّ إقامته بالعاصمة الأثيوبية. كما أخذ وزير خارجية مصر في أديس أبابا نظيره السوداني بالأحضان. كانت تغطية (الأهرام) الصحيفة الرئيسة في مصر أن رئيس مصر (على هامش القمة الأفريقية) التقى بنظيره السوداني . لكن و باختصار شديد السّودان في غِنىً عن (الأحضان) و (الإبتسامات). قبل اللقاءات الرئاسية المصطنعة على الجيش المصري الخروج من حلايب المحتلة وشلاتين المحتلة. قبل أية ابتسامات (رئاسية) ودودة (مزيَّفة)، على الجيش المصري الإنسحاب من القواعد العسكرية الأرتيرية على مقربة ثلاثين كيلومترا من الحدود السودانية الشرقية. ومن تلك الحدود هناك مسافة هي الأخرى تبعد ساعة ونصف (بسيارة دفع رباعي) من منشأة سودانية استراتيجية . 
هي المسافة من مدينة (كسلا) إلى (سدّ عطبرة وسيتيت) الإستراتيجي . على مصر بدون مراوغة وقف عمليات تسليح حركات التمرد السودانية ابتداءً من دارفور، و مروراً بـ(قطاع الشمال)، أى الفرقتين التاسعة والعاشرة للجيش الشعبي اللتين تحتلان الأراضي السودانية في النيل الأزرق وكردفان، وانتهاءً بالحركات المعارضة المسلحة (المرابطة) في قاعدة (ساوا) في غرب أريتريا قرب حدود السودان الشرقية على بعد (30 كيلومترا)، حيث تحظى بالسلاح المصريّ والتدريب المصري . 
حيث (ينشط) ألف وخمسمائة عسكري مصري في مخطط زلزلة استقرار السودان . بعد تصحيح تلك الأخطاء المصرية الفادحة ضد السودان يمكن للعلاقات الثنائية أن تبدأ في التعافي . لا معنى للإبتسامات الرئاسية (البلاستيكية) بينما معطيات الواقع في حلايب وشلاتين و (ساوا) عابسة لا تبتسم. حيث افتتحت السلطات المصرية مكتبها للأوراق الثبوتيّة في مثلث حلايب!. حلايب تحت السيادة المصرية بقوَّة السلاح . شلاتين مثلها . ميناء حلايب أصبح ميناءً مصريا . مثل (دمياط) . شلاتين أصبحت ميناءً مصريا مثل (رشيد)!. ليس هذا فحسب . بل إنّ هِتر مصر الهاترة بالسودان، امتدّ حتى إلى البطل على عبداللطيف قائد الثورة السودانية التي دعت إلى وحدة السودان ومصر . ثورة (اللواء الأبيض) !.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق