الثلاثاء، 14 نوفمبر 2017

قلق جبريل وحسابات سلفا

في الأخبار أن حركة جبريل إبراهيم (العدل والمساواة) بدأت تقود اتصالات مع مجموعات جنوبية في جوبا، وأنها وجهت قياداتها الموجودة في جوبا بضرورة إحكام التنسيق مع بعض الأطراف الجنوبية والمداخل الممكنة لكسر و(تنفيس) الاتفاق الذي تم بين البشير وسلفاكير في زيارة سلفا الأخيرة للخرطوم والتي تعهد فيها الرجل بشكل واضح ومفصح بعدم تقديم أي نوع من الدعم لأية أنشطة سياسية أو عسكرية لحركات مسلحة سودانية داخل الجنوب.
تحرك قيادات العدل والمساواة جناح جبريل إبراهيم يعبر عن حالة قلق وتوتر أصابتهم بعد زيارة سلفا فقد شعروا بأن اتفاق البشير وسلفاكير في هذه المرة مختلف عن أية مرحلة سابقة من المراحل التي كان كلام الليل فيها يمحوه النهار.
لكن سلفاكير جاء الى الخرطوم بالفعل (مستوياً) في هذه المرة جاء يبحث عن ما يخرجه من ورطة شاملة أمنية واقتصادية وسياسية خانقة لدرجة جعلته لا يكترث كثيراً وهو يتحدث عن معاناة قواته المسلحة وجيش بلاده ويقول (نديهم شنو؟.. جيشنا ماشي كداري وما عندنا أي دعم لأي معارضة لدولة من دول الجوار).
لذلك كان متوقعاً أن تبدأ هذه الحركات المسلحة الدارفورية وحتى قطاع الشمال نفسه في البحث عن ما يضمن ويحفظ لهم وجودهم في جنوب السودان خاصة لو صارت مصلحة سلفاكير مع السودان أقوى وأكبر من مصالحه مع هذه الحركات المسلحة بما فيها الحركة الشعبية قطاع الشمال نفسها وحركة جبريل إبراهيم التي عقدت قياداتها بحسب معلوماتنا، مشاورات مكثفة على خلفية مخرجات زيارة سلفاكير للخرطوم وتداولت تلك المشاورات الموقف بجنوب السودان وتبادلت قلقها من التقارب الأخير بين البشير وسلفاكير والذي يأتي بالتأكيد خصماً على هذه الحركة حال إن طلبت حكومة جوبا مغادرة قوات حركة العدل والمساواة وتسليم الأسلحة، وستفعل.
لكن هذه الحركات لن تيأس بسهولة من دعم سلفا لهم وسيتواصل ضغطها على الرجل عبر الجيش الشعبي والأطراف التي تؤيد بقاء تلك الحركات الدارفورية في جنوب السودان لإقناع حكومة سلفا بذلك لأنه لا خيار آخر أمامهم لو فقدوا هذا العمق الإمدادي الرئيس، فبعدها إما الحضور الى أديس بأقلام منزوعة الأغطية للتوقيع على أي اتفاق سلام أو انتظار المصير الأسوأ في ميدان قتال لن تتوفر لهم فيه قدرة على المواجهة.
وبرغم أن الاتفاق الأخير بين البشير وسلفا قضى بأن يتوليا بنفسيهما الإشراف على التنفيذ مع الإبقاء على خط ساخن بينهما للتفاهم حول أية عقبة مما يعني توفر ضمانات أكبر لتنفيذ هذه التعهدات، لكننا نحتاج أيضاً لأن نجعل حكومة جنوب السودان تتحمس من تلقاء نفسها للوفاء بتعهدات سلفاكير وذلك ببذل وتقديم كل ما يمكن تقديمه لحكومة الجنوب من مبادرات تعاون ومساعدات لا نقول مالية فلا خيل عندنا نهديها ولا مال لكن المقصود مساعدات فنية وخبرات وفرص للتعاون وتبادل المنافع حينها سيجد سلفاكير أن أقل ما يمكن تقديمه لحليفه ومعاونه السوداني هو عدم خيانته أو طعنه من الخلف مرة أخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق