الثلاثاء، 20 يناير 2015

ميثاق الشرق السوداني المصري

في زمن الفضاءات المفتوحة والصحف الإسفيرية وتعدد مواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنت ورجال الأعمال الذين يتحكمون في الكثير من القنوات الفضائية تسعي المنظمة السودانية للحريات الصحفية اطلاق مشروع لميثاق الشرق الصحفي ما بين السودان ومصر، حيث عقدت المنظمة التي على رأسها الأخ مكي المغربي ورشة صباح أمس الاثنين بالقاعة الرئيسية لمجلس الصداقة الشعبية العالمية بحضور عدد من الصحفيين والإعلاميين وبمشاركة إيجابية من الباشمهندس عبد المنعم السني الأمين العام لمجلس الصداقة والذي تحدث عن البعد الشعبي في تطوير علاقات السودان بدول العالم وعلى وجه الخصوص مع مصر وتحدث آخرون في نفس الاتجاه بجانب بعض المداخلات التي تأسست على أهمية ميثاق الشرق ما بين السودانيين أولاً ثم بعد ذلك نتجه نحو أشقاءنا في مصر للاتفاق حول الميثاق المشترك والذي من أهدافه حسب فهمي العمل على استقرار العلاقات الثنائية وتدعيم التعاون المشترك في كافة المجالات وتشجيع التكامل الاقتصادي والتبادل التجاري والاستثمار الذي يحقق رفاهية الشعبين الشقيقين في مصر والسودان، ولقد انحصرت مداخلتي في تلك الورشة حول أهمية الابتعاد الرسمي في الدولتين عن التدخل في شؤون الآخر، أي بمعني أننا في السودان لا شأن لنا بخيارات الشعب المصري فيمن يحكمه، بل يجب علينا أن ندعم ونساند تلك الخيارات، فمنذ أن حكم مصر اللواء محمد نجيب مروراً بالرئيس عبد الناصر ثم السادات وحتى حسني مبارك لم تتغير معاملاتنا السياسية أو يتأثر تواصلنا الاقتصادي والاجتماعي بتغيير الحاكم، وكذلك الحال بالنسبة للمصريين الذين لم يفرقوا ما بين الأزهري أو الفريق إبراهيم عبود باعتبار أن الحاكم في بلادنا هو شأن سوداني لا يقبل التدخلات الخارجية، فالسودانيون وحدهم المعنيون بتغيير الحاكم إن أرادوا ذلك، ولقد لاحظنا في الآونة الأخيرة هناك بعض التوتر والخلاف قد أصاب العلاقات المصرية – السودانية وأن هناك جبهات إعلامية ومحطات فضائية مصرية تخصصت في الهجوم على السودان والبعض منها قد تجاوز حدوده بالإساءة المباشرة للمواطن السوداني في سابقة لم تحدث عبر التاريخ ولم تجد أي ردود فعل سالبة تجاه المواطن المصري من الإعلام السوداني الذي ما زال يعرض بعض المسلسلات المصرية بانتظام ولم يكترث لتلك الحملات التي هزمت ولم تجد استجابة أو تفاعل من الشعب المصري الذي يفهم جيداً عمق العلاقات الثنائية التي لا تقبل التفريط للحريات الصحفية بأن ألقت حجراً في بركة الصمت على تجاوزات بعض المحطات الفضائية الأهلية المصرية التي يخطط أصحابها للفتنة والإساءة لتلك العلاقات التاريخية القديمة التي تربط شعبي وادي النيل والتي لا تقبل تلك التجاوزات الإعلامية التي يمكن أن تؤثر في التواصل وتحقيق المصالح المشتركة لتأتي مجموعة منظمة الحريات الصحفية وعبر تدشين لمشروع ميثاق الشرق الصحفي السوداني المصري والذي وجد القبول والمساندة من كافة الحضور، مصريون وسودانيون باعتباره خطوة جادة لوضع حد نهائي لتلك التراشقات في مسعى جاد لاستقرار العلاقة وتطويرها عبر الدعوة للإعلام الإيجابي الذي يدعم مصالح الشعبين ويحقق الاستقرار والنماء للدولتين على طريق التعاون في كافة المجالات وصولاً للتكامل الاقتصادي وتطابق الرؤى السياسية في كافة القضايا الإقليمية والدولية، لأن في ذلك مصلحة مباشرة للشعبين هنا وهناك، عسي أن تنجح مبادرة المنظمة التي تتطلب الكثير من الجهد حتى تحقق مراميها وأهدافها المنشودة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق