الخميس، 28 فبراير 2019

الشأن السوداني فى الصحافة الجنوبية!

إهتمت الصحف الجنوب سودانية بالأحداث الاخيرة فى السودان وهو أمر يعتبره المراقبون طبيعياً فى ظل المصالح المشتركة بين البلدين و الجوار الاستراتيجي و الدور الكبير الذى قام به السودان لإحتواء الصراع الجنوبي الجنوبي وإنهاء النزاع الدامي الذي كاد ان يقضي على الدولة الجنوبية.
و قد لاحظنا فى الآونة الاخيرة ان الصحافة الجنوبية وبدرجة كبيرة تراجعت فى تناول الشأن السوداني فى ما يخص التظاهرات الاخيرة. ومن المؤكد ان اسباب تراجع قضية الاحتجاجات منها ما يعود الى خفوت وتراجع الاحتجاجات نفسها، وفقدانها للبريق وإنفضاض الشارع السوداني عنها لما رأى البعض يسعى لتجييرها لصالحه.
ومن المعروف في هذا الصدد ان اكبر مصدر كان يوفر هذه الاخبار هي وسائل التواصل الاجتماعي وبعدها الصحف السودانية، ومنها أيضاً ما يعود لاسباب اخرى، فعلى سبيل المثال فإن حواراً عميقاً أدرناه مع بعض قادة الصحف الجنوبيين فى صحفة جوبا مونتير وستار تربيون خرجنا منه -عبر موضوعية واحترام متبادل- الى ان هناك مصالح استراتيجية للبلدين يجب ان توضع دائماً فوق كل اعتبار، وهذا يستلزم توافر قدر كبير من الاستقرار فى الدولتين، إذ ليس من مصلحة اي دولة من الدولتين وجود نزاعات داخلية حادة او عدم استقرار أمني، خاصة و ان الدولة الجنوبية نفسها بالكاد تتعافى الآن و تحاول لعق جراحها وتجفيف منابع العنف فيها.
الكاتب والمحلل السياسي المعروف فى دولة جنوب السودان (ابراهام دول) قال فى برنامجه الشهير  راديو مرايا بتاريخ 7 فبراير 2019 ان ما يحدث فى السودان يمكن ان يلقي بتأثير كبير على الاقليم برمته وعلى وجه الخصوص عملية السلام الوليدة فى دولة جنوب السودان واصفاً موقف الحكومة الجنوبية بالشجاع وحكومة السودان بالحكومة الصديقة. وبالطبع هذا يدل على ان الاقليم والمجتمع الدولي بأسره مهتم بما يجري فى السودان من وجهة كونه شديد الاهتمام باستقرار الاوضاع فى هذا البلد.
صحيح هنا ان هناك تناولاً إعلامياً يمكن وصفه بأنه ضار او سالب فى الاعلام الصحفي الجنوبي؛ غير ان من الملاحظ هنا ان الصوت الاعلى فى الاعلام الجنوبي ينظر للامور من زاوية استراتيجية تتجاوز الاطر السياسية الضيقة وهو مؤشر على ان جهود السودان فى الاقليم وسعيه الى ترسيخ السلام والاستقرار بين دول الاقليم -وقد أنجز عمليتيّ سلام فى كل من جوبا وبانقي- هي جهود صادقة تلقى تقديراً محترما وتدل على استشعار أمين و جاد من قبل النخب  الاقليمية بأهمية السلام والاستقرار فى المنطقة وأن ما يحدث في اي بلد من دول الجوار يلقي بآثاره السالبة على الفور على كل دول الاقليم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق