الأربعاء، 30 يناير 2019

دولة الجنوب.. مناشدات المعارضة وتعهدات الحكومة

طالبت الحركة الشعبية الديمقراطية، بقيادة حكيم داريو، المانحين الدوليين بالامتناع عن تمويل تنفيذ اتفاقية السلام المنشطة حتى يتم التوصل إلى اتفاق جديد لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع في جنوب السودان. ودعت حكومة جنوب السودان، بالإضافة إلى لجنة الرصد والتقييم المشتركة بقيادة الإيقاد وآليات أخرى إلى تقديم الدعم الدولي لتنفيذ اتفاقية السلام والتي ستستمر ثلاث سنوات، إلا أن الدول المانحة الرئيسية، الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والنرويج (دول الترويكا) أكدت أن جوبا يجب أن تثبت التزامها بعملية السلام عبر دعم "آليات الأمن والتحقق من السلطة التنفيذية والأغلبية والاستخدام الشفاف للموارد لصالح جميع شعب جنوب السودان.
وقال زعيم الحركة الشعبية الديمقراطية، حكيم داريو، إنه بعد مرور أربعة أشهر على توقيع الاتفاقية ما زالت حكومة الرئيس سلفا كير ترفض تمويل تنفيذ الترتيبات الأمنية التي تعتبر حاسمة بالنسبة للفترة الانتقالية التي يجب أن تبدأ في مايو 2019.
ولفت داريو إلى إن حكومة جوبا تواصل تعيين مؤيديها وتنفق مبالغ طائلة من المال ولكنها سمحت بمليون دولار ومائة مليون جنيه جنوب سوداني (ما يقرب من نصف مليون دولار) لعملية التنفيذ، وزاد "الحكومة قامت بتوزيع مبلغ 16 ألف دولار لمؤيديها في البرلمان لشراء سيارات خاصة، لكنها الآن تقول إنها لا تملك سوى 1.6 مليون دولار لعملية التنفيذ. إن الحركة الشعبية الديمقراطية تناشد المانحين والمجتمع الدولي رفض دعوة حكومة جوبا للحصول على الدعم المالي لتنفيذ الاتفاقية. يجب إعادة فتح الاتفاقية المعيبة لوضع المواطنين أولاً، ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع، وإعادة تقاسم السلطة بين شعوب الاستوائية وأعالي النيل وبحر الغزال".
هجمات انتقامية
قالت السلطات الحكومية في ولاية توريت إن خمسة أشخاص غالبيتهم نساء لقوا مصرعهم في هجمات انتقامية بين مجتمعي لوبيرا ودونقوتنو، بقرية كيدوبو.
وأوضح المتحدث باسم الشرطة، ماثيو اوتشان، أن الهجمات الانتقامية تأتي على خلفية مقتل رجل داخل مزرعته على يد أفراد من مجتمع لوبيرا، مبيناً أنه رداً على ذلك قام مجتمع دونقوتنو، بشن هجوم انتقامي وقتل أربعة نساء ورجل من أفراد عشيرة لوبيرا.
وتابع مسؤول الشرطة "ليس لدينا تفاصيل كاملة، ولكننا أرسلنا عددا من المحققين إلى المنطقة لمعرفة تفاصيل الحادث، لأن هذا أسوأ حادث منذ بداية هذا العام".
وقال أوشان، إن ظاهرة القتل هي نتيجة لاستمرار العمليات الانتقامية بين العشائر في توريت، مشدداً أن الشرطة ستقوم بإرسال القوة لهذه المناطق للتحقيق وإلقاء القبض على الجناة وإحضارهم للمحاكمة.
وناشد أوشان، مجتمع "لاتوكا" بترك ظاهرة الانتقام وحل المشاكل بصورة سلمية، وزاد قائلاً "الثأر لا يساعد الناس".
وعكة صحية
قالت السلطات الحكومية بمقاطعة أوينق في ولاية تويج، إن سلطان منطقة مافير بالمقاطعة، توفي إثر وعكة صحية.
وأوضح محافظ مقاطعة أوينق، أيزك منيانق رينق، إن السلطان بيور مدوت، فارق الحياة إثر وعكة صحية ألمت به أثناء اجتماع ضم جميع سلاطين المقاطعة والمديرين الإداريين، لمناقشة قضايا الأمن في المقاطعة.
وتابع "كنا في اجتماع مع جميع السلاطين ومديري الإدارات، وبعد أن تحدث السلطان، أصيب بوعكة صحية، حاولنا نقله إلى المستشفى لكنه فارق الحياة بعد دقائق، المستشفى كان قريباً من موقعنا".
وقال إيزك، إن نتيجة التشريح الطبي أكدت وفاة السلطان بسبب وعكة صحية في وقت ترددت فيه أنباء عن مقتل السلطان على أيدي قوات الأمن بسبب التعذيب العنيف.
إنهاء غارات
تعهدت رئاسة جنوب السودان باتخاذ إجراءات سريعة لإيجاد حلول لغارات نهب الماشية التي أودت بحياة المئات من المواطنين في البلاد. وقال أتينج ويك أتيني، الناطق الرسمي باسم الرئيس سلفا كير، إن الأجهزة الأمنية ستتعامل بحزم مع حوادث نهب الماشية والصراعات العشائرية في عدد من الولايات .وأبان أتينح أن الحالة الأمنية تحسنت بشكل ملحوظ بعد توقيع اتفاق السلام، مشيراً إلى أن الحكومة ستقوم بوضع حد لحوادث نهب الماشية بعد التنفيذ الكامل للاتفاق وتشكيل الحكومة الانتقالية في شهر مايو المقبل. وقال أتينج إن التحقيقات على مستوى الولايات تجري حالياً بشأن الجرائم المتعلقة بنهب الماشية والصراعات العشائرية قبل اتخاذ التدابير اللازمة، واصفاً تلك الحوادث التي أدت إلى مقتل عدد من المواطنين بـ"المؤسفة".
في شهر يناير الجاري، قتل أكثر من مئة شخص في حوادث متفرقة لنهب الأبقار في ولايات البحيرات الغربية، جونقلي، ليج الشمالية، تونج ومناطق أخرى بالبلاد.
اعتقال وتعذيب
حذر مركز أبحاث أفريقيا التابع لوزارة الدفاع الأمريكية من هشاشة اتفاقية السلام الموقعة بين أطراف الصراع بدولة الجنوب، وقال المركز فى تقرير له بحسب موقع إيست أفركا الجنوب أفريقي إن إمكانية انهيار اتفاق السلام لا زالت قائمة في ظل تعنت أطراف الصراع حيال إطلاق سراح المعتقلين السياسيين فضلاً عن عدم تنفيذ البند القائم على طرد القوات المسلحة العسكرية الأجنبية من البلاد وأشار إلى احتمال وقوع هجمات عسكرية وشيكة في مناطق مختلفة بالبلاد وبخاصة في ولايتي الوحدة وأعالي النيل، كاشفاً عن عراقيل وضعتها الحكومة منعت لجنة آلية رصد وإنفاذ الترتيبات الأمنية من الوصول إلى مناطق النزاع، وكشف المركز عن عمليات تجنيد واسعة وسط المواطنين من قبل القوات الحكومية وقوات المعارضة على حد سواء، وقال إن المواصلة في تجنيد المواطنين يعد خرقاً واضحاً لاتفاق السلام، وأضاف بأن أربعة من أفراد اللجنة ينتمون إلى السودان وإثيوبيا وكينيا تعرضوا للاعتقال والتعذيب عندما عندما حاولوا التحقق من عمليات التجنيد القسري بحق المواطنين.
مؤتمر للتعايش السلمي
اختتم مؤتمر للسلام والمصالحة استمر يومين بين الرعاة والمزارعين في ولايتي تركيكا وأمادي، بمدينة تالي.
وقالت عضو برلمان ولاية أمادي جوي أجا كليمنت، إنه تم عقد مؤتمر بين مزارعي ولاية أمادي والرعاة في تركيكا لمناقشة الأوضاع الأمنية والتعايش السلمي.
وبينت جوي أن رعاة من ولاية تركيكا أتوا بأبقارهم إلى أمادي بحثاً عن الماء والكلأ، ولتفادي الخلافات بينهم اتفق المشاركين أن على الرعاة العودة إلى مناطقهم خلال فصل الخريف. وأضافت "نحن في السلام ولا نريد خلافات بين الرعاة والمزارعين لذلك اتفقنا أن عليهم العودة إلى مناطقهم خلال فصل الخريف القادم".
وأشارت المسؤولة إلى أن المؤتمر الذي عقد في مقاطعة تالي شاركت فيه قيادات الإدارة الأهلية ومسؤولين وممثلي الشباب والنساء من ولايتي تركيكا وأمادي.
عودة لاجئين
كشف حاكم ولاية نهر ياي بجنوب السودان، إيمانويل عادل أنطوني، عن عودة أكثر من (7) آلاف شخصاً من مخيمات اللاجئين بدولة الكنغو إلى ولاية نهر ياي منذ الشهر الماضي. وقال الحاكم إنه بالرغم من تدهور الأوضاع الأمنية في بعض من أجزاء الولاية، إلا أن المواطنين ما زالوا يعودون من مخيمات اللاجئين في دولتي الكنغو وأوغندا إلى الولاية. وأضاف "لدينا سبعة آلاف عائد من الكنغو إلى لاسو لكن أوضاعهم الإنسانية سيئة لأنهم فقدوا كل ممتلكاتهم خلال الحرب ونطالب المنظمات الإنسانية بمساعدتهم".وأبان المسؤول الحكومي أنه تم فتح الطرق في الولاية خاصة طريق ياي كايا، ياي جوبا، ويايا توري، عقب الاشتباكات التي شهدتها الولاية الفترات الماضية بين القوات الحكومية وفصيل الجنرال توماس سيريلو سواكا.
وأوضح الحاكم أنه قام بزيارة الأسبوع الماضي إلى مقاطعات كاجوكيجي الكبرى لتنوير المواطنين حول اتفاق السلام المنشط، مبيناً أن شعب ياي عانى لفترة بسبب الحرب وهم يطالبون الأطراف بالالتزام باتفاقية السلام حتى يحصلوا على خدمات الصحة والمدارس والاستقرار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق