الخميس، 30 أبريل 2015

بوادر أزمة جديدة بين الخرطوم وجوبا

البشير يعطي دولة الجنوب مهلة أخيرة "للكف عن دعم وتدريب المتمردين وتجريدهم من أسلحتهم وإيقاف أنشطتهم"، والحكومة تهدد جوبا بالدخول إلى أراضيها لملاحقة المتمردين الذين ينطلقون منها لمهاجمة السودان، بعد إغلاق الجيش جميع المنافذ مع دولة الجنوب لمنع التسلل.
عماد عبد الهادي-الخرطوم
هددت حكومة الخرطوم نظيرتها في جوبا بإمكانية دخول الجيش السوداني أراضي جنوب السودان  لملاحقة المتمردين السودانيين الذين يشنون حربا ضد السودان انطلاقا من حدود الدولة الوليدة.
وتسببت هجمات عناصر من حركة العدل والمساواة السودانية على مناطق بولاية جنوب دارفور بتحريك خلافات ظلت ساكنة لما يزيد على ستة أشهر.
وكانت مجموعة من قوات حركة العدل والمساواة المتمردة قد هاجمت مناطق بولاية جنوب دارفور، وفقا للناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد الذي أكد أن الجيش كبد المهاجمين خسائر فادحة.
فرصة أخيرة
ودفعت التطورات الأخيرة الرئيس السوداني عمر البشير لتهديد جوبا بالحسم في حال لم تكف عن دعم وتأهيل المتمردين السودانيين.
ومنح البشير الذي خاطب جنوده في منطقة تلس بجنوب دارفور اليوم الثلاثاء ما أسماه فرصة أخيرة لجوبا لتجريد الحركات المتمردة من سلاحها وإيقاف أنشطتها، وإلا فإن "للجيش السوداني الحق في ملاحقة المتمردين في أي مكان".
ويعتقد خبراء إستراتيجيون أن إغلاق الحدود بين الدولتين "ولو إلى حين" سيساعد الجيش السوداني على معالجة أوضاعه مع المتمردين، وحسم ما من شأنه تهديد أمن السودان. ويرون ضرورة معالجة الأوضاع بين الدولتين بحذر "حتى لا تعود الأزمة إلى مربع تصعب معالجته".
تهديدات للسودان
وأشار الخبير الأمني العميد متقاعد آدم فرج إلى أن القرار بإغلاق الحدود مع دولة الجنوب طبيعي في ظل التهديدات التي تشكلها للسودان، واستبعد تأثير ذلك على علاقات البلدين "في ظل إدراك متبادل لوجود مصالح سياسية واقتصادية مشتركة ينبغي رعايتها".
ولفت إلى وجود مراكز قوة في دولة جنوب السودان على وعي كبير بأهمية العلاقات مع السودان، وأنها تدرك الأضرار الاقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن تنجم عن أي تصعيد بين الدولتين".
خلل أمني
وأضاف في حديث -للجزيرة نت- أن إدراك أهمية العلاقات المتبادلة "لا يمنع محاولات جهات سياسية هنا وهناك من التأثير عليها سلبا".
وكان وزير الدفاع السوداني الفريق عبد الرحيم محمد حسين قد أعلن أن الجيش السوداني أغلق المنافذ الحدودية كافة مع دولة جنوب السودان، لمنع تسلل المتمردين.
وأضاف أن قوات العدل والمساواة المتسللة من دولة جنوب السودان "دربت بكثافة خلال عام ونصف العام على أيدي خبراء وشركات أجنبية تحت رعاية جوبا ودول أخرى كثيرة معادية، وذلك بهدف إحداث خلل أمني كبير وإفساد العملية الانتخابية في السودان".
الأمن والاستقرار
واعتبر الخبير الأمني اللواء متقاعد المعز عتباني القرار سليما "نظرا لما تشكله الحدود من خطر على أمن واستقرار السودان"، وتوقع تأثير القرار سلبا وخاصة اقتصاديا.
ولم يستبعد في حديثه للجزيرة نت تطور رد فعل السودان باتجاه يدفع بتدهور العلاقات الدبلوماسية "وربما الحرب المفتوحة بين البلدين".
وأشار مدير معهد أبحاث السلام في جامعة بحري فايز عمر جامع إلى عدم سيطرة جوبا -في ظل الظروف التي تعيشها- على الأوضاع في الجنوب أو على حدودها مع السودان.
ورجّح في حديث للجزيرة نت أن يكون السودان قد قصد بتهديده مخاطبة الواقع الجنوبي مباشرة وليس إرسال رسائل سياسية لحكومة جوبا التي يعلم سلفا أنها مشغولة بضبط أوضاعها الداخلية.
وقلل جامع من ردود فعل حكومة الجنوب التي رأى أنها لزمت الصمت ولم تعلّق على التهديد السوداني سلبا أو إيجابا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق