الاثنين، 30 نوفمبر 2015

جودة الفخار .. (أنتهاك) جنوبي في وضح النهار!!

* ذكر والي النيل الأبيض عبد الحميد موسي كاشا أن قوات تابعة للجيش الشعبي بدولة جنوب السودان قامت بضرب منطقة جودة الفخار بمحلية الجبلين ما دفع المواطنين للفرار منها، ونقلت صحيفة الانتباهة الصادرة أمس عن مواطنين نزحوا وفروا من المنطقة أن الجيش الشعبي نشر قواته في المنطقة ووصفوا الخطوة بأنها محاولة احتلال، وأطلق المواطنون نداء عاجلاً للسيد والي الولاية لنقل الحدث إلى الحكومة المركزية والتدخل الفوري لطرد تلك القوات.
* وقال أولئك النقر من المواطنين المطرودين من قراهم ومناطقهم أن القوات الجنوبية منعتهم من الزراعة بالمنطقة، وذاك أمر بديهي إذ كيف لقوات محتلة أن تسمح بالزراعة وهي جاءت خصيصاً لاحتلال المنطقة وطرد مواطنيها؟
* الملاحظ في الفترة القليلة الماضية أن قضايا الحدود بين السودان وجيرانه ثارت بشكل ملفت للانتباه قضية التواجد المصري بحلايب، ثم مشكلة المجموعات الإثيوبية في الفقه بالقضارف، الأمر الذي جعل حكومة القضارف تثير الأمر في أكثير من مستوى، وتبع ذلك تكوين لجنة مشتركة من الجانبين.
* ونجد في قضايا الحدود مع الدول الجارة أن السودان دائماً في موقع (المعتدي عليه) ولم نسمع أن السودان شعباً أو حكومة قام بالاعتداء على أرض دولة جارة، وطرد مواطنيها منها أو قام بالاستيلاء على خيراتها، ولا أدري هل مرد ذلك (الخلق السوداني) الرفيع الذي يمنعه عن الاعتداء على حرمات الآخرين، أم أن لذلك سبب آخر.
*ظهور مشكلات الحدود دفعة واحدة ربما كان سببه تعامل الجانب السوداني الرسمي بشيء من (الأناة) وعدم الطرق على الحديد وهو ساخن، حتى ظن المعتدون أن (تراخي) الحكومة السودانية في مسائل الحدود هو شيء من (الضعف)، وهذا أغرى للمزيد من قضايا الحدود.
* رضي السودان بقرار انفصال الجنوب فمنح بذلك دولة الجنوب الوليدة حق الاستقلال عن الدولة الأم، احتراماً للمواثيق وعهود نيفاشا، فأصبح الجنوب دولة ذات (سيادة)، وبالمقابل لم تراع دولة الجنوب السيادة السودانية وهي لم يمض على استقلالها من السودان خمس سنوات، وقامت بإرسال قواتها إلى جودة الفخار داخل الحدود السودانية.
* جودة الفخار لم تكن في يوم ما ضمن أراضي نيفاشا المختلف حولها، فهي أرض سودانية، الحق السوداني فيها لا خلاف حوله ولا غبار عليه، ورغم ذلك تأتي قوات الجيش الشعبي فتطرد السكان السودانيين وتمنهم من أراضيهم.
* تفعل دولة الجنوب ذلك ولا يطرف لها جفن، ولديها أكثر من أربعمائة ألف لاجئ يقيمون بالأراضي السودانية ف كامل الاحترام والتوقير، ويأوي السودان مئات الآلاف من الجنوبيين الفارين من جحيم الحرب هناك فتقوم حكومة جوبا بمجازاة السودان باحتلال شبه رسمي لأرضه في جودة الفخار.
* لا ندعو إلى الحرب ولسنا من دعاتها، لكن من حق السودان أن يدافع عن أراضيه بكل الوسائل المشروعة، وحق المطالبة بالحق مكفولة له بكل المواثيق الدولية، لا نريد للدولة السودانية أن تقف مكتوفة الأيدي وأرضها تقتطع من أمام عينيها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق